القدر المخفي: حينما يرسم الغيب ملامح حياتنا
تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT
#القدر_المخفي: حينما يرسم #الغيب ملامح حياتنا
الأستاذ الدكتور #يحيا_سلامه_خريسات
في زحمة الحياة وتسارع وتيرتها، يبقى “القدر” أحد أكثر المفاهيم غموضًا وإثارة للتأمل. كثيرًا ما نسير في طرق نظنها نهايات، فنكتشف لاحقًا أنها بدايات. نتخذ قرارات نعتقد أنها محض اجتهاد، بينما يخبرنا الزمن لاحقًا أنها كانت جزءًا من سيناريو مكتوب بعناية في “القدر المخفي”.
القدر، ذلك اللغز الذي لا يُرى لكنه يُعاش. في كل قصة نجاح، خيبة، لقاء أو فراق، هناك خيوط خفية نسجت الأحداث بصمت. وبين الإيمان والدهشة، يقف الإنسان أمام تساؤلات لا تنتهي: هل نحن من نختار، أم أننا نُقاد بتقدير سابق لا نعلم تفاصيله؟
من قصص الناس العاديين إلى العظماء، تتكرر المفاجآت التي تبدو عشوائية، لكنها تنتهي بترتيب لا يمكن تفسيره إلا بوجود “قدر”. رجل فقد وظيفته ليجد في ذلك الفرصة لبناء مشروع حياته. امرأة تأخرت عن موعدها لتتفادى حادثًا كان سيغيّر مصيرها. شاب عابر التقى بشخص غريب غير مسار مستقبله. كل هذه الحكايات ليست مصادفات عابرة، بل شواهد على أن هناك شيئًا أعظم يدير اللعبة من خلف الستار.
لكن هل القدر يتعارض مع الإرادة؟ هنا يكمن التحدي الفلسفي والديني الذي حيّر العقول. فبينما تؤمن كثير من الثقافات بأن كل شيء مقدر سلفًا، تؤمن أخرى أن الإنسان يمتلك حرية الاختيار. وقد يكون السر في فهم العلاقة بين الاثنين: أن نعمل ونجتهد، ونترك النتائج لما كُتب في الغيب.
مقالات ذات صلة“القدر المخفي” لا يعني الاستسلام، بل هو دعوة للتأمل. أن نحترم ما لا نفهمه، وأن نثق في أن وراء كل تأخير حكمة، ووراء كل ألم غاية، ووراء كل منع، عطاء قد نجهله الآن، لكنه سيتجلى لاحقًا.
وفي النهاية، تبقى الحياة رحلة بين ما نعرفه وما يخفى عنا، وبين ما نخطط له وما يُكتب لنا. وفي هذه المسافة، يتجلى القدر… في صمته، في دهشته، وفي حكمته التي لا تخطىء
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الغيب
إقرأ أيضاً:
قمة شرم الشيخ | مصر ترسم ملامح سلام جديد.. وترامب أمام اختبار لاستعادة ثقة العرب
أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن القمة المرتقبة في شرم الشيخ تمثل "قمة سلام عالمية" تجمع قادة وزعماء من مختلف دول العالم بدعوة من مصر والولايات المتحدة، موضحًا أن الهدف الأساسي منها هو تهدئة الإقليم وإطلاق مرحلة جديدة من الاستقرار انطلاقًا من "أرض السلام"، خاصة بعدما تحملت مصر العبء الأكبر في إدارة ملف غزة بدعم عربي خلال العامين الماضيين.
وأضاف فهمي في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن حجم المشاركة الدولية، رغم ضيق الوقت، يعكس إدراك العالم لأهمية التحرك السريع نحو اتفاق يمهّد لإجراءات بناء الثقة، مشبهًا المشهد الحالي بالمراحل التاريخية لاتفاقيتي كامب ديفيد وأوسلو، ومعتبرًا أن مشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في القمة ستفتح ملفات مغلقة وتمثل اختبارًا حقيقيًا لمصداقية واشنطن في استعادة ثقة العالم العربي.
وأوضح فهمي أن حركة حماس لم تُدعَ إلى القمة نظرًا لتصنيفها "حركة إرهابية" في المنظور الغربي، فيما تُمثل السلطة الفلسطينية الشعب الفلسطيني من خلال الرئيس محمود عباس، مضيفًا أن إسرائيل لم تُدعَ كذلك لأسباب دبلوماسية تتعلق بمقاطعة رئيس وزرائها نتنياهو من قادة عرب.
واختتم بالقول إن الرئيس ترامب سيكون الضامن لتطبيق الاتفاق، بما يعيد للأذهان دور كارتر في كامب ديفيد، مشيرًا إلى أن قمة شرم الشيخ قد تمهد لمرحلة تاريخية جديدة في مسار السلام بالشرق الأوسط.