بوابة الوفد:
2024-06-12@13:44:00 GMT

ترامب يهدد بايدن!

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

كل شيء فى أمريكا يدعو للاحتمالات. الصراع على رئاسة الولايات المتحدة بدأ مبكرًا. فريق الرئيس جو بايدن وأنصاره وإعلام الحزب الديمقراطى لا يتحدثون إلا عن مخاطر عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى السلطة. وهذا الحديث المتكرر الذى يسيطر عليه القلق يؤكد احتمالية فوز ترامب برئاسة أمريكا مرة أخرى فى سابقة لم تشهدها الولايات المتحدة عبر تاريخها– حسب اعتقادي– إلا مرة واحدة مع الرئيس ستيفن جروفر كليفلاند.


الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب ما زال لديه إصرار المُقاتل، من أجل العودة إلى البيت الأبيض، رغم مواجهته باتهامات وقضايا ومحاكمات، وهو وضع قانونى لم يواجهه رئيس أمريكى من قبل، سواء كان هذا الرئيس فى منصبه أو كان قد غادر المنصب.
صحيفة واشنطن بوست، يسيطر عليها مقالات تحليل موقف بايدن وترامب من الانتخابات الأمريكية، والصحيفة تميل للهجوم على ترامب ورغبته فى العودة للبيت الأبيض، وهذا التوجه هو الغالب على مقالات الصحيفة.
منذ أربعة أشهر وقبل نجاح ترامب فى الحصول على ترشيح الحزب الجمهورى فى الانتخابات، نشر الكاتب والمحلل روبرت كاجان مقالًا قال فيه أن «مرحلة التفكير السحرى قد تنتهى. وما لم تحدث معجزة، فسوف يصبح ترامب قريبًا المرشح الجمهورى المفترض لمنصب الرئيس. وعندما يحدث ذلك، فسوف يكون هناك تحول سريع ودراماتيكى فى ديناميكية السلطة السياسية لصالحه. حتى الآن، يتمتع الجمهوريون والمحافظون بحرية نسبية فى التعبير عن المشاعر المناهضة لترامب، والتحدث بصراحة وإيجابية عن المرشحين البديلين، والتنفيس عن الانتقادات لسلوك ترامب فى الماضى والحاضر».
وأضاف «كل هذا سينتهى بمجرد فوز ترامب بالثلاثاء الكبير (يقصد ترشيح الحزب الجمهوري). إن الأصوات هى عملة القوة فى نظامنا، والمال يتبعها، وبهذه التدابير، فإن ترامب على وشك أن يصبح أقوى بكثير مما هو عليه بالفعل. لقد اقتربت ساعة البحث عن البدائل. المرحلة التالية تدور حول سقوط الناس فى الطابور».
التخوف من وصول ترامب إلى السلطة مرة أخرى عبرت عنه الكاتبة جينيفر روبين التى قالت لا يزال دونالد ترامب مقتنعًا بأنه كان أعظم رئيس على الإطلاق. وهذا لا يعنى أن الناخبين يجب أن يشاركوا فى فقدان الذاكرة الجماعى. يحتاج الرئيس بايدن إلى تحديث ذكرياتهم بشكل يومي، موضحًا: «بالطبع أنت الآن أفضل حالًا مما كنت عليه قبل أربع سنوات!»
جنيفر روبين استعرضت مقارنة ضخمة بين فترتى ترامب وبايدن من حيث معدلات الجريمة والرعاية الصحية والاقتصاد. واختتمت مقالها بالسخرية من ترامب قائلة «ببساطة، يخسر ترامب بكل المقاييس المهمة مقارنة بالرئيس. يجب أن يكون بايدن سعيدًا بمقارنة سجله بسجل ترامب».
ولكن.. ما هى مصلحتنا كعرب؟ ماهى الإدارة الأنسب لنا خلال هذه المرحلة؟ قطعًا نحن لاناقة لنا ولاجمل فى هذه الانتخابات.. فنحن لسنا مؤثرين بدرجة كبيرة فى الرأى العام.. ولا فى دوائر السياسة الأمريكية.. واللوبى العربى لم يستطع التأثير فى المواطن الأمريكى وتوجهاته إلا بعد اندلاع الحرب والعدوان على غزة.. وهذا التأثير نابع من مصادر ودوافع إنسانية متعلقة بتعاطف حقيقى مع النساء والأطفال الذى يُقتلون فى غزة وتحصد أرواحهم بلا رحمة.. ورغم أن هذا التأثير ليس كافيًا إلا أنه أفضل من كل الأوقات السابقة. ولا أعرف إن كنا سنستطيع استغلال هذه الفرصة للتأثير فى مجرى الانتخابات الأمريكية أم لا.. ولكن يكفى أن هذا التأثيرالإنسانى كان دافعًا لحدوث خلاف بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل لأول مرة منذ سنوات طويلة.
آرون بوكرمان الكاتب فى واشنطن بوست-أيضًا- كشف عن «توتر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بشكل متزايد، بسبب تداعيات تمرير قرار الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار فوريًا، حيث قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الإثنين أنه لن يرسل وفدا رفيع المستوى إلى واشنطن لعقد اجتماعات مع مسئولين أمريكيين. وندد السيد نتنياهو، فى بيان له، بالامتناع عن التصويت باعتباره تراجعًا عن الموقف الأمريكى الثابت منذ بداية الحرب، وهو الموقف الذى يعطى حماس الأمل فى أن الضغوط الدولية ستمكنها من تحقيق وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح الرهائن».
عمومًا.. ترامب قد يعود للبيت الأبيض.. وقد يغيب للأبد عن السياسة العالمية والشرق الأوسط.. ولكن علينا أن نترقب الموقف وأن تسعى الجاليات العربية لمعرفة ما تريد لنفسها داخل الولايات المتحدة وخارجها فى المنطقة العربية، حيث الجذور والأقارب والأصول، لتتحقق حماية– ولو محدودة–للشرق الأوسط من أى عبث أمريكى آخر.. فقد بلغت المنطقة حدًا من الدمار والحصار والخطر لم تواجهه منذ سنوات طوال.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نور ترامب يهدد بايدن رئيس أمريكي الانتخابات الأمريكية السياسة الأمريكية حماس

إقرأ أيضاً:

هل يدمر بايدن نفسه؟

في مختلف أنحاء العالم، تبدو الديمقراطيات هشة وفي موقف دفاعي. وتكثر المقارنات مع سبعينيات القرن العشرين وفترة ما بين الحربين العالميتين. في الولايات المتحدة، أشعل أداء دونالد ترامب القوي في استطلاعات الرأي الأخيرة شرارة موجة أخرى من الخوف من القومية الاستبدادية. من منظور كثيرين من أولئك الذين تابعوا عن كثب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عامي 2016 و2020، كان تقدمه في الولايات المتأرجحة الرئيسية مثيرا للقلق والانزعاج.

الواقع أن أسوأ استراتيجية ينتهجها الديمقراطيون في مختلف أنحاء العالم، والديمقراطيون في الولايات المتحدة، تتمثل في تقليد خصومهم. فهذه مباراة لا يمكنهم الفوز بها. ومع ذلك، هذا هو على وجه التحديد ما يفعله كثيرون منهم. لنتأمل هنا الحزمة الجديدة من التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي جو بايدن على الصين، والتي تمثل انقلابا أكثر تطرفا على السياسة التجارية الأمريكية التقليدية من أي شيء تبنّاه ترامب ذاته خلال رئاسته. في حين أَكَّـدَت العناوين الرئيسية على التعريفات الجمركية بنسبة 100% على المركبات الكهربائية الصينية، فإن القصة الحقيقية تتعلق بالبطاريات، والصلب، والألمنيوم، وأشباه الموصلات. وبرغم أن الجمهور لا يشتري هذه السلع بشكل مباشر، فإنها مدخلات في كثير من المنتجات والأجهزة المصنعة في الولايات المتحدة. المفترض أن إدارة بايدن تأمل ألا يشعر الأمريكيون بأي تأثير اقتصادي تقريبا، وأن يروا فقط أن الأمور ستصبح عصيبة مع الصين. نحن نعلم ما لن تفعله التعريفات الجمركية. فهي لن تخلق (أو «تعيد») وظائف وفيرة في الولايات المتحدة، لأن أمريكا إذا كان لها أن تصنع المركبات الكهربائية أو الألواح الشمسية على نطاق كبير، فإنها ستعتمد بالكامل تقريبا على مصانع آلية. ولن تعمل التعريفات الجمركية أيضا على تحسين العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة، من خلال تشجيع «دعم الأصدقاء» على سبيل المثال. بل من المرجح أن يخسر المنتجون الأوروبيون أسواق المنتجات الهندسية المباعة للصين، مع زيادة الإنتاج الصناعي المحلي الصيني. لن تعمل التعريفات الجمركية أيضا على التعجيل بإزالة الكربون. بل على العكس من ذلك، من خلال جعل التكنولوجيات الخضراء الأساسية أكثر تكلفة (وبالتالي تأخير استيعابها على نطاق واسع)، سيجعل بايدن العالم أكثر سخونة. علاوة على ذلك، كما يظهر تقرير حديث صادر عن البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية، تظل المعادن والعناصر الأرضية النادرة (الجاليوم والجرمانيوم) اللازمة لتصنيع الأجزاء المكلفة من تكنولوجيا البطاريات تُـسـتَـجـلَـب في الأغلب الأعم من الصين. أخيرا، لن تعمل التعريفات الجمركية على تحسين سجل الصين في مجال حقوق الإنسان. بل لن تؤدي إلا إلى تشجيع أولئك الذين يعتقدون بالفعل أن الخطاب الأمريكي بشأن حقوق الإنسان نفاق محض ويمكن تجاهله بأمان.

لكن الرسوم الجمركية سيكون لها تأثير: فهي ستساعد بايدن على خسارة الانتخابات. وبصرف النظر عن مدى ارتفاع الرسوم التي تفرضها الإدارة الحالية، فسوف يكون ترامب قادرا دائما على الادعاء بأنه سيرفعها إلى مستوى أعلى. وسوف يظل بايدن يبدو وكأنه يستجيب فقط لتحدي ترامب - وبطريقة هَـرِمة فاترة.

علاوة على ذلك، أثبتت الرسوم الجمركية صحة الحجج التي يسوقها الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتدليل على أن النظام الدولي القديم مُـعَـطَّـل لأن أمريكا تتعامل باستخفاف ومراوغة مع القواعد. والأمر الأكثر أهمية (في سياق الانتخابات) هو أن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تفاقم مشكلة زيادة التكاليف التي يتحمّلها الأمريكيون العاديون. لقد جعلت حملة ترامب الانتخابية مسألة التضخم بالفعل واحدة من قضاياها الرئيسية. وفي مهرجاناته الانتخابية، يزعم ترامب (كاذبا بكل تأكيد) أنه لم يعد بإمكانه تناول لحم الخنزير المقدد على شطائره؛ لأن تكلفته باهظة. الواقع أن الحوار الدائر حول التضخم يُساء فهمه على نطاق واسع. ومثلها كمثل كل الحكومات الغربية، تستطيع إدارة بايدن أن تشير إلى أن التضخم انخفض بسرعة وأصبح في نطاق الهدف القديم المحدد عند مستوى 2%. لكن هذا لا يهم الناس العاديين. فهم يرون أن التكاليف ارتفعت بشكل حاد منذ جائحة كوفيد-19، لتنهي بذلك فترة طويلة من استقرار الأسعار. في حين قد يبلغ التضخم التراكمي منذ عام 2020 نحو 20%، فإن التصورات بشأنه أسوأ، بسبب ميل المستهلكين ووسائل الإعلام إلى التركيز على عدد قليل فقط من العناصر التضخمية الإضافية، مثل لحم خنزير ترامب المقدد. فقد أصبح السكن والغذاء أكثر تكلفة بدرجة كبيرة. فجالون الحليب الذي كان يكلف 3.25 دولار في بداية عام 2020 أصبح سعره أكثر من 4 دولارات بحلول عام 2022؛ وارتفع سعر اثنتي عشرة بيضة من 1.45 دولار عند بداية الجائحة إلى 4.82 دولار في يناير 2023، قبل أن ينخفض إلى 2.86 دولار. في الوقت ذاته، لا يفكر الناخبون في الملابس وغيرها من البنود التي ظلت أسعارها مستقرة نسبيا - أو حتى انخفضت، كما في حالة المركبات الكهربائية. لكنهم من المحتمل أن يلاحظوا زيادة في أسعار مجموعة واسعة من المنتجات الاستهلاكية نتيجة للتعريفات الجديدة. هنا، تقدم لنا سبعينيات القرن العشرين بعض الدروس. في ذلك الوقت، حاولت الولايات المتحدة استبعاد السيارات اليابانية وغيرها من السلع المصنّعة الأرخص والأكثر كفاءة. وكانت النتيجة مفيدة بشكل مؤقت فقط للمنتجين الأمريكيين. ففي الأمد المتوسط، خسروا الأسواق والمصداقية؛ وفي الأمد البعيد، كان عليهم التكيف متأخرين مع تقنيات جديدة. لقد كلفت سياسات الحماية شركات صناعة السيارات الأمريكية وقتا ثمينا في إجراء التغييرات، وفي نهاية المطاف دمرت الوظائف بدلا من خلقها. كما أدت إلى نفور المستهلكين الذين ساورهم القلق بشأن التضخم، مما ساهم في نهاية المطاف في هزيمة الرئيس جيمي كارتر في انتخابات عام 1980. في عام 2023، بذلت إدارة بايدن قصارى جهدها لتشرح للناس أنها لم تكن تنفصل عن الصين، بل كانت تعمل على «إزالة المخاطر» فحسب. لكنها الآن، في نوبة ذعر، تبنت سياسة عدوانية للانفصال الواعي. الواقع أن أي حكومة لن تلهم الناخبين فجأة لأنها قررت «الانفصال»، ولن تحقق أي تقدم حقيقي في مكافحة تغير المناخ من خلال تحويل التكاليف إلى آخرين. في عام 1944، لاحظ وزير الخزانة الأمريكي هنري مورجنثاو أن «الرخاء، مثله كمثل السلام، لا يتجزأ. ولا نملك ترف السماح بتناثره هنا أو هناك بين المحظوظين أو التمتع به على حساب آخرين». كانت هذه الرسالة صحيحة آنذاك، وهي صحيحة الآن. فالزعماء السياسيون يلهمون الثقة عندما يتمكنون من إثبات أن سياساتهم تعود بالنفع على الناس العاديين، وتخفض الأسعار، وتجعل المنتجات الأفضل متاحة. هذه هي الهيئة التي ينبغي للحكومات المقتدرة أن تبدو عليها، ومن الواضح أن كثيرا من الديمقراطيات حاليا لا تفي بالتزاماتها بتوفير المنافع العامة.

هارولد جيمس أستاذ التاريخ والشؤون الدولية في جامعة برينستون. وهو متخصص في تاريخ الاقتصاد الألماني والعولمة.

خدمة بروجيكت سنديكيت

مقالات مشابهة

  • أول تعليق من ترامب على محاكمة ابن بايدن
  • "محاكمة هانتر بايدن غطاء لأعمال والده غير القانونية"..أول تعليق من مكتب ترامب على محاكمة بايدن الابن
  • إدانة ترامب تشعل المنافسة في انتخابات الرئاسة الأميركية
  • ترامب عن اتهامه بوصف قتلى الجنود الأمريكيين بـ"مغفلين": تزييف من حثالة واشنطن
  • ترامب يتوعد خصومه السياسيين.. هل يسعى للانتقام؟
  • ماذا لو فاز؟.. ترامب يضع أهدافا مستقبلية أهمها “ملاحقة بايدن”
  • استطلاع: 54% من مؤيدي بايدن يدعمونه فقط لمعارضة ترامب في انتخابات الرئاسة
  • ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار لقدراته العقلية والكشف عن وجود مواد مخدرة في جسمه!
  • هل يدمر بايدن نفسه؟
  • حيث غاب ترامب.. بايدن يكرم قتلى الحرب الأميركيين بزيارة مقبرة