بوابة الوفد:
2025-05-11@07:54:36 GMT

إلا هذه المرة

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

كان ونستون تشرشل رئيسًا لوزراء بريطانيا فى زمن الحرب العالمية الثانية، وكان يردد دائمًا أن الديمقراطية ليست أنسب أنظمة الحكم كما قد يتصور بعض الناس، وأن المشكلة هى أن العالم لم يتوصل بعد إلى نظام حكم أفضل منها، وإلى أن يتوصل لذلك ستبقى الديمقراطية أفضل نظم الحكم التى عرفها البشر. 
ولو أنك بحثت عن عاصمة تعيد تذكيرك بزاوية محددة فى هذا المعنى الذى عاش تشرشل يردده، فلن تجد إلا تل أبيب التى تتخذها الدولة العبرية عاصمةً لها.

 
ذلك أن الذين يتابعون الحرب الوحشية التى تشنها حكومة بنيامين نتنياهو على المدنيين فى قطاع غزة، يكتشفون أن هذه الحكومة تقول عن نفسها إنها جاءت من خلال العملية الديمقراطية المعتادة إلى مقاعد الحكم، وسوف يكتشفون أنها تمارس ما تمارسه باسم هذه الديمقراطية، وأن المظاهرات التى خرجت تحتج فى تل أبيب لم تفلح فى إزاحتها عن مقاعدها ! 
لقد دمرت غزة وحولتها إلى ركام، وقتلت النساء والأطفال فيها، وتجاوز عدد الذين قتلتهم الثلاثين ألفًا منذ بدأت الحرب فى السابع من أكتوبر، وكلما احتج العالم واعترض قالت إنها حكومة منتخبة، وأن الناخب الإسرائيلى هو الذى جاء بها، وأنها تفعل ما تفعله باسم ناخبيها !.. وقد يكون هذا صحيحًا، ولكن الأصح منه أن هذا الناخب نفسه عاجز عن تغييرها، وغير قادر على طردها من مقاعدها. 
هو عاجز عن ذلك وغير قادر، رغم أن آخر استطلاعات الرأى التى جرى الإعلان عنها فى اسرائيل يوم الخميس ٧ مارس، تقول إن الثقة فى هذه الحكومة تراجعت من ٢٨٪ عند بدء الحرب إلى ٢٣٪، وأن هذا معناه أن الانتخابات لو جرت اليوم فسوف تسقط حكومة نتنياهو بالتأكيد. 
ومع ذلك كله، فالحكومة لا تزال فى مقاعدها، ولا تزال تدمر وتقتل، ولا يزال الناخب الذى جاء بها عاجزًا عن إخراجها.. وهذا أمر لم يحدث من قبل فى تاريخ اسرائيل كله.. ففى كل مرة مماثلة أو مشابهة من قبل، كانت الانتخابات تجرى على الفور، وكان رئيس الوزراء يتغير، وكانت حكومة جديدة تأتى. 
إلا هذه المرة التى يعرف نتنياهو فيها جيدًا، أن إجراء انتخابات جديدة لا تتوقف نتائجه عند حد تغيير حكومته، وأن النتائج سوف تمتد إلى محاسبته ووقوفه أمام العدالة مرتين: مرة عن قضايا فساد متهم فيها من أيام ما قبل الحرب، ومرة أخرى عن مسئوليته عن هجوم السابع من اكتوبر، وعن تقصيره الذى أدى إلى وقوع الهجوم، وفى الحالتين فإن الإدانة تنتظره ومن بعدها العقوبة التى ستراها العدالة مناسبة. 
كان الأستاذ الإمام محمد عبده يكره السياسة، وكان يلعنها ويلعن كل مفرداتها، وكان يقول لعن الله السياسة، وساس، ويسوس.. ولا بد أن كل متطلع إلى ما تمارسه حكومة التطرف فى اسرائيل يردد ما كان يردده الأستاذ الإمام، ولكن مع الديمقراطية ومفرداتها هذه المرة.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر الحرب العالمية الثانية الديمقراطية الحرب الوحشية

إقرأ أيضاً:

مصر تعرب عن خالص تعازيها للكونجو الديمقراطية في ضحايا الفيضانات

تعرب جمهورية مصر العربية عن تضامنها مع جمهورية الكونجو الديموقراطية الشقيقة، إثر الفيضانات التي تعرضت لها بشرق البلاد والتي أسفرت عن سقوط مئات من الضحايا والمصابين، إلى جانب وقوع أضرار جسيمة.

وتتقدم مصر بخالص تعازيها وصادق مواساتها إلى حكومة وشعب الكونجو الديموقراطية ولذوي الضحايا في هذا الظرف الإنساني الأليم، متمنية الشفاء العاجل للمصابين.

مقالات مشابهة

  • عائلات أسرى الاحتلال تطالب حكومة نتنياهو بوقف توسيع الحرب في غزة
  • مصر تعرب عن خالص تعازيها للكونجو الديمقراطية في ضحايا الفيضانات
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومة نتنياهو تفرّط بفرصة القرن وتدفع نحو هزيمة تاريخية
  • بمشاركة 24 عارضا.. افتتاح معرض أوكازيون دمياط للأثاث ببولاق الدكرور
  • ولاد رزق 3 تصدر القائمة .. تركي آل الشيخ يعلن عن الأفلام الأعلى إيرادًا فى مصر
  • مصرع 104 أشخاص في فيضانات شرق الكونغو الديمقراطية
  • «العقاقير الطبية».. تتحول لمحل بقالة ومشروع للتربح على حساب المواطن
  • مراسل سانا: وصول رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع إلى دولة البحرين على رأس وفد رسمي وكان في استقباله الشيخ حمد بن ناصر آل خليفة نجل ملك البحرين
  • تهافت حكومة الأمارات
  • بسبب ظروف طارئة.. إلغاء حفل مدحت صالح فى 6 أكتوبر قبل موعدها بيوم