كاتب إسرائيلي: علينا تشكيل إدارة عسكرية مؤقتة لقطاع غزة
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
قالت الكاتب والمحلل الإسرائيلي، كوبي ميخائيل، إنه بسبب الخلافات الكبيرة بين السلطة الفلسطينية وحركة فتح من جهة، وحركة حماس من جهة أخرى، فإن الحل لإدارة غزة هو إدارة عسكرية إسرائيلية مؤقتة.
ولفت في مقال له على صحيفة "نظرة عليا" إلى أنه من غير المرجح أن تتمكن السلطة الفلسطينية من التنفيذ الفعال لأي تفويض تحصل عليه في غزة.
ولفت إلى أن قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بتعيين محمد مصطفى رئيساً للوزراء، بعد استقالة محمد اشتية، لم يكن مفاجئاً. ففي نهاية المطاف، محمد مصطفى هو نسخة أخرى من محمد اشتية؛ في الواقع، قام عباس باستبدال زميل بآخر. وكلاهما عضو في فتح، في حين أن مصطفى عضو في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ومستشار اقتصادي لعباس. ويرى الجمهور الفلسطيني أنه متورط في الفساد المالي لعباس وأفراد عائلته، على حساب المجتمع الفلسطيني واقتصاده.
وقد قبلت دائرة المقربين من عباس – كبار أعضاء فتح الذين هم جزء من القيادة الخارجية والذين جاءوا إلى الضفة الغربية وقطاع غزة بعد اتفاقيات أوسلو – مصطفى، وهو أحد رموز القطيعة بين هذه القيادة، المتهمة بالفساد، وبين الجمهور الفلسطيني، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أنه "أثار تعيين مصطفى غضب حماس والتنظيمات الفلسطينية الأخرى، وخاصة جبهات المقاومة؛ لكن الصراع بين فتح وحماس طغى على كل شيء آخر. وعارضت حماس التعيين، مدعية أن هذه الخطوة غير ديمقراطية وتؤدي إلى عزل حماس وقطاع غزة. وفي رد شديد اللهجة، اتهمت فتح حماس بأنها وكيل إيراني وأنها تسببت للشعب الفلسطيني بكارثة أسوأ من نكبة عام 1948".
وتابع كاتب المقال بأن العداوة بين فتح وحماس، والتي تمتد جذورها إلى خلافات إيديولوجية، تتمحور حول التنافس على قيادة النضال الوطني الفلسطيني. وفي الوقت الراهن، فإن ما تعتبره حماس حرب تحرير وطني على نطاق تاريخي، مقارنة بانتصار صلاح الدين على الصليبيين، تعتبره فتح كارثة وطنية أسوأ من نكبة عام 1948.
وتبذل حماس كل جهد ممكن للحفاظ على سيطرتها على الأرض الفلسطينية المحتلة. قطاع غزة وتعزيز سلطته المدنية، حتى في المناطق التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي بالفعل في شمال غزة، بهدف إقناع السكان المحليين بأن ذلك لا يزال خيارًا قابلاً للتطبيق لليوم التالي للحرب، كما جاء في المقال.
وقال إن عباس يريد أن يبدو مصمماً على عدم مكافأة حماس على تنفيذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، وعدم السماح لها بالبقاء كقوة سياسية شبه دولة في الساحة الفلسطينية.
وفي هذا السياق، تم تسمية ماجد فرج، رئيس المخابرات العامة والمستشار الأمني المقرب لعباس، كشخص يمكن أن يقود المهمة. فرج، الذي يتمتع بثقة أبو مازن والإدارة الأمريكية، ويحظى بتقدير المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، هو أيضاً عدو لدود لحماس.
وماجد فرج، على الرغم من اعتباره محترفًا وعمليًا وبعيدًا نسبيًا عن النشاط السياسي، غير قادر أيضًا على معالجة التحديات الأمنية بشكل فعال في المناطق الخاضعة لمسؤولية السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وبدون نشاط جيش الدفاع الإسرائيلي في البلدات الفلسطينية ومخيمات اللاجئين، فمن الواضح أن حماس كانت قد أكملت سيطرتها على السلطة الفلسطينية. ولذلك، فمن غير الواضح كيف يمكن لشخص لم ينجح في مهمة أقل تعقيدًا في الضفة الغربية أن يتمكن من فرض السيطرة الأمنية والمدنية في الظروف الفريدة والمعقدة لقطاع غزة، خاصة في أوقات الحرب وما بعدها.
ولن يكون أي كيان عربي أو دولي أو إسرائيلي على استعداد للاستثمار في إعادة إعمار غزة طالما ظلت حماس محتفظة بأي سيطرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العداء المستمر بين فتح وحماس، طالما احتفظت حماس بالسيطرة الفعلية على القطاع، يعني أنه حتى لو تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، فلن يكون من الممكن البدء بعملية التسوية. مساعدة المدنيين وإعادة بناء غزة، بحسب المقال.
وختم بأنه "في ضوء الوضع الحالي، يتم الدفع بإسرائيل نحو إنشاء إدارة عسكرية مؤقتة في غزة. وذلك لأنه لا توجد بدائل قابلة للتطبيق. حماس ليست خيارا، وعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع غير واقعية، وليس هناك كيان إقليمي أو دولي مستعد للتحرك".
ولذلك، يتعين على إسرائيل، بحسب الكاتب، أن تعلن عن تشكيل إدارة عسكرية مؤقتة في شمال قطاع غزة، حيث يوجد عدد قليل نسبياً من السكان وحيث البنية التحتية الضعيفة لحماس. وقد يمتد ذلك إلى أجزاء أخرى من القطاع حسب التطورات المستقبلية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي غزة إسرائيل احتلال غزة طوفان الاقصي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
محلل إسرائيلي: حماس انتصرت معنويا وأضعفت روح التضامن الإسرائيلية
رأى المحلل السياسي الإسرائيلي والخبير في الشؤون الشرق أوسطية، أفي يسسخاروف، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمكنت من تحقيق انتصار معنوي على إسرائيل، رغم الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة والخسائر الكبيرة التي تكبدتها الحركة في صفوف قياداتها.
وقال يسسخاروف إن الضربة الأعمق التي وجهتها حماس لم تكن فقط عسكرية، بل مجتمعية وأخلاقية، مشيرا إلى أنها قوضت روح التضامن في الداخل الإسرائيلي، وضربت ما وصفه بـ "البنية الأخلاقية" للمجتمع الإسرائيلي، التي لطالما تفاخر بها أمام العالم.
وأشار إلى أن الانقسام العميق داخل إسرائيل حول قضية الأسرى المحتجزين في غزة، والخلافات الحادة بشأن كيفية التعامل مع هذا الملف، تعكس هشاشة الجبهة الداخلية وتآكل ما تبقى من الإجماع الوطني.
وأضاف أن مظاهر التفاخر العلني من قبل عدد من السياسيين الإسرائيليين بحرب الإبادة في قطاع غزة ساهمت في تشويه صورة إسرائيل الأخلاقية داخليا وخارجيا، وأضعفت مناعة المجتمع الإسرائيلي من الداخل.
انهيار أخلاقيوتساءل يسسخاروف بمرارة -في مقاله المنشور في صحيفة يديعوت أحرونوت تحت عنوان "ليس كل الإسرائيليين إخوة لبعضهم"- "ما الذي حدث لنا في هذه الحرب؟ عسكريا نهضنا من الضربة، ونجحنا إلى حد ما في هزيمة حزب الله، ووجهنا ضربات قوية لحماس، ودمرنا غزة، والشعب الغزي الذي هلّل في البداية لهجوم السابع من أكتوبر بات يبحث عن لقمة الخبز، ومع ذلك، يبدو أن حماس قد انتصرت علينا بدرجة ما".
إعلانوبغض النظر عن فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه في القضاء على حماس، يكتفي يتسحاقاروف بالقول إن حماس لم تنتصر في الميدان، لكنه في الوقت نفسه لا ينسى أن يقول إن حماس حققت انتصارا، في مكان أعمق وأخطر، على ما أسماه "الروح الإسرائيلية".
وأضاف أن إسرائيل تمكنت من تصفية رئيس حركة حماس يحيى السنوار وأخيه القائد العسكري محمد السنوار، وكذلك قادة التنظيم الذين خططوا لعملية "طوفان الأقصى"، لكن "الضرر الأكبر الذي ألحقوه بنا هو تمزيق النسيج الداخلي الإسرائيلي وضرب قيم التضامن".
وحذر يسسخاروف مما سماه "التحولات القيمية المقلقة" في المجتمع الإسرائيلي، مستشهدا بتعامل فئات من الجمهور مع ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وقال: "مجرد أن ترى شريحة صاخبة -حتى وإن لم تكن أغلبية- أن الأسرى وعائلاتهم يمثلون مأساة خاصة وليست جماعية، فهذا يعكس حجم الانهيار الأخلاقي".
وتابع في نقده الحاد: "أن تُقاس قيمة الأسير أو عائلته بمدى ولائه الأعمى لرئيس الحكومة أو امتنانه له، فذلك يدل على مدى التعفن الذي وصلنا إليه".
وهاجم يسسخاروف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على خلفية قراره تعيين عضو الكنيست ديفيد زيني رئيسا لجهاز الأمن العام (الشاباك)، المعروف بمواقفه الرافضة لصفقات تبادل الأسرى، ووصفه للحرب ضد الفلسطينيين بأنها "حرب أبدية".
واعتبر يسسخاروف أن هذا التعيين بمثابة رسالة لحماس مفادها: "لقد انتصرتم"، مشيرا إلى أن الهدف من تعيين زيني لا يتعلق بأمن إسرائيل، بل بتعزيز موقع نتنياهو سياسيا، في مواجهة الانتقادات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية لغزة، ومنع فتح تحقيقات جنائية في ملفاته القضائية.
تأييد الإبادة الجماعيةومن زاوية أخرى، انتقد يسسخاروف بحدة تعاظم نبرة التحريض والعنف في المجتمع الإسرائيلي، قائلا: "كل من يندد بقتل الأطفال أو النساء أو الشيوخ الأبرياء في غزة، يُتهم بالخيانة"، ولا ينسى أيضا أن يشير إلى أن "بعض السياسيين والمغردين باتوا يلمحون صراحة إلى وجوب ارتكاب إبادة جماعية، لا أقل".
إعلانورغم تحميله لحماس المسؤولية عن الكارثة الإنسانية في القطاع، يشدد الكاتب على أنه "لا يمكن الاستمرار في الكذب على أنفسنا، فالعالم كله يشاهد صور الفلسطينيين وهم يتقاتلون على قطعة خبز، ويسمع بشكل يومي عن أطفال يُقتلون تحت القصف".
وأردف: "إظهار الحقيقة ونقلها للناس ليست خيانة، بل واجب أخلاقي يهودي".
كما سلط الكاتب الضوء على غياب المسؤولية السياسية، منتقدا نتنياهو، قائلا: "كيف لرئيس حكومة هو الأطول بقاءً في المنصب، أن يتنصل من مسؤوليته عن أسوأ مجزرة بحق الإسرائيليين منذ المحرقة؟"، في إشارة إلى فشل الحكومة في منع عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولم ينس يسسخاروف الإشارة إلى تصريحات نتنياهو، حول عدم علمه بوصول الأموال القطرية لحماس -حسب زعمه- رغم أنه نفسه من دعم فكرة إدخالها إلى القطاع.
واختتم المحلل السياسي مقاله بنبرة حادة تنم عن المرارة، مؤكدا أن "السنوار وأتباعه نجحوا في ما فشلت فيه جيوش العرب طوال 75 عاما، وهو كسر شعور الوحدة الأخلاقية لدى جزء من الإسرائيليين".
ومع ذلك، يرى يسسخاروف أن هذا النصر "مؤقت وجزئي"، موضحا أن "الأغلبية ما زالت تشعر بالمسؤولية تجاه الأسرى والجنود القتلى وعائلاتهم، وترفض قيادة نتنياهو ودائرته الإعلامية، التي تنشر الكراهية وتبرر القتل الجماعي في غزة".
وختم بالقول إن أغلب الإسرائيليين الذين يرون في نتنياهو رمزا للفشل السياسي والأخلاقي في هذه الحرب باتوا يدركون أنه لا يمكن أن يواصل شغل منصب رئيس الوزراء.