الناشط الأمريكي شون كينج وزوجته يعتنقان الإسلام ليلة رمضان
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
أعلن الكاتب والناشط الأمريكي شون كينغ - Shaun King، المعروف بدفاعه المستميت عن القضية الفلسطينية، اعتناق الدين الإسلامي في أول ليالي شهر رمضان المبارك.
وظهر النشاط الشهير في بثٍ مباشرٍ شاركه البروفيسور وأستاذ القانون في كلية واين ستيت للحقوق في ولاية ميشيغان الأمريكية، خالد علي بيضون، وزوجته راي كينغ، وهما ينطقان بالشهادة، بمساعدة الباحث والناشط الإسلامي الأمريكي عمر سليمان.
وشوهد شون وزوجته راي يتحدثان بلهجة عربية ويرتديان الزي الإسلامي التقليدي، أثناء النطق بالشهادتين.
كما نشر حساب على وسائل التواصل الاجتماعي يضم أكثر من 200 ألف متابع يصف نفسه بأنه يشارك "قصص إيجابية عن المسلمين" لقطات فيديو لشون وراي كينغ مصحوبة بالرسالة التالية: "لقد اعتنق الكاتب والناشط شون كينغ وزوجته الإسلام. الله أكبر."
وحظي الفيديو بآلاف الإعجابات بعد وقت قصير من نشره مساء الأحد، والذي يوافق أيضًا بداية شهر رمضان المبارك.
View this post on InstagramA post shared by Abdul-Kareem AL-Selwady (@selwadymma)
هل اعتنق شون كينغ الإسلام فعلاً؟تشير الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن شون كينغ قد اعتنق فعلًا الدين الإسلامي بعدما كان قسًا قبل سنوات.
ونشر مارك لامونت هيل – المؤلف والأستاذ الجامعي والمحلل التلفزيوني الذي اشتهرت شبكة سي إن إن بطرده بسبب إدانته العلنية لمعاملة الفلسطينيين في إسرائيل – مقطع فيديو ليلة الأحد بعنوان “شون كينغ يعتنق الإسلام!!!”
أما صفحة شون كينغ على موقع ويكيبيديا، والتي يُنشئها المستخدمون ويمكن تحريرها سريعًا، لم تذكر أي معلومة حول اعتناق الناشط الدين الإسلامي.
في أحد منشوراته على فيسبوك من عام 2016، كتب شون كينغ أنه "مسيحي" وكان "في الواقع قسًا لما يقرب من 10 سنوات". وفي منشور آخر على فيسبوك بعد أكثر من عام بقليل، كتب شون كينغ أنه "كان قسًا مسيحيًا منذ ما يقرب من 15 عامًا".
يقول الموقع الإلكتروني للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية إن شون كينغ كان "قسًا في مركز توتال جريس المسيحي في مقاطعة ديكالب، جورجيا".
كما اشتهر شون بمناصرته لحركات إنسانية عدة، مثل حركة Black Lives Matter، المدافعة عن حقوق السود في المجتمع الأمريكي.
شون كينغ والقضية الفلسطينيةبدأت شهرة شون كينغ في العالم العربي والإسلامي خلال الأحداث المؤلمة في قطاع غزة، الذي يشهد منذ السابع من أكتوبر الماضي إبادة جماعية على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وسخّر الناشط، البالغ من العمر 44 عامًا، حسابه في منصة "إنستغرام" حيث كان يتابعه نحو 6 مليون شخص من جميع أنحاء العالم، لتسليط الضوء على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأعرب شون عن إحباطه من الحظر الذي فرضه موقع إنستغرام عليه بسبب دفاعه عن الحقوق والكرامة الفلسطينية، وكشف عبر فيسبوك: "إنستغرام حظرني بسبب نضالي من أجل فلسطين، والتحدث عن حقوق الإنسان والكرامة للفلسطينيين".
وفي منشوره على فيسبوك، اتهم كينغ إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" وقال إنه كان يستخدم حسابه على إنستغرام للمساعدة في إظهار الفظائع التي يواجهها الفلسطينيون للعالم، والذين كانوا يستخدمون حساباتهم أيضًا لمشاركة الصور التي لا توصف للموت والإصابات، بما في ذلك صور الموتى والإصابات من النساء والأطفال الأبرياء.
شون كينغ هو من بين عدد متزايد من الأميركيين السود الذين يظهرون تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، الذي تم تشبيه تجاربه في مواجهة الإرهاب بتجربة السود في الولايات المتحدة.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: شون كينغ
إقرأ أيضاً:
اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﺘصدى ﻟﻠﺒﺸﻌﺔ
هل تخيلت يومًا أن يلعق إنسان عاقل قطعة من الحديد خرجت لتوها من النار لإثبات برائته، وهذا فى عصر الدولة والقانون، بل فى زمن التكنولوجية والذكاء الاصطناعى!.
هذا ما حدث مؤخرًا فى مقطع فيديو مُنتشر لفتاة تجرى اختبار(البِشعة) لإثبات عُذريتها، حيث ظهرت ترتجف من الخوف فى محاولاتها لإثبات برائتها أمام اتهامات زوجها، لتُعيد إحياء واحدة من أكثر الممارسات الجاهلية الصادمة فى المجتمع المصرى فى موجة عنيفة من الجدل والتعاطف، ولكن الصادم أن رواد مواقع التواصل الاجتماعى اكتشفوا فيما بعد أن المقطع لبلوجر معروف باسم(كيداهم)، وهكذا سرعان ما انقلب المشهد ضدها، بعدما تم تداوله من أن ما جرى قد يكون جزءًا من محتوى مُعد مسبقًا، بحثًا عن الترند، ويقدمه أشخاص يتقاضون أموالًا مقابل تمثيل تلك الطقوس، حيث قامت البلوجر بنشر أرقام من يمارسون البِشعة.
ما هى البِشعة؟
البِشعة هى أحد الموروثات القديمة التى نشأت فى الحياة القبلية والصحراوية، واعتمدتها بعض قبائل البدو كوسيلة لتقاضى النزاعات بين العشائر عند غياب الشهود، وتشكل حاليًا أحد أخطر أشكال الانتقام خارج نطاق القانون والقضاء الشرعى، حيث يتم إجبار المتهم على وضع لسانه على حديد محمّاة بالنار، للاستخلاص من آثار الحرق صدقه أو كذب.
وقال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء إن البشِعة ما زالت موجودة فى صحراء مصر الشرقية، خاصة فى محافظات سيناء والإسماعيلية والشرقية، كأحد أساليب التحكيم بين المتخاصمين من البدو، وتُستخدم هذه العادة كوسيلة لكشف الكذب، حيث يحتكم المتخاصمون للنار ويُجبرون على لعقها أمام محكم متخصص يُعرف باسم «المبشع»، المسئول عن تنفيذ حكم القضاة العرفيين.
مؤسسات الدين
ووفقًا لهذا الجدل المتصاعد فى الرأى العام المصرى، خرجت المؤسسات الدينية لتُصحح الطريق وتنفى تلك الممارسات الجاهلة، حيث خرجت دار الإفتاء المصرية تؤكد بشكل قاطع أن «البشعة» محرّمة شرعًا ولا أصل لها فى الإسلام، وأن الشريعة لا تقبل بأى ممارسة تُعرض الإنسان للأذى أو الامتهان، مستشهدةً بالقاعدة النبوية الراسخة: «البَيِّنةُ على مَنِ ادَّعى، واليَمِينُ على مَن أنكر».
وكذلك جاء رد الأزهر حاسم بتحريم نشر أى فيديو أو صورة أو خبر يُروِّج لممارسة «البِشعة»، معتبرًا إياها من أخطر أشكال التعذيب والإذلال التى تتعارض مع مبادئ الإسلام فى حفظ الكرامة والعدل، وأن الإسلام أسّس منظومة قضائية وأخلاقية قائمة على أدلة ثابتة والبَيِّنات، وليس على الخرافات أو الممارسات الجارحة.
وأشار الأزهر فى تصريحاته إلى أن «البشعة» تمثّل استحضارًا لممارسات تعود إلى الجاهلية، تشبه ما كان يُعرف بـ«الاستقسام بالأزلام»، وهو أمر نهى عنه القرآن، وهذه الممارسات تحتوى على تعذيب جسدى ونفسى، وإذلال للإنسان، وتتنافى مع قوله : «لا ضَررَ ولا ضِرَار».
أمام القانون
كما أشارت وزارة الأوقاف المصرية فى ردها على الجدل القائم إلى أن البشعة ليست مجرد خطأ أخلاقى، بل جريمة قانونية أيضًا، تشمل الاعتداء البدنى والتحايل على القضاء، وهو ما يعاقب عليه القانون المصرى وفقًا للمواد المتعلقة بالإيذاء البدنى وتعذيب المتهم.
وأكدت أن الإسلام وفر بدائل شرعية تحفظ الحقوق والكرامة، من خلال القضاء الرسمى القائم على الأدلة الشرعية والقانونية، والتحكيم الأهلى المنضبط برضا الطرفين، والوساطة المجتمعية المبنية على الصلح والتعويض، مع الالتزام بالبينة والقرائن الشرعية والإقرار غير المُكره.
فيما أكد المحامى محمد ميزار بالدستورية العليا، أن قانون العقوبات المصرى لا يذكر «البشعة» بالاسم، لكن ذلك لا يبرئ ممارسيها، إذ تُطبق عليهم مواد تجريم الإيذاء الجسدى والإكراه، وتُعد ممارستها تحت ضغط اجتماعى أو عرفى جريمة يعاقب عليها بالحبس أو الغرامة، مع إمكانية رفع المتضرر دعوى مدنية أو جنائية للتعويض عن الأذى النفسى أو الجسدى وفق المادة 163 من القانون المدنى، وقد تصل التعويضات فيها إلى عشرات الآلاف من الجنيهات.
وأضاف ميزار أن استخدام «البشعة» كبديل عن القضاء يمثل تحريضًا على مخالفة القانون ويخالف الدستور الذى يكفل الحق فى اللجوء للقضاء، وأن بثها أو نشرها يعد مخالفة صريحة لقوانين الإعلام والآداب العامة.
شرك وكفر صريح
ومن جانبة حذر الشيخ محمد أبوبكر جاد الرب، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، من اللجوء إلى ما يُعرف بـ«البشعة» لإثبات الحقوق أو نفى التهم، مؤكدًا أن هذه الممارسة تُخرج المسلم من الملة وتعد شركًا بالله، حتى وإن كان يحافظ على الصلاة والصيام، واصفًا انتشار ظاهرة «البشعة» بين الناس بأنها كارثة أخلاقية ودينية، وقال إنها لا تمثل دينًا ولا أخلاقًا ولا مروءة.
أعراف المجتمع
ورد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، على من يدعى أن البِشعة جائزة لأنها من العُرف قائلًا: "أى عرف يخالف نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية لا يُعمل به، ومن يقول إنها من قديم الأزل وكان يمارسها الآباء والأجداد، فكذلك كانت عبادة الأصنام"، «هذا ما وجدنا عليه آباءنا».
وأضاف: «الاعتقاد بأن للبشعة تأثيرات معجزة غير صحيح، فالمعجزات تكون للنبى فقط، مثل ما حدث مع سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما أمر الله النار أن تكون بردًا وسلامًا عليه، ولم يحدث مثل ذلك لأى إنسان آخر».
وأشار إلى أن حتى الاعتماد على أجهزة كشف الكذب التى تركن إلى التكنولوجيا غير دقيقة، قائلاً: «حتى فى الماضى، استطاع بعض الأشخاص خداع أجهزة كشف الكذب، كما حدث فى بعض العمليات التابعة للموساد الإسرائيلى كما فى قصة رأفت الهجان وجمعة الشوال».
فيما أكد الدكتور مصطفى الهلباوى، من علماء الأزهر الشريف، أن البشعة جريمة كبيرة، ولا توافق الشرع الشريف من قريب أومن بعيد، لأن العرف الصحيح هوما يوافق أحكام الكتاب والسنة، وعندما نضع ممارسة البِشعة على مبدأ القياس فى الدين الإسلامي(وهو ما يستخدمه العلماء لتحديد حكم الأمور المستحدثة) نجد أن البِشعة توافق ما كان يُسمى فى الجاهلية بـ(الاستقسام بالأزلام)، أى أنها تأخد حكم الاستسقام بالأزلام وهو التحريم
وتابع موضحًا أن الاستقسام بالأزلام عادة جاهلية محرمة، كانت تحدث قبل الإسلام حين يذهب بعض الناس إلى الكاهنة لتحديد الأمور باستخدام الأسهم فى كأس، ويأخذون القرار حسب ما يظهر من السهم الأول أو الثانى، وقد حرم الله الاستقسام بالأزلام وقال عنه فى كتابه الكريم: «وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ».
واختتم الدكتور الهلباوى تصريحه مؤكّدًا: «أى ممارسة مثل البشعة تتعارض مع الشريعة والعقل، ولا يجوز اللجوء إليها أو اعتبارها وسيلة مقبولة لتقرير المصائر».