الشيخة منيفة هارون الجازي .. من حياة البادية القاسية إلى حياة العسكر الشديدة
تاريخ النشر: 23rd, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الأردن عن الشيخة منيفة هارون الجازي من حياة البادية القاسية إلى حياة العسكر الشديدة، سنديانة وقدوة بدويات الجنوب وفارسة الميدان تعلمت من والدها المناضل الشيخ هارون الجازي نصرة المحتاجين . أول امرأة أردنية بدوية تنشئ وتترأس لجنة .،بحسب ما نشر وكالة عمون، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات الشيخة منيفة هارون الجازي .
-سنديانة وقدوة بدويات الجنوب وفارسة الميدان تعلمت من والدها المناضل الشيخ هارون الجازي نصرة المحتاجين .-أول امرأة أردنية بدوية تنشئ وتترأس لجنة زكاة وصدقات. عمون - عبدالله اليماني- من عمق البادية الجنوبية، من اذرح والجرباء ، ومن بيت الشيوخ، ابنة الشيخ هارون الجازي أحد شيوخ عشيرة الجازي، الحكيم الحليم، الذكي، الفارس الشجاع، المناضل دفاعا عن فلسطين ، الذي أدرك خطورة التآمر الإنجليزي الصهيوني، بعد صدور قرار تقسيم فلسطين بوعد بلفور. غادرت عمق البادية ( أذرح) ، وحطت في مدينة العسكر الزرقاء ، بعد زواجها من ابن عمتها المغفور له العقيد الركن عطا الله جزا محمد الجازي ، أبو غازي ، وعمرها 14 عاما . * بنات البادية يزوجوهن صغيرات وبعضهن لا يؤخذ رأيهنوهذه المرة الأولى التي تنتقل فيها من حياة البادية القاسية إلى حياة المدينة المختلفة ، حيث غادرت من أجل الالتحاق بزوجها .وفي عام 1972 تم افتتاح أول مدرسة للبنات في أذرح والجرباء ،حيث فرض على المعلمات أن تكون ملابسهن محتشمة ، بارتداء ملابس طويلة ومناديل على رؤوسهن . وتتذكر من المعلمات جور جيت وفاطمة عمران . * تعليم الذكور من الأولويات ومحرم على البناتومن بوابة ( معسكرات الجيش ) ، في ( مدينة العسكر ) الزرقاء ،استطاعت الشيخه ( منيفة ) أن تدخلها من أوسع أبوابها ، بدءا من بوابة المعسكرات التي يمر إلى جانبها سكة الحديد الأردنية الحجازية ، التي تفصل معسكرات الجيش ، عن مدينة الزرقاء . والدها قدوتها ، فلهذا لها من شخصيته نصيب، لا تنفذ إلا الذي في رأسها ، وقد برز ذلك عندما سكنت معسكر الجيش في الزرقاء ،وهناك قامت بسياقة السيارة ، من دون رخصة قيادة ، من ( 1980- 1991) م ، لإيصال أولادها إلى المدارس . حيث كانت توقفها أمام بوابة المعسكر عند سكة الحديد . وبعد أن تقضي حوائجها تعود إلى مسكنها. وقد عمّت شهرتها من خلال نشاطاتها الاجتماعية ، مع نساء ضباط الجيش القاطنين في المعسكر . من يحب الخير لنفسه يحبه للآخرينالشيخة منيفة هارون الجازي : نذرت نفسها لخدمة قطاع المرأة الأردنية ، في البادية والريف والمدينة . وجسدت ذلك بإعادة إحياء التراث الأردني ، وإنتاجه بأيدي نساء وفتيات أردنيات من البادية . عملن على إحيائه بعد انقطاع لسنوات طوال ، بسبب طغيان ملابس الموضة المستوردة. وأدى دخول الموضة على مجتمعاتنا ، وسيطرته سيطرة تامة ، على أسواق الملابس ، وسبب انقطاع لملابس النسوة العربيات ، المتمثل في زي النساء الشعبي العربي . وهنا برزت الحاجة ، فأعادت للزى الشعبي البدوي ، الحياة وجعلته ، في واجهة الأردن الجميل . وهذا كونها ابنة المناضل ، هارون الجازي الذي تعرف ارض فلسطين ، من هو هارون الجازي . فلم تقبل على نفسها إلا أن تجسد سيرة ومسيرة ، والدها من خلال نشاطاتها الاجتماعية، للسيدات زوجات الضباط جاراتها . فكانت تدعوهن إلى بيتها لتناول المنسف ، وغيره من الأكلات البدوية ، التي تشتهر بها نساء البادية . وكانت تشكل لهن ، مثلا عند أزواج نساء الضباط ، الذين يدعون زوجاتهم إلى الاقتداء بها . ويوما بعد يوم تزداد، الشيخة منيفة ، شهرة نظرا لنشاطها الاجتماعي ، بين نساء ضباط المعسكر . وقد كان زوجها ضابطا في الحرس الملكي . وقد نقل زوجها من الحرس الملكي إلى الفرقة الرابعة ، حيث كان يأتي في الخميس ليلا ، ويعود ليلا . وسجلت أولادها في مدرسة (رفيدا ) في حي الضباط ، وتتذكر من أسماء مدرساتها ( هدى العقرباوي وأمل الحسن ) . وتستعيد الشيخة ( منيفة ) من خلال شريط الذكريات ، في مدينة العسكر ( الزرقاء ) . إصرارها على ضابط المعسكر ( عليان )، إبان أزمة الخليج و ( الحرب ) على العراق. الأيام العصيبة التي مرت عليهن، عندما سمعت انه سيتم استعمال السلاح النووي فيها. إذ طلبت منه أن يبحثوا لهن على حل لمواجهة نتائج الحرب ،إذا تعرض الأردن لا سمح الله لهكذا وضع . ودعت ضابط المعسكر عليان إلى ( حفر خنادق ) ، وتعليم سيدات المعسكر على الإسعافات الأولية ( عقد دورة إسعاف ) . فكان رده: أن الإسعافات الأولية هي من اختصاص الدفاع المدني ، وان الجيش ليست لديه مثل هذه الخدمة . وانه يحتاج إلى مخاطبة القيادة العامة لذلك . وأصرت عليه أن يجد حلا لهذه المطالب، وكان جوابه بالنسبة للخنادق فانه ، يوجد خندق في المعسكر ، يحتاج فقط إلى التنظيف . فأرسل جنودا من المعسكر ونظفوا الخندق . وأصرت على عقد دورة إسعافات أولية ، فكان لها ذلك ، فحضر الدفاع المدني ، وعقدت دورة إسعافات أولية . في المدرسة الثانوية للبنات في المعسكر ، حيث تعلمن كيفية إنقاذ أنفسهن إن حدث هدم للمنزل ، وطريقة الاختباء تحت الطاولة ، أو إلى جانب الحائط . وهذا الظرف لأول مرة يمر على ، نساء ضباط المعسكر، في ظل غياب أزواجهن في الميدان ، وهن يعشن ظروف الحرب . وفي مدينة العسكر ، التحقت الشيخة منيفة في دورة لتنسيق الزهور ،عقدتها جمعية النساء العربيات ، واشرف عليها السيدات تريز ، وليلى قبعين ، وعفاف الدجاني . وكانت المعلمة ليلى قبعين تدربهن على تنسيق الزهور ، من السيراميك . وتشاء الصدف أن يذهب زوجها أبو غازي إلى البحرين ، ومن هناك احضر لها لوحات نحاسيه ، لكي تتعلم عبرها على صناعة الخزف . ولأنها مؤمنه بأنها لا تفعل أي خطأ، فقد كانت أم صايل تضفي ، جوا من البهجة والفرح ، وتنشر ثقافة البادية وصورها الجميلة عن البدو. ومن نتائج الدورة أنها ، استطاعت تحويل بيوت ، نساء الضباط إلى ، حدائق من منتجاتها الخزفية . وفي عام 1994 تقاعد أبو غازي من الجيش ، واشترى قطعة ارض في طبربور ، وبنى عليها منزلا لأسرته ، وسكنوا فيه عام 1995 م. ومن هناك كانت انطلاقتها حيث اتصل معها محافظ العاصمة طلعت النوايسه . واخبرها أن سمو الأميرة بسمة المعظمة ، ترغب بأن تكون في تجمع لجان المرأة ( منسقة ) في ضاحية الأمير حسن ، الهاشمي الشمالي ، النزهة ، مخيم الحسين وطبربور . وكانت انطلاقتها من هناك . وكانت أمينة سر تجمع لجان المرأة السيدة رند الهنداوي، ومن أعضاء التجمع الأستاذة تغريد حكمت . * صنعة للمرأة البدوية انجازات عبر العمل الاجتماعي ا
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
حتى لا يصبح التطرف نمط حياة
اعتاد العالم أن يوجه أصابع الاتهام إلى المتطرفين بوصفهم استثناء عن القاعدة. لكن ماذا لو لم يعد التطرف استثناء؟ ماذا لو بات قاعدة في تفكير المجتمعات، وسلوك الأفراد، وخيارات الدول؟ بل ماذا لو أصبح التطرف ـ دينيا كان أم سياسيا، ثقافيا أم طائفيا ـ هو النَفَس اليومي الذي نتنفسه، دون أن ندرك أننا نختنق به؟
لم يعد التطرف اليوم مقصورا على الجماعات المسلحة أو الحركات الدينية المتشددة، بل تسلل إلى تفاصيل الحياة اليومية، تسلل إلى نقاشاتنا، وإلى انحيازنا واختياراتنا، وإلى نظرتنا للآخر، وحتى إلى طريقة قراءة الأخبار وتفسيرها. صار الغلو، مع الأسف الشديد، جزءا من منظومة التفكير. وما كان يُعدّ يوما سلوكا شاذا، أصبح اليوم مقبولا، بل محبّذا، ومطلوبا في بعض البيئات الإعلامية والسياسية.
وساعدت التحولات التكنولوجية الهائلة، وثورة وسائل التواصل الاجتماعي، في تكريس منطق «الاصطفاف» المتطرف.. إما أن تكون معي، أو فأنت ضدي. إما أن تتبنى موقفي بالكامل، أو فأنت خائن. لا منطقة وسطى أبدا، ولا احتمال للتعدد في وجهات النظر. وهذا النوع من التفكير الثنائي هو الوجه الجديد للتطرف، وهو أكثر تعقيدا من مجرد خطاب كراهية، وأشد تأثيرا لأنه يتخفى في شعارات الفضيلة والمبادئ والخطاب الشعبوي الذي يدغدغ المشاعر الدينية والوطنية.
لا يولد هذا الغلو من فراغ، فثمة أسباب عميقة تتضافر لصناعته تتمثل في ما يمكن أن نسميه بالفقر الثقافي، وهشاشة الهوية، والخوف من التغيير، والعجز عن قبول التعدد الفكري. لكن هذا النوع من الغلو، وفي الحقيقة كل أنواعه، إنما هو نتيجة منطقية للمجتمعات لم تُربَّ على فكرة النقد، وعاشت حياتها على فكرة التلقين، ومجتمعات لم تعتد أن تعيش مع المختلف عنها ثقافيا وفكريا، واعتادت أن تهاجمه وتخوّنه، وتسخر منه. ويتأسس هذا المستوى من التفكير من داخل الأسرة، ومن المدرسة وحتى من المؤسسات التي لا يسودها التفكير المشترك إنما «الصواب الأوحد» الذي لا يأتيه الباطل من أي مكان.
ويبدو أن الكثير من الموازين باتت مقلوبة، فحتى الاعتدال لم يعد ينظر له باعتباره قيمة نبيلة لا بد أن نكرسها في حياتنا وحياة مجتمعاتنا. وتحول المعتدل في هذه البيئة الجديدة إلى «متخاذل» أو «جبان».
والأزمة هنا لا تكمن في التطرف بوصفه ظاهرة، ولكن في تحوله إلى معيار جديد للحكم على المواقف، فالغلو لم يعد دخيلا، ولكنه هو الطبيعي، وبديله يُستقبل بالريبة. بل إن بعض التيارات الدينية والثقافية باتت تقدّم الغلو بوصفه دليلا على الالتزام الحقيقي، وكأن الوسطية ضعف، والرحمة تواطؤ، والانفتاح تفريط.
ومع هذا كله، فإن الخطورة الأكبر لا تكمن في الأفكار المتطرفة بحد ذاتها، بل في البنية الثقافية التي تتقبل التطرف بوصفه أسلوب حياة، كأن تصبح لغتنا التي نتعامل بها في حياتنا وفي بناء أفكارنا لغة متطرفة، وذوقنا متطرف، ونقاشاتنا اليومية متطرفة، واحتفالاتنا متطرفة، وغضبنا متطرف، فإننا حينها نكون أمام حالة مجتمعية كاملة لا مجرد أفعال هامشية.
لا يسود هذا الأمر في المجتمعات العربية فقط، ولعل مشاهد الاصطفاف العنيف في السياسات الغربية، وتصاعد الشعبويات القومية، والحروب الثقافية في الجامعات الغربية، تؤكد أن التطرف لم يعد مشكلة شرق أوسطية فقط، بل هو أزمة إنسانية عالمية.
نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة بناء الثقافة الوسطية باعتبارها موقفا معرفيا وأخلاقيا وسلوكيا بدءا من العتبات الأولى للتربية وليس انتهاء إلى الأطروحات الفكرية والفلسفية الكبرى التي ينتجها المفكرون والفلاسفة. كما نحتاج إلى تفكيك البنى النفسية والثقافية في مجتمعاتنا لفهم أسس بناء التطرف والغلو فيها، وهذا وحده الذي يستطيع أن يحمي المجتمعات من نفسها ومن خطر التحلل الداخلي، حتى لو كانت هذه المجتمعات ترفع شعارات النهضة والتقدم؛ فالمجتمع المتطرف لا يحتاج إلى أعداء خارجيين كي يسقط؛ يكفيه أن يظل غارقا في صراعاته الداخلية حتى يتحلل من داخله، بصمت، وعلى مرأى من الجميع.