لا رئيسًا إن لم يُرضِ المسيحيين ويُطمئِّن حزب الله
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
أعجبني قول أحد السياسيين، وهو المعروف عنه ميله إلى خلط المزح بالجدّ، والعكس بالعكس، عندما فاجأني ردًّا على سؤالي عن مدى امكانية نجاح مبادرة كتلة "الاعتدال الوطني"، باختصاره لمشهدية الحراك الرئاسي منذ أن وقع الشغور في الكرسي الرئاسي، قائلًا: "مش ظابطة". "كيف ما برمتها مش ظابطا". "لا عَالحاطط ولا عَ الطاير".
وفي رأي كثيرين ممن تعاطوا في السابق ويتعاطون اليوم بالملف الرئاسي فإن ظرف انتخاب رئيس للجمهورية لم ينضج بعد، خصوصًا أن التعقيدات الإقليمية بفعل ارتدادات الحرب على غزة على الداخل اللبناني لا تسمح بأن يتوافق اللبنانيون، ولو بالحد الأدنى، على خيار ثالث للرئاسة الأولى في لبنان، على رغم الجهود التي تبذلها "اللجنة الخماسية"، وعلى رغم التباين في وجهات النظر بين أعضائها بالنسبة إلى الخيارات المتاحة والممكنة، وذلك بعد الورقة الفرنسية حيال الوضع في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
ولا يخفي هؤلاء ما تناهى إليهم من تمكّن أعضاء "اللجنة الخماسية" من الحصول على ضمانات من "حزب الله" بالتحديد عبر عدد من الوسطاء بفصل ما يجري في الجنوب عن الملف الرئاسي، وهذا ما بدا واضحًا في الرسائل السياسية، التي تضمّنتها الكلمة الأخيرة لأمينه العام السيد حسن نصرالله، الذي أكد في الوقت ذاته أن "الحزب" لن يستخدم الميدان للضغط في الاستحقاق الرئاسي. وهذا ما اعتبرته اللجنة مؤشرًا يمكن البناء عليه في الوقت المناسب، أي حين تنضج التسوية الإقليمية، والتي من دونها لا يمكن تحقيق أي تقدّم في إيصال أي مرشح إلى قصر بعبدا عبر أقصر الطرق.
ولكن نجاح هذه المساعي لن يوصل إلى أي نتيجة عملية إن لم تتمكّن "اللجنة الخماسية"، مجتمعة أو في شكل فردي، من الضغط على الأفرقاء اللبنانيين لكي ينزلوا عن أشجار الشروط والشروط المضادة، وأن يقبلوا بـ "الخيار الثالث"، الذي لا يزال غير واضح المعالم حتى بين أعضاء "الخماسية".
على القوى المسيحية أن تقتنع بأنها وحدها غير قادرة على انتاج رئيس "صنع في لبنان"، ولكن على الآخرين الاعتراف بأنه من المستحيل الاتيان برئيس لا يحظى برضى الأكثرية المسيحية. فأي رئيس لا يتمتع بموافقة كل من الكتل المسيحية، وهي "لبنان القوي" و"الجمهورية القوية"،و"كتلة الكتائب اللبنانية" لن يستطيع أن يحكم، وستبقى سلطته محصورة بقصر بعبدا. وهذا ما يجب أن يفهمه "الثنائي الشيعي" المطَالب بأن يتخّلى عن أي مرشح لا توافق عليه الأكثرية المسيحية، وبمباركة من مرجعيتهم الروحية الممثلة ببكركي وبما ترمز إليه.
ولكن على الأكثرية المسيحية أن تقتنع بأن أي رئيس لا يكون منسجمًا بخلفيته السياسية مع نظرة "الثنائي الشيعي" وهواجسه لن يستطيع أن ينجح في تحقيق أي انجاز حتى ولو تمكّنت هذه الأكثرية من تأمين الأصوات التي تسمح لمرشحها بالفوز الرئاسي في حال سلمنا جدلًا أن نواب "الثنائي الشيعي" وحلفاءه سيؤمنون نصاب الجلسات المتتالية، وهو أمر غير وارد في قاموس الرئيس نبيه بري، الذي يحرص على تأمين أفضل ظروف النجاح لرئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية.
ولكن هل يكفي بأن ترضى الأكثرية المسيحية وبأن يكون "الثنائي الشيعي" مطمئنًا، وماذا عن المكونين السني والدرزي في المعادلة الرئاسية، وهل يمكن انتاج أي تسوية لا يكون فيها دور فاعل لهذين المكونين الأساسيين في التركيبة المجتمعية اللبنانية؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الثنائی الشیعی
إقرأ أيضاً:
عاجل- السيسي يبحث مع رئيس وزراء بريطانيا تعزيز التعاون الثنائي وتطورات الأوضاع في غزة
تلقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، اتصالًا هاتفيًا من رئيس وزراء المملكة المتحدة، السيد كير ستارمر، تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والمملكة المتحدة، إلى جانب مستجدات الأوضاع الإقليمية، وفي مقدمتها تطورات الأزمة في قطاع غزة.
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الاتصال شهد استعراضًا شاملًا لمجمل العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، حيث أكد الجانبان على رغبتهما المتبادلة في تطوير تلك العلاقات، واستكشاف آفاق جديدة للتعاون المشترك في مختلف القطاعات.
عاجل- السيسي يشدد على استعدادات قطاع الكهرباء لفصل الصيف عاجل- السيسي وقرينته يعزيان سلطان عمان في وفاة والدتهكما تم التأكيد على حرص القاهرة ولندن على استمرار التنسيق والتشاور السياسي بما يخدم مصالحهما المشتركة ويعزز من استقرار المنطقة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تطرق كذلك إلى تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصة في قطاع غزة، حيث استمع رئيس الوزراء البريطاني إلى رؤية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن الأزمة الجارية، والجهود المصرية المبذولة، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، وضمان إنفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع.
وفي هذا السياق، شدد السيد الرئيس على الرفض المصري القاطع لأي محاولات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، مؤكدًا على أهمية تجسيد الدعم الدولي الراهن للخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة في صورة خطوات عملية قابلة للتنفيذ، تبدأ فور التوصل إلى هدنة دائمة ووقف كامل لإطلاق النار.
وقد ثمّن السيد الرئيس الموقف البريطاني الإيجابي تجاه تطورات القضية الفلسطينية، وما تبديه الحكومة البريطانية من دعم لحل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، ويضع حدًا للمعاناة الإنسانية في قطاع غزة.
واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته بالإشارة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اتفقا على مواصلة التنسيق المكثف بين البلدين إزاء مختلف القضايا والتطورات الإقليمية والدولية، بما يعكس متانة العلاقات بين مصر والمملكة المتحدة.