الثورة نت:
2025-06-08@00:42:47 GMT

أحب الأعمال إلى الله .. أدومها وإن قل

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

أحب الأعمال إلى الله .. أدومها وإن قل

في صميم تعاليم الإسلام وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، نجد دعوةً مستمرةً إلى الخير والطاعة، ولكن الدعوة لا تقتصر فقط على العمل الصالح بل تشمل أيضًا ثبات واستمرارية الإنسان في تلك الأعمال. فليس من المكافحين في الطريق إلى الله من يقوم بأعمال صالحة مرة واحدة ثم يتركها، بل الأمر يتطلب استمرارية في العمل الصالح، حتى لو كانت هذه الأعمال قليلة.


تأملًا في قول النبي عليه الصلاة والسلام: “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل”، نجد أن هذا الحديث يحمل في طياته فلسفة عميقة للحياة الدينية والمعنوية، إنه يرسخ في نفوس المؤمنين فكرة أن قيمة العمل الصالح لا تكمن فقط في كثرته، بل في استمرارية أدائه وثبات الإنسان عليه، إنه دعوة للثبات والاستمرار في الخير، حتى لو كانت جهود الإنسان قليلة.
الاستمرار في الخير يعكس إرادة الإنسان الحقيقية نحو الله، وثقته بقيمة أعماله الصغيرة في نظر الله، فليس من المهم فقط أن نبذل الجهد في بادرة واحدة من الخير، بل يجب علينا أن نستمر في العمل الصالح ونحافظ على استمراريته، إن ثبات الإنسان على الخير يساهم في تطوير شخصيته وتحسين علاقته بالله وبالآخرين، كما أنه ينمي روح المثابرة والتفاني في سبيل الله.
الحديث الشريف يشجعنا أيضًا على عدم الاستسلام للإحباط أو الإرهاق، بل على مواصلة الجهود والعمل الصالح رغم قلته، إنه يعلمنا أن الله يرى الجهود ويقدرها، وأن الثبات على الخير حتى لو كان قليلًا يمكن أن يكون له أثر كبير في عين الله.
لذا، دعونا نحافظ على ثباتنا في الخير واستمرارنا في العمل الصالح، بعد شهر رمضان المبارك، حتى ننال رضا الله ومحبته، ونكون من المحسنين والمصلحين في هذه الدنيا والآخرة، إن الله يعلم ما في قلوبنا ويقدر قيمة جهودنا، فلنكن ممن يتمسكون بالخير والصلاح في كل لحظة من حياتهم.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: العمل الصالح

إقرأ أيضاً:

بقلم دد. نجلاء شمس تكتب : الأَضحى.. نُسُكٌ واختبارٌ

ليس العيد محطة زمنية عابرة تُختزل في التهاني والذبائح، بل هو لحظة كونية تتجدد فيها معاني الطاعة، وتُختبر فيها نفوس المؤمنين عند مَذبح الفداء، حيث لم يكن الكبش إلا رمزًا لامتحان الإنسان في قدرته على التسليم، لا على الذبح وحده، فحين وقف خليل الله إبراهيم عليه السلام وفي يده سكين، وقلبه يرتجف بحب الله وإيمانه، والابن يسأله أن يُمضي أمره دون تردد، كانت التضحية هنا أعمق من الدم وأبعد من النحر. ولقد خلد الإسلام هذه اللحظة وجعل منها موسمًا سنويًا يُذكّر البشرية بأن القربان الأكبر هو ما يُقدّمه الإنسان من نفسه لله، من صدق وإخلاص ونية ووفاء , وقد أرسى النبي صلى الله عليه وسلم ملامح هذا اليوم العظيم بتقاليد نبوية راسخة، حين قال: "أفضل الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القرّ" [رواه أبو داود]، وخرج بنفسه في جموع المؤمنين مكبرًا، ضاحكًا مستبشرًا، فكان يذبح وينحر، ثم يخطب في الناس ليعلّمهم معاني التقوى والتراحم والتكافل، لا مجرد مناسك العيد، وقال فيهم: "إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا" [رواه البخاري ومسلم]، ليؤسس لفرحٍ نابعٍ من طاعة، لا من غفلة.
وعبر القرون، ظل عيد الأضحى أكثر من مجرد طقس، بل تحول إلى مرآة لحال الأمة؛ فحين تعلو القيم، يسمو العيد وتسمو النفوس، وحين يغلب الشكل على الجوهر، يصبح العيد لحظة ترف لا محطة تزكية. ومع ذلك، لا يزال العيد في وجدان الشعوب الإسلامية مساحة للدفء الإنساني، حيث تجتمع العائلات، وتُوزع الأضاحي على الفقراء، ويتجلى مبدأ "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" في أبهى صورة. 
ومن ملامح البهجة في سيرة العيد أن الصحابة كانوا يتبادلون الثياب ويتزينون، بل إن بعضهم كان يعيد ارتداء أفضل ثوبٍ عنده وإن كان قديمًا، لأن العيد في جوهره لا يُقاس بالجديد، بل بالمجيد، أي بما يعيد للروح بهجتها
وفي عيد الأضحى، نحن لا نُحيي ذكرى فداء فقط، بل نستعيد رمزية الاستسلام لله، ونستحضر سؤالًا عميقًا: ماذا نحن مستعدون لأن نُضحّي به من أهوائنا، أنانياتنا، غرورنا، من أجل أن نكون أقرب إلى الله وأنقى بين الناس؟  إن العيد ليس ما نلبس، بل ما نلبث عليه من خلق، وليس ما نذبح، بل ما نُبقي من إنسانيتنا بعد الذبح. وهكذا، يُولد العيد من قلب الإنسان، لا من صخب البيع والشراء، ويُختبر في سكينة الضمير، لا في ضجيج المناسبات. .إن أعظم أضحية اليوم، أن نذبح ما فينا من قسوة، وأن ننحر غفلتنا، لنعود أنقياء كما خرج النبي في صلاته، مكبرًا، ضاحكًا، يوزّع الرحمة قبل اللحم، والمحبة قبل الأضاحي.

طباعة شارك العيد خليل الله إبراهيم الإسلام

مقالات مشابهة

  • “الشؤون الإسلامية” تنظم محاضرتين توعويتين في مسجد الخيف
  • أجمل ما قيل في صباح الخير
  • المحاربون القدامى .. ونظرتهم إلى المستقبل
  • خطبتنا الجمعة من المسجد النبوي والمسجد الحرام
  • خطيب المسجد النبوي: العمل الصالح لا يفوتُ بموتِ صاحبه ويبقى أثره
  • جبران يستعرض جهود مصر في تعزيز بيئة العمل مع وفد أصحاب الأعمال بجنيف
  • وزير العمل يستعرض لوفد أصحاب أعمال العمل الدولية جهود مصر لصناعة بيئة عمل لائقة
  • زيادة معدل خلق فرص العمل في الكويت
  • تفقد مراحل العمل في مشروعات نوعية تعزز البنية التحتية في حسياء
  • بقلم دد. نجلاء شمس تكتب : الأَضحى.. نُسُكٌ واختبارٌ