التربية الفكاهية.. دليل الآباء للتخلي عن الغضب مع الحفاظ على الجدية
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
عادة ما يضطر الآباء إلى الجدية والانضباط الصارم لضبط سلوك الأطفال. ويتصور البعض أن تكون أبا يعني أن تكون عابسا أو جديا طوال الوقت حتى يصغي إليك أبنائك. لكن المختصين كشفوا أن "الفكاهة" قد تكون أداة تربوية فعالة أكثر، تساعد في تقوية الروابط العاطفية، وتعزيز المرونة النفسية، وحتى تحسين سلوك الأطفال. فهل حان تغيير الصورة النمطية للأب العابس والأم الغاضبة؟
الفكاهة أداة تربية فعالةعلى مدار سنوات، شدد الخبراء على أهمية تربية الأبناء ضمن إطار من الانضباط والثبات، معتبرين أن وجود قواعد واضحة يرسّخ لدى الطفل شعورا بالأمان والمسؤولية، ويساعده على التمييز بين السلوكيات المقبولة وتلك المرفوضة.
إلا أن دراسة حديثة أعدّها باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا، ونُشرت في مجلة "بي إل أو إس" (PLOS) للأبحاث الاجتماعية والإنسانية، أظهرت أن استخدام الفكاهة في التربية قد يكون أكثر فاعلية.
وبيّن الباحثون أن العديد من الآباء الذين دمجوا روح الدعابة في أسلوبهم التربوي لاحظوا تحسنا في علاقتهم بأبنائهم، كما أشار الأبناء، عندما بلغوا سن الرشد، إلى أنهم ينظرون لتجربتهم التربوية بشكل أكثر إيجابية بفضل هذا الأسلوب.
أجرى الباحثون استطلاعا شمل 312 شخصا تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاما، ووجدوا أن أكثر من نصفهم ممن قالوا إن علاقتهم جيدة بوالديهم، ويحتفظون بذكريات جيدة عنهم كانوا قد نشؤوا في بيئة استخدم فيها الأهل الفكاهة. وقالوا إنهم سيستخدمون أسلوب التربية نفسه مع أبنائهم.
ما الذي يجعل الفكاهة أداة فعالة؟تلعب الفكاهة والضحك دورا بالغ الأهمية في نشأة الطفل النفسية والاجتماعية، وتعدد مؤسسة "مايند-فل" المعنية بصحة الأطفال والمراهقين، تأثير الفكاهة على الطفل، منها:
تخفيف التوتر: يمكن أن تساعد الفكاهة في تخفيف التوتر قبل تصاعده، وتخلق فرصة للتواصل الفعال وحل المشكلات. فتغيير الحالة المزاجية السيئة: باستخدام الفكاهة وقت غضب الطفل أو بكائه يمكن أن يغير سلوكه ويحول الموقف.
إعلانالترابط وتعزيز التواصل: مشاركة النكات والتجارب المضحكة مع الأطفال تجعلهم يشعرون بالألفة وتعزز الرابطة بينهم وبين آبائهم، كما أنها تنشئ شعورا مشتركا بالفرح بينهم.
تعليم دروس مهمة في الحياة: باستخدام الفكاهة والحكايات المضحكة يمكن للوالدين إيصال رسائل عن المسؤولية والتعاطف واللطف وغيرها من القيم.
التعامل مع التحديات: تخفف الفكاهة من الأعباء النفسية، وتقدم منظورا يساعد على تجاوز المواقف الصعبة بروح مرحة.
المرونة: يمكن للفكاهة أن تنمي المرونة لدى الأطفال من خلال تعليمهم تقبل الإخفاقات بروح رياضية، وتشجعهم على عدم أخذ الأمور بجدية مفرطة، مما يعزز قدرتهم على التعافي من الصعوبات.
الصحة النفسية: تعزز الفكاهة المرونة النفسية للطفل والقدرة على التعامل مع المواقف الصعبة.
الفكاهة في التربية هي استخدام المرح والضحك والإيجابية كوسيلة لتعزيز العلاقة بين الوالدين والطفل والتعامل بفعالية مع المواقف الصعبة. فهي لا تقتصر على التسلية فقط، بل تمثل أداة تربوية قوية تساعد على تخفيف التوتر والضغط. وعندما يستخدم الآباء الفكاهة، كالضحك على النفس أو إضحاك أطفالهم فإنهم يقدمون نموذجا صحيا في مواجهة التحديات.
ومع ذلك، اعتبرت الدكتورة كاتي هيرلي، كبيرة المستشارين السريريين في مؤسسة "جيد"، وهي منظمة تعنى بالصحة النفسية للمراهقين والشباب، أن الفكاهة كأداة للتربية ليست الحل الأمثل في كل المواقف.
وقالت هيرلي، في تقرير على "سي إن إن"، إن هناك عددا من الاعتبارات عند استخدام الفكاهة، منها:
مراعاة عمر الطفل: حيث تختلف أنواع الفكاهة التي يستجيب لها الأطفال باختلاف أعمارهم. الرضع يفضلون الفكاهة التعبيرية، وأطفال ما قبل المدرسة يفضلون القصص، بينما يتطور الحس الفكاهي لدى الأطفال الأكبر سنا في المواقف.
احترام مشاعر الطفل: لا ينبغي استخدام الفكاهة للسخرية من الطفل أو التقليل من شأنه، حيث تعتبر السخرية نوعا معقدا من الفكاهة غالبا ما تستخدم للتعبير عن الغضب، وقد تؤدي إلى إيذاء مشاعر الطفل.
اختيار التوقيت المناسب: من الضروري تقييم الموقف ومدى ملاءمة الفكاهة فيه. إذ تتطلب المواقف الحساسة أو الجدية، مثل الغضب أو الحزن حساسية كبيرة في التعامل، وقد لا تكون الفكاهة مناسبة في هذه اللحظات. من المهم أيضا، ألا تكون الفكاهة أمام أشخاص آخرين إذا كانت تزعج الطفل.
الحفاظ على التوازن: عدم الاعتماد على الفكاهة وحدها كإستراتيجية تربوية. هناك أوقات تتطلب حوارا جادا أو نهجا حازما.
استخدام الفكاهة لبناء العلاقة: أفضل أنواع الفكاهة هي تلك التي تضع الوالد والطفل على "الجانب نفسه"، وتشعر الطفل بالأمان والانتماء.
تجنب فرض القوة: نظرا لوجود فارق في توازن القوة بين الآباء والأطفال، يجب توخي الحذر في استخدام الفكاهة حتى لا تتحول إلى أداة ضغط أو تهكم.
إعلانالهدف: الفكاهة في التربية يجب أن تستخدم لتقوية العلاقة، وتخفيف التوتر، وتعليم مهارات حياتية، لا لتحقيق الراحة الأبوية فقط للخروج من موقف ضاغط.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الفکاهة فی
إقرأ أيضاً:
كمادات الأمان.. سر خفض حرارة الأطفال دون مخاطر
شهدت محركات البحث خلال الساعات الماضية زيادة ملحوظة في تساؤلات الأمهات حول الطرق الصحيحة لاستخدام الكمادات لخفض درجة حرارة الأطفال، خاصة مع انتشار نزلات البرد والفيروسات الموسمية.
وأكد أطباء الأطفال أن الكمادات بالماء الفاتر تُعد الخيار الأكثر أمانًا وفاعلية، محذرين من استخدام الطرق التقليدية الخاطئة التي قد تُعرّض الطفل للخطر.
وأوضح الأطباء أن الكمادات يجب أن تُستخدم بماء غير مثلج وغير ساخن، مع وضع الفوطة القطنية على مناطق أساسية تساعد على خفض الحرارة سريعًا مثل الجبهة والرقبة وتحت الإبطين والبطن والفخذين، مع تبديل الكمادة كل دقيقة أو دقيقتين لضمان فعاليتها.
وحذر الخبراء من اللجوء إلى كمادات الثلج أو الخل أو الكحول، مؤكدين أنها قد تسبب انقباض الأوعية الدموية أو تسممًا جلديًا نتيجة امتصاص الكحول عبر الجلد، فضلًا عن أنها لا تُخفض الحرارة بشكل صحيح.
وأشار الأطباء إلى ضرورة تخفيف ملابس الطفل، وتقديم السوائل الدافئة، والحرص على تهوية الغرفة جيدًا، إلى جانب استخدام خافض الحرارة المناسب للعمر في حال الحاجة.
كما نبهوا إلى ضرورة التوجه للطبيب فورًا إذا تجاوزت حرارة الطفل 39.5 درجة أو ظهرت عليه أعراض خطرة مثل التشنجات أو صعوبة التنفس أو فقدان الوعي، أو إذا كان عمره أقل من 3 أشهر.
وفي ظل ارتفاع الإصابات الموسمية، شدد المختصون على أهمية وعي الأمهات بالطريقة الصحيحة لعمل الكمادات لضمان خفض الحرارة بأمان وسرعة دون تعريض الأطفال لأي مضاعفات.