الوطن:
2025-07-31@05:07:04 GMT

الدكتور أحمد نبوي يكتب: أنوار الدين والدنيا

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

الدكتور أحمد نبوي يكتب: أنوار الدين والدنيا

لقد أوجد الله تعالى الدين فى حياة الناس ليكون نوراً هادياً لهم فى دنياهم، ومن الواجب على العلماء الراسخين فى كل عصر أن يفتحوا باب التواصل الجماهيرى مع الناس لبيان صحيح الدين بعيداً عن الإفراط والتفريط، واستخدام كل الأدوات الممكنة فى سبيل ذلك.

ويأتى فضيلة العالم الجليل د. على جمعة على قمة الهرم من العلماء الأزهريين المعاصرين (فى آخر ربع قرن) ممن تواصلوا مع المجتمع والجماهير من خلال الإذاعة والتليفزيون والفضائيات، فقد تجاوزت برامجه تليفزيونياً وفضائياً «أربعة آلاف ساعة» وهو رقم لا يشاركه فيه أحد منذ إنشاء التليفزيون والفضائيات إلا الشيخ الشعراوى، رحمه الله تعالى.

ولا أزال أذكر طلعته البهية فى أكثر من 80 حلقة ببرنامج «البيت بيتك» فى التليفزيون المصرى من 2005 وحتى 2009 مع الإعلامى تامر أمين، ثم أكثر من 270 حلقة فى «مجالس الطيبين» بعد ظهر كل جمعة من 2006 وحتى 2013م.

وحينما كانت الفوضى ضاربة فى طول البلاد وعرضها، خرج الشيخ الجليل علينا ببرنامج «كلمة حق» فى عامى 2011-2012 وأكثر من 40 حلقة على التليفزيون المصرى، يستضيف عالماً من كبار العلماء، وواحداً من الشباب، وكان لى شرف الوجود معه فى حلقتين، مع الإعلامى شريف فؤاد.

ثم قام بالرد علمياً وفكرياً على آراء سيد قطب وتنظيم الإخوان فى برنامج «المتشددون» فى 44 حلقة فى التليفزيون المصرى 2015م، ثم تحول البرنامج إلى كتاب مطبوع وهو «حكاية الإرهاب»، ولا ننسى طبعاً أكثر من 200 حلقة من «حديث الجمعة» من 2011 وحتى 2015م على قناة CBC.

ثم يأتى واحد من أعظم وأهم برامج الشيخ «والله أعلم» والذى يعد سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخنا المعاصر أن يخرج عالم أزهرى على الهواء مباشرة مدة خمسة أيام فى الأسبوع من 2014 وحتى 2019م، ليقدم لنا حوالى 700 حلقة تحدث فيها عن كل شىء وفى كل شىء مما يشغل المسلم فى دينه ودنياه، فربط المسلمين بالإيمان بالغيب من خلال عشرات الحلقات عن الوحى وعلامات الساعة والجنة والنار، وأولى الأسرة رعاية بالغة فتحدث عن الزواج والخطوبة، وإفشاء الأسرار الزوجية، وأسباب التفكك الأسرى وكيفية معالجته، والخيانة الزوجية، وأسباب العنوسة، وعن جرائم الشرف، ودُور المسنّين، وكيفية التعامل مع المعوقين ذهنياً.

وأفرد حلقات كاملة عن التحرش، والشذوذ الجنسى، والإلحاد، وعمليات التجميل، ودعوات خلع الحجاب، والزواج العرفى، وقضية إثبات النسب والعلاقات غير المشروعة، وخطورة إنكار وجود الأديان وحدود الحرية الدينية، والرد على مُنكرى السنة، ودعوات المساواة بين المرأة والرجل فى الميراث، ومكانة القدس وكيفية إحياء القضية فى نفوس المسلمين، وكيفية الحفاظ على اللغة العربية.

وتحدث عن خطورة الشائعات، وضوابط استخدام مواقع التواصل الاجتماعى، والدروس الخصوصية، وكيفية التعامل مع غلاء الأسعار. ودافع فى حلقات كثيرة عن مناهج الأزهر، وبيّن حقيقة المذاهب الفقهية ووقف ضد اتهامها بالتشدد وصناعة التطرف.

أما شهر رمضان فقلّما كان يخلو من برنامج له طوال أيام الشهر الكريم بداية من «الإسلام كتاب مفتوح» فى قناة المحور مع الإعلامى المرحوم محمود فوزى فى رمضان سنة 2006م، وانتهاء بـ«مصر أرض الأنبياء» و«أرض الصالحين» و«أرض المجددين» و«دولة التلاوة» مع الإعلامى عمرو خليل، إلى أن جاء برنامج «نور الدين» فى رمضان هذا العام ليشتبك فيه الشيخ الجليل كعادته مع القضايا التى تشغل عقول الأطفال والمراهقين والرجال والنساء فى واحدة من العلامات الفارقة فى تاريخ برامجنا الدينية بصفة عامة، وليكون تجربة حية وتطبيقية فى باب تجديد الخطاب الدينى، لتُشرق علينا من خلاله أنوار الدين والدنيا معاً.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العلماء الفقهاء د على جمعة قناة الناس

إقرأ أيضاً:

أحمد الأشعل يكتب: لماذا مصر؟ ولماذا الآن؟

لماذا تُستهدف مصر؟ ولماذا الآن بالذات؟ سؤال يتكرر كلما ارتفعت حدة الحملات ضد الدولة المصرية، وكلما بدا واضحًا أن هناك من لا يريد لمصر أن تنهض أو تستعيد دورها التاريخي والمركزي في المنطقة. وفي الحقيقة، فإن استهداف مصر لم يكن يومًا جديدًا، لكنه يشتد حين تتقدم الدولة خطوة للأمام، ويتراجع حين تتعثر أو تتباطأ. واللحظة التي نعيشها الآن هي لحظة صعود مصري حقيقي، لا على مستوى البنية التحتية فقط، بل على مستوى الإرادة الوطنية والقرار السياسي المستقل، وفي لحظات كهذه، تظهر الأيادي التي تعبث، والأصوات التي تهاجم، والحملات التي تتخفى وراء شعارات زائفة.

مصر اليوم تسترد دورها  بثبات. تخرج من دوائر الفوضى والانقسام، وتتجه نحو البناء والانضباط. مدن جديدة ترتفع من الرمال، شبكات طرق وموانئ وشرايين طاقة تقطع الصحراء، وجيش يُعاد بناؤه وتحديثه، واقتصاد يحاول أن يفك أسره من سنوات طويلة من التبعية والعجز. هذه التحركات تزعج كثيرين، داخليًا وخارجيًا. لأن مصر حين تبني وتنهض، لا تفعل ذلك بمعزل عن محيطها، بل تهدد تلقائيًا مشاريع الآخرين، وتعيد ترتيب أولويات الإقليم، وتفرض على اللاعبين الكبار أن يعيدوا حساباتهم.

وفي التوقيت نفسه، تعيش المنطقة واحدة من أكثر مراحلها اضطرابًا وإعادة التشكيل. الحدود لا تزال مرسومة بالدم، والقضايا العالقة تُدفع قسرًا نحو نهايات يراد لها أن تكون أمرًا واقعًا. ومن بين كل دول المنطقة، تبدو مصر وحدها الدولة التي استطاعت أن تحافظ على كيانها، ومؤسساتها، وجيشها، بل وتعيد صياغة علاقتها بشعبها في اتجاه جديد. ولذلك، لا غرابة أن تكون على رأس قائمة الدول المستهدفة، لأن وجود مصر قوية ومستقرة يعني بالضرورة أن مشاريع التوسع والهيمنة لا يمكن تمريرها، وأن فكرة “الفراغ العربي” لم تعد قائمة.

ثم جاء المشهد الفلسطيني ليزيد الأمور تعقيدًا. فمع تفجر الحرب في غزة، وارتكاب إسرائيل لمذابح غير مسبوقة، عادت القضية الفلسطينية إلى صدر المشهد العربي والدولي. ومصر، بطبيعتها الجغرافية ودورها السياسي، لا يمكنها أن تقف على الهامش. لكنها أيضًا لا يمكن أن تنزلق إلى فخاخ تم رسمها بعناية. مصر رفضت أن تكون جزءًا من مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء. رفضت أن تُستخدم معبرًا لقتل القضية الفلسطينية تحت عنوان “المساعدة الإنسانية”. وتمسكت بموقفها الثابت: لا لتصفية القضية، لا لتغيير الطبيعة الديموغرافية لغزة، ولا لمشاريع الوطن البديل. هذه المواقف لم تعجب كثيرين، وبدأت حملة ممنهجة لتشويه صورة مصر، واتهامها زورًا بالتقصير أو التواطؤ، بينما الحقيقة أن مصر وحدها التي تتعامل مع الموقف بحسابات دقيقة ومسؤولية تاريخية.

لكن في زمن الحروب الجديدة، لم يعد العدو يطرق الأبواب بالدبابات، بل يدخل من نوافذ الإعلام، ومواقع التواصل، والمحتوى المموَّل. تُصنع حملات التشويه ببراعة، وتُزرع الشائعات باحتراف، ويُصوَّر كل تقدم على أنه فشل، وكل إنجاز على أنه وهم. يُستهدف وعي المواطن، ويُدفع الناس دفعًا إلى الشك واليأس والانسحاب من المشهد. كل هذا يحدث لأن مصر بدأت تقول “لا”، وتخط طريقها وفقًا لأولوياتها، لا وفقًا لأوامر تأتي من الخارج.

تتعقد المشهد أكثر إذا وضعنا ذلك في سياق عالمي مشحون. فالعالم كله يعيش حالة من الفوضى غير المعلنة. القوى الكبرى تتصارع من خلف الستار، الأزمات الاقتصادية تطحن الجميع، وسباق السيطرة على الموارد والمواقع الإستراتيجية بلغ ذروته. في وسط هذا الجنون، تظل مصر قطعة أساسية في لوحة الشطرنج الدولية. دولة بحجمها وسكانها وموقعها لا يمكن تجاهلها، لكنها أيضًا لا يمكن السماح لها بأن تكون مستقلة بالكامل دون ثمن. ومن هنا، يأتي الضغط، تارة من مؤسسات مالية، وتارة من تقارير دولية، وتارة من “ناشطين” و”صحفيين” و”حقوقيين” يظهرون فجأة كلما قررت الدولة أن تمضي في مسارها دون استئذان.

إذًا، لماذا مصر الآن؟ لأن مصر ترفض الانحناء. لأنها تُعيد تعريف دورها في محيطها العربي والإفريقي. لأنها تقود مبادرات تنموية حقيقية وليست شعارات. لأنها توازن بين علاقاتها شرقًا وغربًا دون أن تُستَتبَع. لأنها تتحدث عن الصناعة والزراعة والموانئ والمناطق اللوجستية، لا عن الفوضى والحروب. لأن مصر ببساطة تختار أن تكون دولة ذات سيادة، تدير شؤونها من داخلها لا من سفارات أو عواصم أجنبية.

إن من يهاجمون مصر اليوم لا يفعلون ذلك حبًا في الشعوب، ولا دفاعًا عن حقوق الإنسان، بل لأنهم يدركون أن عودة مصر إلى مكانها الطبيعي تعني أن اللعبة ستتغير، وأن شعوبًا أخرى ستطالب بما طالبت به مصر: بالكرامة، والاستقلال، والتنمية، وبأن تكون شريكًا لا تابعًا. لهذا، تُستهدف مصر. ولأنها تختار النهوض الآن، يُفتح عليها النار الآن.

ورغم كل هذا، فإن الشعب المصري الذي عبر محنًا لا تُحصى، يظل هو الرهان الحقيقي. لأنه يمتلك حسًا تاريخيًا يعرف متى تكون الحرب حربًا على الوطن، ومتى تكون الأزمات مفتعلة، ومتى تكون الأكاذيب أكبر من أن تُصدق. الشعب المصري لا يخون تاريخه، ولا يبيع بلده، ولا يترك دولته وحيدة في وجه العاصفة. ولهذا، فإن مصر ستظل، رغم كل شيء، قادرة على الصمود، لأنها لم تقرر فقط أن تبقى… بل قررت أن تتقدم، وهذا هو السبب الحقيقي وراء استهدافها.

طباعة شارك الدولة المصرية المشهد الفلسطيني غزة إسرائيل

مقالات مشابهة

  • عصام الدين جاد يكتب: ميدان عادل إمام
  • أحمد موسى يعلق على مؤتمر الحكومة وشائعات زيادة أسعار الأدوية..بث مباشر
  • أحمد ياسر يكتب: مصر.. التاريخ والعنوان
  • مهرجان جرش حلقة مهمة في الترويج السياحي للاردن .. اعداد كبيرة من المغتربين والسياح العرب والاجانب جدولوا زيارتهم مع برنامج المهرجان
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (رصف الدخان)
  • بث مباشر| أحمد موسى: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين من غزة
  • تكليف الدكتور علي أبو شوشة نائبا لرئيس جامعة كفر الشيخ الأهلية
  • الدكتور إسماعيل القن قائما بأعمال رئيس جامعة كفر الشيخ اعتبارا من أغسطس
  • أحمد الأشعل يكتب: لماذا مصر؟ ولماذا الآن؟
  • في بث مباشر .. أحمد موسى يكشف دور مصر في دعم القضية الفلسطينية