تايلور سويفت على رأس قائمة أعداء مؤيدي ترامب.. لماذا تُتهم بالترويج لبايدن؟
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
أظهر استطلاع حديث للرأي أن واحدا من كل 5 أميركيين تقريبا يؤكدون إيمانهم بنظرية مفادها أن تايلور سويفت جزء من مؤامرة لتعزيز الرئيس جو بايدن، بينما يسعى لولاية أخرى في منصبه.
ووجد الاستطلاع، الذي نشرته جامعة مونماوث، الأربعاء الماضي، أن 18% من الأميركيين يعتقدون أن الجهود الحكومية السرية التي تبذلها لمساعدة جو بايدن على الفوز بالانتخابات الرئاسية موجودة بالفعل، حسب الجامعة.
في الأسابيع الأخيرة، انتشرت نظريات المؤامرة حول سويفت، حيث توقع بعض المعلقين المحافظين وغيرهم من الجمهوريين البارزين أن سويفت من صناعة البنتاغون، ومن بين المشاركين في الاستطلاع الذين قالوا إنهم يؤمنون بهذه النظرية، 71% يتعاطفون مع الحزب الجمهوري، أو يميلون إليه بشكل عام.
بينما أشار باتريك موراي، مدير معهد الاستطلاعات المستقل بجامعة مونماوث، أن العديد ممن استُطلعت آراؤهم لم يسمعوا عن تايلور سويفت أثناء إجراء البحث، لكنهم يتقبلون فكرة المؤامرة كونها ذات مصداقية.
نظرية المؤامرةبدأت نظريات المؤامرة التي تتعلق بسويفت وانتخابات 2024 بالانتشار في وقت سابق من هذا العام، حيث أعلن أحد مضيفي قناة فوكس نيوز "منذ حوالي 4 سنوات طرحت وحدة العمليات النفسية في البنتاغون تحويل تايلور سويفت إلى أحد أهدافهم، خلال اجتماع لحلف شمال الأطلسي".
وفي وقت سابق، أدى تقرير لصحيفة نيويورك تايمز مفاده أن حملة بايدن كانت تتطلع إلى الحصول على تأييد سويفت، إلى تأجيج سلسلة من المؤامرات، بما في ذلك مؤامرة مفادها مباراة السوبر بول (مباراة سنوية فاصلة لتحديد بطل الموسم لبطولة الرابطة الوطنية لكرة القدم الأميركية)، التي ادعى المحافظون اليمينيون أنها جزء من مؤامرة الحكومة، سيتُلاعب باللعبة لصالح فريق كانساس سيتي تشيفز، حتى تتمكن سويفت من إعلان تأييدها لبايدن أمام الملايين، في مباراة يتابعها أغلبية الأميركيين.
وقبل ساعات من المباراة نفسها، التي تشجع فيها نجمة البوب صديقها ترافيس كيلسي، نجم فريق كانساس سيتي تشيفز، أرسل الرئيس السابق دونالد ترامب برسالة إلى سويفت يطالبها فيها بعدم تأييد بايدن.
ونسب ترامب الفضل لنفسه في ثروة سويفت، واصفا التأييد المحتمل لبايدن بأنه “خيانة للرجل الذي كان سببا في كسبها لكثير من المال”، بينما وصف ترامب، الرئيس الأميركي جو بايدن بـ "المحتال" و" الرئيس الأسوأ والأكثر فسادا في تاريخ بلادنا".
وأضاف في رسالته عبر منصة تروث سوشيال "لقد وقّعت وكنت مسؤولا عن قانون تحديث الموسيقى لتايلور سويفت وجميع الفنانين الموسيقيين الآخرين".
وتابع "جو بايدن لم يفعل أي شيء من أجل تايلور، ولن يفعل ذلك أبدا"، في إشارة إلى التشريع الذي وقّع عليه في 2018 الذي يهدف إلى تحديث قوانين حقوق الطبع والنشر.
كما عبّر ترامب عن حبه لترافيس كيلسي، على الرغم من أنه قد يكون ليبراليا، وربما لا يستطيع تحملي، حسب وصفه.
"فلوريدا!!!"أغنية "فلوريدا!!!"، هي جزء من الألبوم 11 لسويفت، الذي سيصدر في أبريل/نيسان القادم. لم يُكشف عن الأغنية بعد، لكن سويفت أصدرت غلاف الألبوم الذي أظهر كلمة فلوريدا مصحوبة بعلامات التعجب الثلاث من بين عناوين الأغاني .
وبطبيعة الحال، أثار اسم الأغنية جدلا واسعا، حيث رأى كثيرون أنه إذا كانت سويفت ستكتب أغنية عن ولاية ما، فربما كان الأوْلى بها أن تكتب عن ولاية بنسلفانيا أو تينيسي، وهي الولايات التي نشأت فيها، لكن تقديم أغنية بعنوان فلوريدا تعني أنها جزء من مؤامرة سياسية لسرقة الانتخابات من دونالد ترامب، في الولاية الأكثر دعما له، حسب محللين.
فقد لاحظ مراقبون سياسيون منذ فترة طويلة أنه من الصعب جدا على المرشحين الرئاسيين الجمهوريين الفوز بعدد كافٍ من أصوات الهيئة الانتخابية، دون الفوز بفلوريدا.
فمن حيث المسجلين في الاقتراع في الانتخابات هذا العام، هناك 5.1 ملايين جمهوري مسجل، مقابل 4.3 ملايين ديمقراطي مسجل في ولاية فلوريدا
لكن الولاية تضم -أيضا- 3.5 ملايين ناخب مسجل ليس لديهم أي انتماء حزبي، وملايين آخرين، خاصة الناخبين الشباب، الذين يحق لهم التصويت، ولكنهم لا يصوّتون على الإطلاق.
ما يقرب من واحد من كل 4 ناخبين مسجلين في فلوريدا لم يدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
هل تايلور سويفت تؤيد بايدن؟المغنية وكاتبة الأغاني تايلور سويفت لم تؤيد إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن حتى الآن، لكنها من أبرز مؤيدي جو بايدن في انتخابات 2020، ودعت معجبيها للتصويت في صناديق الاقتراع، وعبرت عن أسفها لعدم مشاركتها في الانتخابات الرئاسية في 2016، عندما فاز ترامب بولايته الأولى، وهو ما دعا مصادر مقربة من دائرة دونالد ترامب إلى التخطيط لـ "حرب مقدسة" على سويفت إذا أعلنت تأييدها لجو بايدن في انتخابات 2024، بلغت حد وضع اسمها على قائمة أعداء أنصار ترامب.
ولكن عدم إعلان نجمة البوب الأميركية موقفها من الانتخابات الرئاسية، لم يمنع العاملين في حملة الرئيس السابق، وحلفاء ترامب القدامى في وسائل الإعلام اليمينية، ومجموعة من المستشارين الخارجيين له، من التكهن بأنها ستؤيد بايدن كما فعلت في انتخابات 2020.
وكانت سويفت قد انتقدت ترامب خلال انتخابات 2020، واتهمته بمحاولة "الغش الصارخ وتعريض حياة ملايين الأميركيين للخطر"، في أعقاب جهود إدارة ترامب لعرقلة التصويت عبر البريد وسط جائحة كوفيد-19.
بينما حاول جيسون ميلر، كبير مستشاري حملة ترامب، من التقليل من أهمية دعم سويفت لبايدن، في رسالة كتبها لموقع رولينغ ستون قال فيها "ربما يعتمد جو بايدن على تايلور سويفت لإنقاذه، لكن الناخبين ينظرون إلى معدلات التضخم المرتفعة هذه ويقولون "لن نعود معا أبدا".
شعبية تايلور سويفت المخيفةقبل أيام حققت سويفت إنجازا غير مسبوق في تاريخ جوائز "غرامي" بنيلها للمرة الرابعة لقب ألبوم العام، وبهذه الجائزة التي حصلت عليها سويفت عن ألبومها "ميدنايتس" (Midnights)، باتت النجمة البالغة 34 عاما الأكثر فوزا بجوائز عن ألبوماتها.
تايلور سويفت مغنية أميركية شهيرة، عُرفت بأغاني البوب الريفية، ولديها جمهور يعشقها، وبعضهم يسمي نفسه "سويفترز" (أي المنتمون إلى سويفت)، وتشهد حفلاتها حضورا كثيفا يعكس هذه الجماهيرية الواسعة.
وخلال حفل أحيته في مدينة سياتل في يوليو/تموز الماضي، حضر 70 ألفا من جمهورها، وكانوا أشبه بجمهور إحدى مباريات كأس العالم، وتسبب التفاعل الصاخب، بالقفز والرقص، لهذا العدد الكبير في هزة أرضية عادلت درجتين فاصل 3 على مقياس ريختر، خلال أدائها أغنية "شيك إت أوف".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسیة تایلور سویفت جو بایدن جزء من
إقرأ أيضاً:
لماذا يبدو الاقتصاد الأميركي متماسكا رغم التحذير من سياسات ترامب؟
رغم مرور 6 أشهر فقط على بدء الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب، لم تُفضِ سياساته الاقتصادية والجيوسياسية المثيرة للجدل إلى التراجع المتوقع في المؤشرات الاقتصادية.
وعلى عكس التحذيرات، يبدو أن الاقتصاد الأميركي -على الأقل في الوقت الراهن- يُبدي قدرا كبيرا من الصمود في مواجهة سلسلة من الصدمات شملت الرسوم الجمركية، والقيود على الهجرة، وتقليص حجم الحكومة الفدرالية، وفقا لتحليل موسّع نشرته فايننشال تايمز بقلم مايلز ماكورميك وكلير جونز.
البيانات تفوق التوقعاتوفي أبريل/نيسان الماضي، شهد الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة انكماشا بنسبة 0.5%، وهو أول انكماش ربع سنوي منذ 3 سنوات.
بيد أن الأسواق تجاهلت هذا التراجع، وفسّر المستثمرون ذلك على أنه نتيجة لاندفاع الشركات نحو استيراد البضائع قبل بدء تنفيذ الرسوم الجديدة التي أُعلنت في ما سُمي بـ"يوم التحرير" في الثاني من أبريل/نيسان الماضي.
ووفقا لتوقعات الاحتياطي الفدرالي في أتلانتا، من المنتظر أن يرتفع النمو إلى 2.4% خلال الربع الثاني. ويقول توماس سيمونز، كبير الاقتصاديين في بنك جيفريز الاستثماري، إن "الاقتصاد لا يُظهر حاليا إشارات مقلقة"، مضيفا أن النظرة التشاؤمية للمستهلك الأميركي أصبحت في كثير من الحالات منفصلة عن الواقع الاقتصادي.
ثبات رغم العاصفةوفي ظل السياسات الجديدة، كان يُتوقع أن يتأثر سوق العمل بشدة، لكن البيانات جاءت معاكسة. فقد أُضيف نحو 800 ألف وظيفة خلال النصف الأول من العام، مع استقرار معدل البطالة عند 4.1%، وهو ما يُعتبر قريبا من التوظيف الكامل.
في الوقت ذاته، ارتفعت ثقة المستهلك في يوليو/تموز الحالي إلى أعلى مستوى لها في 5 أشهر، بحسب استطلاعات جامعة ميشيغان.
كما جاءت نتائج الشركات الكبرى مفاجئة في قوتها. فبحسب بيانات شركة "فاكتست" للبرمجيات المالية، فإن 80% من الشركات المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" التي أعلنت نتائجها حتى نهاية الأسبوع الماضي، سجلت أرباحا فاقت التوقعات.
واستغل ترامب هذه الأرقام للضغط على الاحتياطي الفدرالي لخفض أسعار الفائدة، وقد قام مؤخرا بزيارة نادرة للبنك الفدرالي الأميركي، هي الأولى من نوعها منذ زيارة الرئيس جورج دبليو بوش قبل نحو عقدين، في محاولة جديدة لدفع جيروم باول لتيسير السياسة النقدية.
التضخم والسياسات الجمركيةوخلافا لما حذّر منه الاقتصاديون، لم تؤدِ الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب إلى ارتفاع فوري في الأسعار. فقد بلغ معدل التضخم السنوي 2.7% في يونيو/حزيران الماضي، وهي نسبة تظل دون سقف 3%، وتُعد قريبة من هدف الاحتياطي الفدرالي البالغ 2%.
إعلانوكان التضخم قد تجاوز 9% في 2022 على خلفية تداعيات جائحة كورونا (كوفيد-19).
بيد أن بعض المؤشرات بدأت تُظهر تغيرا، فقد ارتفعت أسعار بعض السلع المستوردة -مثل الأدوات المنزلية والملابس والإلكترونيات- بشكل طفيف، كما تراجعت مبيعات المنازل إلى أدنى مستوى لها خلال 9 أشهر، بفعل ارتفاع الأسعار وأسعار الفائدة العقارية.
وفي هذا السياق، يقول موريس أوبستفيلد من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي: "الاقتصاد يبدو متماسكا على السطح، لكن هذه المتانة قد تكون مضللة، وقد تتكشف هشاشته في الفصول المقبلة".
جدل اقتصادي وإعادة تقييم النماذج التقليديةوأثار الأداء الاقتصادي غير المتوقع جدلا واسعا بين الاقتصاديين والمستشارين. وصرح جو لافورنيا، مستشار وزير الخزانة، للصحيفة: "الاقتصاديون أخطؤوا في التوقعات على مدار 5 أشهر متتالية، فلماذا أُصدّقهم الآن؟".
ويرى أن النماذج الاقتصادية السائدة تعتمد بشكل مفرط على فرضية أن الأسواق الحرة دائما هي الأمثل، متهما أصحاب هذه النماذج بـ"الجمود الجماعي" والتركيز الزائد على جانب الطلب.
من جانبه، اعتبر بيتر نافارو، مهندس الحرب التجارية لترامب، أن الرسوم الجمركية تُحمّل عبئها على المنتجين الأجانب "اليائسين للبيع داخل السوق الأميركية"، وليس على المستهلك الأميركي كما يروّج المنتقدون.
لكن مع ذلك، بدأت بعض المصارف الاستثمارية -مثل "غولدمان ساكس"- تخفّض من توقعاتها لنمو الناتج المحلي. فبعدما كانت تتوقع نموا بنسبة 2.4% في مطلع العام، عدّلت تقديراتها إلى 1.1% فقط بنهاية يوليو/تموز.
ورغم المؤشرات الإيجابية، لا يبدو أن لجنة السوق المفتوحة في الاحتياطي الفدرالي ستُقدم على خفض أسعار الفائدة في اجتماعها المقبل هذا الأسبوع. فقد أشار التقرير إلى أن معظم أعضاء اللجنة يفضلون انتظار المزيد من البيانات قبل اتخاذ قرار.
مع ذلك، من المتوقع أن يُسجّل اجتماع الأربعاء رفض عضوين للتوجه الحذر، وهما الحاكمان كريستوفر والر وميشيل بومان -وكلاهما عيّنه ترامب- إذ أعربا عن قناعتهما بأن أثر الرسوم الجمركية على الأسعار سيكون مؤقتا.
استنتاجات متضاربة ومخاوف كامنةوعلى الرغم من التفاؤل داخل البيت الأبيض، لا تزال هناك مخاوف من أن التأثير الكامل للسياسات التقييدية، كحملات الترحيل الجماعي وتقليص العقود الحكومية، لم يظهر بعد.
ويحذّر خبراء من أن الشركات قد تبدأ في تمرير التكاليف الإضافية للمستهلكين مع استقرار السياسات التجارية.
وفي هذا السياق، يقول أوبستفيلد: "الاقتصاد، من الخارج، يبدو صلبا. لكن هناك توترات واختلالات كامنة قد تتفاقم قريبا".
وبينما يواصل ترامب المضي قدما في أجندته الاقتصادية غير التقليدية، تبقى الولايات المتحدة -كما تُظهر فايننشال تايمز- في منطقة رمادية، بين أداء مفاجئ بالقوة ومخاطر يصعب التنبؤ بموعد تفجرها.