وزير التعليم: دعم القيادة الرشيدة عزّز مكانة التعليم كنموذج عالمي في التطور
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
رفع وزير التعليم الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان باسمه وباسم جميع منسوبي ومنسوبات وزارة التعليم التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-؛ بمناسبة ذكرى "يوم التأسيس" الذي يوافق 22 فبراير من كل عام.
وقال وزير التعليم: "إن يوم التأسيس ذكرى غالية على أبناء وبنات الوطن، حيث تؤصل كفاحاً عريقاً لتحقيق الوحدة الوطنية، وتروي فصولاً من التلاحم والبناء، الذي استمر بلحمة المواطنين مع القيادة، منذ زمن التأسيس قبل 300 عام وحتى زمن الرؤية المباركة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهم الله-.
أخبار متعلقة وزير الاتصال الأردني: تنسيق عالي المستوى مع المملكة لدعم القضايا العربيةالقيادة تهنئ رئيس نيبال بمناسبة ذكرى يوم الديمقراطية لبلادهالقيادة تهنئ رئيس صربيا بذكرى اليوم الوطني لبلادهوأضاف الوزير البنيان "أن المملكة تعيش في أجمل حللها هذا اليوم؛ وهي تتوشح الماضي بصوره، ووقفاته التاريخية، وتؤسس لذكرى خالدة ومرحلة ملهمة، نغرسها في أجيال المستقبل، ونعزّز من خلالها الولاء لقيادتنا الرشيدة -أيدها الله-، والانتماء لهذه الأرض المباركة التي تحتضن أطهر البقاع، وتحاكي برؤيتها الطموحة مستقبل الأجيال وطموحات قادتنا -حفظهم الله-، الذين لم يألوا جهداً في سبيل الوصول بنا إلى مانحن عليه اليوم من نهضة شاملة، وتنمية مزدهرة في مختلف المجالات".
#يوم_بدينا حكايتنا.. ثلاثة قرون من العز والفخر
أبرز 5 أهداف لـ #يوم_التأسيس
للمزيد | https://t.co/9aJwAcujeK#اليوم#SaudiFoundingDay pic.twitter.com/Nq8G7vWauR— صحيفة اليوم (@alyaum) February 22, 2024
وأشار إلى أن التعليم يأتي ضمن الأولويات التي تحظى بالدعم المستمر والرعاية الدائمة من لدن القيادة الرشيدة، وهو مايحملنا مسؤولية الاستمرار في تطوير منظومة التعليم، والتأسيس لنماذج تعليمية مميزة على جميع المستويات وفي مختلف المراحل التعليمية، والتأكيد على الاهتمام برحلة الطالب التعليمية بأدق تفاصيلها، وصناعة بيئة جاذبة تحتضن أبنائنا وبناتنا منذ مراحل الطفولة المبكرة وصولاً إلى التعليم الجامعي بمجالاته وتخصصاته.
وأكد البنيان أن منظومة التعليم في المملكة تمر بمراحل مفصلية تأتي متزامنة وموائمة لرحلة التغيير التي تعيشها المملكة والسعي نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، وإعداد مواطن منافس عالمياً بما يملكه من معارف ومهارات، ومؤهلاً لسوق العمل المستقبلي، ومسهماً في دعم التنمية والاقتصاد الوطني، سائلاً الله أن يحفظ للمملكة قيادتها وأن يمن علينا بنعمة الأمن والأمان.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس الرياض يوم التأسيس يوم التأسيس 2024 يوم بدينا
إقرأ أيضاً:
من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا
صراحة نيوز ـ بقلم: جمعة الشوابكة
في العاشر من حزيران من كل عام، لا يمرّ اليوم على الأردنيين مرور الكرام، بل ينبض التاريخ في وجدانهم من جديد. إنه اليوم الذي تختصر فيه الأمة مسيرتها المجيدة بين سطرين خالدين: الثورة العربية الكبرى التي أطلقها الشريف الحسين بن علي عام 1916، ويوم الجيش العربي الأردني، حين توحّدت البندقية بالراية، والعقيدة بالوطن.
لم تكن الرصاصة الأولى التي انطلقت من شرفة قصر الشريف في مكة مجرد إعلان تمرّد على الحكم العثماني، بل كانت البيان التأسيسي للسيادة العربية الحديثة، وبداية مشروع تحرر قومي لا يعترف بالتبعية، ولا يرضى بأقل من الكرامة. قاد الشريف الحسين بن علي هذا المشروع بوعي تاريخي عميق، وسلّمه لابنه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن الحسين آنذاك، الذي جاء إلى شرقي الأردن مؤمنًا بأن الثورة لا تكتمل إلا ببناء الدولة، وأن الدولة لا تنهض إلا بجيش عقائدي يحمل راية الأمة ويحميها. وهكذا، وُلد الجيش العربي، من رحم الثورة، ومن لبّ الحلم القومي، لا تابعًا ولا مستوردًا، بل متجذرًا في الأرض والهوية.
كان الجيش العربي الأردني منذ تأسيسه أكثر من مجرد تشكيل عسكري، كان المؤسسة التي اختزلت روح الوطن. شارك في معارك الشرف على ثرى فلسطين، في باب الواد والقدس واللطرون، ووقف سدًا منيعًا في وجه الأطماع والعدوان، حتى جاءت اللحظة المفصلية في معركة الكرامة عام 1968، حين وقف الجندي الأردني بصلابة الرجولة خلف متاريس الكرامة، وردّ العدوان، وسطّر أول نصر عربي بعد نكسة حزيران، بقيادة جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – ليُثبت أن الكرامة لا تُستعاد بالخطب، بل تُنتزع بالدم. لقد كان هذا النصر عنوانًا حيًا للعقيدة القتالية الأردنية، القائمة على الانضباط، والولاء، والثبات، وفهم عميق للمعركة بين هويةٍ تُدافع، وقوةٍ تُهاجم.
وفي قلب هذه المسيرة، وقف الشهداء، الذين قدّموا دماءهم الزكية ليظل هذا الوطن حرًا شامخًا. شهداء الجيش العربي الأردني لم يكتبوا أسماءهم بالحبر، بل خلدوها بالدم، في فلسطين، والجولان، والكرامة، وفي كل ميدان شريف رفرف فيه العلم الأردني. لم يكونوا أرقامًا في تقارير، بل رسل مجدٍ وخلود، يعلّموننا أن السيادة لا تُمنح، بل تُحمى، وأن كل راية تُرفع، تحمل في طياتها روح شهيد.
ومن بين هؤلاء، كان جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – رحمه الله – أول القادة الذين ارتدوا البزة العسكرية بإيمان وافتخار. تخرّج من الكلية العسكرية الملكية في ساندهيرست، وخدم جنديًا في صفوف جيشه، ووقف معهم في الخنادق، لا على المنصات. كان القائد الجندي، الذي يرى في الجيش رمزًا للسيادة، وركنًا من أركان الدولة، وظل يقول باعتزاز: “إنني أفخر بأنني خدمت في الجيش العربي… الجيش الذي لم يبدل تبديلا.” فارتقى بالجيش إلى مصاف الجيوش الحديثة، عقيدةً وعتادًا، قيادةً وانضباطًا، ليبقى المؤسسة التي لا تتبدل ولا تساوم.
واليوم، يواصل المسيرة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم – الملك الممكِّن والمعزّز – الذي تربّى في صفوف الجيش، وتخرّج من الميدان قبل أن يعتلي عرش البلاد. يرى جلالته في الجيش العربي الأردني شريكًا استراتيجيًا في بناء الدولة، لا مجرد مؤسسة تنفيذية. ولهذا، شهدت القوات المسلحة في عهده قفزة نوعية في الجاهزية القتالية، والتحديث، والتسليح، والتعليم العسكري، حتى أصبح الجيش الأردني عنوانًا للانضباط والسيادة الإقليمية والإنسانية، وصوت العقل في زمن الفوضى.
ويأتي تزامن يوم الجيش مع ذكرى الثورة العربية الكبرى تتويجًا لهذه المسيرة، ليس كمجرد مصادفة تاريخية، بل كتجسيد حي لوحدة الرسالة، واستمرارية المشروع الهاشمي، من الشريف الحسين بن علي، إلى الملك المؤسس عبد الله الأول، إلى الملك الباني الحسين بن طلال، إلى جلالة الملك الممكِّن والمعزّز عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم. فهذه ليست محطات منفصلة، بل خط سيادي واحد، يبدأ بالتحرر، ويُترجم بالجيش، ويُصان بالسيادة. لقد بقي الجيش العربي منذ نشأته على العهد، حاميًا للوطن، وحارسًا للهوية، ودرعًا للشرعية، لا يُبدّل قسمه، ولا يخون ميثاقه.
في العاشر من حزيران، لا نحتفل فقط، بل نُجدد القسم: أن هذا الوطن لا يُمس، وأن هذه الراية لا تُنكّس، وأن هذا الجيش لا يُكسر. من مكة إلى الكرامة، الرصاصة أصبحت جيشًا، والجيش أصبح عقيدة، والعقيدة أصبحت وطنًا لا يُساوم على كرامته، ولا يُفرّط بذرة من ترابه.