عقبات أمام إدخال المساعدات إلى غزة .. مرحلة ربط الحجارة بدأت في الشمال
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
سرايا - وسط سياسة التجويع التي تمارسها قوات الاحتلال في قطاع غزة، بالتوازي مع حملة الإبادة الجماعية بحق المدنيين العزل، تبقى عملية وصول المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، معضلة كبيرة، ناهيك عن عدم كفايتها بالمرة لتلبية احتياجات سكان القطاع، ما تسبب في انتشار الجوع، خصوصا في المناطق الشمالية.
وتحذر منظمات إغاثية من أن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة، عبر منفذي رفح وكرم أبو سالم البريين - وهما الممران الإنسانيان الرئيسيان إلى غزة- لا تغطي سوى 10 بالمئة من احتياجات سكان القطاع.
رحلة دخول المساعدات
تواجه المساعدات الإنسانية الموجّهة إلى قطاع غزة عقبات عديدة تحول دون وصولها إلى القطاع المحاصر، أبرزها تعقيدات التفتيش، وتحديد الكميات، واستمرار القصف على قوافل المساعدات نفسها.
ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عمدت قوات الاحتلال إلى إغلاق كافة المعابر مع قطاع غزة، وفرضت حصارا مطبقا عليه، في عقاب جماعي طال نحو أكثر مليونين وثلاثمئة ألف في قطاع غزة.
عقب ضغوطات دولية، سمحت قوات الاحتلال بإدخال كميات ضئيلة من المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي، لكنها اشترطت إجراء عمليات تفتيش واسعة ودقيقة على كل ما يدخل من مصر إلى غزة، وسط تسليم وإذعان من النظام المصري للشروط الإسرائيلية، رغم أن معبر رفح مصري فلسطيني خالص.
على إثر الشروط أصبحت الشاحنات تعبر من الجانب المصري لمعبر رفح، وبدل أن تقطع نحو مئة متر فقط لتصل إلى الجوعى في غزة، تسافر أكثر من مئة كيلو متر شرقا لتصل إلى معبر نيتسانا الإسرائيلي، لتجري هناك عمليات تفتيش دقيقة من قوات الاحتلال، قبل أن يسمح لها بالعودة من نفس الطريق، ومن ثم يسمح لها بالدخول إلى القطاع، الأمر الذي يعيق وصول المساعدات، ويؤخر دخولها لأيام أحيانا، مما زاد من معاناة أهالي غزة وأدخلهم في حالة من الجوع، وانتشار الأمراض، بفعل شح الغذاء والمستلزمات الطبية.
جرى لاحقا فتح معبر كرم أبو سالم لإدخال المساعدات، حيث صارت الشاحنات التي يجري تفتيشها تمر عبر المعبر، وصولا إلى غزة، إلا أن ذلك لم يحدث أي تغيير في واقع الحال، فلم تتحسن الكميات المدخلة إلى قطاع غزة، ناهيك عن مشكلة جديدة في هذا المسار تتمثل في مظاهرات تقطع الطريق على المساعدات القادمة للمعبر، يقف خلفها اليمين المتطرف في دولة الاحتلال، ووزراء في الحكومة، تحت ذريعة الضغط على حركة حماس، ودفعها لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
وكان القطاع يستقبل يوميا نحو 600 شاحنة من الاحتياجات الصحية والإنسانية، قبل الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر، إلا أن العدد تدنى إلى نحو 100 شاحنة يوميا في أفضل الظروف.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: قوات الاحتلال إلى قطاع غزة إلى غزة
إقرأ أيضاً:
700 طبيب وممرض في إيطاليا يطلقون حملة صيام تنديدا بتجويع أهالي غزة
#سواليف
أطلق أكثر من 700 من #الأطباء و #الممرضين والعاملين في القطاع الصحي في إقليم “توسكانا” وسط #إيطاليا، #حملة_صيام رمزية احتجاجا على #الإبادة_الجماعية و #التجويع_المتعمد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع #غزة.
ووفقا لصحيفة /كورييري فيورنتينو/ الإيطالية، بدأ المشاركون بالصيام بالتناوب منذ يوم الثلاثاء، أمام أكثر من 40 مستشفى ومركزا طبيا في أنحاء “توسكانا”، حيث امتنعوا عن تناول وجبة الغداء خلال فترات الاستراحة من العمل، تعبيرا عن تضامنهم مع المدنيين في غزة.
ورفع الأطباء والممرضون لافتات تندد بالعدوان الإسرائيلي، وتصف ما يجري في القطاع بأنه عملية إبادة وتجويع ممنهج، ونشروا صورا لهم أمام المؤسسات الصحية التي يعملون فيها.
مقالات ذات صلةوقال منظمو الحملة في بيان: “لا يمكننا أن نظل صامتين إزاء المأساة في غزة. بعد 21 شهرا من الحرب وأكثر من 60 ألف ضحية، كثير منهم من الأطفال، يموت الناس الآن بسبب الجوع”.
وأضاف البيان: “الحكومة الإسرائيلية ترتكب إبادة جماعية، وتقوم بتجويع شعب بأكمله بشكل متعمد”.
ومنذ 2 آذار/مارس الماضي، تهربت “إسرائيل” من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة “حماس” يقضي بوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود.
ووفق معطيات وزارة الصحة في غزة، استشهد أكثر من 1.132 فلسطينيا، أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية، وأصيب ما يزيد عن 7.521 شخص، إلى جانب أكثر 45 مفقودا، برصاص قوات الاحتلال داخل مراكز توزيع المساعدات المزعومة، التي توصف بـ”مصائد الموت”.
وتحذر “منظمات المجتمع المدني في قطاع غزة”، من تفاقم المجاعة في القطاع، في ظل استمرار “إسرائيل” في استخدام سياسة “العلاقات العامة” لتضليل المجتمع الدولي عبر الترويج الزائف لوصول المساعدات، في حين أن الكارثة الإنسانية في غزة بلغت مستويات غير مسبوقة منذ بدء العدوان.
وأوضحت المنظمات، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي “تواصل تضليل العالم” من خلال الإيحاء بدخول شاحنات مساعدات إلى القطاع، بينما يُمنع فعليا وصولها إلى المناطق المحتاجة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر على غزة إلى استشهاد نحو 60 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 145 ألفاً، بالإضافة إلى تشريد سكان القطاع بالكامل وتدمير واسع النطاق، وصِف بأنه غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب تقارير فلسطينية ودولية.