«لا تشترِ العبد إلا والعصا معه… إن العبيد لأنجاس مناكيد» بيت شعر من قصيدة هجائية للمتنبى، يذكر بها كافور أصله، إذ كان عبداً حبشياً اشتراه مؤسس الدولة الإخشيدية التى حكمت مصر والشام، ورغم أن زمن هذه الأسرة وغيرها قد مر وذهب بكل ما فيه، فلم يبقَ منها غير العظة والعبرة، ولكن هناك نفوساً تهوى أن تعيش فى العبودية، يتجرأون على كل شىء، يقلبون الأشياء رأساً على عقب من أجل أن يحصلوا هم على الوظائف والمناصب والنفوذ، مثلهم مثل كافور العبد الذى استطاع أن يصل إلى الحكم رغم قبح شكله وثقل حركته، وكان يتابع الأوامر بنفسه ويترك أتباعه للنيل من الشرفاء، ونصب الفخاخ لكل من يحاول أن يرفع رأسه أمامهم، هؤلاء العبيد يجدون ذل الناس والتقرب إلى الأعداء حتى لو كان ذلك على حساب الوطن، هؤلاء لم يتركوا مكاناً إلا وسخروه لصالحهم دون اعتبار لأحد، وتناسوا أن الله يمهل ولا يهمل.
لم نقصد أحداً!!
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
من يقاوم الجنجويد ويدعم دولته ضد الغزاة، يحق له نقد الجيش نقدا عادلا لا يخلو من وعي إستراتيجي
تناقضات تفتقد الحشمة:
في هذه الحرب فقد الكثير من المعلقين الحشمة والحياء. خذ علي مثال من يوفرون كل سلاحهم الكلامي لطعن الجيش من خلف وأمام وهو يقاوم في غزو أجنبي معية ميليشيا متوحشة. هؤلاء هم نفسم المسرعين بإدانة الجيش عند سقوط مدينة أو حلة في يد الجنجويد والأعلي نباحا عن فشل الجيش في حماية المواطن. مشكلة هؤلاء إنهم لا يرون التناقض في قولهم فهم قد صاروا “جمل لا يري عوج رقبتو.”
لاحظ إن إدانة الجيش علي فشل الحماية تعني أن هؤلاء يؤمنون:
– أن الجنجويد خطر علي المواطن.
– أن واجب الجيش توفير الحماية للمواطن.
النقطتان أعلاه هو المنطق الضمني ولكنه صريح الذي يرتكز عليه هؤلاء. ولكن هذا المنطق له مستحقاته الأخلاقية التي يهرب منها أصحابه.
فلو كان الجنجويد خطرا علي المواطن، من واجب هؤلاء أيضا مقاومتهم ما تيسر لهم ولكنهم لا يفعلون ولا بتويتة من الغرف الامنة في المهاجر ويوفرون كل نبالهم لضرب الدولة وجيشها.
المستحق الثاني للمنطق المخاتل هو أن أهله لو كانوا حقا يؤمنون بان من واجب هذا الجيش حماية المواطن فعليهم مساعدته في القيام بواجبه وألا يتركوه وحيدا في التصدي للغزاة ليقدم الشهداء والسهر ويقدمون التريقة والطعن من خلف وأمام بما يفيد المليشيا والغزاة عمليا حتي لو إدعوا حيادا هم أول من يعرف فساده. حماية الوطن من الغزاة وهمجية ميليشيا الإستعباد الجنسي واجب الجميع وليس الجيش وحده.
في الجانب الآخر، من يقاوم الجنجويد ويدعم دولته ضد الغزاة، يحق له نقد الجيش نقدا عادلا لا يخلو من وعي إستراتيجي بهدف تحسين الاداء. نقد يدرك أن هؤلاء الجند والضباط ليسوا روبوتات ولا رقيقا أعطاناه الرب ليموتوا نيابة عنا ونطعنهم بفلسفة وحذلقة أشد إجراما من بندق الجنجويد ثم نبصق علي تضحياتهم ونحن رقاد في المهاجر علي مؤخرات تفوقنا الأخلاقي المدني الديمقراطي العميل.
معتصم اقرع معتصم اقرع