انسحب طبيب أمريكي من أصل فلسطيني من اجتماع مع الرئيس جو بايدن قبل أن ينتهي مساء الثلاثاء، مما يؤكد التوتر الشديد والغضب والقلق بين المجتمعات العربية والفلسطينية والمسلمة الأمريكية وسط الحرب بين إسرائيل وحماس، وقال الدكتور ثائر أحمد، طبيب الطوارئ من شيكاغو الذي سافر إلى غزة في وقت سابق من هذا العام، لشبكة CNN إنه غادر فجأة الاجتماع الذي ضم نائبة الرئيس كامالا هاريس، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ومسؤولين آخرين في الإدارة ومجموعة صغيرة من قادة الجالية الإسلامية.

وبينما واجه الرئيس في كثير من الأحيان احتجاجات وانقطاعات في المناسبات العامة في الأشهر القليلة الماضية، فإن قرار أحمد بمغادرة الاجتماع ربما يكون لحظة الاحتجاج الأكثر حميمية التي واجهها الرئيس الأمريكي حتى الآن منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، وذلك بحسب تقرير الشبكة الأمريكية، وما حدث من الطبيب الفلسطيني تذكير صارخ للرئيس بالمشكلة السياسية التي يواجها مع الأجزاء الرئيسية من ائتلافه - بما في ذلك العرب والمسلمين الأميركيين والناخبين التقدميين - حيث تواصل إدارته الوقوف إلى جانب ودعم حرب إسرائيل في القطاع الفلسطيني.

 

 

إلغاء الإفطار وانسحاب من اجتماع ورفض عقد العشرات منها

 

 

وذكرت شبكة CNN، أن ما كان من المفترض أن يكون عشاء إفطار لكسر صيام رمضان قد تم تغييره إلى اجتماع لأن المشاركين لم يشعروا بالراحة عند تناول وجبة احتفالية بينما مئات الآلاف في غزة على شفا المجاعة، وهذا مثال آخر على علاقة الإدارة المتوترة مع الجالية الأمريكية المسلمة - فقد تعرقلت المحاولات الأخرى لعقد اجتماعات في ولايات رئيسية بسبب رفض الدعوات، وتدهورت العلاقات مع مجموعات المجتمع المهمة منذ بدء الحرب.

وعقب اللقاء، قال مسؤول في البيت الأبيض في بيان إن الرئيس بايدن ونائبة الرئيس هاريس يعرفان أن هذه لحظة مؤلمة للغاية للكثيرين في المجتمعات الإسلامية والعربية، وذكر المسؤول، أن بايدن أوضح أنه يحزن على خسارة كل حياة بريئة في هذا الصراع، وأعرب عن التزامه بمواصلة العمل من أجل تأمين وقف فوري لإطلاق النار كجزء من اتفاق لتحرير الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير إلى غزة. 

 

 

قصة الطبيب الفلسطيني في غزة ورسال طفلة فلسطينية

 

 

وسافر أحمد إلى غزة ضمن وفد من الأطباء من منظمة MedGlobal غير الحكومية، الذين يعملون في مدينة خان يونس بينما كان القتال محتدماً حول مستشفى ناصر، وناقش تجربته هناك، مستشهداً بأعداد هائلة من النازحين والجرحى والمحتضرين، وتحدث علناً ضد الهجوم الإسرائيلي المتوقع على رفح، ولم ترَ الولايات المتحدة حتى الآن خططاً عملياتية من إسرائيل بشأن استراتيجية رفح، وقال أحمد إنه قال للرئيس: "قلت إنه من المخيب للآمال أنني الفلسطيني الوحيد هنا، ومن باب الاحترام لمجتمعي، سأغادر".

 

وقبل مغادرته سلم بايدن رسالة من الطفلة اليتيمة هديل البالغة من العمر ثماني سنوات والتي تعيش في رفح، وجاء في ترجمة الرسالة التي تمت مشاركتها مع شبكة CNN: "أتوسل إليك، أيها الرئيس بايدن، أن تمنعهم من دخول رفح"، وقد حذر مسؤولون أمريكيون إسرائيل من توسيع عملياتها العسكرية في رفح دون خطة شاملة لحماية أرواح المدنيين، قال أحمد إن بايدن أخبره أنه يفهم أنه بحاجة إلى المغادرة، وأضاف الطبيب الفلطسيني، أنه شعر بأهمية حضور الاجتماع، رغم أنه كرر أنه لا يشعر أنه من المناسب الحديث عن الموت والمجاعة على العشاء، وقد رفض العديد من الضيوف المدعوين الدعوة.

 

 

هكذا تحدث أحمد عقب خروجه من اللقاء

 

 

وعقب خروجه من اللقاء، قال أحمد: "أردت الحصول على فرصة للوقوف والابتعاد عن الأشخاص الذين يتخذون القرارات بالطريقة التي يتعاملون بها مع شعبي، وأنا أخطط للعودة إلى غزة في الأسابيع المقبلة"، وأضاف: "هناك قدر هائل من ذنب الناجين الذي يشعر به جميع الفلسطينيين الآن، فنحن نعيش هذا ونتنفسه، وقد تغيرت حياتنا بأكملها، ومن الصعب أن أكون هنا وأعيش حياتي بشكل طبيعي وأفكر في الأشخاص الذين يعانون هناك - وخاصةً أن لديهم ابنتان".

وفي كشف لأكاذيب إسرائيل، قال أحمد إنه يريد أيضًا الرد على التأكيد بأن حماس تستخدم المستشفيات والملاجئ والمدارس كقواعد ومراكز قيادة، وأضاف: "لم نر شيئًا من هذا القبيل"، وفي وقت لاحق من ليلة الثلاثاء، ناشد أحمد مرة أخرى إدارة بايدن لاتخاذ موقف أقوى بشأن حماية عمال الإغاثة والمدنيين في غزة، وقال لمراسلة سي إن إن: "لا يمكن أن يكون الأمر مجرد خطاب، ولا يمكن أن يكون الأمر مجرد قول الرئيس إنه آسف للغاية ويطالب بإجابات، فغزة أصبحت غير صالحة للعيش، وأعني أنه لم يبق شيء هناك، ولا توجد مدارس، ويعيش الناس في خيام في منطقة ضيقة للغاية".

 

 

كان نداء صادقا 

 

 

أحد الحاضرين في الاجتماع قال: "لقد شعرت حقًا أنها كانت بمثابة خطوة في العلاقات العامة"، فيما قالت الدكتورة نهرين أحمد، طبيبة وحدة العناية المركزة في فيلادلفيا والتي حضرت الاجتماع أيضًا، لشبكة CNN إن زميلها أحمد قدم “نداء صادقًا” قبل أن يغادر الاجتماع، وأضافت: "لم يكن هو كطبيب، بل كان هو كأمريكي من أصل فلسطيني، بعد أن شهد الفظائع التي رآها بنفسه، فقد كنت أنا وثائر في غزة معًا، وقال أحمد، وهو المدير الطبي في منظمة MedGlobal غير الحكومية: "لقد شاهدنا عدداً كبيراً جداً من الأشخاص يقتلون، ويصلون إلى غرفة الطوارئ ميتين".

وبعد رحيله، قال أحمد إن الحاضرين الخمسة الآخرين من الجالية الأمريكية المسلمة تناوبوا في التحدث حول مواضيع مختلفة في الاجتماع الذي استمر أكثر من ساعة وتسبب في إحباط بعض الحاضرين، وأضاف: "شعرت أنه ربما لم يكن هذا بالضرورة اجتماعًا حيث كان من المفترض أن يحدث أي شيء قابل للتنفيذ، أو أن يتم الوعد به، ولكن شعرت حقًا أنه كان نوعًا من خطوة العلاقات العامة، حتى نتمكن من القول إننا التقينا بالمجتمع المسلم ".

 

 

رسائل قاسية لبايدن 

 

 

ووصف أحد الأطباء ما يحدث على الأرض مع توزيع المساعدات واكتظاظ المستشفيات، فيما ناقش مشارك آخر الحاجة إلى الدعم البحري، ودعا أحد الأئمة بايدن إلى إعادة ضبط بوصلته الأخلاقية، بحسب أحمد، وشرح أحمد بالتفصيل "الوضع المزري مع سوء التغذية وانتهاك القانون الإنساني الدولي وتأثير ذلك على المرضى وعلى أنظمة المستشفيات"، وبعد جلسة الاستماع، قال أحمد إن بايدن رد في البداية بالتركيز على أهوال 7 أكتوبر، وقال: كما تعلمون، أنا أسمع ما يقوله الجميع، ولكن فكروا في الشباب الذين قُتلوا في 7 أكتوبر، فكان رد الحاضرين: "لقد تجاهلت ما يزيد عن 30 ألف شخص قتلوا في فلسطين".

 

وقال أحمد إن بايدن واصل مناقشة تعقيدات القضاء على حماس والمحادثات الجارية مع القادة في المنطقة الذين يعملون من أجل وقف إطلاق النار، وحين سألت هاريس عما يأكله الناس في غزة، قلت: حسنًا، في الغالب، لا يأكلون أي شيء، ولكن، إذا كنت تسأل عن علف الحيوانات، فنعم، الناس يأكلون علف الحيوانات، وبدا أنها تسمع ذلك لأول مرة كأمر مؤكد".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اجتماع ا إلى غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

جلالة السلطان يتبادل تهاني العيد مع الرئيس الفلسطيني ورئيس وزراء باكستان

العُمانية: تبادل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، التهاني والتبريكات مع فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بمناسبة عيد الأضحى المبارك خلال اتصال هاتفي جرى صباح اليوم.

وعبر جلالة السلطان المعظم عن تمنياته الخالصة لفخامة الرئيس بتمام الصحة والعافية والمسرّة، ولشعب بلاده الشقيق بمزيد من الإنجازات والتطورات.

من جانبه، عبر الرئيس الفلسطيني عن صادق التهاني وأطيب الأمنيات لجلالة السّلطان المعظم، سائلا الله عز وجل أن يديم عليه الصحة والهناء، وأن يعيد عليه هذه المناسبة، وقد تحقق للشعب العُماني المزيد من التقدم والرفعة والازدهار.

كما تلقى جلالة السلطان المعظم اتصالا هاتفيا من دولة شهباز شريف رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية، حيث جرى تبادل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة المباركة.

وقد أعرب جلالة السلطان المعظم عن أطيب التّهاني والتمنّيات لدولة الرئيس، داعيا الله تعالى أن يعيد عليه هذه المناسبة العطرة، وعلى شعب بلاده الصديق، بدوام الخير واليمن والبركات.

من جانبه، عبر دولة رئيس الوزراء عن أحر التهاني وأطيب الأماني لجلالة السلطان المعظم، سائلا الله تعالى أن يديم عليه الصحة والعافية والرخاء، وأن يعيد عليه هذه المناسبة أعواما مديدة.

مقالات مشابهة

  • الطب تحت مظلة القانون .. تشريع جديد يضبط علاقة الطبيب بالمريض
  • اجتماع في الحديدة يناقش أنشطة التنمية الزراعية في المراوعة
  • مكالمة هاتفية مرتقبة بين الرئيس الأمريكي ونتنياهو
  • ترقب في الأسواق العالمية لاجتماع الفيدرالي الأمريكي
  • نائب الرئيس الأمريكي: إدارة بايدن أنفقت 300 مليار دولار على أوكرانيا
  • جلالة السلطان يتبادل تهاني العيد مع الرئيس الفلسطيني ورئيس وزراء باكستان
  • تفاصيل إسرائيلية جديدة عن عصابة أبو شباب.. علاقة بالاحتلال والسلطة
  • مسلسل ترامب-ماسك: الرئيس يهدد الملياردير بالويل والثبور إذا دعم الديمقراطيين
  • اجتماع موسع في جامعة صنعاء لمناقشة دورها المحوري في التنمية
  • اجتماع موسع بجامعة صنعاء لمناقشة دورها المحوري في التنمية واعتبارها بيت الخبرة الأول للدولة