قائد لواء غزة.. من هو عز الدين الحداد المطلوب رقم 1 من إسرائيل؟
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
بثت كتائب عز الدين القسام في مايو 2022، فيديو يظهر قائد لواء غزة، عز الدين الحداد، مرتديًا الزي العسكري مع خلفية سوداء، حيث رفع سبابته ووجّه تهديدًا لإسرائيل مشيرًا إلى أن العدو سيشهد سوءًا في المعركة القادمة، معلنًا عن وعد الله الجبار بالدخول إلى الأرض المقدسة، وأنهم قادمون.
شاهد| كتائب القسام ترسل رسالة لـ نتنياهو عبر تليجرام.. فما هى؟ رئيس الإنجيلية يشهد تنصيب القس مدحت ميشيل ورسامة الشيخ بيشوي رضا لكنيسة بالمنيا
عميد التصنيع
تم تسمية الفيديو بـ "عميد التصنيع" للدلالة على استعداد الكتائب لعملية كبيرة، وقد جعل هذا التصريح عز الدين الحداد يكون المطلوب رقم 1 من قبل الإسرائيليين، الذين فشلوا في التوصل إلى قائد لواء غزة بعد 3 أشهر من المعركة البرية الشرسة.
#عاجل جيش الدفاع يواصل تفكيك لواء غزة في حماس. ومن أصل سبعة قادة اللواء الكبار تم حتى الآن تصفية أربعة ولم يتبقَ سوى ثلاثة قادة كبار ضمن سلسلة القيادة هم قائد اللواء وقائديْ كتيبتين.
????عز الدين حداد
????عماد اسليم
????جبر حسن عزيز
من خلال الصور التي تم العثور عليها خلال إحدى عمليات… pic.twitter.com/xvXg8aFcZv
أثارت هذه الفشلات انتقادات كبيرة لتحركات الجيش، خاصة بناءً على أهمية عز الدين الحداد كقيادي بارز في حركة حماس، والذي يُعرف بلقب "مبشر طوفان الأقصى".
أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن عز الدين الحداد يعتبر المطلوب رقم 1.
ذكر أدرعي في حسابه على منصة X أنه على رأس قائمة الاغتيالات، بينما تستمر الجيش في محاولة تفكيك لواء غزة التابع لحركة حماس.
عز الدين الحدادتكرر اسم عز الدين الحداد في شهادات عائلات فلسطينية التي فقدت أبناءها، وأشارت بيانات من حماس إلى تورط هؤلاء الأفراد في التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي. يظهر ذلك الدور المهم الذي يلعبه في تنظيم "مجد" الأمني داخل القسام، الذي أسسه القائد يحيى السنوار بهدف كشف المتعاونين مع الاحتلال.
عز الدين الحداد قائد لواء غزةلعب الحداد دورًا رئيسيًا حيث قاد لواء جنوب غزة وبعد ذلك غزة بأكملها. وفقًا للمعلومات، يتولى المسؤولية في حرب طوفان الأقصى الحالية ويقوم بإعادة بناء قدرات حماس في مناطق شمال قطاع غزة.
يظهر قوة الرجل في تنظيم الحركة، حيث يبدو شبحًا بالنسبة لإسرائيل ولا يُمكن رصده بسهولة رغم تحركاته الميدانية.
يقود عز الدين الحداد لواء جنوب غزة، ويتوسع خلال الحرب الحالية ليشمل مناطق محيطة بمدينة غزة، مما يجعل الوضع العام للواء متدهورًا ويواجه ضغوطًا مستمرة من الجيش الإسرائيلي. تشهد ديناميات القيادة تغييرات متكررة، مما يعكس ارتفاع معدل الاستنزاف بين القادة.
وعلى الرغم من الخسائر، تحافظ بعض الكتائب، ككتيبة الرضوان، على فعاليتها القتالية، مما يشير إلى مستويات مختلفة من المرونة في اللواء. يبلغ إجمالي الكتائب 6 كتائب، ويظهر أن كل كتيبة تضم ما بين 2000 و2500 عنصر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قائد لواء غزة لواء غزة الحرب على غزة غزة اسرائيل قائد لواء غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر في غزة؟
عندما بدأت إسرائيل حربها على غزة في أكتوبر 2023، لم يكن الهدف المعلن أقل من «القضاء التام على حماس». بدا ذلك، لحظة انفعالية، وكأنه مهمة ممكنة. فإسرائيل دولة ذات تفوق عسكري لا يُضاهى في المنطقة، وتتمتع بدعم غربي سياسي وتسليحي ضخم، بينما تقاتل حركة محاصَرة، محدودة الموارد، ومعزولة جغرافيا. لكن أكثر من 20 شهرا من القصف والدمار والإبادة الجماعية لكل ما يدب على الأرض، لا يبدو النصر، وفقا للتوجيه السياسي المعلن والصادر للمؤسسة العسكرية، في الأفق، بل إن إسرائيل نفسها باتت أبعد من أي وقت مضى عن تحقيق أهدافها في الحرب.
ما الذي يحدث إذن؟ ولماذا لم تعد القوة العسكرية كافية لتحقيق الانتصار؟ ولماذا تصبح كل حرب تشنها إسرائيل على غزة أطول، وأكثر دموية، وأقل فاعلية؟
في عمق العقيدة العسكرية الإسرائيلية ـ كما هو الحال في كثير من العقائد العسكرية الغربية ـ ترسّخت فكرة الحرب الخاطفة، التي تحقّق النصر السريع من خلال الضربة الأولى الساحقة، وقد نجحت هذه العقيدة في حرب 1967، لكنها فشلت مرارا منذ ذلك الحين، خصوصا في مواجهة الخصوم غير النظاميين الذين يتقنون حرب المدن والأنفاق، ويجيدون تحويل نقاط ضعفهم إلى أدوات استنزاف طويلة الأمد.
تشبه الحالة الإسرائيلية في غزة ما يسميه بعض الاستراتيجيين «مغالطة الحرب القصيرة»؛ حيث يُفترض أن صدمة القوة ستدفع الخصم إلى الانهيار، لكن الواقع يُثبت أن الخصم ـ عندما يكون متجذرا شعبيا، وعقائديا، ومتحركا جغرافيا ـ لا يُهزم بهذه الطريقة، بل على العكس، كلما طال أمد الحرب، زادت فاعليته، واهتزت صورة القوة المتفوقة أمام جمهورها.
تُظهر تجربة إسرائيل في غزة أن التفوق العسكري وحده لا يكفي؛ فإسرائيل دمرت معظم البنية الأساسية في القطاع، وقتلت عشرات الآلاف، وهجّرت الملايين في غزة لأكثر من مرة، لكنها لم تستطع إقناعهم بالتخلي عن المقاومة، ولم تستطع فرض سيناريو «ما بعد حماس» رغم أنه كان شغل العالم الشاغل أكثر من شغلهم بإنهاء الحرب ووقف الإبادة. وفي غياب هذا السيناريو، تبدو الحرب بلا غاية واضحة سوى التدمير، وهذا ما يحدث الآن، فلا هدف واضح لجيش الاحتلال إلا التدمير والاستمتاع بالقتل والتجويع.. لكن هذا الأمر رغم فظاعته إلا أنه بات يفقد إسرائيل زخمها السياسي ويقوّض مشروعيتها الأخلاقية التي كانت توهم العالم بها.
وبينما تبحث إسرائيل عن «نصر كامل»، تواصل حماس الظهور والاختفاء، القتال والتكتيك، مقاومة القصف وممارسة الإعلام. لم تعد المعادلة تقتصر على مَن يملك الطائرات والدبابات، بل مَن يملك القدرة على الصمود، وعلى إدارة زمن طويل من القتال غير المتكافئ.. ومن يستطيع أن يقنع العالم بسرديته، ويبدو أن غزة تحقق تقدما عميقا في هذا الجانب رغم أنه بطيء جدا بسبب عملها منفردة في ظل غياب المشروع العربي الموحد في هذا الجانب.
وإذا كانت حرب إسرائيل الظالمة تفشل فإن السبب لا يعود كما يعتقد البعض إلى ضعفها العسكري ولكن إلى حجم التناقض بين الوسائل والغايات؛ فبينما تُستخدم القوة التدميرية بأقصى درجاتها، يبقى الهدف السياسي ـ القضاء على حماس ـ أو بمعنى آخر القضاء على المقاومة هدفا مجردا وغير واقعي بالنظر إلى عقيدة المقاوم الفلسطيني الذي ما زال متمسكا بحقه في أرضه وبأن مشروعه الأول هو تحرير أرضه من المحتل الإسرائيلي.
وأثبتت التجربة أن قتل القادة وتدمير المباني لا يعني نهاية المقاومة، بل إن رفض المحتل الإسرائيلي لأي شكل من أشكال الحل السياسي وإمعانه في التدمير والإبادة يحفز المقاومة ويوسع قاعدتها الشعبية وحاضنتها الاجتماعية وتغلغلها في العقيدة الفلسطينية. وما حدث في غزة خلال العامين الماضيين من شأنه أن يعمق الحقد ويحفز مشاريع الانتقام حتى عند أولئك الذين آمنوا في لحظة من اللحظات بفكرة «السلام» مع إسرائيل.
ومن الواضح أن الحروب بين الاحتلال والمقاومة في العقدين الماضيين لا تنتهي إلى نتيجة واضحة، إنها أقرب إلى «صراعات بلا نهاية»، لا اتفاقات سلام واضحة ولا بيانات استسلام، بل جولة تضع بذورا لجولة أخرى، وكل هدوء هش يفضي إلى انفجار عنيف جدا وهو ما يجعل من الصعب قياس النصر والهزيمة.
رغم ذلك فإن «حماس» في نظر الفلسطينيين والكثير من العرب تنتصر بمجرد بقائها على قيد الحياة، واستمرارها في المقاومة أو نجاحها في تنفيذ عملية نوعية مهما كانت نتائجها، وهذا يعكس الفارق بين من يُقاتل من أجل بقاء دولة، ومن يُقاتل من أجل بقاء القضية.
ربما كان الدرس الأهم من هذه الحرب ـ والحروب التي سبقتهاـ هو أن الاستراتيجية العسكرية يجب أن تكون امتدادا لرؤية سياسية واضحة، وليس بديلا عنها، وحين تنفصل عن السياسة، تتحول إلى عبث.
تستطيع إسرائيل أن تُلحق أذى هائلا بغزة كما تفعل الآن، لكنها لا تستطيع فرض السلام من طرف واحد، ولا بناء واقع دائم بالقوة فقط.
لكن ما يعيق إسرائيل عن تحقيق النصر في غزة ليس فقط قدرة حماس على القتال، بل غياب الاعتراف الإسرائيلي بأن هذا النوع من الحروب لم يعد يُنتصر فيه بالطريقة التقليدية، وقد آن الأوان أن تعترف بأن قوة السلاح وحدها لا تكفي، وأن غزة ومن فيها واقع لا يمكن أن تمحي وجوده أبدا وإن لم تبدأ بقراءة هذا الواقع بعيون سياسية لا عسكرية، فستظل تدور في حلقة حرب لا تنتهي، وتتحول حربها الظالمة بالضرورة إلى مجرد إبادة إنسانية.
عاصم الشيدي كاتب ورئيس تحرير جريدة عمان