اليمن: خمسة أشهر بإسناد فاعل.. والقادم أعظم
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
واحدة وستون سفينة وبارجة ومدمرة، استُهدفت خلال خمسة أشهر من الإسناد اليمني للمقاومة في غزّة، لإجبار كيان العدوّ ومن خلفه الغرب بقيادة واشنطن، على وقف العدوان ورفع الحصار عن المستضعفين في القطاع المحاصر، في أكبر مهمّة إنسانية أخلاقية قيمية على الإطلاق في العصر الحاضر، حيث اختار اليمن أن يتعرض لمخاطر المواجهة مع أكبر قوّة عسكرية مهابة على وجه الأرض، الإمبراطورية الأميركية، وبكل هذا الزخم الذي تجاوزه، بحسب السيد عبد الملك الحوثي، أي زخم للقوات المسلّحة اليمنية على مدى ثماني سنوات من العدوان السعودي – الأميركي.
عندما خاض اليمن غمار هذه الحرب، كان يأخذ في حسابه كلّ العوامل التي يمكن أن تؤثر في المواجهة، وكانت القيادة على إدراك كامل، بالأسباب والوسائل التي من شأنها أن تجعل الميزان لصالح فلسطين، وأهم هذه العوامل، أمر الله سبحانه، في قوله: “وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ”، مع وعده تعالى: “إن تنصروا الله ينصركم”، ومع كلّ ضربة تستحضر القوات اليمنية، قوله: “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”. وقبل الدخول في المواجهة، كان اليمن يسعى للتحضير، انطلاقًا من قوله: “وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة”.
اذًا، هذه هي عناصر المعادلة البسيطة التي لا يدركها الغرب ولا أذيالهم، تبدأ بالامتثال لأمر الله بالجهاد في سبيله، والإعداد بقدر الاستطاعة من دون توان للعدّة والعتاد والسلاح ثمّ الايمان بوعد الله بالنصر، وترك مسؤولية التسديد لله سبحانه، وتوجيه السهم والقذيفة والصاروخ، وتمكينها من التأثير الذي يريده الله سبحانه، وبالمستوى الذي يشاء، وتترك له وحده عاقبة الأمر كله.
هذه القواعد بعيدة كلّ البعد عن الاتكال والتواكل، ونائية بشكل كامل عن المغامرة غير محسوبة العواقب، فمعارك الدفاع لا تأخذ بكلّ عوامل وأسباب وحسابات معارك الهجوم، كلّ واحدة مختلفة بشكل كامل عن الأخرى، وما نتج عن عمليات الإسناد اليمني إلى اليوم يؤكد هذه الحقائق، بفعاليته وتأثيره وانعكاساته داخل دول العدوان وثلاثي الشر، والتقارير القادمة من الكيان ومن بريطانيا والولايات المتحدة كلها تؤكد أن عمليات البحر الأحمر تؤتي أكلها وتترك تأثيرات في تلك الاقتصادات.
قبل أيام أصدر معهد واشنطن تقريرًا بعنوان “البعثة البحرية الجديدة للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر: التداعيات والتحديات”، وأكد المعدّ خلال التقرير أن: “التصعيد المنضبط في المنطقة لن ينجح في تشكيل الردع”، بدورها عنونت “ذا اتلانتيك”: “ردع عمليات اليمن أصبح شبه مستحيل”، في ما نقلت “سي ان ان” عن مسؤول أميركي، قوله: “الحوثيون يواصلون مفاجأتنا، وليس لدينا فكرة جيدة عمّا لديهم من أسلحة”، ولم يتوقف الأمر هنا، بل وصل إلى قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا الذي أقرّ بعدم وجود “حلّ عسكري خالص لجميع التهديدات المعقّدة التي نواجهها” – في إشارة إلى عمليات القوات المسلحة اليمنية – مضيفًا أنّ: “الشرق الأوسط يمرّ بوضع غير محتمل وغير مسبوق”، ولافتًا إلى أنّ: “اليمن يصنع الكثير من الطائرات المُسيّرة ولدينا تحديات في ذلك”. وأكد كوريلا أنّ: “المُسيّرات اليمنية واحدة من أكبر التهديدات لأنها غير مكلفة وهي سلاح موجه بدقة”.
يأتي اعتراف قائد القيادة المركزية الأميركية، بالتزامن مع إعلان السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي يقود عمليات إسناد غزّة، عن تنفيذ القوات المسلحة اليمنية ستًا وتسعين عملية إسناد لغزّة، مكرّرًا في خطابه بالأمس ما قاله في الأسبوع الماضي، هناك مفجآت قادمة، نتركها للميدان، مؤكدًا أنها ستكون مفاجآت لا يتوقعها العدو، ولا الصديق. وزاد في خطابه الأخير بأن القادم أعظم، بعد أن أشار إلى الاندهاش والذهول الأميركي من القدرات اليمنية: “في بداية العدوان الأميركي السعودي على بلدنا، كان المدى الصاروخي للقدرات الصاروخية قرابة الأربعين أو الخمسة والأربعين كيلو، ثمّ بلغ إلى مستوى فوق الألف كيلو، لكن في هذه المرحلة على مستوى المدى، على مستوى القدرة الفائقة في الإصابة والدقة الفائقة في الإصابة والقدرة التدميرية، هناك اندهاش أميركي حتّى من ضربة الأمس التي أصابت سفينة أميركية، هناك اندهاش وذهول من الدقة في الإصابة، ومن القوّة في التدمير”.
مع استمرار المجازر الصهيونية في غزّة، وتواصل العدوان الأميركي البريطاني على اليمن، تعهدت القوات المسلحة اليمنية، بتطوير العمليات العسكرية ضدّ سفن ثلاثي الشر الأميركي والإسرائيلي والبريطاني، وبعد أن كانت الضربات الصاروخية والمسيّرة بالكاد تصل بالقرب من السفن المستهدفة، كضربات تحذيرية، فإنها انتقلت بعد التصعيد الأميركي البريطاني المعادي إلى مرحلة إصابة الأهداف بدقة وبكثافة نيرانية، كما حصل في الضربات الأخيرة، ومنذ استهداف السفينة البريطانية “روبيمار” التي استُهدفت في 18 فبراير/شباط الماضي، وأجلي طاقمها. وقال بيان القوات المسلحة حينها إنها معرّضة للغرق، وحاول مسؤول في وزارة الحرب الأميركية تخفيف وطأة الضربة بالقول إن السفينة ما تزال طافية حتّى يوم الخميس، وبالفعل أعلن عن غرقها في الخامس من الشهر الجاري.
الدقة في إصابة روبيما البريطانية، ثمّ لاحقًا ترو كونفيدنس المملوكة لشركة “أوكتري كابيتال مانجمنت”، وهي شركة مقرها لوس أنجلوس، كان مؤشرًا على تصاعد نوعي في العمليات، ويحمل رسائل إلى الأميركي والبريطاني ترفع من المطالبة بوقف العدوان على غزّة ورفع الحصار من جهة، ومن جهة أخرى تشير إلى الفشل الأميركي البريطاني في العدوان المتكرّر، والذي لم ولن يحد من القدرات اليمنية بل يزيدها تطوّرًا في الدقة والمدى والتكتيك والتكنولوجيا؛ والقادم أعظم
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
أدعية يوم عرفة 2025.. لحظات روحانية في أعظم أيام العام
يوافق يوم عرفة لعام 1446 هـ / 2025 م يوم الخميس 5 يونيو 2025، وهو من أعظم الأيام عند الله، حيث يقف فيه حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفة ملبين ومكبرين وداعين، فيما يستقبله المسلمون في سائر أنحاء العالم بالصيام والابتهال والدعاء، طمعًا في مغفرة الله ورضوانه.
في هذا اليوم العظيم، تفتح أبواب الرحمة، وتتنزل الرحمات، ويعتق الله فيه رقاب عباده من النار، وهو يوم استجابة الدعاء، ولذلك يتسابق المسلمون إلى رفع أكف الضراعة بالدعاء لأنفسهم وأهليهم وأمتهم، خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة".
فضائل يوم عرفة
عتق من النار: قال النبي ﷺ: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة."
مغفرة الذنوب: قال ﷺ: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده."
اليوم الذي أكمل الله فيه الدين: قال تعالى في سورة المائدة: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}، وقد نزلت هذه الآية في يوم عرفة.
دعاء مستجاب: من أعظم ما يُعمل فيه هو الدعاء، فقد ورد عن النبي ﷺ: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير."
أدعية مأثورة ليوم عرفة
فيما يلي باقة من الأدعية التي يمكن ترديدها في هذا اليوم المبارك:
أدعية التوحيد والاستغفار"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير."
"اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني."
"أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه."
"رب اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب."
أدعية عامة مستجابة
"اللهم لا تدع لي في يوم عرفة ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرّجته، ولا دَينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا ميتًا إلا رحمته."
"اللهم اجعلني ممن نظرت إليه فرحمته، وسمعت دعاءه فأجبته."
"اللهم ثبتني على دينك، واحفظني من مضلات الفتن، واغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر."
"اللهم لا تحرمني خير ما عندك بسوء ما عندي، واغفر لي برحمتك يا أرحم الراحمين."
أدعية للأهل والأمة
"اللهم احفظ أهلي وأحبتي، وبارك لي في أعمارهم وأعمالهم، وارزقهم من حيث لا يحتسبون."
"اللهم اصلح شباب المسلمين، واهدي نساء المسلمين، واجمع كلمة الأمة على طاعتك."
"اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وأعلِ بفضلك راية الحق والدين."
"اللهم ارحم شهداءنا، واشفِ جرحانا، واحفظ بلاد المسلمين من كل شر وفتنة."
نصائح لاستقبال يوم عرفة
1. الصيام: يُستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج، فهو يكفّر سنتين.
2. كثرة الذكر: كالتهليل والتكبير والاستغفار.
3. قراءة القرآن: واستحضار معاني الرحمة والمغفرة.
4. الدعاء المتواصل: تخصيص فترات للدعاء صباحًا وعصرًا وقبيل المغرب.
5. التصدق: ولو بالقليل، ففيه بركة ومضاعفة للأجر.
في النهاية يوم عرفة فرصة نادرة لا تتكرر إلا مرة في العام، وهو يوم يليق به أن يستعد له المسلم بقلب خاشع ونية صادقة وعمل صالح، ومن لم يكن بين الحجيج واقفًا بعرفة، فليكن قلبه واقفًا بين يدي الله داعيًا تائبًا.
قال الإمام ابن رجب:
"من فاته في هذا العام القيام بعرفة، فلا يفوته القيام بين يدي الله بالدعاء والضراعة، ومن لم يقدر على ذبح الهدي بمنى، فلا يفوته ذبح الهوى في قلبه."