علماء: جاذبية المريخ تسبب تيارات ضخمة في أعماق محيطات الأرض مرة كل 2.4 مليون سنة
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
اكتشف العلماء أدلة جيولوجية على أن تفاعل الجاذبية بين المريخ والأرض يقود دورة مدتها 2.4 مليون سنة من الدوران في أعماق البحار والاحتباس الحراري.
وعلى الرغم من كون المريخ على بعد 140 مليون ميل، لكن جاذبيته قد تؤثر على محيطات الأرض.
إقرأ المزيدويقول العلماء إن الارتباط المفاجئ بين المريخ وبحار الأرض ومناخها يشهد تيارات عميقة تزداد وتنقص باستمرار.
ويؤدي تفاعل الجاذبية بين الكوكبين إلى تغيرات دورية في تيارات المحيطات العميقة التي تتكرر كل 2.4 مليون سنة. وهو اكتشاف سيساعد العلماء على فهم مناخ الأرض والتنبؤ به بشكل أفضل في المستقبل.
وبدأ العلماء من جامعتي سيدني والسوربون في التحقيق في ما إذا كانت التيارات في قاع المحيط تصبح أكثر قوة أو أكثر تباطؤا عندما يكون مناخ الأرض أكثر دفئا.
وللقيام بذلك، استخدموا نصف قرن من بيانات الحفر العلمية التي تم جمعها من مئات المواقع في جميع أنحاء العالم.
وأتاحت لهم هذه البيانات فهم مدى قوة التيارات في أعماق البحار على مدار الخمسين عاما الماضية.
وللتعمق أكثر في الماضي، نظروا إلى سجل الرواسب في أعماق البحار على الأرض. وقد سمح لهم ذلك بالتحقق مما إذا كانت التغييرات في مدار الأرض مرتبطة بالتحولات الرسوبية.
ووجد الفريق اختلافات في تيارات أعماق البحار على مدى فترة 2.4 مليون سنة تعرف باسم "الدورات الفلكية الكبرى" (astronomical grand cycles)، مرتبطة بتفاعلات الأرض والمريخ مع الشمس.
إقرأ المزيدوقالت أدريانا دوتكيفيتش، الباحثة في علوم الأرض بجامعة سيدني: "لقد فوجئنا بإيجاد هذه الدورات التي تبلغ مدتها 2.4 مليون سنة في بياناتنا الرسوبية في أعماق البحار. هناك طريقة واحدة فقط لتفسيرها: إنها مرتبطة بدورات في تفاعلات المريخ والأرض التي تدور حول الشمس".
ووفقا لبيان صحفي، اكتشف العلماء أيضا روابط بين أوقات الإشعاع الشمسي العالي والبيئة الأكثر دفئا.
ومن النادر أن يتم اكتشاف هذه الظاهرة الدورية في السجلات الجيولوجية.
وقال ديتمار مولر، المؤلف المشارك من الجامعة: "تتداخل مجالات جاذبية الكواكب في النظام الشمسي بعضها ببعض، وهذا التفاعل، الذي يسمى الرنين، يغير انحراف الكواكب".
واكتشفت الدراسة أن ذروة "الدورة الفلكية الكبرى" مرتبطة بارتفاع الإشعاع الشمسي على الأرض، فضلا عن المناخ الأكثر دفئا. وهذا لا علاقة له بتغير المناخ الناتج عن النشاط البشري الذي تشهده الأرض حاليا.
والدورات الأكثر دفئا ترتبط بتطور الدوامات في أعماق المحيطات. والدوامات عبارة عن حركة دورانية ضخمة تصل إلى القاع السحيق.
ووفقا للبيان الصحفي، يمكن أن يؤدي ذلك غالبا إلى تآكل قاع البحر وتكوين كميات كبيرة من تراكمات الرواسب المعروفة باسم الكونتوريتات.
وقالت دوتكيويتز: "تشير بياناتنا المتعلقة بأعماق البحار، والتي تمتد على مدى 65 مليون سنة، إلى أن المحيطات الأكثر دفئا تتمتع بدورة عميقة أكثر نشاطا. ومن المحتمل أن يؤدي هذا إلى منع المحيط من الركود حتى لو تباطأ دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي (AMOC) أو توقف تماما".
وأشار الفريق إلى أن النتائج يمكن أن يكون لها آثار مهمة على فهمنا لدوران انقلاب خط الزوال الأطلسي (AMOC)، وهو تيار محيطي يحافظ على مناخات معتدلة في أوروبا، وهو على وشك الانهيار بسبب تغير المناخ.
ويقترح العلماء أن الأرض تتلقى المزيد من الإشعاع الشمسي وينتج عن ذلك مناخ أكثر دفئا في ذروة هذه الدورة. ووجدوا أن درجات الحرارة المرتفعة هذه ترتبط بمزيد من الانقطاعات في سجل أعماق البحار، ما يشير إلى تيارات أقوى في أعماق المحيطات.
وهذا يعني أنه إذا انهار دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي، كما يتوقع بعض العلماء، فإن هذه الدورة يمكن أن تخفف على الأقل بعض التداعيات، والتي قد تشمل فترة طويلة من البرد الشديد في أوروبا وأمريكا الشمالية.
وأوضح مولر: "نحن نعلم أن هناك آليتين منفصلتين على الأقل تساهمان في قوة اختلاط المياه العميقة في المحيطات. وAMOC هي واحدة منها، ولكن يبدو أن دوامات المحيطات العميقة تلعب دورا مهما في المناخات الدافئة للحفاظ على تهوية المحيط".
المصدر: Interesting Engineering
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الارض المريخ محيطات فی أعماق البحار الأکثر دفئا ملیون سنة أکثر دفئا
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مجرة ميتة بعد الانفجار العظيم بـ700 مليون سنة
باستخدام مرصد جيمس ويب الفضائي، اكتشف علماء الفلك مجرة ضخمة توقفت عن تكوين النجوم قبل أن يبلغ عمر الكون نحو 700 مليون سنة فقط.
وحسب الدراسة، التي نشرها العلماء في دورية "ذا أستروفيزكال جورنال"، فقد توصل الفريق إلى تلك النتائج عبر دراسة طيف المجرة بالأشعة تحت الحمراء، فوجدوا أثر نجوم عجوز فقط (حمراء وباردة)، في حين لم توجد نجوم زرقاء ساخنة.
في بدايات الكون، نمت المجرات عن طريق سحب الغاز من الوسط بين المجرات المحيط بها، وتحويله إلى نجوم جديدة، والتي عادة ما تكون زرقاء وساخنة، لكن هذا النمو لا يستمر إلى الأبد، ففي النهاية، تخضع المجرات لعملية تُسمى "الإخماد"، حيث تتوقف عن تكوين النجوم، ومن ثم لا يتبقى بها إلا النجوم الحمراء الضخمة، والتي تمثل حالة الشيخوخة في مراحل تطور النجوم، ومن ثم فإن هذه المجرات تعد "ميتة" بمعايير الفيزياء الفلكية.
يرى علماء الفلك اليوم أن حوالي نصف المجرات في الكون القريب (المحيط بمجرتنا) لم تعد تُشكل نجوما جديدة، وبالتالي فإنها تظهر حمراء اللون بسبب نفاد النجوم الشابة الساخنة والزرقاء، تاركة وراءها نجوما أكبر سنا وأكثر برودة وأكثر احمرارا.
إعلانوقد تميّزت هذه المجرة الجديدة، التي سُميت "روبيز-يو دي إس-كيو جي-زد7" بحجمها الصغير، فقطرها يبلغ حوالي 650 سنة ضوئية فقط، مقارنة بالمجرات المحلية مثل درب التبانة التي يبلغ قطرها عشرات آلاف من السنين الضوئية.
ورغم صغر حجمها، وجد الباحثون أن هذه المجرة تحوي كمية كتلية ضخمة، تقدر بنحو أكثر من 10 مليارات كتلة شمسية.
والمشكلة التي يواجهها العلماء حاليا، هي أن كل نماذج تشكّل المجرات، التي يبنيها العلماء بناء على الفيزياء المتاحة، توقّعت أن المجرّات في تلك الحقبة كانت نشطة جدا في إنتاج النجوم، لكن هذه المجرة توقفت فجأة.
وقد توقّع العلماء أن توقف التكوين النجمي قد حصل قبل حوالي 10-20 مليون سنة فقط من الوقت الذي نرى هذه المجرة فيه.
حتى الآن لا يوجد تفسير واضح، لكن توجد عدة فرضيات، منها نشاط الثقب الأسود المركزي، حيث يفترض الباحثون أن الطاقة المنبعثة منه قد دفعت أو سخنت الغاز الذي كان من المفترض أن يستهلك في تكوين نجوم جديدة.
من جانب آخر، يفترض فريق من الباحثين أن استهلاك الغاز بسرعة كان واحدا من الأسباب، فهذا الغاز هو الذي يستخدم لبناء النجوم الجديدة على مدى زمني كبير، لكن ربما استُهلك الغاز بسرعة فائقة في فترة قصيرة، أو ربما لم يستهلك ولكن دفع إلى خارج المجرة بسبب انفجارات نجمية هائلة كثيفة العدد حصلت في تلك المجرة.