رأي اليوم:
2025-08-01@15:30:55 GMT

ثورة 23 يوليو وواجب اليمنيين في الاحتفال بها

تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT

ثورة 23 يوليو وواجب اليمنيين في الاحتفال بها

السفير علي محسن حميد من الصعب إنصاف العلاقات اليمنية – المصرية في مقالة واحدة لقدمها ولتشعبها وللمصالح المشتركة الكبرى بين الشعبين. كانت مصر منذ أربعينات القرن الماضي قبلة تعليمية لليمنيين وقبل ذلك كان  البن اليمني هو الوحيد الذي يستهلكه المصريون. في حي الحسين أنشأت أسرة بازرعة وكالة بازرعة التي كانت تورد البن، المعروف اليوم في العالم كله ب” بن المخا”، إلى مصر .

الأسرة تقاسمت   الجنسيتين اليمنية والمصرية ووكالتها معلما تاريخيا اليوم. هذه العلاقات تطورت بعد قيام ثورة 1962 في الشمال رغم أن فترة الخمسينات شهدت قفزات أبرزها التوقيع على  ميثاق جدة الثلاثي عام 1956 بين اليمن ومصر والسعودية وبعثات تعليمية مدنية وعسكرية مصرية محدودة  إلى اليمن المتوكلي وإصغاء ولي العهد البدر لنصائح عبد الناصر للانفتاح على الاتحاد السوفيتي وحلفاؤه وعلى الصين الشعبية التي كانت شبه معزولة عالميا، والجهد  الدبلوماسي اليمني – المصري المشترك في الجامعة العربية وفي الأمم المتحدة  وحركة عدم الانحياز لإنهاء  الاستعمار البريطاني للجنوب اليمني المحتل. ماسبق توج بقبول اليمن في اتحاد مصر وسوريا عام 1958  ،الذي سمي ب” الجمهورية العربية المتحدة” ، تحت مسمى،  “اتحاد الدول العربية”، بعد “استخارة”  للإمام أحمد رأى فيها أن نجم عبد الناصر يسطع وانتهى بقصيدة انتقد فيها الإمام  الاشتراكية في مصر التي اعتبرها ضد الإسلام وهي على العكس من صميمه.  شجع  انفصال سوريا في 28 سبتمبر 1961 الإمام على نظم قصيدته في ديسمبر للفكاك من الاتحاد ولأول مرة وظف الإمام  الشعر للتعبير عن موقف سياسي رغم توقعه بأن النتيجة ستكون في غير صالحه  وأن  مصر قد توظف ضده إعلامها الذي كان يخشاه طول عهده. إن علاقات اليمن بمصر ضاربة في القدم وقد ساعد على نموها  أن  اليمن كانت طوال تاريخها دولة، بل الدولة الوحيدة في الجزيرة العربية. وفي رأي البروفسور الراحل فرد هاليدي  أن  اليمن كانت واحدة  من أقدم دول المنطقة وقد عدد هاليدي أربعا منها  في  اليمن ومصر والعراق وفارس.  زاد افتتاح قناة السويس عام ١٨٦٨ من أهمية البحر الأحمر وباب المندب و من التعاملات التجارية بين البلدين. وقبل افتتاح القناة تعاون البلدان عسكريا  في مواجهة أخطار الاستعمار البرتغالي في القرن السادس عشر  على عدن  واحتلاله لبعض الجزر اليمنية  لفترة قصيرة  لتحقيق  هدف صليبي معلن هو  تدمير الحرمين الشريفين وقد احتل ميناء جدة ولكنه انسحب منها  خشية العواقب.  وأثناء احتلال نابليون لمصر جهزت اليمن عونا عسكريا لمصر وحالت دون وصول عتاد عسكري فرنسي إلى مصر من المحيط الهندي عبر المنافذ البحرية اليمنية. دور مصر الحديث في اليمن :  يتذكر اليمنيون بامتنان دور مصر  المفصلي في دعم ثورتهم عام ١٩٦٢ التي أنهت  نظاما  مغرقا في الرجعية وأسهمت في بناءجمهوريتهم من الصفر. على سبيل المثال وليس الحصر، عرفت اليمن عام ١٩٦٣ أول شهادة إعدادية في تاريخها  كله بمنهج دراسي حديث    وأول شهادة ثانوية عامة عام ١٩٦٦على أيدي  أساتذة  مصريين كنا كطلاب في مدينة تعز نذهب على الأقدام لاستقبالهم في المطار. وإدراكا من أساتذتنا لمستوانا التعليمي المتدني كانوا يعينونا بدروس مجانية لسد الفجوة التعليمية بيننا وبين زملاءنا في مدارس الجمهورية العربية المتحدة. وخلال الحرب على الجمهورية لإعادة الشرعية الإمامية، وما أشبه اليوم بالبارحة،  بقوة السلاح وبالمرتزقة الأجانب استعذبت أطراف عربية واستعمارية وصف دور مصر  في اليمن ب” الاحتلال ” وهي التي بنت وعلى نفقتها أول ثلاث مدارس ثانوية في صنعاء وتعز والحديدة و كانت تدفع مرتبات مدرسيها في اليمن وكل مصري له علاقة بالعملية التعليمية وقبلت في جامعاتها عام ٦٦  سبعة وسبعين طالبا يمنيا على نفقتها. الاحتلال  ينهب ولايمنح. الحقيقة الغائبة هي أن هزيمة عبد الناصر في اليمن كانت هي الهدف الرئيسي وقد قال مسؤلان سعوديان كبيران للصحفي المصري عبده مباشر في ديسمبر  ١٩٦٥ ” أنهما على استعداد لإنفاق آخر هللة في خزينتيهما لإسقاط عبد الناصر. قيل هذا  بعد ثلاثة أشهرفقط  من توقيع  اتفاقية جدة بين عبد الناصر وفيصل في اغسطس لتحقيق السلام في اليمن. وفي التنمية  الإدارية ذكر الأديب  الكبير نجيب محفوظ وهو يتحاور  في صنعاء عام ١٩٦٤  مع أحد خبراء  مصر  لإ نشاء نظام مالي  ” إذاً أنتم  أول من بشر بالروتين في أرض اليمن”.  وأضاف محفوظ أن  أحدالخبراء  قال له ” لقد أغلقت اليمن  الأبواب على نفسها ألف سنة ولم يختف منها الشعر  لكن المشكلة الحقيقية هي متى يغزوها العلم”. وبدون جدال لقد غزاها العلم والتحديث على أيدي المصريين وهذا ماكان يخيف أعداء الثورة. هذا عن الشمال فماذا عن الجنوب؟.  بز إسهام مصر في دعم ثورة ١٤اكتوبر١٩٦٣  في الجنوب اليمني المحتل دور الشمال نفسه وكان ولايزال  نقطة مضيئة أخرى في العلاقات اليمنية – المصرية. لقد قدمت مصر ما لم تقدمه دولة أخرى من عون شامل  لتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني حتى حقق الجنوب استقلاله عام ١٩٦٧ بقيادة الجبهة القومية وأصبح البحر الأحمر من قناة السويس حتى باب المندب بحرا عربيا. وبدون الاستقلال لم يكن بالإمكان غلق مضيق باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية في حرب اكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣ من قبل اليمن الجنوبية وكان ذلك إسهاما مهما في تحقيق النصر، وفي نفس الوقت رد جميل مستحق لمصر التي يؤمن اليمنيون بأن  أمنهم وأمنها مترابطين. عاصفة الدمار الشامل: في الحرب الكارثية  التي بدأت بعاصفة الحزم عام ٢٠١٥ ولم تختتم فصولها السوداء بعد،  كانت مصر عضوا صوريا ولفترة قصيرة  فيما سمي ب” التحالف العربي” وقد قبلت دورها فيه مجاملة للسعودية.  وللصحفي  الراحل مكرم محمد أحمد  مقال له في  الأهرام  في 24/12/2016 أوضح فيه  هذا الأمر وجاء فيه  ” ارتضت مصر لنفسها دورا في التحالف [السعودي] ،هكذا، ضد الحوثيين رغم أنها  لم تستشر ولم تأخذ علما بوجودها ضمن قوات التحالف إلا بعد إعلان الرياض عن تشكيل هذا التحالف وأهدافه. فعلت ذلك مصر عن طيب خاطر حرصا على مصالح السعودية وحفاظا على مكانتها”.مصر رغم الإلحاح  لم تقبل أن تشارك في أي عدوان جوي أو بري على اليمن ولو فعلت ذلك لكأنها تحارب ثورتين دعمتهما وتحملت بسببهما متاعب جمة.  ومنذ بداية حرب “عاصفة الحزم” الكارثية على اليمن وعلى السعودية عبرت مصر عن رفضها للحرب بتكرار القول على أعلى المستويات سرا وجهرا بأن على اليمنيين  بأن ينهوا حروبهم بالتفاوض وبالحوار حرصا على وطنهم ومصالحهم  لأن طريق الحل العسكري مسدود.مصر الحريصة على عافية دولتها وقيام مؤسساتها بدورها الوطني  والوظيفي في مناخ سلمي خال من العنف والإرهاب  تريد أن لاتكون اليمن في وضع غير مستقر وبيئة  ينشط فيها الإرهاب الذي يؤثر على أوضاعها الأمنية. إن لموقف مصر أسبابه ومنها حرصها على استمرار ثورتي سبتمبر واكتوبر كمنجزين  كان لدعمها لهما دورا كبيرا في نجاحهما و على  عدم تدمير منجزات اليمنيين المتواضعة ومنها مادمر عن عمد كالمصانع والمزارع وعشرات المناطق الأثرية  وعلى أن  يحيا  اليمنيون حياة طبيعية ولا يتدخل الغير في شؤنهم الداخلية. وكنتيجة للحرب  تستضيف مصر  أكثر من مليون ونصف المليون  يمني اختاروا أن يقيموا في مصر هم التي يدخلونها بسلام  آمنين. ولهذا الاختيار  دلالته البارزة فهو محصلة لمشاعر شعبية إيجابية نحو مصر  وتعبير عن اطمئنان  اليمنيين بممارسة حياة طبيعية  بين إخوانهم المصريين  الذين لايميزون ولا يتعالون.  تحية وفاء  لثورة ٢٣ يوليو ولقائدها جمال عبد الناصر ولكل جندي وطأت أقدامه اليمن وللشعب المصري الشقيق. إن الوفاء لتضحيات مصر في اليمن يوجب على اليمنيين الاحتفال بثورة يوليو وترجمة شبه الإجماع  اليمني بأنه لولا دعم مصر لثورتي اليمن لما قامت لهما قائمة في ستينات القرن الماضي. كاتب يمني

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: عبد الناصر على الیمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يحذر من استمرار تصعيد النظام السعودي وتكرار الانتهاكات الوحشية بحق اليمنيين

تضمنت الشكوى، إدانة الجريمة السعودية المروعة المتمثلة في استهداف حرس الحدود لدولة العدوان السعودي لثلاثة يمنيين استشهدوا وأصيب آخرون بجروح بليغة، بعضها ناجم عن حروق مباشرة بالنار والجلد الوحشي، على أيدي جنود سعوديين بعد اعتقالهم في جيزان.

وأشار الوزير عامر، إلى أن الضحايا، وهم من أبناء مديريتي الظاهر وحيدان بمحافظة صعدة، تعرضوا لتعذيب مهين وغير إنساني.

وأكد أن هذه الجريمة ليست حادثة منفردة، بل هي جزء من نمط متكرر من الانتهاكات والجرائم الوحشية التي يرتكبها حرس الحدود السعودي بحق أبناء الشعب اليمني، خاصة في المناطق الحدودية.

ولفت وزير الخارجية في الرسالة إلى أنه سبق لمنظمات حقوقية دولية بارزة مثل هيومن رايتس ووتش، أن أدانت هذه الجرائم التي تتنافى مع أبسط المبادئ الإنسانية والقانون الدولي، وتؤكد الطبيعة العدوانية والوحشية السعودية في التعامل مع المدنيين.

وشدد على أن هذه الأفعال الإجرامية لا تشكل فقط اعتداءً وحشيًا على الأفراد، بل هي أيضًا انتهاك فاضح للمواثيق والاتفاقيات الدولية الأساسية، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية مناهضة التعذيب.

وبحسب الرسالة فإن المثير للقلق أن هذه الجرائم تتصاعد في وقت كان يشهد تقاربًا ملموسًا بين صنعاء والرياض، للتوقيع على خارطة طريق شاملة تنهي عقدًا كاملًا من العدوان السعودي والحصار الشامل على الجمهورية اليمنية.

وأوضح وزير الخارجية أن هذا التقارب كان يهدف إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل وحُسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية.

وحذر من أن استمرار تصعيد النظام السعودي وتكرار هذه الانتهاكات الوحشية يهدد بتقويض جميع جهود السلام المبذولة، وسيدفع نحو تصعيد العنف بين البلدين مرة أخرى، وبما لا تتحمله المنطقة ولا النظام السعودي نفسه.

ونبه الوزير عامر من التداعيات الخطيرة لتلك الأعمال العدائية على أمن واستقرار المنطقة بأسرها.. داعيًا المسؤولين الأمميين إلى إجراء تحقيق فوري شامل في هذه الجريمة البشعة ومحاسبة المسؤولين عنها، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لوضع حد للانتهاكات السعودية المتكررة، وحماية المدنيين اليمنيين من المزيد من الجرائم والاعتداءات السعودية.

واختتم وزير الخارجية رسالته بالتأكيد على أن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم يشجع مرتكبيها على التمادي فيها، ويقوض من مصداقية منظمة الأمم المتحدة العتيدة في الدفاع عن حقوق الإنسان.

مقالات مشابهة

  • النصر يقترب من ضم سعد الناصر قادمًا من التعاون
  • زلزال مالي في عدن.. تلاعب بالعملة يهدد معيشة اليمنيين
  • خلال الاحتفال بالذكرى الـ 69 للتأميم.. قناة السويس تفتتح محطة مياه 26 يوليو بالإسماعيلية و3 كباري عائمة وانضمام وحدات بحرية جديدة
  • أعراس اليمنيين في أمريكا.. سلوكيات متهورة تثير جدلاً واسعاً
  • وزير الخارجية يحذر من استمرار تصعيد النظام السعودي وتكرار الانتهاكات الوحشية بحق اليمنيين
  • نقابة المهن التمثيلية تؤجل الاحتفال بالعيد الثاني لتأسيس دار إقامة كبار الفنانين
  • القوات المسلحة تستهدف مطار اللد في منطقة يافا المحتلة بصاروخ فرط صوتي
  • القوات المسلحة تستهدف مطار اللد ردا على جرائم الابادة في فلسطين
  • مؤرخ: دخول الثانوية في عام 56 كان بـ 18.5 جنيه
  • فريدة الشوباشي: رجالة الباشا قبل ثورة يوليو كانت بتضربني عشان بمشي على الرصيف