مسلسل الحشاشين|نجاح حسن الصباح فى الوصول الي قصر الخلافة بالحلقة الثانية
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
بدأت الحلقة الـ 2 من مسلسل الحشاشين باجتماع الثلاثى كريم عبد العزيز (حسن الصباح) وفتحي عبد الوهاب (نظام الملك) مع نيقولا معوض (عمر الخيام) وهم يتحدثون حول أمور عديدة، قبل أن يقطع جلسته خبر من قائد الحرس الذى يخبر نظام الملك بمقتل مأذون أصفهان، وهو ما أثار حوارا بين الثلاثى حول اندهاش عمر الخيام لمقتل رجل مأذون لا حول له ولا قوة، وذهبت الشكوك كلها إلى الباطنية وأفرادها ممن يعيشون فى السر، بعد ذلك ينتقل كريم عبد العزيز إلى منزله ليطمئن على أحمد عيد ( زيد ) الذى هرب من قبضة جنود الوالى بمساعدة زوجة حسن الصباح ( ميرنا نور الدين).
واستكملت الحلقة إثارتها بسفر كريم عبد العزيز ( حسن الصباح ) إلى القاهرة مع زوجته، ليقصدوا زيارة المستنصر بالله، ويجدوا القاهرة فى أصعب فتراتها الزمنية بسبب الشدة المستنصرية، التى تضطر صيادين لخطف الأطفال لأكلهم إن لزم الأمر بسبب المجاعة وانخفاض منسوب النيل.
شهدت سفر كريم عبد العزيز ـ حسن الصباح، إلى القاهرة، بصحبة عائلته، وبمجرد دخوله وجد القاهرة فى أصعب أزمة بتاريخها كله، وذلك عقب رؤيته مظاهر المجاعة تؤثر سلباً على البلد بشكل سيئ، إذ زاد اللصوص وكثر القتل، كما أصبح الأطفال فى خطر بسبب المجاعة، ولم يعد أحد فى مأمن.
كريم عبد العزيزوذلك بعدما انخفض منسوب النيل، ما جعل الزراعة تدهور وجعل الجميع فى ضيق، كما شهدت الحلقة مقابلة كريم عبد العزيز ( حسن الصباح ) مع بدر الدين الجمالى الذى يجسد دوره الفنان محمد سليمان عبد الملك، والأخير طلب من الصباح مغادرة البلاد فوراً إلا أن الصباح نجح فى إقناعه بأن يستمر بالعيش فى البلد المقدسة مصر.
كما شهدت الحلقة 2 من مسلسل الحشاشين تسليط الضوء على موقف وزير الدولة الفاطمية بدر الدين الجمالى الذى أمر ببيع باب القصر وذهبه من أجل المحاولة فى سد المجاعة التى ضربت مصر فى العصر الفاطمى، وذلك فى موقف حرص مسلسل الحشاشين على استعراضه وإبرازه، وقال محمد سليمان عبد الملك مجسد شخصية وزير الدولة الفاطمية وقتها: "الخليفة مش هايكون مبسوط وشعبه جعان"، ثم تواصلت الأحداث على صعيد آخر فى سمرقند التى شهدت وصول عمر الخيام الذى يلعب دوره نيكولا معوض، ليجد هناك غضبا كبيرا من قبل العامة تجاه الفلاسفة، وذلك بعدما وجد شخصا يتعرض للضرب لمجرد أنه كان تابعا لـ ابن سينا، وهو ما أثار غضبه بصورة كبيرة ليخبر ملك الدولة الذى أكد له أن الجاهل دوماً ما يخاف مما يجهل.
وشهدت الحلقة الـ 2 من مسلسل الحشاشين سفر كريم عبد العزيز ، حسن الصباح، إلى القاهرة، بصحبة عائلته، وبمجرد دخوله وجد القاهرة فى أصعب أزمة بتاريخها كله، وذلك عقب رؤيته مظاهر المجاعة تؤثر سلباً على البلد بشكل سيئ، إذ زاد اللصوص وكثر القتل، كما أصبح الأطفال فى خطر بسبب المجاعة، ولم يعد أحد فى مأمن.
وذلك بعدما انخفض منسوب النيل، ما جعل الزراعة تتدهور وجعل الجميع فى ضيق، كما شهدت الحلقة مقابلة كريم عبد العزيز (حسن الصباح) مع بدر الدين الجمالى الذى يجسد دوره الفنان محمد سليمان عبد الملك، والأخير طلب من الصباح مغادرة البلاد فوراً، إلا أن الصباح نجح فى إقناعه بأن يستمر بالعيش فى البلد المقدسة مصر.
واستطاع كريم عبد العزيز ـ حسن الصباح، أن يقوم بحيلة من أجل الوصول إلى قصر الخليفة وذلك بمساعدة زوجته، عقب نصيحتها له بأنها ستذهب لمقابلة نور الوجود ـ اسم جارية فى القصر الملكي للخليفة، وتخبرها بوجود عراف زاهد يتمكن من معرفة الطالع وتفسير الرؤيا، وهو ما نجح فيه كما استطاع معرفة رؤيا أم الخليفة بدون أن تقولها، أيضاً لم يكتف حسن الصباح بذلك وإنما ساعدها على الوقوف على قدميها رغم عجزها، قائلاً : "مين قال العجز ما لوش دوا"، وهو ما جعلها تندهش منه.
الحلقة 2 من مسلسل الحشاشين استمرت فى الإثارة وذلك بعدما طلب منها مقابل ما فعل مقابلة الخليفة فقط، لتنتهى الحلقة عند ذلك، وهو ما يجعل مشاهدى المسلسل على موعد مع ترقب شديد لما ستسفر عنه الحلقة المقبلة غداً من حلقات مسلسل الحشاشين.
أيضاً شهدت الحلقة 2 ظهور إسلام جمال للمرة الأولى الذى يجسد دور ملك شاه ولي عهد الدولة السلجوقية عقب قتل والده فى مبارزة، ومن ثم ستطور الأحداث فى تلك الدولة أيضاً.
الحلقة الـ 2 من مسلسل الحشاشين شهدت سفر كريم عبد العزيز ـ حسن الصباح، إلى القاهرة، بصحبة عائلته، وبمجرد دخوله وجد القاهرة فى أصعب أزمة بتاريخها كله، وذلك عقب رؤيته مظاهر المجاعة تؤثر سلباً على البلد بشكل سيئ، إذ زاد اللصوص وكثر القتل، كما أصبح الأطفال فى خطر بسبب المجاعة، ولم يعد أحد فى مأمن.
وذلك بعدما انخفض منسوب النيل، ما جعل الزراعة تتدهور وجعل الجميع فى ضيق، كما شهدت الحلقة مقابلة كريم عبد العزيز ( حسن الصباح ) مع بدر الدين الجمالى الذى يجسد دوره الفنان محمد سليمان عبد الملك، والأخير طلب من الصباح مغادرة البلاد فوراً إلا أن الصباح نجح فى إقناعه بأن يستمر بالعيش فى البلد المقدسة مصر.
يبدأ عرض مسلسل الحشاشين على قناة DMC بدء من غدا الإثنين 11 مارس 2024 في تمام الساعة 9:15 مساءً، وتكون إعادة الحلقة على قناة DMC دراما بعد عرض الحلقة بـ ساعتين، وبذلك يمكن مشاهدتها في تمام الساعة الـ 11:15 مساءً.
موعد عرض مسلسل الحشاشين على منصة Watch itويتم عرض مسلسل الحشاشين على منصة Watch it الإلكترونية بدون إعلانات، بعد عرض الحلقة على قناة DMC بساعة واحدة، وبذلك يمكن مشاهدتها في تمام الساعة الـ 10 مساءً.
قصة مسلسل الحشاشين
تدور أحداث مسلسل الحشاشين حول مؤسس طائفة الحشاشين «حسن ابن الصباح»، الذي يجسد شخصيته كريم عبد العزيز، حيث كون هذا الرجل أخطر جماعة قتالية في التاريخ، أرعبت العالم، وارتكبت جرائم اغتيالات عديدة، وهو عمل تاريخي، مأخوذ من أحداث حقيقية من القرن الحادي عشر.
أبطال مسلسل الحشاشينويشارك في مسلسل الحشاشين كلاً من الفنان كريم عبد العزيز، نضال الشافعي، فتحي عبد الوهاب، محمد رضوان، سامى الشيخ، عمر الشناوى، نور ايهاب، أحمد عيد، ميرنا نور الدين، نيكولا معوض، إسلام جمال، سوزان نجم الدين، ياسر علي ماهر، ومسلسل الحشاشين من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحشاشين كريم عبد العزيز رمضان مسلسلات رمضان 2024 الحلقة الثانية عرض مسلسل الحشاشین على من مسلسل الحشاشین کریم عبد العزیز بسبب المجاعة منسوب النیل إلى القاهرة وذلک بعدما حسن الصباح على قناة طلب من وهو ما
إقرأ أيضاً:
من الدعوة إلى الدولة: قراءة هادئة في مسار الحركة الإسلامية في اليمن.
"عن اليمن بودكاست والحلقة الاستثنائية مع الصحفي والباحث سعيد ثابت"
في زمن تزدحم فيه المنابر بالصخب والادعاء، وتُختزل الحركات الكبرى في سرديات متعجلة، جاءت حلقة “من الإخوان إلى الإصلاح: قصة الحركة الإسلامية في اليمن” التي قدّمها “اليمن بودكاست” وأدارها الإعلامي أسامة عادل، لتقدّم مادة مختلفة في شكلها ومضمونها، وتفتح نافذة موثّقة على واحدة من أكثر التجارب السياسية اليمنية جدلًا وإثارة للتأمل.
لم تكن الحلقة مجرد إضافة أرشيفية إلى محتوى سياسي متكرر، بل بدت وكأنها عمل توثيقي نادر يعيد ترتيب الذاكرة السياسية اليمنية، ويخوض بأسلوب هادئ ومتماسك في ملف غالبًا ما عُولج بخفة أو عدائية أو اختزال.
بعيدًا عن الشعارات الجاهزة والتصنيفات المقولبة، بدا الحوار وكأنه محاولة لاستعادة الفكرة من تحت ركام المعارك، وإعادة قراءتها في سياقها الزمني والاجتماعي، لا من خلال عدسة الاستقطاب الإقليمي أو صراع الهوية السياسية المعاصرة.
ضيف الحلقة الباحث والصحفي المعروف سعيد ثابت سعيد، لم يبدُ كضيف تقليدي يسرد ما حفظه من تواريخ، بل كمراقب عميق حمل ذاكرة جماعية عن الحركة الإسلامية في اليمن، وسعى بلغة هادئة ونبرة متزنة إلى إعادة تركيب تلك الذاكرة دون انفعال أو تبرير، فلم يتحدث كناشط حزبي أو كاتب منحاز، بل كمن عاش تفاصيل المشهد من الداخل، ورصد تحوّلاته عن قرب عبر محطات متعددة.
تناول سعيد ثابت التجربة الإسلامية في اليمن بوصفها مسارًا اجتماعيًا وفكريًا وسياسيًا معقّدًا، له جذوره المحلية وتحوّلاته الخاصة، فبدأ من البدايات الفكرية للحركة، ثم انتقل إلى لحظة التشكل التنظيمي، مرورًا بعقود من الحضور في السلطة والمعارضة معًا، حديثه، الذي امتد لأكثر من ساعتين، لم يكن مجرد عرض زمني للأحداث، بل مراجعة نقدية موثقة تسبر أغوار التجربة، وتضع كل مرحلة في سياقها، لتعيد التذكير بأن الحركات السياسية لا يمكن فهمها خارج بيئتها الأولى وظروف نشأتها
في هذا المقال، سنقترب أكثر من أبرز المحاور التي تناولتها الحلقة، ونفكك بعض ما طرحه سعيد ثابت من رؤى وسرديات، لا بوصفها شهادات عابرة، بل كوثيقة تسهم في بناء سردية يمنية أكثر توازنًا وعمقًا حول مسار لم يُروَ بعد كما يجب.
عودة إلى الجذور: حين كان المشروع يمنيًا بحتًا
من البداية، أعاد سعيد ثابت الحديث إلى نقطة الانطلاق، إلى ما قبل تأسيس حزب الإصلاح، حين لم تكن هناك أحزاب، ولا تعددية سياسية، بل فقط أفكار ومشاريع ورجال يحملون رؤاهم على أكتافهم، ويجوبون بها من عدن إلى صنعاء.
تحدّث عن البدايات الأولى للحركة الإسلامية في اليمن، حين تأثر بعض الطلاب اليمنيين في مصر بأفكار حسن البنا وسيد قطب، لكنهم ، كما أوضح الباحث سعيد ثابت، لم يعودوا إلى اليمن كمنفذين لتعليمات خارجية، بل عادوا بمشروع محلي يرون فيه مخرجًا لبلدهم من الاستبداد والفقر والجهل.
أسماء مثل عبدالمجيد الزنداني وعبده محمد المخلافي، كانت من أوائل من صاغوا هذا الاتجاه في نسخته اليمنية، لم يكونوا يطمحون لتأسيس “فرع” تابع لتنظيم دولي، بل كانوا يريدون أن يبنوا تجربة يمنية ذات خصوصية، ومن هنا جاءت فكرة المعاهد العلمية، التي رأى فيها ثابت أنها لم تكن أداة تجييش، بقدر ما كانت محاولة لبناء جيل جمهوري، متدين، ومحصن فكريًا في وجه الماركسية والطائفية معًا.
هذا التأسيس الذي تم في عهد الرئيس إبراهيم الحمدي كان نقطة مفصلية، لأنه حدث بإرادة سياسية يمنية، لا بتدخل خارجي ولا تمويل مستورد، وهو ما حاولت الحلقة التأكيد عليه أكثر من مرة: أن الإسلاميين في اليمن لم يكونوا في يوم من الأيام مجرد نسخة محلية عن مشروع خارجي.
حزب الإصلاح.. كيان سياسي أم امتداد تنظيمي؟
في الجزء الأهم من الحلقة، تحدث سعيد ثابت عن نشأة التجمع اليمني للإصلاح بعد الوحدة، وكيف أن تأسيس الحزب لم يكن مجرد إعادة تموضع للإخوان المسلمين، بل كان استجابة طبيعية لتحوّل الدولة إلى العمل الحزبي التعددي.
أشار في حديثه إلى أن الإصلاح ضمّ في تركيبته منذ اللحظة الأولى مشايخ قبائل، وقادة عسكريين، وعلماء دين، وشخصيات اجتماعية، إلى جانب التيار الإسلامي التقليدي، وهذه الهُوية المركبة هي ما جعلته حزبًا سياسيًا بامتياز، يشتبك مع الواقع ويخوض الانتخابات، ويتحالف مع المؤتمر الشعبي، ثم يدخل في “اللقاء المشترك” مع خصومه الأيديولوجيين في مرحلة لاحقة.
لكن، وكما أوضح سعيد ثابت، فإن هذا التماهي مع الدولة "خصوصًا في فترة التحالف مع صالح" كان سيفًا ذا حدين، فقد منح الإصلاح نفوذًا واسعًا، لكنه في الوقت نفسه حمّله تبعات العلاقة بالسلطة، فحين انقلبت السلطة، كان الحزب هو أول من تلقّى الضربة، وأول من اتُّهم بكل شيء.
وهنا كان الطرح النقدي حاضرًا في كلام سعيد، دون مواربة: الإصلاح ارتكب أخطاء، نعم، لكنه لم يكن يومًا مشروعًا انقلابيًا أو عنفيًا، وإذا كان قد ضعف سياسيًا بعد 2015، فليس لأنه انهار تنظيميًا، بل لأن السياق كله تغيّر، وتحول المشهد من العمل السياسي إلى واقع مليء بالسلاح والتحالفات الإقليمية المعقدة.
تفكيك الأكذوبة: الإصلاح ليس مكتب بريد للإخوان
من اللحظات المهمة في الحلقة، تلك التي تناولت فيها النقاشات المتكررة حول اتهام الإصلاح بأنه فرع للإخوان، سعيد ثابت لم ينكر التأثر الفكري، لكنه شدد أن التنظيم لم يكن امتدادًا عضويًا للإخوان، لا تنظيميًا ولا سياسيًا.
بل على العكس، قدّم سردًا دقيقًا لمسارات الاستقلال المبكر، من رفض تأسيس خلايا تابعة، إلى بناء مشروع يمني داخلي، يشتبك مع الواقع المحلي ولا ينتظر التعليمات من الخارج.
قوة هذا الطرح أنه لم يُقدَّم كرد فعل دفاعي، بل كوقائع وسياقات تاريخية، من لقاء الزبيري مع البنا، إلى عودة المخلافي والزنداني إلى اليمن، إلى تأسيس الإصلاح بعد الوحدة، وكل ذلك جرى دون غطاء خارجي ولا وصاية فكرية.
في لحظة الانهيار… من بقي جمهوريًا؟
واحدة من أكثر المحاور إثارة في حديث سعيد كانت عند سؤاله عن موقف الإصلاح من سقوط صنعاء، ودوره بعد 2014. لم يُنكر أن الموقف كان مرتبكًا، لكنّه لفت إلى أن الإصلاح، ورغم الحملة الإعلامية الشرسة ضده، ظلّ الطرف الأكثر وضوحًا في التمسك بالجمهورية.
تحدّث عن ما أسماه “الخذلان المركّب”، حيث تخلّى الحلفاء، وهاجم الخصوم، واصطف بعض شركاء الأمس مع الإمامة الجديدة، أما الإصلاح، فرغم ضعفه وانكشافه، لم يكن جزءًا من الانقلاب، بل وقف في وجهه بقدر ما استطاع، وانخرط في معركة الدفاع عن الدولة من مواقع متفرقة، في السياسة والإعلام والجبهات.
أكثر من مجرد سرد.. الحلقة التي أعادت كتابة الملف
ما يجعل هذه الحلقة استثنائية حقًا، أنها ليست مجرد استرجاع لتاريخ الإسلاميين في اليمن، بل كانت أشبه بمحاولة لتقديم “سيرة وطنية بديلة” تُنصف التيار الإسلامي دون أن تبرّئه، وتنتقده دون أن تُشيطنه، وهو ما نجح فيه سعيد ثابت بامتياز: لم يكن منحازًا، لكنه كان صادقًا. لم يكن مدافعًا، لكنه أنصفها في حديثه فنظر إلى الداخل، وراجع الذات، وتحدث بلغة لا تحرض ولا تبرر، بل تشرح وتفكك.
إدارة الحوار من قبل أسامة عادل أضفت على الحلقة طابعًا احترافيًا هادئًا، فقد غاب صوت المذيع في اللحظة التي يجب أن يغيب فيها، ليعلو صوت الذاكرة والمعلومة والتحليل.
حين يصبح التاريخ ملكًا للجميع.
ختامًا، قد تكون هذه الحلقة أكثر من مجرد توثيق شفهي لمسار تيار سياسي، فالحلقة في جوهرها، تمثل محاولة نادرة لإعادة اليمنيين إلى أرشيفهم المنسي، إلى تاريخ لم يُكتب بيد الغالب وحده، بل بصوت شاهد أراد أن يفهم لا أن يدين، وأن يروي لا أن يوجّه، فليست “قصة الإسلاميين” في هذه الحلقة سوى بوابة لفهم اليمن نفسه، حين كانت الفكرة سلاحًا، والكلمة جبهة، والمشروع الوطني هو المعركة الأهم.
فمن الطليعة إلى الإصلاح، ومن الزبيري الحالم بوطن عادل إلى الزنداني المثير للجدل، ومن المعاهد العلمية في زمن الحمدي إلى دهاليز السياسة في عهد صالح، ومن صناديق الاقتراع إلى جبهات مأرب وتعز، كانت التجربة الإسلامية في اليمن تتحرّك في قلب الأحداث، لا على هامشها، نعم، لم يكن مسارًا مستقيمًا، بل متعرجًا بين الإيمان والفعل، بين التديّن والسياسة، بين المبادرة والخطأ، لكنه كان، وسيبقى، جزءًا لا يمكن فصله من سيرة هذا الوطن الذي لم يكتب تاريخه بعد كما ينبغي.
وإذا كانت كثير من الحلقات الإعلامية تمرّ مرور العابرين، فإن هذه الحلقة ، بما احتوته من رصانة في الطرح وهدوء في النبرة ، قد تبقى عالقة في ذاكرة من سمعها، لا لأنها تبحث عن الإثارة، بل لأنها سعت إلى الفهم، لم تُروَ القصة بلون واحد، بل بأطيافها وحوافها وتناقضاتها، كما تُروى الحكايات التي يُراد لها أن تبقى، خاصةً ونحن في زمن ضياع الحقائق وتزاحم الأصوات المرتبكة، حيث تمزّقت السرديات وتكاثرت محاولات التزوير والتسطيح، بدا الإنصاف لا الولاء، هو السبيل الوحيد لفهم التاريخ، وإعادة بناء الوعي، فالتاريخ لا يُكتب على عجل، ولا يُفهم بالاصطفاف، بل بالاقتراب من الحقيقة كما هي، بظلالها لا بضجيجها.
وهكذا، تصبح هذه الحلقة أكثر من مجرد شهادة.. بل مفتاحًا صغيرًا لبوابة أكبر: بوابة الفهم، التي لا يُفتح المستقبل من دون عبورها، ولا تُصان الذاكرة من دون إنصافها