الولايات المتحدة تصف هجمات الحوثيين على السفن المدنية بالمتهورة والعشوائية
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
أدانت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الخميس، هجمات الحوثيين على سفن الشحن المدنية ووصفتها بـ«المتهورة والعشوائية».
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان نشرته عبر موقعها الالكتروني، أن الحوثيين يتصرفون كمنظمة إرهابية حيث يهاجمون المدنيين والسفن المدنية والبحارة الأبرياء، ويستمرون في احتجاز طاقم سفينة «جلاكسي ليدر» المكون من 25 شخصًا من خمس دول مختلفة.
وأضافت: إن هجمات الحوثيين تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتتسبب في تأخير تسليم المواد الإنسانية الحيوية، مثل الغذاء والدواء في الأماكن التي تشتد الحاجة إليها، وهو ما يؤثر سلباً على المحتاجين للمساعدة في جميع أنحاء العالم بما في ذلك في السودان وإثيوبيا واليمن نفسها، مشيرة إلى أن العديد من السفن التي هاجمها الحوثيون كانت تحمل مواد غذائية مثل الحبوب والذرة.
وأكدت الخارجية الأمريكية في بيانها، أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها للتأكد من أن عقوباتنا وغيرها من الإجراءات التي تستهدف الحوثيين لا تضر بالشحنات التجارية أو المساعدات الإنسانية لشعب اليمن.
وأشار البيان إلى أن تصرفات الحوثيين تعرقل في المقابل تسليم المواد الغذائية والمواد الأساسية التي يعتمد عليها الشعب اليمني، وتجعل من الصعب على العاملين في المجال الإنساني القيام بعملهم الأساسي، مما يعرض الوضع الإنساني الهش بالفعل للخطر، لافتا إلى أن الحوثيين يعرضون عملية السلام في اليمن التي تفاوضت عليها الأطراف بما في ذلك الحوثيون على مدى العامين الماضيين للخطر.
واختتمت الخارجية الأمريكية بيانها بالقول: لقد كانت الولايات المتحدة واضحة جدًا في أنها لا تريد صراعًا في البحر الأحمر، لذا فإنها ستواصل وشركاءنا اتخاذ الإجراءات المناسبة، حسب الحاجة، لحماية حرية الملاحة والشحن التجاري من هجمات الحوثيين في هذا الممر المائي الدولي الحيوي ولحماية المساعدات الاقتصادية والإنسانية الحيوية لدول المنطقة.
اقرأ أيضاًالبنتاجون: إسقاط مسيَّرة أمريكية قبالة سواحل يسيطر عليها الحوثيون بالبحر الأحمر
الحوثيون: أغرقنا سفينة بريطانية وأصبنا سفينتين أمريكيتين
الحوثيون يستهدفون سفينة بريطانية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: البحر الأحمر واشنطن الحوثيين أمريكا الولايات المتحدة الأمريكية الحوثيون الحوثيين في اليمن الحوثيون اليمن الحوثيون في اليمن الحوثيين اليمن الولایات المتحدة هجمات الحوثیین
إقرأ أيضاً:
"ستريت جورنال": الحوثيون عدو صعب وشرس أرهقوا البحرية الأمريكية بعمليات معقدة (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن جماعة الحوثي في اليمن هزت البحرية الأمريكية وأحدثت تحولاً في الحرب البحرية لأقوى دول العالم تقدما في التسليح العسكري.
واضافت الصحيفة في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن القصف المعارك العنيفة التي دارت رحاها داخل اليمن وفي عرض البحر الأحمر بين الحوثيين والبحرية الأميركية دفع بحّارة الأخيرة إلى حافة الانهيار، قبل أن يوافق الطرفان في أوائل مايو/أيار المنصرم على وقف إطلاق النار.
وأكدت أن وتيرة العمليات أثرت على البحارة الذين كانوا مضطرين إلى البقاء متيقظين على مدار الساعة لأنهم كانوا باستمرار في مرمى نيران الحوثيين. ولذلك، لم تقم حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت أيزنهاور" سوى برحلة قصيرة واحدة خلال 7 أشهر من القتال.
وبحسب الصحيفة فإن المسؤولين الأميركيين يعكفون الآن على تحليل ذلك الصراع لمعرفة كيف تمكن خصم "مشاكس" من تحدي واختبار أفضل أسطول سطحي في العالم.
وذكرت أن واشنطن شارطت بنحو 30 سفينة أمريكية في (العمليات القتالية) بالبحر الأحمر منذ أواخر 2023″، الأمر الذي يشير إلى حجم الردع الذي فرضته الجماعة المتمردة في اليمن، ومدى فشل قوة أمريكا البحرية الهائلة في حماية إسرائيل.
ونقلت الصحيفة مسؤولين أمريكيين قولهم: إن القتال مع الحوثيين قدم تجربة قتالية لا تقدر بثمن، مشيرين إلى التنوع المدروس الذي أظهرته القوات المسلحة اليمنية في عملياتها الهجومية على القوات الأمريكية.
وأشاروا إلى تنوع أنماط الهجمات الحوثية الليلية على سفننا بالطائرات المسيرة والصواريخ الانزلاقية فوق الأمواج، عقّدت مسألة تتبعها.
وأفادوا بأن الحوثيين أثبتوا أنهم خصم صعب المراس بشكل مدهش، إذ اشتبكوا في أعنف معارك تخوضها البحرية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية "رغم أنهم كانوا يقاتلون من كهوف وأماكن تفتقر إلى أبسط المرافق في واحدة من أفقر دول العالم". مؤكدين أن البحرية الأمريكية أصيبت بالإرهاق إثر العمليات اليمنية ضدها في البحر الأحمر.
وطبقا للصحيفة فإن الحوثيين استفادوا من انتشار تكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيرة الرخيصة الثمن التي حصلوا عليها من إيران، وأطلقوا صواريخ باليستية مضادة للسفن في أول استخدام قتالي على الإطلاق لهذا السلاح الذي يعود إلى حقبة الحرب الباردة، وابتكروا طريقة لنشر أسلحتهم.
وأدى نشر القوات لقتال الحوثيين وفق الصحيفة إلى سحب موارد وعتاد عسكري كانت موجهة إلى الجهود المبذولة في آسيا لردع الصين، وتسبب في تأخير جداول صيانة حاملات الطائرات. ومن المتوقع أن تظل آثار هذا الانتشار ماثلة لسنوات قادمة.
مسؤولون في البحرية الأمريكية يعتقدون أن قتالهم ضد جماعة الحوثي قدم لهم خبرة قتالية لا تقدر بثمن، ويُنظر إلى الصراع في البحر الأحمر داخل البنتاغون على أنه إحماء لصراع محتمل أشد ضراوة وتعقيدًا وأثرًا.
وبشأن المواجهات التي وقعت بين الحوثيين والأميركيين يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وصفتها الصحيفة بأنها أعنف قتال تتعرض له سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية منذ ما يقرب من قرن، إذ أسقط الحوثيون أكثر من 12 طائرة مسيرة و4 صواريخ كروز سريعة التحليق.
وقال برايان كلارك، الخبير الاستراتيجي السابق في البحرية والزميل البارز في معهد هدسون، عن نشر حاملة طائرات في المنطقة: "إنها فرصة سهلة في المنطقة، وفي نطاق أسلحة الحوثيين".
واعتادت البحرية العمل في بيئة مماثلة في الخليج العربي، حيث يكون الإيرانيون على مسافة قريبة. لكن ردع الميليشيات مثل الحوثيين أصعب من ردع الحكومة النظامية، وقد أصبحت هذه الجماعات أكثر خطورة مع انتشار الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والطائرات المسيرة الهجومية.
واضاف كلارك: "كنا قادرين على العمل بالقرب من الشاطئ بهذه الطريقة، لأن التوقع كان أن الخصوم لن يهاجموا حاملة طائرات خوفًا من العواقب".
غالبًا ما كان لدى البحارة أنظمة رادار مضبوطة على حساسية عالية لمنحهم الوقت لاعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ. كانت مراجعة إعدادات الرادار وتحسينها لتجنب التقاط نتائج إيجابية خاطئة مع الاستمرار في رصد التهديدات على مسافة مناسبة من أصعب المهام ومصدرًا رئيسيًا للتوتر لمشغلي السفن، وفقًا لضابط قضى ستة أشهر في البحر الأحمر.
ويخضع فقدان الطائرات المقاتلة الثلاث التابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس ترومان" للتحقيق من قِبل البنتاغون. وصرح مسؤول في البحرية الأمريكية: "إنه أمر غير مسبوق. ربما يكون مجرد مصادفة أو سوء حظ - أو ربما هناك بعض المشكلات الكامنة".
وخلصت الصحيفة في تقريرها إلى القول "في حين لم ينجح الحوثيون قط في ضرب سفينة أمريكية، إلا أنهم تحسنوا في تتبع الأهداف المتحركة".