علاقة المسلمين مع الديمقراطيين هي الأسوأ.. تفاصيل أزمة الطبيب الفلسطيني الذي ترك اجتماع الرئيس الأمريكي| رسائل قاسية بوجه بايدن
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
انسحب طبيب أمريكي من أصل فلسطيني من اجتماع مع الرئيس جو بايدن قبل أن ينتهي مساء الثلاثاء، مما يؤكد التوتر الشديد والغضب والقلق بين المجتمعات العربية والفلسطينية والمسلمة الأمريكية وسط الحرب بين إسرائيل وحماس، وقال الدكتور ثائر أحمد، طبيب الطوارئ من شيكاغو الذي سافر إلى غزة في وقت سابق من هذا العام، لشبكة CNN إنه غادر فجأة الاجتماع الذي ضم نائبة الرئيس كامالا هاريس، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ومسؤولين آخرين في الإدارة ومجموعة صغيرة من قادة الجالية الإسلامية.
وبينما واجه الرئيس في كثير من الأحيان احتجاجات وانقطاعات في المناسبات العامة في الأشهر القليلة الماضية، فإن قرار أحمد بمغادرة الاجتماع ربما يكون لحظة الاحتجاج الأكثر حميمية التي واجهها الرئيس الأمريكي حتى الآن منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، وذلك بحسب تقرير الشبكة الأمريكية، وما حدث من الطبيب الفلسطيني تذكير صارخ للرئيس بالمشكلة السياسية التي يواجها مع الأجزاء الرئيسية من ائتلافه - بما في ذلك العرب والمسلمين الأميركيين والناخبين التقدميين - حيث تواصل إدارته الوقوف إلى جانب ودعم حرب إسرائيل في القطاع الفلسطيني.
إلغاء الإفطار وانسحاب من اجتماع ورفض عقد العشرات منها
وذكرت شبكة CNN، أن ما كان من المفترض أن يكون عشاء إفطار لكسر صيام رمضان قد تم تغييره إلى اجتماع لأن المشاركين لم يشعروا بالراحة عند تناول وجبة احتفالية بينما مئات الآلاف في غزة على شفا المجاعة، وهذا مثال آخر على علاقة الإدارة المتوترة مع الجالية الأمريكية المسلمة - فقد تعرقلت المحاولات الأخرى لعقد اجتماعات في ولايات رئيسية بسبب رفض الدعوات، وتدهورت العلاقات مع مجموعات المجتمع المهمة منذ بدء الحرب.
وعقب اللقاء، قال مسؤول في البيت الأبيض في بيان إن الرئيس بايدن ونائبة الرئيس هاريس يعرفان أن هذه لحظة مؤلمة للغاية للكثيرين في المجتمعات الإسلامية والعربية، وذكر المسؤول، أن بايدن أوضح أنه يحزن على خسارة كل حياة بريئة في هذا الصراع، وأعرب عن التزامه بمواصلة العمل من أجل تأمين وقف فوري لإطلاق النار كجزء من اتفاق لتحرير الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير إلى غزة.
قصة الطبيب الفلسطيني في غزة ورسال طفلة فلسطينية
وسافر أحمد إلى غزة ضمن وفد من الأطباء من منظمة MedGlobal غير الحكومية، الذين يعملون في مدينة خان يونس بينما كان القتال محتدماً حول مستشفى ناصر، وناقش تجربته هناك، مستشهداً بأعداد هائلة من النازحين والجرحى والمحتضرين، وتحدث علناً ضد الهجوم الإسرائيلي المتوقع على رفح، ولم ترَ الولايات المتحدة حتى الآن خططاً عملياتية من إسرائيل بشأن استراتيجية رفح، وقال أحمد إنه قال للرئيس: "قلت إنه من المخيب للآمال أنني الفلسطيني الوحيد هنا، ومن باب الاحترام لمجتمعي، سأغادر".
وقبل مغادرته سلم بايدن رسالة من الطفلة اليتيمة هديل البالغة من العمر ثماني سنوات والتي تعيش في رفح، وجاء في ترجمة الرسالة التي تمت مشاركتها مع شبكة CNN: "أتوسل إليك، أيها الرئيس بايدن، أن تمنعهم من دخول رفح"، وقد حذر مسؤولون أمريكيون إسرائيل من توسيع عملياتها العسكرية في رفح دون خطة شاملة لحماية أرواح المدنيين، قال أحمد إن بايدن أخبره أنه يفهم أنه بحاجة إلى المغادرة، وأضاف الطبيب الفلطسيني، أنه شعر بأهمية حضور الاجتماع، رغم أنه كرر أنه لا يشعر أنه من المناسب الحديث عن الموت والمجاعة على العشاء، وقد رفض العديد من الضيوف المدعوين الدعوة.
هكذا تحدث أحمد عقب خروجه من اللقاء
وعقب خروجه من اللقاء، قال أحمد: "أردت الحصول على فرصة للوقوف والابتعاد عن الأشخاص الذين يتخذون القرارات بالطريقة التي يتعاملون بها مع شعبي، وأنا أخطط للعودة إلى غزة في الأسابيع المقبلة"، وأضاف: "هناك قدر هائل من ذنب الناجين الذي يشعر به جميع الفلسطينيين الآن، فنحن نعيش هذا ونتنفسه، وقد تغيرت حياتنا بأكملها، ومن الصعب أن أكون هنا وأعيش حياتي بشكل طبيعي وأفكر في الأشخاص الذين يعانون هناك - وخاصةً أن لديهم ابنتان".
وفي كشف لأكاذيب إسرائيل، قال أحمد إنه يريد أيضًا الرد على التأكيد بأن حماس تستخدم المستشفيات والملاجئ والمدارس كقواعد ومراكز قيادة، وأضاف: "لم نر شيئًا من هذا القبيل"، وفي وقت لاحق من ليلة الثلاثاء، ناشد أحمد مرة أخرى إدارة بايدن لاتخاذ موقف أقوى بشأن حماية عمال الإغاثة والمدنيين في غزة، وقال لمراسلة سي إن إن: "لا يمكن أن يكون الأمر مجرد خطاب، ولا يمكن أن يكون الأمر مجرد قول الرئيس إنه آسف للغاية ويطالب بإجابات، فغزة أصبحت غير صالحة للعيش، وأعني أنه لم يبق شيء هناك، ولا توجد مدارس، ويعيش الناس في خيام في منطقة ضيقة للغاية".
كان نداء صادقا
أحد الحاضرين في الاجتماع قال: "لقد شعرت حقًا أنها كانت بمثابة خطوة في العلاقات العامة"، فيما قالت الدكتورة نهرين أحمد، طبيبة وحدة العناية المركزة في فيلادلفيا والتي حضرت الاجتماع أيضًا، لشبكة CNN إن زميلها أحمد قدم “نداء صادقًا” قبل أن يغادر الاجتماع، وأضافت: "لم يكن هو كطبيب، بل كان هو كأمريكي من أصل فلسطيني، بعد أن شهد الفظائع التي رآها بنفسه، فقد كنت أنا وثائر في غزة معًا، وقال أحمد، وهو المدير الطبي في منظمة MedGlobal غير الحكومية: "لقد شاهدنا عدداً كبيراً جداً من الأشخاص يقتلون، ويصلون إلى غرفة الطوارئ ميتين".
وبعد رحيله، قال أحمد إن الحاضرين الخمسة الآخرين من الجالية الأمريكية المسلمة تناوبوا في التحدث حول مواضيع مختلفة في الاجتماع الذي استمر أكثر من ساعة وتسبب في إحباط بعض الحاضرين، وأضاف: "شعرت أنه ربما لم يكن هذا بالضرورة اجتماعًا حيث كان من المفترض أن يحدث أي شيء قابل للتنفيذ، أو أن يتم الوعد به، ولكن شعرت حقًا أنه كان نوعًا من خطوة العلاقات العامة، حتى نتمكن من القول إننا التقينا بالمجتمع المسلم ".
رسائل قاسية لبايدن
ووصف أحد الأطباء ما يحدث على الأرض مع توزيع المساعدات واكتظاظ المستشفيات، فيما ناقش مشارك آخر الحاجة إلى الدعم البحري، ودعا أحد الأئمة بايدن إلى إعادة ضبط بوصلته الأخلاقية، بحسب أحمد، وشرح أحمد بالتفصيل "الوضع المزري مع سوء التغذية وانتهاك القانون الإنساني الدولي وتأثير ذلك على المرضى وعلى أنظمة المستشفيات"، وبعد جلسة الاستماع، قال أحمد إن بايدن رد في البداية بالتركيز على أهوال 7 أكتوبر، وقال: كما تعلمون، أنا أسمع ما يقوله الجميع، ولكن فكروا في الشباب الذين قُتلوا في 7 أكتوبر، فكان رد الحاضرين: "لقد تجاهلت ما يزيد عن 30 ألف شخص قتلوا في فلسطين".
وقال أحمد إن بايدن واصل مناقشة تعقيدات القضاء على حماس والمحادثات الجارية مع القادة في المنطقة الذين يعملون من أجل وقف إطلاق النار، وحين سألت هاريس عما يأكله الناس في غزة، قلت: حسنًا، في الغالب، لا يأكلون أي شيء، ولكن، إذا كنت تسأل عن علف الحيوانات، فنعم، الناس يأكلون علف الحيوانات، وبدا أنها تسمع ذلك لأول مرة كأمر مؤكد".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اجتماع ا إلى غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
«مدبولي» يترأس اجتماع المجلس التنسيقي لـ السياسات المالية والنقدية
أكد المجلس التنسيقي للسياسات المالية والنقدية، خلال اجتماعه اليوم الخميس، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على استمرار العمل بنظام سعر صرف مرن، والاستمرار كذلك في تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، وتنفيذ ما جاء في وثيقة "سياسة ملكية الدولة"، بما يسمح بتوفير موارد إضافية لخفض مديونية أجهزة الموازنة، وفي الوقت نفسه، تم التأكيد على استمرار جهود ودور جهاز حماية المنافسة بما يضمن حماية التنافسية.
جاء ذلك خلال ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، اجتماع المجلس التنسيقي للسياسات المالية والنقدية، بحضور حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وأحمد كجوك، وزير المالية، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والدكتور أشرف العربي، من ذوي الخبرة، وياسر صبحي، نائب وزير المالية للسياسات المالية، ورامي أبو النجا، نائب محافظ البنك المركزي، وطارق الخولي، نائب محافظ البنك المركزي، ومحمد الإتربي، من ذوي الخبرة، والدكتور حسين عيسى، من ذوي الخبرة، ومسئولي الوزارات والجهات المعنية.
وصرح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأنه تمت الإشارة خلال الاجتماع إلى أن الحكومة تسير بنجاح في خطة سداد مستحقات الشركاء الأجانب بقطاع البترول وفقا للبرنامج الزمني المحدد.
وأوضح «الحمصاني» أن الاجتماع شهد أيضاً استعراض أهم السياسات والإجراءات المُعتمدة في إطار البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية، الذي يعدُ الأداة الرئيسية التي تعتمد عليها الدولة لترجمة الأهداف الاقتصادية إلى واقع ملموس، ويتكون من 3 محاور هي: تعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، وزيادة قدرة التنافسية الاقتصادية وتحسين بيئة الأعمال، ودعم الانتقال الأخضر.
وأشار إلى أن ذلك يأتي في إطار التوجه الاستراتيجي للدولة نحو تسريع وتيرة الإصلاح الهيكلي حيث قامت وزارة التخطيط لأول مرة بوضع إطار زمني واضح لجميع السياسات والإجراءات المُدرجة ضمن السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية، على أن تتم متابعة تنفيذها وتقييم التقدم المحرز على أساس ربع سنوي. وطورت الوزارة في هذا الإطار منصة متكاملة لمتابعة تنفيذ السياسات والإجراءات المعتمدة، وتشكل هذه المنصة ركيزة لدعم الحوكمة الرشيدة.
وتابع: شهد الاجتماع أيضاً استعراض نتائج المؤتمر الدولي الرابع للأمم المتحدة للتمويل من أجل التنمية بإشبيلية، بإسبانيا، وأبرز رسائل مصر في المؤتمر وهي: إفساح المجال أمام القطاع الخاص وتعزيز الاستثمارات الأجنبية للدول النامية، مع أهمية تحسين الحوكمة في المؤسسات المالية الدولية وزيادة مخصصات الدول النامية من حقوق السحب الخاصة، إلى جانب تعزيز دور الأمم المتحدة في الأنشطة الاقتصادية العالمية، فضلاً عن أهمية تحديث أسس احتساب تحليلات القدرة على تحمل الديون، وكذا تعزيز التعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي، مع الوقوف على مفهوم موحد للسلع العامة العالمية، بالإضافة إلى استخدام آليات التمويل المبتكر لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، إن الاجتماع استعرض هيكل الاستثمارات الكلية للعام المالي 2025 - 2026، حيث تم تأكيد استمرار العمل على تحقيق مستهدفات حوكمة الاستثمارات العامة خلال هذا العام، بالتوازي مع التوسع في نشاط القطاع الخاص.
وأضاف «الحمصاني» أن الاجتماع استعرض موقف الدين الخارجي خلال الفترة من مارس 2024 وحتى مارس 2025، حيث تم في هذا السياق الإشارة إلى هيكل الدين الخارجي هذه الفترة، وتطور الدين الخارجي كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، وتأكيد أن معدل الدين الخارجي عند مستويات آمنة.
وأوضح أن الاجتماع ناقش خطة تغطية الاحتياجات والالتزامات المالية للعام المالي الحالي 2025 - 2026، حيث تمت الإشارة إلى أنه يوجد خطة شاملة بتوقيتات ومواعيد محددة لتغطية احتياجاتنا والتزاماتنا من الموارد الدولارية.
وقال «الحمصاني» إنه تم خلال الاجتماع الإشارة إلى أن السندات المصرية في الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا، حيث تراجع العائد على السندات المصرية، وانخفضت معدلات التأمين ضد المخاطر نتيجة الاستقرار الذي يشهده الاقتصاد المصري، وإقبال المستثمرين والمؤسسات على السندات المصرية.