قدّم القيادي الفلسطيني السابق محمد دحلان، خلال حوار مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، رؤية عامة حول خطط ما بعد الحرب في غزة، والتي يجرى مناقشتها "سرًّا".

وكشف دحلان، المستشار السابق لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الخطوط العريضة لخطة تقوم بموجبها إسرائيل وحماس بتسليم السلطة إلى زعيم فلسطيني جديد ومستقل يمكنه إعادة بناء غزة تحت حماية قوة حفظ سلام عربية.

وقال دحلان إنه "في حين تواجه هذه الخطط تحديات كبيرة، فإن زعماء مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة منفتحون على دعم العمليات التي تشكل جزءًا من الجهود التي تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية".

وذكرت "نيويورك تايمز" أن مسؤولين من 6 دول عربية اجتمعوا في السعودية، الأسبوع الماضي، لمناقشة مستقبل غزة والحاجة إلى وقف إطلاق النار، وفقا لمسؤولين فلسطينيين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما.

وبموجب الخطة التي كشفها دحلان، سيتولى زعيم فلسطيني جديد المسؤولية عن غزة وأجزاء من الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل، والتي تديرها حاليا السلطة الفلسطينية.

وقال دحلان إن هذا الزعيم سيحل محل محمود عباس، رئيس السلطة البالغ من العمر 88 عاما، والذي سيحتفظ بدور شرفي، مضيفا "لا عباس، ولا حماس.. أشخاص جدد مسؤولون في السلطة الفلسطينية".

وتابع: "إن الإدارة الفلسطينية الجديدة يمكن أن تدعو الدول العربية الصديقة لإرسال قوات للمساعدة في حفظ النظام في غزة. ودول مثل الإمارات والسعودية ستكون مستعدة للمساعدة – وتمويل إعادة الإعمار – إذا وافقت إسرائيل على إنشاء دولة فلسطينية".

وأوضح: "إذا كان هناك حل الدولتين، فالإجابة هي نعم كبيرة.. الدول العربية الرئيسية حريصة جدا على تسوية هذا الصراع.. ليست الحرب، بل الصراع بأكمله".

وأبرزت الصحيفة الأميركية أن الخطة تواجه "عقبات كبيرة"، حيث ترفض السلطة الفلسطينية، وعباس، إجراء أي تغييرات، كما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت سابق، بالاحتفاظ بالسيطرة "الأمنية الشاملة" على غزة والضفة الغربية، رافضا قيام دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل الإمارات العربية المتحدة إقامة دولة فلسطينية مستقبل غزة وقف إطلاق النار الضفة الغربية محمود عباس السعودية السلطة الفلسطينية بنيامين نتنياهو أخبار إسرائيل أخبار فلسطين أخبار العالم محمد دحلان حماس عباس إسرائيل الإمارات العربية المتحدة إقامة دولة فلسطينية مستقبل غزة وقف إطلاق النار الضفة الغربية محمود عباس السعودية السلطة الفلسطينية بنيامين نتنياهو أخبار إسرائيل السلطة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو تحت الضغط

ومع ميل الشباب الجمهوريين أكثر نحو معاداة «إسرائيل» وتبني خطاب معادٍ للسامية، وازدياد تأثير شخصيات يمينية تتحدث بلغة تشبه خطاب نيك فوينتس، يواجه هذا التحول مقاومة من المتبرعين الجمهوريين، ما يؤخر انتصار التيار المتطرف رغم وضوح اتجاهه  ريتشارد هانينا.

يُعد هانينا من أبرز الشخصيات المؤثرة في قاعدة الرئيس الأمريكي ترامب المعروفة باسم لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا MAGA ويشغل منصب رئيس مركز الدراسات الحزبية والأيديولوجيا CSPI، كما يُعرف بأفكاره اليمينية وانتقاداته الشديدة لحركة Woke (الوعي أو اليقظة) المناهضة للعنصرية.

ويرى أن الكيان هو آخر العقبات أمام سيطرة اليمين القومي الأبيض على المحافظين في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن قاعدة الرئيس تتبنّى أربعة مبادئ أساسية: تقليل الهجرة للحفاظ على الهيمنة البيضاء، الفصل بين المسيحيين البيض وغير البيض، تصنيف الأمريكيين وفق العرق والدين والأصول، واعتماد سياسات الهوية كمرتكز للحياة السياسية والاجتماعية.

ونتيجة هذا التحول داخل قاعدة ترامب الشعبية وتراجع الحماس تجاه الكيان، يمارس ترامب ضغوطًا مباشرة على مجرم الحرب نتنياهو للالتزام بوقف إطلاق النار في غزة ووقف الهجمات في سوريا والدخول في مفاوضات مع لبنان، مقابل أن يتدخّل  لدى رئيس الاحتلال إسحاق هرتسوغ لمنح نتنياهو عفوًا في قضايا الفساد. تلك هي الصفقة غير المعلنة بين الرجلين!

وبالفعل، بدأت نتائج هذه الضغوط تظهر بعد اتصال هاتفي بين ترامب ونتنياهو يوم الاثنين الماضي؛ إذ وافق نتنياهو على فتح معبر رفح جزئيًا، والمشاركة في محادثات برعاية أمريكية مع لبنان، كما صرّح بإمكانية التوصل إلى اتفاق أمني مع سوريا، وَلَمَّح إلى احتمال انسحاب الكيان من مناطق احتلها بعد سقوط نظام الأسد.

ولفرض خطته للسلام في غزة والانتقال للمرحلة التالية، دعا ترامب نتنياهو لزيارة البيت الأبيض أواخر الشهر الجاري، في زيارة ستكون الخامسة منذ عودة ترامب إلى المكتب البيضاوي   وهو امتياز لم يحظَ به أي زعيم آخر في العالم. وتشير تسريبات إلى أن ترامب قد يطلب علنًا من نتنياهو إطلاق سراح مروان البرغوثي، بوصفه المرشح الفلسطيني الأكثر شعبية والأوفر حظًا في الانتخابات المقبلة.

على الجانب الفلسطيني، يحاول الرئيس استثمار هذا التحول داخل الولايات المتحدة عبر الاستجابة لمطالب واشنطن وأوروبا بإصلاح السلطة الفلسطينية، وتشمل الإصلاحات ضمان الحكم الرشيد، تعزيز الشفافية، إجراء انتخابات حرة، تمهيد انتقال القيادة إلى جيل جديد، مكافحة الفساد، إبعاد حماس عن العملية السياسية، إضعاف المجموعات المسلحة في الضفة، وتقليص الفجوة بين الروايتين الفلسطينية والإسرائيلية، على أمل أن تؤهّل هذه الإصلاحات السلطة لتكون اللاعب الرئيسي في غزة.

لذلك جدّدت وزيرة الخارجية الفلسطينية فارسين آغابكيان دعمها لفكرة نشر قوة دولية لحفظ الاستقرار في غزة وفق خطة ترامب، وقد تزامن ذلك مع حصول السلطة على رواتب موظفيها بتمويل عربي ، ومع موافقة دول عربية على المشاركة في نواة قوة حفظ سلام طمعا أن تنتهي الخطة بإقامة دولة فلسطينية.

ويتوقع خبراء أن تُعلن إدارة ترامب، قبل زيارة نتنياهو المقبلة، تشكيل لجنة فلسطينية من شخصيات مستقلة وتكنوقراط لإدارة الشؤون اليومية في غزة تخضع لإشراف مجلس سلام يرأسه ترامب نفسه، وتبقى قائمة حتى تُنقل صلاحياتها إلى السلطة بعد اكتمال إصلاحها. وفي المقابل، تتحدث تقارير عن نقاشات داخل حماس حول إمكانية تحوّلها إلى كيان سياسي بحت مقابل التخلي عن السلاح.
لقاء البيت الأبيض سيكون لحظة مفصلية
وسط كل هذه الضغوط التي تجعل نتنياهو يبدو أداة بيد ترامب وتهدد استقرار ائتلافه، يحاول نتنياهو الظهور بمظهر القائد المستقل عبر معارضة ترامب في ملف مقاتلي حماس داخل الأنفاق.

ففي الاتصال الأخير، سأله ترامب: لماذا تقاتلون محاصرين داخل الأنفاق بدل السماح لهم بالخروج والاستسلام؟ كما طرح مبعوث نتنياهو ويتكوف مقترحًا بالعفو عن كل من يُلقي سلاحه، لكن حماس رفضت وطالبت بممر آمن لمقاتليها، ما قد يفسر موافقة نتنياهو على فتح معبر رفح لخروجهم   رغم الرفض العربي القاطع لذلك.

أرى أن لقاء البيت الأبيض سيكون لحظة مفصلية. ورغم عدم القدرة على التنبؤ بنتائجه ، إلا أن انقسام قاعدة ترامب تجاه الكيان، وضغوط حلفاء واشنطن لإنهاء المجزرة في غزة، ورغبة الإدارة في تهدئة الجبهتين السورية واللبنانية، إلى جانب سعي الولايات المتحدة للتفرغ لصراعها مع الصين واحتمال مواجهة مع فنزويلا   كل ذلك يجعل من الاجتماع المرتقب نقطة تحول قد تعيد رسم خريطة المنطقة وتكبح جماح نتنياهو.

الدستور الأردنية

مقالات مشابهة

  • هل يرسم انطباع باراك ملامح دور أمريكي في مستقبل العراق؟
  • كيف يتزايد النفوذ السعودي داخل الساحة الفلسطينية؟.. تقرير إسرائيلي يرصد التغير
  • آخر الأوضاع بالقطاع| طيران الاحتلال يقصف المناطق الغربية لرفح الفلسطينية.. نتنياهو يرفض إقامة دولة فلسطينية
  • بطلب من أمريكا.. رئيس وزراء قطر يكشف بداية علاقة الدوحة بحركة حماس
  • نتنياهو يرفض إقامة دولة فلسطينية ويصف المرحلة الثانية من اتفاق غزة بالصعبة
  • نتنياهو يرفض إقامة دولة فلسطينية ويصف المرحلة الثانية من اتفاق غزة بالصعبة| تفاصيل
  • نتنياهو تحت الضغط
  • حماس تعلن الاستعداد لتسليم سلاحها إذا انتهى الاحتلال وقامت دولة فلسطينية
  • الرئيس عباس: نريد دولة فلسطينية ديمقراطية عصرية غير مسلحة
  • منتخب الجزائر يتعرّف على منافسيه في كأس العالم 2026.. تاريخ المواجهات يكشف ملامح المجموعة