الأورومتوسطي: فيديو الاحتلال عن مجزرة رفح يُدينه
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن مقطع الفيديو الذي بثه جيش الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة للتنصل من مسؤوليته عن مجزرة رفح، جنوبي قطاع غزة، ارتد عليه وتحوّل إلى "فضيحة"، بعد أن كشف تورطه في حماية عصابات تنهب المساعدات الإنسانية تحت مراقبة طائرات مسيرة.
وكان جيش الاحتلال قد نشر في وقت سابق مقاطع مصورة التُقطت عبر طائرة استطلاع مسيرة، زعم أنها توثّق اعتداء مسلحين فلسطينيين على سكان محليين في جنوب خان يونس.
وقال الجيش إن المسلحين أطلقوا النار ورشقوا من كانوا يسيرون نحو شاحنات المساعدات الإنسانية بالحجارة، متهما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمحاولة عرقلة توزيع المساعدات.
لكن المرصد الأورومتوسطي فنّد الرواية الإسرائيلية، موضحا أن الفيديو لم يُصوّر في رفح بل بخان يونس، ويوثّق عملية سطو نفذتها عصابة تدعمها إسرائيل ضد شاحنات مساعدات إنسانية.
حملة تضليليةوأضاف أن مدنيين حاولوا استعادة تلك المساعدات، فتعرضوا لإطلاق نار مباشر من أفراد العصابة، في مشهد تم تحت مراقبة طائرة مسيرة إسرائيلية دون أي تدخل.
وأكد المرصد أن الفيديو لم يُنتَج من أجل كشف الحقيقة، بل جاء في سياق حملة تضليلية لنفي مسؤولية الاحتلال عن المجزرة التي ارتكبها أمام مركز توزيع المساعدات في رفح، غير أن محاولة التملص انقلبت إلى إدانة جديدة، بعد أن أظهرت اللقطات تورط جيش الاحتلال في حماية عصابات النهب وتأمين تحركاتها.
إعلانوفي سياق متصل، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، إن تقارير البرنامج بشأن الحادثة تتوافق مع الرواية التي قدمتها السلطات المحلية في غزة حول سقوط قتلى قرب مركز توزيع المساعدات.
وأكدت في مقابلة مع شبكة "إي بي سي" الأميركية أن ما يجري يُنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار وضمان وصول آمن للمساعدات.
فيديو مفبركمن جهته، اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الفيديو الذي بثه الاحتلال "مفبرك"، وجاء لتغطية جريمة قتل 31 مدنيا فلسطينيا أمام مركز للمساعدات في مدينة رفح.
وأضاف أن ادعاءات الاحتلال بأن مسلحين محليين أطلقوا النار لا تتوافق مع شهادات الناجين الذين أكدوا تعرضهم لقصف مباشر من القوات الإسرائيلية.
وأوضح المكتب أن المزاعم الإسرائيلية بشأن منع حماس المساعدات من الوصول إلى السكان لا تصمد أمام الواقع، مشيرا إلى أن الاحتلال هو الجهة المسؤولة عن عرقلة دخول المساعدات وفرض قيود مشددة على تدفقها إلى القطاع.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قد أعلنت أن 31 فلسطينيا استُشهدوا أثناء توجههم إلى مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية تديره شركة أميركية غرب مدينة رفح، وذلك بعد استهدافهم من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتزامنا مع ذلك، قالت وكالة الأونروا إن خطة توزيع المساعدات المعتمدة حاليا وفق النظام الإسرائيلي الأميركي "تحولت إلى فخ قاتل"، في إشارة إلى كثرة المجازر التي ترتكب في محيط مراكز المساعدات وتحت أنظار القوات الإسرائيلية، في ظل استمرار الحصار وتضييق الخناق على المدنيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات توزیع المساعدات جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
مجزرة الجوع في غزة: أكثر من 700 ضحية في مشهد دموي يهز الضمير الإنساني
في واحدة من أبشع مشاهد القتل الجماعي في العصر الحديث، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة دموية شمالي قطاع غزة، حيث سقط أكثر من 700 شهيد وجريح بين المدنيين الذين كانوا يصطفون يائسين بانتظار المساعدات الغذائية في منطقة السودانية المحاصرة.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 51 شخصًا استشهدوا، وأصيب 648 آخرون خلال ساعات قليلة، عندما أطلقت قوات الاحتلال نيرانها على حشود المدنيين الذين توافدوا بحثًا عن الغذاء وسط مجاعة خانقة تعصف بالقطاع منذ شهور.
ولفت البيان إلى أن الشاحنات التي دخلت عبر منطقة زيكيم، والتي لم يتجاوز عددها 112، تعرضت للنهب وسط الفوضى، بينما الحاجة الحقيقية تفوق 600 شاحنة يومياً.
ووصف البيان ما جرى بأنه جريمة حرب متكاملة، تمثل استخدامًا ممنهجًا للجوع كسلاح إبادة، في ظل صمت دولي مخزٍ.
كما طالب الجهات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، بالتحرك الفوري لفتح المعابر، وإدخال الإغاثة والوقود وحليب الأطفال، محملًا الاحتلال ومن يدعمه كامل المسؤولية عن هذه الجرائم. المجزرة الجديدة تأتي في ظل حصيلة صادمة:
أكثر من 60 ألف شهيد منذ بدء الحرب، بينهم آلاف الأطفال والنساء، في حين يواصل الاحتلال قصفه الجوي والمدفعي رغم إعلان "هدنات إنسانية" زائفة.
هذه المجزرة ليست حادثًا معزولًا، بل حلقة في سلسلة طويلة من الجرائم التي تحوّل غزة إلى مقبرة جماعية مفتوحة، وسط مأساة إنسانية تتفاقم كل يوم... والعالم لا يزال يتفرج.