نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا مطولا عن تاريخ العلاقات بين الهند وإسرائيل، انطلاقا مما كشفته آلاف الوثائق الإسرائيلية التي أصبحت متاحة للجمهور.

وتكشف هذه الوثائق كيف أقامت إسرائيل، منذ منتصف الستينيات فصاعدا، علاقات مع الأحزاب القومية الهندوسية في الهند، حيث كان الدبلوماسيون الإسرائيليون يعرفون أنهم يتعاملون مع متطرفين مدفوعين بكراهية المسلمين.

ورأت الصحيفة -في المقال الذي كتبه إيتاي ماك- أن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في يوليو/تموز 2017 إلى إسرائيل، أصبحت ترمز إلى التحول في العلاقات بين البلدين، التي كانت حتى التسعينيات باردة ومتوترة، في حين تشمل اليوم تجارة واسعة النطاق، وصفقات أسلحة ضخمة، والتدريب العسكري والشرطي ومكافحة الإرهاب، والتعاون السياحي والدبلوماسي، كما يدعم مودي إسرائيل في المحافل الدولية.

ويمكن تفسير العلاقات الممتازة -وفقا للصحيفة- منذ تولى مودي منصبه في مايو/أيار 2014 في الأساس بالمصالح المشتركة بين البلدين، وحقيقة مفادها أن كلا الزعيمين قوميين يمينيين ذوي ميول استبدادية.

ويرأس مودي حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم، وكان أيضا نشطا سابقا في المجموعة شبه العسكرية التابعة له "راشتريا سوايامسيفاك سانغ"، وتم منعه من دخول الولايات المتحدة لمدة عقد تقريبا بعد اعتباره مسؤولا عن مذبحة ضد المسلمين في ولاية جوغارات عام 2002.

ويقول المراقبون إنه تحت قيادته، تم تقليص المساحة الديمقراطية في الهند بشكل كبير، وتم تجريم الصحفيين ونشطاء المعارضة واعتقالهم وقتلهم في بعض الأحيان، واضطهاد الأقلية المسلمة والتمييز ضدها وتجريدهم من إنسانيتهم.

وتخوض الصحيفة في تاريخ العلاقات بين الهند وإسرائيل، إذ تظهر وثائق وزارة الخارجية التي تم نشرها للجمهور في أرشيف إسرائيل على مدى العامين الماضيين أن علاقة إسرائيل مع اليمين المتطرف في الهند، خاصة حزب بهاراتيا جاناتا (في تجسيداته السابقة)، ليست جديدة ولكنها بدأت في منتصف الستينيات.

ورغم أن الدبلوماسيين الإسرائيليين كانوا يعرفون جيدا أن هذه العناصر متطرفة وترتكز أيديولوجيتها على كراهية المسلمين، فإن هذه العلاقات تضررت في المقام الأول بسبب صعوبة قيام إسرائيل ببناء علاقات طبيعية مع حزب المؤتمر الوطني الهندي، الذي تولى السلطة بشكل شبه مستمر منذ الانتخابات الأولى في البلاد عام 1952 وحتى عام 1989.

الخوف والكراهية

في المراجعة التي أعدتها وزارة الخارجية في ديسمبر/كانون الأول 1985، تم توضيح أنه منذ الخمسينيات، عندما اعترفت الهند بإسرائيل، رفضت الحكومة الهندية إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، ولم تكن إسرائيل ممثلة في الهند إلا على مستوى قنصلية مقرها في بومباي (تم تغيير اسمها إلى مومباي في عام 1995)، ومنذ عام 1969 اقتصر اختصاص القنصلية على ولاية ماهاراشترا (التي شملت بومباي)، في حين ظلت الهند تعرب في الأمم المتحدة وفي غيرها من المنظمات الدولية وبشكل مستمر عن دعمها لمقترحات القرار العربي، وتحدثت بصوت شديد اللهجة ضد إسرائيل، وأحيانا بطريقة أكثر قسوة من الدول العربية.

وابتداء من يونيو/حزيران 1982، حدث تدهور خطير عندما أعلن أن القنصل الإسرائيلي في بومباي يوسف حسين شخص غير مرغوب فيه، وذلك ردا على مقابلته مع إحدى الصحف المحلية التي هاجم فيها الحكومة الهندية بسبب نشاطها الداعم للعرب، وحينها أُجبر على مغادرة البلاد ورفضت الهند الموافقة على وصول قنصل جديد.

بالإضافة إلى ذلك، خلقت الحكومة الهندية عديدا من الصعوبات للسياح الإسرائيليين ورفضت حتى منح تأشيرات دخول للإسرائيليين للمشاركة في المؤتمرات الدولية التي تعقد في البلاد.

وفي المجال الاقتصادي والتجاري، فُرضت قيود كثيرة على الشركات الهندية التي تتاجر مع إسرائيل.

خلفيات موقف المؤتمر الوطني

ووفقا لعشرات البرقيات التي أعدها دبلوماسيون إسرائيليون، يُعتقد أن السياسة السلبية التي ينتهجها حزب المؤتمر الوطني الحاكم تجاه إسرائيل ترجع أساسا إلى "تصوره للصهيونية من حيث الإمبريالية والاحتلال وليس بالضرورة التجديد الوطني". وشملت العوامل الأخرى الاعتماد على النفط والمال من الدول العربية، والخوف من أن تستغل باكستان تعزيز العلاقات مع إسرائيل في دعايتها ضد الهند، وكذلك حاجة حزب المؤتمر الوطني للفوز بالانتخابات في الولايات الرئيسية في الهند حيث تمثل أصوات المسلمين عاملا حاسما.

وقبل ما يقرب من 20 عاما، في برقية مؤرخة في 21 يونيو/حزيران 1965، أوضح القنصل الإسرائيلي آنذاك في بومباي بيرتس جوردون لمدير دائرة آسيا في وزارة الخارجية دانييل ليفين أنه "حتى يومنا هذا وفي المستقبل، الهندوسي يخاف ويكره المسلم بنفس الطريقة". وأوضح جوردون أنه في حزب بهاراتيا جانا سانغ (التجسيد السابق لحزب بهاراتيا جاناتا، والمعروف غالبا باسم جان سانغ) الذي جلس في المعارضة، وحتى في الدوائر اليمينية في المؤتمر الوطني، "يجد هذا تعبيرا بأشكال مختلفة وحتى علانية".

وفي برقية أخرى إلى ليفين بتاريخ 23 يونيو/حزيران 1966، كتب جوردون أن اليمين في الهند يزداد قوة، ويمكن لكل هندي في العالم أن يلاحظ بسهولة حقيقة أن وجود دولة إسرائيل بحد ذاته يشكل إسفينا بين المتطرفين.

وفي برقية بتاريخ 26 أبريل/نيسان 1966، أرسلها مايكل إليتزور، نائب مدير إدارة آسيا، إلى مدير مكتب وزير الخارجية، فصل فيها توصيات وزارته لتعزيز العلاقات مع الهند. وشملت "اتصالات سرية مع عناصر معارضة بغرض تنظيم مظاهرات معادية للحكومة".

وفي ملخص المناقشات التي جرت في وزارة الخارجية بتاريخ 15 أغسطس/آب 1966، لوحظ أن رئيس دائرة التخطيط السياسي والاقتصادي إيلان أرييه اقترح "اتصالات حذرة مع حزب جان سانغ (ربما من خلال الموساد)".

وادعى مدير إدارة آسيا ليفين أن القنصل في بومباي آنذاك روفين دافني كان على اتصال بالفعل بالحزب، "ومن المشكوك فيه إذا ما كان هناك أي مجال لتوثيق العلاقات مع حزب قومي متطرف ليست لديه أي فرصة للوصول إلى السلطة".

في 14 مارس/آذار 1967، أرسل دافني برقية إلى إدارة آسيا مفادها أن جان سانغ أدرج في برنامجه الانتخابي بندا يطالب بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل.

وفي برقية مؤرخة في 22 مايو/أيار 1967، أبلغ السفير الإسرائيلي لدى نيبال، موشيه أريل، وزارة آسيا أنه التقى في كتماندو مع عضو البرلمان جان سانغ، مانوهار لال سوندي، الذي زار عام 1964 مقر رئيس الوزراء السابق ديفيد بن غوريون.

واقترح سوندي أن تحل إسرائيل محل وسيطها في الهند، لأنه كان أيضا وسيطا لتايوان، وبالإضافة إلى ذلك، أوضح سوندي أن الحكومة المحلية في منطقة دلهي انتقلت إلى أيدي جان سانغ، الذي كان "مستعدا للتعاون معنا. ومن الممكن الآن وضع الحكومة الهندية أمام اختبارات مختلفة في السياق الإسرائيلي".

أموال إسرائيلية ومتطرفون هندوس

وفي ظل العلاقة التي نشأت مع حزب المهاسابها الهندوسي، بعد شهر، في 31 ديسمبر/كانون الأول 1973، وصل ضيف مفاجئ إلى باب القنصلية الإسرائيلية: جوبال جودسي (شقيق قاتل غاندي) والذي أُدين هو نفسه وحكم عليه بالسجن المؤبد لتورطه في مؤامرة الاغتيال. وقد أطلق سراحه عام 1965.

وفي البرقية التي أرسلها الممثل جدعون بن عامي من القنصلية إلى إدارة آسيا في ذلك اليوم، ذكر أنه لم يكن على علم بزيارة جودسي مسبقا، لكن "بما أن الوقت قد فات بالفعل لإلغائه، فقد استمعت إلى كلماته بأدب.. لقد تحدث بشغف عن كراهيته للمسلمين وكان مهتما بمعرفة إذا ما كانت القنصلية مستعدة لتقديم مساعدتها في طباعة خطاب الدفاع عن زوجته".

وكتب بن عامي أنه رفض الاقتراح بشدة وتجنب الدخول في جدل أيديولوجي مع جودسي. وكان سبب إحراجه هو أن شقيق قاتل غاندي زار القنصلية، وليس بسبب ارتباط القنصلية باليمين المتطرف.

وفي برقية أرسلها بن عامي إلى مدير دائرة الإعلام في 19 ديسمبر/كانون الأول، كتب أن الدعم الأساسي لإسرائيل في الهند يأتي من الدوائر التقليدية مثل "المتطرفين الهندوس". وأشار كذلك إلى أن جان سانغ عقد حوالي 15 إلى 20 اجتماعا في نيودلهي وفي ولايتي البنجاب وأوتار براديش، انتقد فيها رئيس الحزب وزعماء الحزب الآخرون "بشدة موقف الحكومة المؤيد للعرب وإداناتها لنا".

ولأغراض تنظيم اجتماعاتها والتنسيق مع أحزاب اليمين المتطرف، استعانت القنصلية بوسيط محلي "كان يتلقى منا مبالغ كبيرة"، كما ورد في برقية من القنصلية إلى وزارة الخارجية في أكتوبر/تشرين الأول 1985.

"خط أقل عدائية"

في السبعينيات، عقد الدبلوماسيون الإسرائيليون سلسلة من الاجتماعات مع أعضاء البرلمان وقيادة حزب بهاراتيا جانا سانغ (التجسيد السابق لحزب بهاراتيا جاناتا).

وعلى سبيل المثال، وفي برقية أرسلها تريجور إلى شيموني بتاريخ العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 1974، كتب أن قادة الحزب أكدوا له ولممثلين إسرائيليين آخرين أن "حزبهم لا يوافق تماما على خط الحكومة، وأن تعاطفهم كامل معنا، سمعت هذا شخصيا من رئيس الحزب إل كيه أدفاني في اجتماعنا في دلهي عام 1973".

وكتب تريجور أنه التقى كذلك رئيس الحزب في ولاية ماهاراشترا، فاسانت كومار بانديت، الذي قال له إن "التعاون مع إسرائيل هو مصلحة هندية وطنية، ويجب تمهيد الأرض للمستقبل عندما يقوم حزب قومي".

بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال الوسيط نفسه، قامت القنصلية بتنسيق الاستفسارات مع المشرعين من جان سانغ بهدف انتقاد وإحراج حكومة نيودلهي بشأن مسألة علاقاتها غير الطبيعية مع إسرائيل.

وخلال الفترة ما بين عامي 1975 و1977 -السنوات التي أعلنت فيها رئيسة الوزراء الهندية أنديرا غاندي حالة الطوارئ- واجهت إسرائيل صعوبة في الحفاظ على اتصالات مع الأحزاب اليمينية المتطرفة في المعارضة منذ تعرضها للاضطهاد واعتقال العديد من قادتها، ولكن في انتخابات مارس/آذار 1977، كان حزب جان سانغ جزءا من ائتلاف يسمى جاناتا نجح في الإطاحة بالمؤتمر الوطني بعد أن حكم البلاد لعقود.

أعداء مشتركون

وفي مايو/أيار 1980، اندلعت عاصفة سياسية في الهند بعد أن كشف الصحفي أوري دان -في صحيفة معاريف الإسرائيلية اليومية- عن أن وزير الخارجية آنذاك موشيه ديان قام بزيارة سرية إلى نيودلهي والتقى رئيس الوزراء آنذاك ديساي صيف عام 1977.

وقد أثار هذا الكشف صراعا سياسيا بين مختلف الأحزاب في الهند، حيث أصدر حزب بهاراتيا جاناتا الجديد بيانا مفاده أن "إسرائيل هي حقيقة من حقائق الحياة. إنها دولة صغيرة، ولكنها متقدمة وكانت دائما صديقة للهند. ليس سرا أن إسرائيل عرضت الأسلحة على الهند عام 1965 خلال الأزمة الباكستانية وصوتت مع الهند في الأمم المتحدة، وكانت الهند من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل، ومن مصلحة الهند أن تكون هناك علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين. أهنئه على لقائه مع ديان".

وفي التاسع من يوليو/تموز 1981، أخبر القنصل حسين مدير إدارة آسيا نافون أن رام جثمالاني، نائب رئيس حزب بهاراتيا جاناتا، كان "أحد أصدقائنا القلائل والمخلصين في دلهي، ومن وقت لآخر يرفع صوته لصالح إسرائيل في دلهي، في البرلمان وخارجه".

ويوم 29 أكتوبر/تشرين الأول 1981، كتب حسين في برقية أخرى إلى نافون أن حزب بهاراتيا جاناتا هو "حزب قومي هندوسي يتميز موقفه السياسي بموقف متطرف مناهض للمسلمين. ويأتي معظم أنصار وأصدقاء إسرائيل في الهند من بين أتباعه".

وأضاف أن الحزب أرسل له رسالة تعزية في وفاة موشيه ديان في أكتوبر/تشرين الأول 1981، بالإضافة إلى نص بعض قرارات المؤتمر الأخير للحزب بشأن إسرائيل ومما جاء فيها: "تحتاج الهند إلى تحسين قوتها العسكرية وتعلم التمييز بين أصدقاء وأعداء محتملين. في الوضع الراهن، إسرائيل والهند هدفان مشتركان للعالم الإسلامي. القنبلة الإسلامية مخصصة لهذين البلدين فقط. لذلك، من الأهمية بمكان أن تعزز الهند علاقاتها مع إسرائيل".

كما تم وصف التاريخ المضطرب لعلاقات إسرائيل مع الهند منذ الخمسينيات في تقرير صدر في يونيو/حزيران 1982 وأشرف عليه مدير إدارة آسيا نافون. وتضمن أن من "العوامل التي تعمل لصالحنا وجود الصراع الهندوسي الإسلامي الذي كان صدعا عميقا وحادا، وتشكيل حزب بهاراتيا جاناتا اليميني المناهض للمسلمين".

وفي الشهر نفسه، أُعلن أن حسين شخص غير مرغوب فيه واضطر إلى مغادرة الهند.

وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول 1984، اغتيلت رئيسة الوزراء أنديرا غاندي على يد حراسها الشخصيين من السيخ، وفي الانتخابات التي جرت بعد شهرين، فاز حزب بهاراتيا جاناتا بمقعدين فقط بينما حصل المؤتمر الوطني على 404 مقاعد من أصل 514 مقعدا. وبعد 8 سنوات، أي عام 1992، أقامت إسرائيل والهند علاقات دبلوماسية كاملة.

وفي الاضطرابات التي شهدتها انتخابات عام 2014، فاز الائتلاف اليميني واليمين المتطرف بقيادة مودي بـ336 مقعدا، بينما انهار المؤتمر الوطني إلى 44 مقعدا فقط. وفي سبتمبر/أيلول ذلك العام، التقى مودي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الأولى في الأمم المتحدة في نيويورك. وقال نتنياهو خلال الاجتماع: "أعتقد أنه إذا عملنا معا، فيمكننا أن نفعل ذلك بما يعود بالنفع على شعبينا".

وخلال زيارة مودي لإسرائيل في يوليو/تموز 2017، أخبره نتنياهو أن "الهند وإسرائيل ديمقراطيتان شقيقتان"، ويزعم البعض أن مودي ونتنياهو نجحا في تحقيق تدهور للتجربة الديمقراطية في بلديهما وحولاها إلى نظامين شقيقين، وإن لم يكونا متطابقين، ويسيطر عليهما اليمين المتطرف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان حريات حزب بهاراتیا جاناتا أکتوبر تشرین الأول الحکومة الهندیة مدیر إدارة آسیا وزارة الخارجیة الیمین المتطرف المؤتمر الوطنی یونیو حزیران رئیس الوزراء مع إسرائیل إسرائیل فی علاقات مع فی الهند فی برقیة مع حزب

إقرأ أيضاً:

ترامب يحث الرئيس السوري على تطبيع العلاقات مع إسرائيل

الرياض - رويترز
 التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية اليوم الأربعاء وحثه على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك عقب إعلان مفاجئ عن أن الولايات المتحدة سترفع جميع العقوبات المفروضة على حكومة سوريا التي يقودها إسلاميون.

وقبيل قمة بين الولايات المتحدة ودول خليجية، التقى ترامب مع الشرع، الذي بايع ذات يوم تنظيم القاعدة وكان يتزعم جماعة تصفها واشنطن بأنها إرهابية لدى وصوله إلى السلطة.

وأظهرت صور عرضها التلفزيون السعودي الرسمي الزعيمين وهما يتصافحان بحضور ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان.

وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انضم عبر الإنترنت إلى ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الاجتماع.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت عبر منصة إكس إن ترامب حث الشرع على الانضمام إلى الإمارات والبحرين والمغرب في تطبيع العلاقات مع إسرائيل في إطار ما يعرف باسم (اتفاقيات إبراهيم) التي أبرمت بوساطة الولايات المتحدة عام 2020.

وتأمل الولايات المتحدة أيضا أن تنضم السعودية إلى اتفاقيات إبراهيم، لكن المحادثات توقفت بعد اندلاع حرب غزة، وتصر المملكة على استحالة التطبيع دون قيام دولة فلسطينية.

وقال ترامب أمس الثلاثاء إن السعودية ستنضم إلى (اتفاقيات إبراهيم) في الوقت الذي تراه مناسبا.

ورغم المخاوف التي تسود قطاعات من إدارته بشأن العلاقات التي كانت تربط في السابق قادة سوريا الحاليين بتنظيم القاعدة، قال ترامب أمس الثلاثاء في الرياض إنه سيرفع العقوبات عن سوريا، في تحول كبير للسياسة.

وقال ترامب أيضا إن واشنطن تدرس تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية بداية من اجتماعه مع الشرع.

* دفعة للحكام الجدد في سوريا

جاء رفع العقوبات رغم شكوك إسرائيلية كبيرة تجاه حكومة الشرع، الذي يواصل المسؤولون الإسرائيليون وصفه بالجهادي، رغم قطعه علاقته بتنظيم القاعدة في عام 2016. ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي حتى الآن على طلب التعليق.

ويشكل القرار دفعة قوية للشرع الذي يكابد لبسط سيطرة حكومة دمشق على البلاد بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر كانون الأول.

ومن شأن رفع العقوبات الأمريكية، التي عزلت سوريا عن النظام المالي العالمي، أن يمهد الطريق أمام مشاركة أكبر من جانب المنظمات الإنسانية، ويسهل الاستثمار والتجارة الخارجية مع إعادة إعمار البلاد بعد الحرب الأهلية.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في مؤتمر صحفي إن الرياض ستدعم التعافي الاقتصادي لسوريا، وإن هناك الكثير من فرص الاستثمار هناك بعد رفع العقوبات.

وتعارض إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، تخفيف العقوبات عن سوريا وصعّدت عملياتها العسكرية هناك منذ الإطاحة بالأسد قائلة إنها لن تتسامح مع وجود الإسلاميين في جنوب سوريا.

واستولت إسرائيل على أراض في جنوب غرب سوريا، وحذرت حكومة دمشق من نشر قوات هناك، وفجرت الكثير من الأسلحة الثقيلة للجيش السوري.

وتجلت التحديات التي تواجه الإدارة السورية الجديدة في مارس آذار عندما هاجم مسلحون موالون للأسد قوات تابعة للحكومة مما أدى إلى هجمات انتقامية قتل فيها مسلحون إسلاميون مئات المدنيين من الأقلية العلوية، مما أثار تنديدا شديدا من واشنطن.

وقال ترامب إن جولته بالشرق الأوسط لا تعني تهميش إسرائيل.

وتعد الجولة أحدث تطور يثير الشكوك في إسرائيل حيال مكانتها ضمن أولويات واشنطن، إذ تمضي الولايات المتحدة قدما في محادثاتها النووية مع إيران. وتعتبر إسرائيل البرنامج النووي الإيراني "تهديدا لوجودها".

وقال ترامب للصحفيين "هذا مفيد لإسرائيل. أن يكون لدي علاقة كهذه مع تلك الدول، دول الشرق الأوسط، جميعها تقريبا. أعتقد أنه مفيد جدا لإسرائيل".

وردا على سؤال على متن طائرة الرئاسة حول تقارير أفادت برغبة الرئيس السوري في بناء برج يحمل اسم ترامب في دمشق، قال الرئيس الأمريكي عن الشرع "لديه الإمكانات - إنه قائد حقيقي".

وأضاف ترامب أن اللقاء مع الشرع، الذي وصفه بأنه شاب يتمتع بشخصية جذابة وله ماض حافل، كان "رائعا".

وأضاف ترامب "لديه فرصة حقيقية للسيطرة على الأمور".

وظل الشرع لسنوات زعيم جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، خلال سنوات من الصراع في بلاده. وانضم أولا إلى التنظيم في العراق، حيث أمضى خمس سنوات في سجن أمريكي. وألغت الولايات المتحدة في ديسمبر كانون الأول مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على الشرع.

وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في بيان اليوم الأربعاء إن لقاء ترامب والشرع تضمن نقاشات حول مكافحة الإرهاب والتعاون في القضاء على نفوذ أي جماعات مسلحة تهدد استقرار سوريا، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية.

وسيتبع هذا اللقاء اجتماع آخر بين وزير الخارجية السوري ونظيره الأمريكي ماركو روبيو.

* اتفاقات تجارية

تميز اليوم الأول لترامب في جولته بمنطقة الخليج التي تستغرق أربعة أيام بحفل براق وصفقات تجارية شملت تعهد السعودية باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، ومبيعات أسلحة أمريكية للمملكة بقيمة 142 مليار دولار.

وفي وقت لاحق من اليوم الأربعاء، توجه ترامب إلى العاصمة القطرية الدوحة. ومن المتوقع أن تعلن قطر، الحليف المهم لواشنطن، استثمارات بمئات المليارات من الدولارات في الولايات المتحدة.

ورافقت موكب ترامب من المطار إلى الديوان الأميري سيارتا تسلا سايبر تراك بلون أحمر زاه وتحملان شعار الحرس الأميري القطري.

وبينما لم تتضح بعد التفاصيل الدقيقة للاستثمارات التي تعتزم قطر إعلانها اليوم، قال مصدر مطلع إنه من المتوقع أن تعلن الخطوط الجوية القطرية صفقة لشراء نحو 100 طائرة عريضة البدن من بوينج.

وعبر ترامب عن قلقه إزاء الحرب في غزة خلال جولته بمنطقة الخليج. وقال الأمير فيصل إن الولايات المتحدة والسعودية اتفقتا على ضرورة إنهاء الصراع في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وبعد زيارة قطر، سيتوجه ترامب إلى أبوظبي للقاء قادة الإمارات غدا الخميس. ومن المقرر أن يعود إلى واشنطن يوم الجمعة، لكنه قال إنه قد يسافر إلى تركيا لحضور اجتماع محتمل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

مقالات مشابهة

  • كرم: للإلتحاق بركاب التطور الاقتصادي والاستثماري
  • هذه الشركات التي ألغت رحلاتها إلى إسرائيل خشية صواريخ الحوثي
  • محلل سياسي: العلاقات الأمريكية الإسرائيلية استراتيجية وثابتة
  • مراسلة سانا: المشاركون في ختام ورشة “العدالة الانتقالية في سوريا: آفاق وتحديات” يؤكدون ضرورة نبذ جميع أشكال العنف والتحريض والانتقام، ويدعون لتشكيل هيئة العدالة الانتقالية وسن قانون خاص لها وتفعيل مسارها، لإنصاف الضحايا وذويهم وضمان معاقبة الم
  • توتر العلاقات الإسرائيلية الأوروبية ؟!
  • كالكاليست: العلاقات الإسرائيلية الأوروبية تتجه لزلزال محتمل
  • “راكز” تختتم جولة ترويجية ناجحة في الهند لتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية
  • مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تقتني مجموعة جورج رينتز التي توثق العلاقات السعودية – الأمريكية بالوثائق والصور
  • ترامب يحث الرئيس السوري على تطبيع العلاقات مع إسرائيل
  • «راكز» تختتم جولة ترويجية في الهند لتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية