شيخ الأزهر: معرفة الله سبب السعادة في الدنيا والآخرة
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
أوضح فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن «ذو الجلال والإكرام» اسم كريم من أسماء الله الحسنى، له دلالات وإيحاءات عميقة؛ بما يتضمنه من صفات الجلال وصفات الجمال.
وبيَّن الإمام الأكبر، أن «ذو الجلال والإكرام» اسم مركب من وصفين (الجلال والإكرام)، ومعنى ذو الجلال، ذو العظمة والسيطرة والقوة، وأن هذا يستلزم أن يكون له أمر ونهي نافذين، لأن كل عظيم وقوي وذو سلطان، لا بد وأن يكون له أمر ونهي على غيره، ثم إن هذا الوصف من صفات الجلال.
ونوهشيخ الأزهر، خلال حديثه اليوم بالحلقة الأخيرة من برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب"، بأن الأسماء الحسنى بها صفات جلال، أي صفات عظمة، وصفات جمال، فالوصف الأول (ذو الجلال) من صفات الجلال، أما (الإكرام) فهي من صفات الجمال، ومعنى هذا الاسم المركب أنه يتضمن أو يستبطن صفات الجلال مع صفات الجمال، وهما مجموع الأسماء الحسنى، موضحا أن الفرق بين «ذو الجلال»و«ذي الجلال»، هو حركة الإعراب، حيث أن «ذو» اسم معتل الآخر يرفع بالواو، ويجر بالياء.
ولفت الإمام الطيب، إلى أن صفات الجلال توجب في المؤمن الخوف، حيث أنها تجعله أمام هيبة وعظمة وسلطان ما بعده سلطان ولا يعلوه سلطان، وهو ما يتطلب أن يكون العبد دائما خائفاً من خالقه، أما الإكرام فهو من صفات الجمال، والتي يلائمها رجاء العبد، موضحا أن العبد يجب عليه أن يقدم الخوف في حالة النعمة مثل الشباب والصحة والغنى، لأنه لو لم توجد فيه صفة الخوف مع هذه النعم فقد يطغى وقد ينسى، إنما الخوف هو الذي يجعله دائما حريصا ومنتبها، هل يستعمل المال في حقه، وهل يستعمل الصحة في حقها، لكن إذا مرض وخاصة مرض الموت، هنا يقدم الرجاء على الخوف حتى لا يقنط ولا ييأس من رحمة الله.
وحول كيفية إكرام الله لعباده، والتي ذكرها القرآن الكريم في قوله تعالى «ولقد كرمنا بني آدم»، أوضح فضيلة الإمام الأكبر أن بني آدم كُرّموا أولا بالعقل الذي هو سبب لمعرفة الله تعالى، والتي هي سبب السعادة في الدنيا والآخرة، مؤكدا أنه لولا العقل لكان الإنسان مثله مثل غيره من الكائنات، فالعقل هو مناط التكليف، ومناط الثواب والعقاب، ومناط الحقوق والواجبات في الإسلام.
وأضاف أن الله- تعالى- ذو الإكرام بأكثر من ذلك، حيث أنه يكرم عباده في الدنيا والآخرة، يكرمهم في الدنيا بالألطاف والإنعام وغير ذلك، ويكرمهم في الآخرة بالجنة، حتى أنه تعالى يكرم العبد بزحزحته عن النار، ويكرم أوليائه باللطائف وبالبشرى، كما في قوله تعالى«أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ».
وفي ختام الحلقة، قال فضيلة الإمام الأكبر، إن حياة الإنسان معطرة بأسماء الله الحسنى، وأنه لو لم توجد هذه الأسماء لما عرفنا الله سبحانه وتعالى، ولكانت الحياة بالنسبة للعقلاء جحيم لا يطاق، حيث لا نجد في هذا الحياة العفو ولا المغفرة ولا الصفح، ولا صفات الجمال والجلال، فبدونها يعيش الإنسان في هذا الكون في همل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإمام الأکبر ذو الجلال فی الدنیا من صفات
إقرأ أيضاً:
هل يقبل الله التوبة مع تكرار الذنب؟ دينا أبو الخير تجيب
أكدت الدكتورة دينا أبو الخير، الداعية الإسلامية، أن تكرار الذنب بعد التوبة لا يعني انقطاع رحمة الله أو رفضه لعبده التائب، مشيرة إلى أن باب التوبة يظل مفتوحًا في كل وقت، ما دام الإنسان يعود إلى الله بقلب صادق ونية خالصة.
مجاهدة النفس والاستمرار في طلب المغفرةوقالت خلال تقديم برنامجها «وللنساء نصيب» المذاع على قناة «صدى البلد» إن الإنسان قد يضعف أمام الشهوات أو هوى النفس أو وساوس الشيطان، فيقع في الذنب رغم توبته المتكررة، مشيرة إلى أن ذلك لا يُفقده أمل العودة إلى الله، بل يجب أن يكون دافعًا لمجاهدة النفس أكثر، والاستمرار في طلب المغفرة.
جاء ذلك في إجابتها عن سؤال أحد المتابعين قال فيه: «إنه يشعر بالخجل من تكرار التوبة بعد الوقوع في الذنب مرات عدة، وخشيت أن يكون ذلك استخفافًا برحمة الله؟»، وأكدت الدكتورة دينا أبو الخير، أن هذا الشعور بالحياء والخوف من الله هو دليل على بقاء نور الإيمان في القلب، وعلى إدراك مقام الرب جل وعلا.
الحذر من وساوس الشيطانوشددت على ضرورة الحذر من وساوس الشيطان التي تُقنع الإنسان بأن توبته لن تُقبل بسبب كثرة ذنوبه، قائلة:«هذا مدخل خطير من شياطين الإنس والجن، يُراد به إبعاد الإنسان عن باب الله، وجعله ييأس من المغفرة».
شروط التوبة وما يعين عليها
الله تعالى يأمر عباده بـ التوبة ويتقبلها منهم بل ويفرح بها، قال الله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (النور:31)، وقال تعالى: «وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ» (الشورى:25)، و التوبة مقبولة من الإنسان قبل حصول ما يمنع قبولها، وكلما صدرت من الإنسان معصية أو ذنب فعليه المبادرة بالتوبة الصادقة والإكثار من الاستغفار ولو تكرر ذلك مرارًا، المهم عدم العزم على الرجوع لتلك المعصية، قال الله تعالى: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ» (آل عمران:135-136).
العج والثج.. دينا أبو الخير توضح أنواع الحج كما أخبر النبي ﷺ.. فيديو
هل توجد ذنوب لا يغفرها الحج؟ رد حاسم من الداعية دينا أبو الخير
دينا أبو الخير تحذر من ظلم النفس بالشرك بالله.. فيديو
دينا أبو الخير: صوت المرأة ليس بعورة
شروط التوبة
ذكر العلماء شروط للتوبة المقبولة على المرء أن يجتهد ليحصّلها كلها حتى يطمئنّ أن توبته قد قبلت، والشروط هي:
1- إخلاص النية لله تعالى من هذه التوبة، فلا تكن سعيًا لمرضاة أي أحد سواه.
2- الإقلاع عن الذنب وتركه نهائيًا.
3- الندم على إتيانه والوقوع فيه من قبل.
4-عقد العزم على عدم العودة إليه ثانية. الشروع بالتوبة والإقبال على الله تعالى قبل أن يغرغر الإنسان عند الموت.
5- أداء الحقوق إلى أصحابها إن كانت الذنوب والمعاصي متعلّقةً بالعباد، وبذل كل الوسع والطاقة في ذلك، فإن كانت التوبة من السرقة مثلًا فعلى العبد أن يردّ المسروقات إلى أصحابها، وإن كان ذلك صعبًا فعلى العبد أن يتصدّق بقيمة المسروقات.
باب التوبة مفتوحة إلا في وقتين
إن الله تعالى حددوقتين تقفل فيهما باب التوبةهما، الأول أن يغرغر الإنسان ومعنى يغرغر الإنسان، أى أن تصل روحه إلى الحلقوم، والثاني: عند خروج الشمس من المغرب،فعَنْ أبي عَبْدِ الرَّحْمن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمرَ بن الخطَّاب رضيَ اللهُ عنهما عن النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: «إِنَّ الله عزَّ وجَلَّ يقْبَلُ توْبة العبْدِ مَالَم يُغرْغرِ» رواه الترمذي وقال: حديث حسنٌ.
إن من فضل الله تعالى وكرمه بعباده أنه يقبل التوبة منهم إذا تابوا إليه من المعاصي والذنوب التي اقترفوها، ويظل قبول التوبة واردًا حتى يدرك الإنسان العاصي الموت وتبلغ الروح الحلقوم، حينئذ لم تعد التوبة مقبولة، وهذا هو المقصود بالغرغرة الواردة في الحديث المسؤول عنه. وقد أشار الله تعالى إلى هذا المعنى أيضًا بقوله: «وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ» [النساء:18]. وعلى هذا فإن المقصود بالغرغرة بلوغ الروح الحلقوم.
وغلق باب التوبة عند طلوع الشمس من مغربها وروى مسلم (2759) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا»،وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ» رواه مسلم (2703) .
وروى البخاري (4635) – واللفظ له -، ومسلم (157) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا، فَذَاكَ حِينَ: «لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ».
فضل التوبة
التوبة إلى الله -تعالى- لها فضائل عديدةٌ، منها:
1-سببٌ لمحبة الله عزّ وجلّ؛ فإنّ الله يحبّ التوابين.
2- سببٌ للعفو عن السيئات وقبول الأعمال.
3- سببٌ للنجاة من النار ودخول الجنة.
4-سببٌ في فلاح العبد.
5- سببٌ لنيل رحمة الله ومغفرته.
6- سببٌ للأجر العظيم وتحقيق الإيمان.
7-سببٌ في كسب الحسنات بعد السيئات.
دعاء التوبة النصوح
1- قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم-: «اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْك
2- « اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة، ويورث الندامة ويحبس الرزق ويرد الدعاء، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت منه ثم عدت إليه، وأستغفرك من النعم التي أنعمت بها علي فاستعنت بها على معاصيك، وأستغفرك من الذنوب التي لايطلع عليها.. أحد سواك ولا ينجيني منها أحد غيرك، ولا يسعها إلا حلمك وكرمك ولا ينجيني منها إلا عفوك».
3- « اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما أستطعت أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء لك بنعمتك علي وأبوئ بذنبي فأغفر لي فأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه توبة عبد ظالم لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا».
4- « ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا أصرًا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، وأعف عنا وأغفر لنا وأرحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين».