موقع النيلين:
2024-06-16@11:41:01 GMT

مقامات الغضب.. لا الترحال

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT


باغتنى بسؤاله، ولماذا ننجب؟ ما الذى يريده بإنجاب طفل، أن نكرر بلاهته وجنونى، أنا إنسانة بلا حسنات، غير حسنة ألا أكرر خطايا الطبيعة، أى مأزق أوقعت نفسى فيه بقبولى الزواج منه.

– أنا مريضة.. حقًا أنا مريضة، ورغم وجود أبى على قيد الحياة فأنا كيتيمة فى ملجأ.

– من أى عبء كنت أتخلص؟ لم أكن أتخلص من أى عبء، لم تكن الأمور واضحة لى، لم أفكر فى الأمر، روحى وعقلى كانا مساحة بيضاء خالية من أى ظلال لشك أو خوف أو لهفة، مساحة ساكنة ليست لافحة حارة ولا باردة ثلجية، بيضاء وفقط ليس فيها ما يؤذى أو يجرح أو يفاجئ، دون معنى للأشياء، دون دلالات، دون حساب للخطوة والخطوات التالية.

– ما بين الألم والضعف، يسهل أن يتم غسل مخك، وتشكيلك، كما يهوى الآخرون.

يستهلك جسدى كل طاقته، فيرسل إشارات إلى مخى، وحده مخى يفهم إشارات جسدى يستجيب لها، فأبدأ فى الشعور بالنعاس وأدخل فى النوم حتى لو كنت موجودة فى أى مكان، يهزنى زوجى، يصرخ فىّ: كسفتينى. لكنى لم أعد أتأثر بصراخه، وكيف وهو الذى يصر على التعامى وعدم الشعور بى أو الانتباه إلى أن طاقتى تنفد، هل يلوم أحد السيارة إذا توقفت بعد أن نفد بنزينها؟

– لكن ألفة الأيام تتوارى، حتى إحساسى بالبيت يتلاشى، تنمحى من الذاكرة كل ألفة صنعتها البهجة، الفرحة، الصخب، الحوادث المتلاحقة.. أحداث كثيرة ومواقف وضجيج مبهج، لكنه مختلف، شىء فىّ غير متزن كأنى فى حلزونة لا أدرى هل هذه صرخات فزع أم بهجة، هناك صرخات كثيرة حولى، لكنى أعرف أننى أصرخ فعلًا، وأننى خائفة ومضطربة وفاقدة لاتزانى، حامض مر يصعد من معدتى مع كل هذه الشقلبات الجديدة، لا يبدو جسدى فى حالة اتزان، يتلقى ضربات من كل اتجاه، صفعات خفيفة تبدو مرحة لكنها تترك بصماتها على جلدى رضوض متدرجة الألوان بين:

– الأصفر والأزرق والبنفسجى الغامق.

– لم يكن صمتى كافيًا لكسر الدائرة الكهربية.. لقطع التيار.. كان وجودى ذاته هو المكمل للدائرة الجهنمية، لم يكن هناك من حل غير أن أفتح الباب وأخرج، لكنى لم أفعل.

– لم يحدث أى شىء، ولم أكن أتوقع شيئًا، ولكن بعد أن تأكدت من هذه اللا مبالاة، من هذه القسوة، تمنيت لو أنه سأل: «مالك يا ماما»، لو أنه نادى: «ماما ماما»، إنه بكى: «ماما ماما». كان كبيرًا فى الثامنة.. هل كان كثيرًا لو احتضننى ومنحنى بعضًا من حياة، بعضًا من أمل يُحيى الموتى، هل كان كثيرًا أنى تمنيت أى شىء؟ تمنيت وتمنيت ولم أجد غير دمعة واحدة طفرت من عينى اليسرى، دمعة، حارة، ثقيلة، وحيدة مثلى.. كنت بلا جدوى أو قيمة.. سوى تجهيز العشاء.

– تحاصرنى الكلاكسات أينما سرت، من سائقين يعتقدون أنهم يملكون الحارات والأرصفة، لا ألتفت لأن العالم يتسع للجميع، لكنّ السائقين الآخرين يرمقون سيارتى السوداء «التويوتا» الجديدة بغضب أعمى، تستفز رؤيتها خلاياهم المجهدة والمضغوطة، تستدعى ذكرياتهم أيام الغربة وضغوط العمل، وربما الحاجة إلى الاستيقاظ يوم الجمعة، يوم الراحة الأبدية، يلعنونى فى سرهم تلك التى تقود سيارة دون غربة أو ألم، ينفثون عن ضغطهم بالضغط على الكلاكس.

– حين تصدم أحدهم ويرتطم جسد حى بكبوت سيارتك، تدوس على البنزين بأقصى سرعة، ليست اللا مبالاة أو اللا مسئولية، فقط أنت لا تستطيع أن تتحكم فى سيارتك أو نفسك، والأدرينالين يدفعك للهروب، حتى تستوعب ما حدث، وتحاصرك سيارة ميكروباص فتضغط على الفرامل، وتقف على بعد مائتى متر من جسد حى ينزف روحه على الرصيف، وأنت لا تستطيع أن تستعيد ما حدث.. وليس لديك سوى الخوف والرغبة فى الهرب، وبعض من الندم ستريقه، ليس الآن، فيما بعد، حين تمضى الحياة دومًا كما اتفق، وتتأكد أن كل المقدمات ستؤدى للنتيجة نفسها

– تختلط الأنساب والحدود، لا تستطيع أن تتمسك بقواعدك وقوانينك طوال الوقت.

صفاء النجار – جريدة الدستور

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ختام ليالي العرض المسرحي "ماما أنا آسف" بثقافة الفيوم

يشهد فرع ثقافة الفيوم، عددا من اللقاءات الثقافية والورش الفنية، التي تقدمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، في إطار برامج وزارة الثقافة.

 اللقاءات الثقافية والورش الفنية

يأتي هذا فى إطار الفعاليات التي ينظمها الفرع تحت إشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، بقصر ثقافة الفيوم والمكتبات الفرعية.

حلال ذلك يختتم فرع ثقافة الفيوم، مساء اليوم السبت، فعاليات العرض المسرحي "ماما أنا آسف" لفرقة الفيوم العرض تأليف وأشعار سامح الرازقي وإخراج عيد عثمان، ليتم إسدال الستار على العرض المسرحي الذي انطلقت أولى لياليه يوم 6 يونيه واستمرت بشكل يومي حتى العرض الختامي اليوم السبت 15 يونيه، وذلك على مسرح مجلس مدينة الفيوم في الساعة التاسعة مساء يوميا.

يقام العرض المسرحي تحت إشراف سماح كامل مدير عام الفرع، وبحضور أعضاء لجنة التحكيم المخرج حمدي حسين ومهندسة الديكور نهله مرسي ومخرج مسرح العرائس ناصر عبد التواب، وعدد كبير من المثقفين والأدباء ورواد فرع ثقافة الفيوم.

واستمرارا للنشاط المنفذ بإشراف إقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، وفرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل، شهدت مكتبة الكعابي، بالتعاون مع قسمي التمكين الثقافي والجمعيات الثقافية، ورش فنية أحدهما من الورق الكرتون، وأخري لإعادة التدوير من مخلفات البيئة.

ورش فنية لتعليم أساسيات الرسم للأطفال بفرع ثقافة الفيوم 

وشهدت مكتبة الطفل والشباب بطامية ورشة لتعليم أساسيات الرسم التابعة لقسم المواهب والفنون التشكيلية، نفذها محمود سالم الفنان التشكيلي بالمكتبة، بينما نفذت مكتبة الطفل والشباب بسنورس ورشة مسرح بعنوان ( المبدع الصغير ) أدار الورشة الفنان اميل ألفنس، تضمنت التدريب على الأداة الأولى والأهم للممثل وهي أداة التركيز وأهمية تعريف معنى كلمة الممثل، وتوعية المتدربين على أهمية هذا التدريب لرفع قدرات الممثل الشامل.

 حيث أن برنامج الورشة عبارة عن فن التمثيل، الغناء والموسيقى، فن التعبير الحركي، فن الدراما وكتابة القصة، فن تصنيع الديكور والملابس من الخامات الغير مستخدمة (إعادة التدوير).

جاءت الفعاليات ضمن الأنشطة المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، والمنفذة بفرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل مدير عام الفرع، ضمن البرامج والفعاليات الثقافية والفنية التي ينظمها الفرع بالمكتبات الفرعية وبيوت الثقافة بالقرى والمراكز. 

مقالات مشابهة

  • ريهام سعيد: محمد هنيدي تقدم للزواج مني لكن ماما رفضت
  • الغضب من ضعف والانقطاع المتكرر للأنترنيت يصل إلى البرلمان
  • ختام ليالي العرض المسرحي "ماما أنا آسف" بثقافة الفيوم