أيمن السالمي وثقافة الاختلاف
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
زكريا الحسني
كلمة للذين يهاجمون الدكتور أيمن السالمي، فأقول لهم حينما اخترع صمويل كولت المسدس، قال "اليوم يتساوى الشجاع والجبان"، وعندما اخترع مارك زوكربرج فيسبوك قال: "اليوم يتساوى الجاهل والعالم".
ينبغي أن نواجه الحجة بالحجة، والبرهان بالبرهان، والفكرة بالفكرة، ليحدث منهج الموضوعية والمنطقية، أما إذا اتجهنا للشخصنة والهجوم على الأشخاص في ذواتهم، فهنا يبدأ انحراف مسار منهج الاختلاف؛ فالاختلاف وارد وسُنة كونية، لكن نناقش ونحاور للمقاربة والتبيان؛ فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
مواقع التواصل الاجتماعي أتاحت للجميع التعبير عن رأيهم، لذلك نرى الغث والسمين، ونرى التنمر بكافة مستوياته وأشكاله جليًا بالظهور واستعراض ما يفقده الإنسان من قيمة ومعنى على شكل هجوم أو استنقاص من الآخرين. يا أيها الإنسان إذا كنت تعاني فهذا لا يعطيك الحق في تصنيف الآخرين كما تشاء عاملوا الناس بما يظهرونه لكم، والله يتولّى مافي صدورهم.
ليس من الذوق ولا من الأعراف ولا الإنسانية التعبير بهذه الألفاظ التي تقع في الحضيض، ولكن كثيرا من الناس استساغوا مواقع التواصل الاجتماعي في التنفيس عن مشاعرهم المضطربة على هيئة انتقاد وآراء.
يقول المولى عز وجل: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ" (الرعد: 17)، لكن مهما علا هذا الباطل، فإن ما يبقى وينجح دائمًا في النهاية، هو العمل والقول والفعل الحق الذي ينفع الناس، أما ما لا قيمة له فيذهب جفاء.
معظم البشر يرون الآخرون من منطلق أفكارهم ومشاعرهم وتجاربهم، وهذا التصنيف يخلق حالة من الاستنقاص والتقليل من شأن الآخرين.
هذا السلوك لا يتوافق مع المنطق والتفكير الإنساني السليم؛ حيث يجب على الإنسان أن يحكم على الآخرين بناءً على معايير موضوعية وليس انطباعات شخصية قد تكون مشوهة بسبب التجارب الذاتية.
ثقافة الاختلاف معنا أصبحت كالعلاف فإذا اختلفنا مع الآخرين فهذا الاختلاف لا يتيح لنا التعدي على الآخرين واتقوا الله في ذمم الناس ليس بأيدينا توصيفها كما نشاء
بعض الجمهور كالوحش الهائج لا تعلم كيف يتصرف. استذكر تجربة قامت بها ماريَّنا إبراموفيك قامت سنة 1974 بخوض تجربة لتتعرف أكثر على تصرفات البشر إذا منحت لهم حرية القرار بدون شرط.. فقامت بالتجربة التالية قررت أن تقف لمدة 6 ساعات متواصلة بدون حراك وأتاحت للجماهير أن يفعلوا بها ما يريدون.. ووضعت بجانبها طاولة بها العديد من الأدوات منها سكين، ومسدس، والأزهار.. وهكذا.
ببداية الأمر كان رد فعل الجماهير سلمياً فاكتفوا بالوقوف أمامها ومشاهدتها.. ولكن هذا لم يستمر كثيرًا فبعدما تأكد الجماهير أنها لن تقوم بالقيام بأي رد فعل مهما كان تصرفهم تجاهها. أصبحت الجماهير أكثر عدوانية، فقاموا بتمزيق ملابسها، وقام أحدهم بوضع المسدس على رأسها، لكن أحد الأشخاص تدخل وأخذ المسدس منه، وقاموا بنكزها ببطنها بأشواك الأزهار. وتحرش البعض بها. وبعد أن انتهت الـ6 ساعات تحركت مارينا من مكانها بدون اتخاذ أي رد فعل عدواني تجاه الجماهير. وبمجرد أن بدأت بالتحرك، همَّ الجماهير بالفرار.
هذه التجربة أثبتت لمارينا أن البشر الذين نتعامل معهم يوميًا مهما اختلف عرقهم وسنهم وخلفياتهم قادرون على أرتكاب أفعال شنيعة، ولكن إن أتحيت لهم الفرصة فقط.
هذا ما يجبرنا على أن نقر دوما بأن السلطة بحاجة إلى القوة وأن الحرية لا يمكن أن تمنح بصورة مطلقة دون رادع أو قانون ينظمها إن حريتنا الشخصية تقف عند حدود الآخرين أتمنى أن يفهم الإنسان الحرية قبل أن يطالب بها.
يقول المولى عزوجل "ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك" (آل عمران: 159).
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الدبيبة: لن نترك مطار معيتيقة أو ميناء طرابلس خارج سيطرة الدولة مهما كلف الأمر
وجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، تحذيرات حازمة للمجموعات المسلحة الناشطة في العاصمة طرابلس، محذراً من احتمال اندلاع مواجهة مسلحة جديدة في حال استمرار تمرد هذه المجموعات على الدولة.
وخلال لقاء خاص بثته قناة “ليبيا الأحرار”، أعلن الدبيبة أربع شروط رئيسية اعتبرها السبيل الوحيد لتجنب مزيد من التصعيد، وهي:
تسليم المطلوبين للنائب العام. إخضاع مطار معيتيقة، وميناء طرابلس، والسجون لسيطرة الدولة. حل التشكيلات المسلحة الخارجة عن سلطة القانون. الامتثال الكامل لمؤسسات الدولة وقوانينها.وحذر الدبيبة قائلاً: “من يرفض هذه الشروط، لن أضمن ما سيحدث له، والرسالة وصلت للجميع”. وأضاف أن من يحاول “اختطاف منطقة سوق الجمعة واستخدام أهلها كدروع بشرية، لا يمثل إلا نفسه”.
وأعلن الدبيبة تحمّله مسؤولية مباشرة في إدارة المناطق والمنشآت الأمنية عقب انسحاب التشكيلات المسلحة منها، مشيراً إلى امتلاك بعض هذه التشكيلات ترسانة أسلحة تتجاوز ما تمتلكه الدولة، وتوظيفها في ابتزاز الأجهزة الرسمية.
وأكد أن جهاز دعم الاستقرار كان يعيق تقديم المواطنين شكاوى للشرطة، وأن مئات القضايا بحق عناصر الجهاز الآن قيد التحقيق لدى النيابة العامة.
وأوضح أن النيابة أصدرت نحو 125 أمر قبض بحق متهمين متواجدين في محيط مطار معيتيقة، ما يعكس خطورة الوضع الأمني في العاصمة.
واتهم الدبيبة بعض التشكيلات المسلحة بتوريد أسلحة عبر طائرات خاصة دون تنسيق مع الدولة، واعتبر أن ذلك يمثل “انقلاباً على الدولة لا على الحكومة”.
وأكد أن عدد هذه التشكيلات لا يتجاوز اثنين أو ثلاثة، لكنها تعمل كعصابات منظمة.
وشدد الدبيبة على أن حكومته لن تتراجع عن خطتها الأمنية لتفكيك المليشيات وإخضاع المطارات والموانئ والمنافذ للسلطات الرسمية.
وأضاف أن الحكومة لا تستهدف “السلفية كمنهج”، وإنما تعادي من يستخدمون التوصيفات الدينية للإفلات من المحاسبة والإضرار بالدولة.
وأنهى الدبيبة تصريحه بالقول: “ماضون في فرض سلطة الدولة ولن نترك مطاراً أو ميناءً أو سجناً خارج سيطرتها، مهما كانت التحديات”.