جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-11@18:45:19 GMT

سادية الغرب.. وتخاذل العرب!

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

سادية الغرب.. وتخاذل العرب!

 

حمد بن سالم العلوي

ظل الغرب يصور للناس أنه يمثل قيم الديمقراطية والحرية، وأنه الراعي الوحيد للعدالة وحقوق الإنسان حول العالم، لكن ذلك ليس سوى كذبة كبرى ظل يصدقها السذج من الناس، فبإطلالة سريعة على تاريخ الغرب، يتضح أنَّ الغرب لا يحيا إلّا بالدم وألم الآخرين، وعلى الدم وعذابات البشر ينتشي وينتعش، فإذا زرت أوروبا ومررت أمام معالمها الشهيرة، ستجد نصبًا تذكارية لبشر يمثلون قادة الغرب، فيخلدون لهم ذكراهم بتماثيل تظهر قادتهم، وهم يعلقون بأيديهم رؤوساً بشرية بيد، وبأخرى يمسكون السيف الذي قطعت به تلك الرؤوس، والفخر يظهر على ملامحهم.

والحقيقة أن تلك المجسمات الإرهابية والمتوحشة، لا يزينون بها فقط المعالم الرئيسية في بلدانهم، وإنما تجدها مُعلقة كذلك في دور العبادة، فتجدهم يزينون كنائسهم برؤوس مقطوعة، ولا غرو في الحديث عن الرحمة والتسامح والإنسانية، وذلك أمام شواهد يخلدها تاريخهم وينم عن قسوة وفكر إرهابي ذميم، وهذا ما يوضح سادية هذا الغرب الذي يحمل الإجرام في جيناته الوراثية.

كما نجد أن إعلامهم الكاذب والمنافق، يشير إلى أن المسلمين هم الإرهابيون، ويجسدون في زعمهم هذا، بما يأتي بها من أفعال أدواتهم المخلصين لهم، وذلك ممن صنعوهم بأيديهم كداعش وأخواتها، وأمهاتها من قبل، والتي انبثق عنها مجموعة الدواعش بمسميات مختلفة ولكن المنشأ واحد وهو الغرب عينه، وذلك بتبني فكرها من جزِّ الرؤوس، وبقر الصدور ومضغ الكبود، وقد كان لأولئك السلف الذين ينهجون نهجهم، أن قتلوا المسلمين عند صلاة الفجر، وصلاة الفجر لا يذهب إليها ليصليها في المساجد، إلّا الورع ومن كان قلبه عامرًا بالإيمان؛ فتجدهم يتبجحون بأنهم قتلوا الكفار، والمشركين في المساجد عند صلاة الفجر، فهؤلاء هم من صناعة المخابرات البريطانية.

أما العقيدة الإسلامية الحقة، فإنها تحرم في الحروب قتل الطفل والمرأة وكبار السن، وكذلك يمنع على المسلم التمثيل بجثث قتلى الحروب؛ بل يوصي الدين الإسلامي بعدم الإجهاز على جريح، فيكتفى بتعطيل قدرته على القتال. وهنا أورد مختصرًا من وصية الإمام الصلط بن مالك الخروصي إمام عُمان لقادة الأسطول العُماني الذي وجهه لإعادة سقطرى استجابة إلى نداء فاطمة السقطرية في قصيدة طويلة، ترجو فيها الإمام نجدتهم، وتخليصهم من أيدي النصارى الناكثين بالعهد فيقول: "فإن أقدمكم الله الجزيرة فتناظروا وتشاوروا وأرجو أن لا يجمعكم الله على ضلال، فإن رأيتم أن يكون صمدكم ومنزلكم قريباً من القرية الناكثة، فتحاصروهم ويكون رسلكم إليهم من هناك، وترسلون إلى أهل العهد الذين لم ينقضوا عهدهم حتى يصل إليكم وجوههم ورؤسائهم فإن رأيتم أن يكون منزلكم في القرية، فافعلوا من ذلك ما اجتمع عليه رأيكم من بعد مشورة أهل الخبرة ممن ترجون بركة رأيهم وفضل معرفتهم، فإذا أرسلتم إلى أهل السلم والعهد فاعلموهم مع رسلكم أنهم آمنون على أنفسهم ودمائهم وحريمهم وذراريهم وأموالهم وأنكم وافون لهم بالعهد والذمة والجزية على الصلح الذي يقوم بينهم وبين المسلمين فيما مضى ولا ينقض ذلك ولا يبدله، وأمروهم بإحضار جزيتهم إليكم واختاروا إليهم رجالا من خيارهم من يثبت إلى الصلاح منهم، فوجهوهم إلى هؤلاء الناقضين لعهدهم الناكثين على المسلمين ببغيهم، واجعلوا ممن توجهون رجلين صالحين ممن يوثق بهم من أهل الصلاة، فإن لم يمكنكم بعث اثنين فواحد، فتأمروهم أن يصلوا إلى الذين نقضوا العهد، فتدعوهم على لساني وألسنتكم إلى الدخول للإسلام، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة مع حقوق الله والانتهاء من معصيته، فإن قبلوا ذلك فهي أفضل المنزلتين لهم وذلك يمحو ما كان من حدثهم، لأن الله يقول في المحكم من كتابه: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم)" إذن؛ هكذا يكون الإسلام الحقيقي، وليس الغدر بالمسلمين عند صلاة الفجر.

وعلى نفس النسق تم احتلال دولة فلسطين، وذلك بتخطيط وتنفيذ بريطاني ورعاية منها لليهود، وكان المشروع يتضمن الإحلال وليس الإحتلال، بدليل مجازر دير ياسين وغيرها من البلدات الفلسطينية، ولكن التقادير الربانية أوجدت زعامات عربية قوية بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر، والزعيم حافظ الأسد، والزعيم هواري بومدين، ولحق بهم الزعيم معمر القذافي، والزعيم صدام حسين، فلم يجرؤ الصهاينة على الإبادة الجماعية في ذلك الوقت، لذلك تأخر المشروع، حتى تتم تهيئة قادة عرب جدد للتماهي التام مع مشروع الكيان الصهيوني، ولكن ما عكر على مشروعهم اليوم، هو وجود وسائل للتواصل الاجتماعي، أصبحت سيدة الساحة العالمية، فتخطت هذه الوسائل الإعلام المنافق المتصهينين التابع للأنظمة الرسمية، فصار الخطاب يذهب مباشرة إلى الشعوب، فلذلك خرجت شعوب الغرب للتظاهر بالملايين لصالح الشعب الفلسطيني، أما الشعوب العربية، فقد دجنت وأصبحت منزوعة الدسم، عدا قلة قليلة.

لا نقول إلّا صبرًا أهل غزة العزة أن النصر آتٍ، وأن طوفان الأقصى بداية النهاية للصهاينة، وأنَّ لا أحد سيموت بغير تقدير من الله، وهم مكرمون بالشهادة والحياة الأبدية.. وإنه لجهاد نصر أو استشهاد.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المغني الأوغندي بوبي واين يعلن عزمه الترشح للرئاسة

أعلن زعيم المعارضة الأوغندية والمغني المعروف بوبي واين، أمس الجمعة، عن عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة بداية العام المقبل.

وفي مقابلة له مع رويترز، قال واين إنه قرّر الترشح للانتخابات الرئاسية بهدف فضح النظام السيّاسي الحاكم، وتحفيز الشعب الأوغندي على النهوض من أجل تحرير نفسه من الظلم والاضطهاد الذي يعيش فيه.

بوبي واين، واسمه الحقيقي روبرت كياجولاني (43 عامًا)، إذا ترشّح للانتخابات المقرّرة في يناير/كانون الثاني 2026، قد يكون في مواجهة مع الرئيس الحالي يوري موسيفيني (80 عامًا)، الذي يُتوقّع على نطاق واسع أنه سيسعى لولاية رئاسية جديدة.

وكان واين قد خسر الانتخابات الرئاسية عام 2021، ورفض نتائجها، حيث اتّهم السلطات بالتزوير واللّعب بإرادة الناخبين، وترهيب المعارضين وضربهم، وهي أمور نفتها الحكومة والمسؤولون عن سير العملية الانتخابية.

انتقادات للغرب

وانتقد واين الحكومات الغربية لصمتها حيال ما وصفه بانتهاكات متزايدة لحقوق الإنسان، تشمل عمليات خطف واحتجاز غير قانوني وتعذيب لأنصاره.

واعتبر الزعيم المعارض أن الغرب ليس مهتما بمعاناة الشعب الأوغندي. وأضاف "بعض القادة في الغرب شركاء في معاناتنا، يأتون فقط لإبرام صفقاتهم التجارية ولا يكترثون لحقوق الإنسان".

الشرطة الأوغندية تعتقل متظاهرين خلال احتجاجات ضد الفساد وانتهاكات لحقوق الإنسان بأوغندا (رويترز)

وقال واين إن الغرب ليس صادقا في الشعارات التي يرفعها حول القيم الديمقراطية والحريات العامة، إذ لم يتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث بشكل متكرّر في أوغندا.

إعلان

وأكّد واين أن برنامجه الانتخابي يركّز على استعادة الحقوق السياسية والمدنية، والتصدّي للفساد المستشري في البلاد.

وتعتبر أوغندا شريكًا رئيسيًا للغرب في جهود مكافحة الإرهاب، حيث تنشر قوات ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال.

وفي سياق متّصل، قال قائد الجيش الأوغندي موهوزي كاينيروغابا، نجل الرئيس موسيفيني، إنه احتجز المعارض إديدي موتوي في قبو منزله.

وموتوي، هو أحد أعضاء حزب "المنصة الوطنية الموحّدة" الذي يقوده واين ويعمل كحارسه الشخصي، وينشط في مناهضة نظام موسيفيني، ويتّهمه بالفساد وسوء التسيير، وقمع المعارضين المطالبين بالتعدّدية السياسية.

وكان موتوي قد اختفى لمدة أسبوع قبل أن يُعرض على المحكمة يوم الاثنين الماضي بتهمة السرقة ويتمّ توقيفه، وقال واين إن موتوي أبلغه بتعّرضه للصعق الكهربائي والتهديد بالغرق.

مقالات مشابهة

  • زيارات كييف المتكررة.. هل يمهد الغرب لمواجهة كبرى ترفضها موسكو؟
  • جمعية جماعة الإخوان المسلمين المرخصة تستنكر حملة التشوية لمواقف الأردن
  • الاستشراق والمثلث الحضاري
  • “حكماء المسلمين” يرحب بإعلان وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان
  • نصائح نبوية لنشر السلام والمحبة بين المسلمين.. تعرف عليها
  • المغني الأوغندي بوبي واين يعلن عزمه الترشح للرئاسة
  • سوريا الجديدة تقرع أبواب الغرب.. هل تنجح استراتيجية الشرع؟
  • حسين خوجلي يكتب: العرب يتألمون والعجم يتأملون
  • وزارة الداخلية تطلق سراح 6 موقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة التي وقعت في بلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، وذلك بحضور إدارة منطقة داريا وعدد من الوجهاء
  • «حكماء المسلمين» يهنئ البابا ليو الرابع عشر بمناسبة انتخابه رئيساً للكنيسة الكاثوليكية