قال الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن من يطالع القرآن الكريم يجد خرائط ترسم الحياة على مبدأ الحوار وتعزيز الوعي بالأمن والسلام، فقد ساق القرآن البشرية كلها بكل أنساقها وأطيافها وتنوع أديانها وطوائفها ومذاهبها إلى حياة الإلف والإخاء الإنساني، وأنقذها بالحوار من عناء التدابير الفكرية المنزلقة.

وأضاف عميد الدعوة الإسلامية خلال كلمته بالجلسة الحوارية الدولية بعنوان: «أهمية حوار الأديان والحضارات في تعزيز الوعي بالأمن الفكري والسلام العالمي»، بمركز الأزهر للمؤتمرات، أن حوار الأديان في ظل منهج الإسلام يحقق الأمن الاجتماعي فهو يرمي إلى بناء الأمجاد وعمارة البلاد ويذيب ضراوة الأحقاد ومرارة الحصاد، فهو يجمع السلم وحماية الأوطان في مضامينه، ويحفظ هيبة الدين في دواوينه، ووثيقة المدينة المنورة شاهدة على أهمية لغة حوار الأديان في حماية المحلات والبلدان والأوطان.

الجلسة الحوارية الدولية بعنوان أهمية حوار الأديان

من جانبه قال السيد يوسف الصديقي، عضو مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، إن مفهوم الحوار بين أتباع الأديان في جوهره يهدف إلى تفعيل القيم الدينية والأخلاقية التي توافقت عليها شرائع الأديان، لتحقيق التعايش والسلم والأمن، وتتأسس معه ثقافة إنسانية تقوم على تقبل الاختلاف والتنوع والتعاون بين البشر، مشيرًا إلى أن الإيمان بالحوار يؤدي بنا إلى التغلب على الصراعات والحروب.

الجلسة الحوارية الدولية بعنوان أهمية حوار الأديان

وأوضح الدكتور رضا السعيد، أستاذ الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، رئيس قسم البحوث والتدريب بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنَّ المؤسساتِ الدينيةَ المتنوعةَ قد استطاعتْ فِي الفترةِ الماضيةِ أنْ تنقلَ قضايا الحوارِ الدينيِّ والحضاريِّ نقلةً نوعيةً غيرَ مسبوقةٍ في التاريخِ، فبفضلِ الله تعالى ثم بفضلِ جهودِ المخلصين خرجَ هذا الحوارُ من الإطارِ الكميِّ - النظريِّ والتأطيريِّ - إلى الاشتباكِ مع الواقعِ، ومن الإطارِ المؤسسيِّ الرسميِّ إلى التفاعلِ الشعبيِّ والمجتمعيِّ، مما أسهمَ بشكلٍ مباشرٍ في تعزيزِ الوعيِ بقضايا الأمنِ الفكري والسلامِ العالميّ، ِ والحدِّ من الظواهرِ السلبيةِ المتعلقةِ بقضايا الأديانِ.

الجلسة الحوارية الدولية بعنوان أهمية حوار الأديان

وطالب رئيس قسم البحوث بمركز الأزهر للفتوى بضرورةِ تفاعلِ (الخطابِ الدينيِّ) الشعبيِّ مع نتاجِ هذه الجلسات، مِن أجلِ الحفاظِ على منجزاتِ الحوارِ الدينيِّ والحضاريِّ عن طريقِ تفعيلِ توصياتِ ومقترحاتِ هذه الجلساتِ على أرضِ الواقعِ، وأنْ يرى المجتمعُ مِن خلالِ هذا الخطابِ ترجمةً حقيقيةً وعمليةً لما تسفِر عنه هذه الجلسات، ولن يكونَ ذلك إلا مِن خلالِ إعلامِ الخطباءِ والدعاةِ ورجالِ الدينِ بها، وتوجيهِهم بضرورةِ التفاعلِ معها.

يُذكر أنه قد انطلقت اليوم، الاثنين، بمركز الأزهر للمؤتمرات، فعاليات الجلسة الحوارية الدولية الأولى، بعنوان: «أهمية حوار الأديان والحضارات في تعزيز الوعي بالأمن الفكري والسلام العالمي»، بالتعاون بين مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، ومركز نور سلطان نازار باييف لتنمية الحوار بين الأديان والحضارات بجمهورية كازاخستان.

اقرأ أيضاًد.محمد الأمير: الأزهر رسالته السلام وترسيخ قيم الحوار ويسعى بكل السبل إلى تحقيق هذه الغاية التي تخدم العالم كله

مستشار شيخ الأزهر: «وثيقة الأخوة الإنسانية» علامة فارقة في تاريخ الحوار بين الأديان

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزهر الأزهر الشريف الجلسة الحوارية الدولية أهمیة حوار الأدیان الدعوة الإسلامیة بمرکز الأزهر

إقرأ أيضاً:

أكاديمية الأزهر العالمية تناقش ضوابط التأويل في ضوء أسرار التنزيل

عقدت أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ ندوة علمية بعنوان: "ضوابط التأويل في ضوء أسرار التنزيل"، اليوم الأربعاء، بحضور الدكتور حسن الصغير، رئيس الأكاديمية، والدكتور عبد الفتاح العواري، أستاذ التفسير وعلوم القرآن وعميد كلية أصول الدين بالقاهرة سابقًا، والدكتور سامي هلال، أستاذ التفسير وعلوم القرآن وعميد كلية القرآن الكريم وعلومه سابقًا بجامعة الأزهر.

خريجي الأزهر يشارك في حملة «16 يوم» لحماية المرأة خريجي الأزهر بالغربية تشارك في ندوة توعوية بتمريض طنطا

وقال الدكتور حسن الصغير، رئيس الأكاديمية، إننا نسعى من خلال هذه الندوة إلى تأسيس فهم منهجي يُمكّن من تفسير النصوص وفق ضوابط شرعية دقيقة، مع الاستفادة من أسرار التنزيل لتقريب المعاني وتحقيق الغايات المقصودة من القرآن الكريم، بعيدًا عن التأويلات المضللة أو الانحرافات الفكرية.

وأكد رئيس الأكاديمية، أن الأزهر يضع نصب عينيه حماية المنهج العلمي الشرعي من كل انحراف فكري، فالوعي الصحيح يبدأ من فهم النصوص بعمق، والتدريب على منهجية دقيقة للتأويل، مع الاستفادة من علوم اللغة والفقه والتفسير، فنحن نحرص على أن يكون الإمام والباحث قادرين على تفنيد الشبهات والفكر المتطرف، ويمتلكون أدوات علمية لتفسير القرآن الكريم بما يتوافق مع مقاصد الشريعة ويخدم المجتمع في العصر الحديث.

من جهته، أوضح الدكتور عبد الفتاح العواري، أن التأويل الصحيح للقرآن الكريم لا يتحقق إلا وفق ضوابط علمية شرعية محددة، تشمل أهلية الاجتهاد، والمعرفة التامة بالقرآن والسنة والإجماع والقياس، وإتقان اللغة العربية وفنونها، وفهم السياق وأسباب النزول ومبادئ أصول الدين، مؤكدا أن المفسر الذي لا يلتزم بهذه الشروط قد يخرج بالتفسير عن مقاصد الشريعة، مشيرًا إلى خطورة هذا المسلم الذي يجعل القرآن نصًا نسبيًا يخضع للأهواء والتغيرات الزمانية والمكانية، مما يؤدي إلى المساس بقداسة النص وضياع اليقينيات القطعية، مشددا على أن المنهج العلمي يتطلب الجمع بين الشرع والعقل، والالتزام بضوابط الاجتهاد والفهم الصحيح للنصوص، مع مراعاة قواعد الاختلاف المنضبط وفضائل المناظرة والحوار.

ومن جانبه أوضح الدكتور سامي هلال، أن الحداثيين دخلوا من باب التأويل وليس التفسير، ظنًّا منهم أن القرآن ليس له علماء يدافعون عنه، مؤكدا أن القرآن نص حكيم وعظيم يحتاج إلى فهم دقيق من خلال التأمل في أسرار التنزيل، وأن الفهم الصحيح لا يتحقق إلا بالاطلاع الكامل على علوم العربية والعلوم الشرعية المختلفة، مشيرا إلى أنه لا يمكن الوصول إلى المقصود الإلهي دون دراسة متأنية للقرآن والسنة واللغة والفقه وأصوله، مطالبًا العلماء بالاطلاع المستمر وتحصيل العلم للرد على شبهات الحداثيين بعلم ومعرفة وحجة قوية.

تأتي هذه الندوة ضمن سلسلة الندوات الشهرية التي تنظمها أكاديمية الأزهر العالمية، دعمًا لرسالة الأزهر الشريف في نشر منهج الوسطية، والارتقاء بمهارات الأئمة والباحثين في التعامل مع قضايا العصر في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية.

مقالات مشابهة

  • في مشهد مهيب بأسيوط.. تكريم 200 فائز في مسابقة بني عدي الكبرى لحفظ القرآن
  • أحمد كريمة: نحن في علامات الساعة الأخيرة
  • محاضرة بعنوان لطائف قرآنية بجامع السلطان قابوس بالسويق
  • أستاذ بجامعة الأزهر: ينبغي عدم الانشغال بالفتن عن بناء النفس
  • «قمة بريدج 2025».. حوار عالمي حول مستقبل صناعة السينما ودعوة لحماية السرد الإنساني
  • أكاديمية الأزهر العالمية تناقش ضوابط التأويل في ضوء أسرار التنزيل
  • تحت رعاية خادم الحرمين.. «الشؤون الإسلامية» تنظم المسابقة المحلية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره
  • “اجتماعات العقبة” تعزّز دور الأردن العالمي في الحوار بين الأديان ومحاربة التطرف..
  • تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. وزارة الشؤون الإسلامية تنظم المسابقة المحلية على جائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم بالرياض
  • عميد طب أسيوط يكرم جمعية صحبة خير للمشاركة فى تطوير المغسلة بتكلفة 158 الف جنية