بوابة الوفد:
2024-06-14@04:00:27 GMT

دراما رمضان فى ميزان النقاد

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

بعد منافسة شرسة طوال ثلاثين يوماً بين 33 مسلسلاً، ظهرت الرؤية الكاملة لجميع الأعمال، وأصبح الجمهور قادراً على إصدار الأحكام على جميع المسلسلات بعد جدل كبير طول السباق الدرامى، على أفضل الأعمال وأدناها، خاصة أن هذا الموسم شهد العديد من الظواهر المستجدة على الدراما، أبرزها مسلسلات ذات الـ15 حلقة، بعدما اعتاد الجمهور على المسلسلات ذات الثلاثين حلقة.

«الوفد» تواصلت مع العديد من النقاد لمعرفة رؤيتهم حول أفضل الأعمال وأبرزها والأعمال ذات المستوى المنخفض والأقل مشاهدة، تحدثنا عن أبرز النجوم والوجوه الجديدة وأبرز القضايا التى طرحتها الأعمال الدرامية، وكيفية رؤيتهم للمسلسلات ذات الخمس عشرة حلقة.

وأجمع العديد من النقاد الذين التقتهم «الوفد» على أن مسلسل «الحشاشين»، من أفضل الأعمال التى قدمت هذا العام بمراحل عديدة، ويجب عدم وضعه فى المنافسة بين باقى الأعمال، لكون ذلك فيه ظلم شديد للمسلسل الذى يعد أفضل مسلسل على الإطلاق سواء على مستوى الإنتاج الضخم أو الكتابة أو الإخراج أو التمثيل.

وبحسب رؤية النقاد، فقد أجمعوا على أن أفضل الأعمال هذا العام، مسلسل «مسار إجبارى» و«أعلى نسبة مشاهدة» و«أشغال شاقة» و«العتاولة» و«جودر» و«صلة رحم» و«بدون سابق إنذار» و«كامل العدد +1».

 

حنان أبو الضياء: كوميديا الموقف عادت بقوة بعد غياب

 قالت الناقدة الفنية حنان أبوالضياء، أن الموسم الدرامى شهد تكنيكاً عالياً جداً على مستوى الصورة، ما نتج عنه صورة جيدة، وكذلك مضمون عالى جداً، فى معظم الأعمال موضحة أن «الحشاشين» أثبت قدرة مصر على أن يكون لها بصمة فى المسلسلات التاريخية، خاصة أن المسلسل طرح العديد من القضايا، وليس قضية «حسن الصباح» فقط، وإذا قارنا بين «الحشاشين» ومسلسل «سمرقند» السورى، ستكون المقارنة فى صالح مصر.

واضافت أن الانتقادات التى وجهت للمسلسل بسبب استخدام اللغة العامية المصرية ليس لها محل من الأعراب، وتركيا إذا قدمت عملاً سيقدم باللغة التركية، ومسلسل «شكسبير» نقدمه باللغة العربية وليست بالإنجليزية.

وأشادت «أبوالضياء» بـ«جودر» واستخدامه للتكنيك العالى فى الصورة، نتيجة للرؤية المختلفة للمخرج إسلام خيرى وخبراته الكبيرة التى استخدمها ووظفها فى العمل الفنى.

وأوضحت أن هناك أكثر من عمل جيد، أعتمد على الشباب، مثل «أعلى نسبة مشاهدة» و«مسار إجبارى»، ليؤكد أن العمل أساسه القصة والإخراج والممثل الجيد وليس شرطاً وجود الممثل النجم.

وأكدت أن الموسم ضم أعمالاً ضعيفة، اعتمدت على عنصر الفتوة وأسلوب الحارة خاصة فى الأحياء الشعبية، منها «العتاولة» و«المعلم» و«حق عرب» وغيرها، وهناك ممثلون استطاعوا تغيير جلدهم مثل «طارق لطفى» الذى قدم دوراً جيداً فى العتاولة، موضحة أن تلك الأعمال نجاحها متفاوت ويتقبلها الجمهور. 

وأشادت «أبوالضياء» بالأعمال الكوميدية والتى وصفتها بالمختلفة هذا العام، نتيجة لعدم اعتمادها على النكتة، ولكنها تعتمد بشكل أساسى على كوميديا الموقف، مثل مسلسلات «بابا جه» الذى طرح قضية الأبناء وعلاقتهم بالأباء، وكذلك «أشغال شاقة» الذى طرح قضايا عدة إلى جانب الممثلين الجيدين، وتستطرد: سبب النجاح هذا العام، أننا افتقدنا فى السنوات الأخيرة لكوميديا الموقف، سواء بموت عمالقة الكوميديا أو اعتزالهم مثل الفنان عادل أمام، ولكن هذا العام أثبت أن الكوميديا بمصر مازالت موجودة، وأكدت أن « خالد نور وولدة نور خالد «مسلسل يمكن تقبله فنيا، ولكن مسلسل «الكبير أوى الجزء الثامن» أعتبره استنزافاً، وأى جزء آخر له العام القادم سوف يكون مجازفة للفنان أحمد مكى.

 

نادر عدلى: مسلسلات الـ15 حلقة أثبتت جاذبيتها

 

قال الناقد الفنى نادر عدلى إن من أهم ملامح الموسم الدرامى الحالى، هو تحول الأعمال من ثلاثين إلى خمس عشرة حلقة، وتم عرض عدد من المسلسلات فى الجزء الأول من الموسم، وعرض الجزء الثانى مع نصف رمضان الآخر، بعد تأكد المنتجين أن الأعمال ذات الثلاثين حلقة ليست جاذبة للجمهور، والجمهور بدأ يمل من المسلسلات الطويلة.

ويكمل: أثبتت المسلسلات ذات الـ 15 حلقة جاذبيتها للجمهور، خاصة بعد تراجع مشاهدة المسلسلات الثلاثين حلقة فى النصف الثانى من رمضان، مؤكدا أنه سوف يتم إعادة النظر فيها نتيجة أن الكتابة أصبحت سيئة، ولم يعد لدينا الكاتب الذى يملك الإبداع لكى يجذب الجمهور طوال الثلاثين حلقة لمشاهدته.

وأكد أن مسلسل «الحشاشين» من أفضل المسلسلات التى عرضت طوال الموسم، ودخوله فى منافسة مع باقى المسلسلات فيه ظلم شديد للعمل، لكونه أن العمل أفضل بمراحل عديدة من جميع الأعمال، ويأتى ذلك للإنتاج الضخم حيث يصل تكلفة إنتاجه أكثر من خمسة عشر مسلسلاً من المسلسلات التى عرضت قى السباق الدرامى، كذلك تعدد أماكن التصوير وتعدد الشخصيات والتركيبة التاريخية للمسلسل جعلت منه مسلسلاً عالمياً، رغم التحفظ على المعالجة ذاتها ولجوئهم إلى مشاهد لها شكل دينى قبل ذلك وربطها بالمسلسل على أساس أن حسن الصباح يدعو إلى فكرة دينية، وكان يجب أن يكون لها معالجة بشكل أفضل من ذلك، ولكن يبقى المسلسل الأفضل فى السباق الدرامى.

ويأتى بعد مسلسل «الحشاشين» الكثير من الأعمال التى لها تأثير فى الشارع، مثل مسلسل «العتاولة»، لافتاً أن من رجح كفة المسلسل قوة الممثلين المشاركين فى العمل، والذى لهم حضور خاص لدى الجمهور، مثل الفنان باسم سمرة أو الفنان طارق لطفى والفنان أحمد السقا.

وتابع عدلى: من الأعمال التى أثارت الجدل مسلسل «نعمة الأفاكاتو» حيث لجأ صناع العمل لموضوع لا يحمل منطقاً، وأرى أن بطلة العمل مى عمر تقمصت شخصية محمد رمضان هذا العام، لأن الجمهور اعتاد منه على هذه النوعية من الدراما، لكون أن الرجال يقدمون نوعاً من الفانتازيا الخارقة، والجمهور يتقبلها على هذا الأساس منه، فنرى بطلة العمل اذا دخلت المحكمة، خرج المتهم براءة مهما كانت تهمته، وكأنها ساحرة وهى شخصية مثالية أكثر من المعتاد، بالإضافة للظلم الذى تتعرض له طوال المسلسل من زوجها والتى تنتقم منهم بشكل مبالغ فيه، لافتا أن هذه التركيبة المثالية كانت تحدث فقط للأبطال الرجال.

ومن المسلسلات التى نجحت بشكل قوى، مسلسل «مسار إجبارى» وذلك لأمرين الأول درجة المعالجة للعمل والتى تعد قريبة من المجتمع، وهو الفساد وتحول كبار الشخصيات ذات مصدر العدل لمصدر الفساد، والثانى هو الاعتماد على ممثلين شباب.

وأوضح «عدلى» أن أفضل مسلسل كوميدى من نصيب «أشغال شاقة»، مقارنة بالمسلسلات الكوميدية مثل « بابا جه» و«فراولة» و«وخالد نور وولده نور خالد» رغم ما به من مبالغات والسيناريست لم يكون بحاجة لتلك المبالغات.

ويعد مسلسل «بدون سابق إنذار» عمل جيد، ومكتوب بشكل راق وحرفية شديدة، رغم أن هناك ثلاثة كتاب اشتركوا فى كتابته ولكن المشاعر بين الأبطال فيها نسيج يجبر المشاهد على متابعته، وكذلك مسلسل « أعلى نسبة مشاهدة» رصد إيجابيات وسلبيات «السوشيال»، ولكن تعمدوا أفساد الحلقة الأخيرة إرضاء للرأى العام.

وأضاف: أعجبنى أيضاً مسلسل «صلة رحم» فهو عمل جيد واقتحم منطقة شائكة.

وتابع عدلى، أن مسلسل «عتبات البهجة « يعد سقطة فى تاريخ الفخرانى، لأفتا أن مشكلة المسلسل أنه مسلسل تعليمى، ويريد أن يقدم للشباب موضوعات تعليمية مثل تحريم شرب الحشيش أو «سناتر» الدروس الخصوصية وبيع أرقام الموبايلات دون بطاقة، وهذا الشكل أثر على المحتوى الدرامى، وتصور صناع العمل أن حب الجمهور «الفخرانى» سوف يغفر له تلك السقطة الدرامية، ولكن يبقى الفنان يحيى الفخرانى له تاريخ يغفر له هذه السقطة.

وأوضح أن مسلسلات «حق عرب» و«بيت الرفاعي» و«صدفة» و«بـ 100 راجل»، أعمال صنعت من أجل نجومها وهى صيغة استهلاكية تم تكرارها.

ومن أبرز نجوم العام هو النجم كريم عبدالعزيز، لافتاً إلى أنه ليست هناك فنانة أستطيع إعطاءها أفضل ممثلة، وفى الآخراج يفوز بها نادين خان لمسلسل مسار إجبارى وهانى خليفة فى بدون سابق إنذار.

 

 

 

خيرية البشلاوى: «جودر» فانتازيا تدور فى عالم افتراضى

وقالت الناقدة الفنية ماجدة البشلاوى، أن مسلسل «الحشاشين» فى مكانة أستثنائية وعمل قوى إنتاجيا، ويعيد الأعمال التاريخية للدراما المصرية بشكل يليق بمصر حاليا بكل التقنيات المستخدمة فى العالم.

وأوضحت أن مسلسل «جودر» عمل مهم جدا، ويعود بنا للفانتازيا، ويقدم لنا قصة من قصص»الف ليلة وليلة» بأعلى مستوى وبأسلوب مختلف بتنقيات فى الإنتاج والديكور والملابس، والعمل ذهب بنا لعالم افتراضى جميل، وكذلك «مليحة» يقدم وجهة نظر مهمة تمثل المصريين ككل تجاه القضية الفلسطينية.

كما أن هناك أعمال قدمت لنا صراعات الأجيال مثل «إمبراطورية ميم» وناقش تربية الأولاد فى وقت غير الزمن الذى كتبت فيه الرواية لكون أن الكاتب إحسان عبدالقدوس كتبها فى الخمسينيات وقدمت كفيلم فى السبيعنيات، وكذلك «عتبات البهجة» الذى ناقش علاقة الجد بأحفاده وكيفية تربيتهم بعد وفاة أبيهم وكيفية احتضانهم، وكذلك « كامل العدد +1» الذى يصب فى نفس القضية من خلال الأب شريف سلامة والأم دينا الشربينى وكيفية معاملة الأبناء فى سن أصغر، و«بابا جه» الذى قدم لنا دورالأب بشكل دقيق وعلاقة الأب بأبنائه، لافتة أن تلك المسلسلات مهمة، وتعطى المشاهدين أفكار للتعامل مع أبنائهم فى الحياة الحقيقية ومسألة العلاقة بين الأباء والأمهات فى زمن «السوشيال ميديا».

وأوضحت البشلاوى، أن «مسار أجبار» عمل مهم جدا، حيث يناقش علاقة الأخوة من الأب فقط، بخلاف التى نقرأها فى الحوادث، وكيفية دمج العائلتين بعد وفاة الأب وهو الذى قدم من خلال الأم بسمة وصابرين والأخوة أحمد داش وعصام عمر، والإخراج الجميل من قبل نادين خان.

أيضاً مسلسل «صلة رحم» قدم قضية صعبة وغالبية المصريين لا يريدون الحديث فيها، وكيفية استئجار رحم من سيدة، بعد فقدانها له، مضيفة أن العمل قدم بشكل واع كل القواعد لتقديم القضية للمجتمع لوجود فئات تتعرض لتلك القضية.

وكذلك «بدون سابق إنذار» اعتبره عملاً جيداً لأن المخرج هانى خليفة قدم لنا شكلاً جميلاً اخراجياً، ومن الأعمال الجيدة أيضاً مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة» والذى ناقش قضية «السوشيال ميديا»، وكيف يدفع الفقر المواطنين لـ«السوشيال ميديا» دون علم أو دراية به، مما يجعل مصيرهم السجن. 

 

 

طارق الشناوى: موسم متنوع.. وانتصار أفضل ممثلة دور ثان 

ووصف الناقد الفنى طارق الشناوى، الموسم بالمتنوع، كونه يضم العديد من الأعمال المتميزة واستطاع أن يجلب انظار الجمهور أبرزها «الحشاشين»، مشيدا بكاتب العمل عبدالرحيم كمال، لكونه عندما اختار العامية للمسلسل اختار مفردات لا تجرح جلال الحدث التاريخى، لافتاً أنه من السهل الكتابة بالفصحى ولكن من الصعب أن تكتب بالعامية وترقى بها لرصانة الفصحة وهذا ما رأينا فى المسلسل، كما أن العمل تمتع بأفضل صورة من بين المسلسلات، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية التى قدمها أمين أبو حافة، والإخراج الذى قدمه بيتر ميمى، لكونه قام بمجهود هائل وقدم طاقة إبداعية قوية.

ومنح «الشناوى» جائزة أفضل ممثل دور أول للفنان «كريم عبدالعزيز»، لكون أن شخصية حسن الصباح مليئة بالصراعات ولكون أنها لم تولد بالشر ولديه فهم خاطئ للدين ويتمتع بنرجسية مفرطة جعلته يشعر أنه فعلاً حامل مفتاح الجنة، وأفضل إخراج «بيتر ميمى» فى الحشاشين وأفضل تتر تذهب لـ«مليحة».

وأعطى «الشناوى» أفضل ممثل وجه جديد للفنان «مصطفى غريب»، برغم أنه قدم أدواراً قبل ذلك ولكن هذا العام قدم إطلالة مميزة فى مسلسل أشغال شاقة، وأفضل ممثلة دور ثانى للفنانة «انتصار» فى أعلى نسبة مشاهدة، و«أنعام سالوسة» أفضل ضيفة شرف فى أعلى نسبة مشاهدة.

وعن مسلسلات الـ15 حلقة، أكد أن عدد الحلقات ليست هى القضية، ولا بد من التركيز على المحتوى، والعام القادم سنكتشف أن هناك مسلسلات عدد حلقاتها ما بين 8 و17 و20 حلقة، مؤكدا أن أسوأ ما فى الدراما أن يكون المسلسل 30 حلقة دون النظر لمحتواه هل فكرة المسلسل تتحمل أن نقدمها فى ثلاثين حلقة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أعلى نسبة مشاهدة بدون سابق إنذار من المسلسلات أفضل الأعمال مسار إجبارى أشغال شاقة من الأعمال العدید من هذا العام أن مسلسل الذى قدم أن العمل أن هناک

إقرأ أيضاً:

محمد فودة يكتب: عمرو دياب.. ستظل فى الصورة "حدوتة أسطورة"

الهجوم يزيده قوة وصلابة ولا عزاء لأعداء النجاح
واقعة "صفعة الشاب" حدث عفوى وغير مقصود ولا يستحق كل هذا الجدل
آيادٍ خبيثة تتعمد تشويه أكبر رمز غنائى مصرى فى العالم العربى
"السوشيال ميديا" تحاكم المشاهير على تصرفاتهم التلقائية والزج بهم فى معارك وهمية
عمرو دياب 30 سنة نجومية وصاحب إنجاز تاريخى فى الأغنية العربية
"قاهر الزمن" سيظل نجما استثنائيا متربعا على عرش الأغنية العربية والصدارة فى ساحة الطرب
حملات تشويه الرموز مرفوضة.. والجمهور الحقيقى لا ينساق وراء المؤامرات

 

تابعت عن قرب حالة الانفلات غير المسبوق فى مواقع السوشيال ميديا التى هاجمت بضراوة النجم الهضبة عمرو دياب، بعد انتشار مقطع فيديو يظهر به شاب يدعى سعد أسامة، وهو يحاول التقاط صورة مع الهضبة عمرو دياب، ولقد رأيت ما فعله الشاب، حيث أمسك بملابس النجم وهو يغنى، وضغط على خاصره بشكل مفاجئ، الأمر الذى أثار غضب الفنان الكبير، فاضطر لازاحة يده وصفعه بشكل عفوى ودون قصد وكأنه رد فعل طبيعى لما صنعه هذا الشاب وإقدامه على فعل شىء غير محمودة عواقبه، خاصة أن الفنان مندمج فى أغانيه، وما لبث حتى تحول الأمر إلى ثورة على الفيسبوك بين مؤيد ومعارض، وهو ما يؤكد أننا شعب طيب تحركه العواطف، ويتأثر بالمشاعر والأحاسيس التى تكون فى الغالب وليدة اللحظة.

ومع تقديرى الكامل للشاب المعجب ومحاولة التقاطه صورة مع نجم كبير يحبه، فإننا لابد أن نلتمس العذر لعمرو دياب، فهو لا يقصد بأى حال من الأحوال جرح مشاعر الشاب، أو تعنيفه أو صفعه، وإنما ما حدث هو لحظة عفوية تصرف فيها النجم بعفويته خاصة مع التزاحم الشديد من حوله أثناء غنائه، وهو يريد الانسجام مع ما يقدمه من فن، كما أن الفنان وأقصد هنا أى فنان يتحمل مسؤلية عمله كاملة ويحاول أن ينجح فيما يقدمه أمام الجمهور، بدون تعطيل من أحد، وينبغى علينا أن نحترم هذه الرغبة ونضعها فى عين الاعتبار قبل إصدار الأحكام الظالمة، وتنصيب المحاكم من رواد السوشيال ميديا.
والمفارقة العجيبة أن هذا الشاب، تبين أنه دائم الحضور فى الحفلات والأفراح والمناسبات العامة التى يتواجد فيها الفنانون كى يلتقط معهم صورا للذكرى، كما أن هذا الشاب لا تربطه أى علاقة بأصحاب الأفراح التى يتواجد بها، لكنه يريد أن يلتقط الصور فقط لإسعاد أقاربه وعائلته الذين يقطنون بالأقصر فقط لا غير، وللحق فإن الهجوم الشرس الذى يتعرض له قاهر الزمن عمرو دياب وهذا الانتقاد غير المسبوق الذى تعج به صفحات مواقع التواصل الاجتماعى شيء غريب حقاً ولا يمكن قبوله بأى حال من الأحوال، خاصة أن التصرفات الخاصة والجوانب الشخصية حق أصيل من حقوق الإنسان وليس معنى أن يكون الشخص مشهوراً أو نجماً كبيراً له جمهوره ومحبوه أن يتم استباحة حياته وأوقات عمله، الأمر الذى ليس له معنى سوى أنه نوع من محاولات ركوب الترند على حساب اسم نجم كبير.
وهنا أتساءل: هل فنان كبير بحجم ومكانة وقيمة وقامة عمرو دياب يستحق كل هذا التجاوز على السوشيال ميديا؟ كنت أتمنى أن ينتظر رواد مواقع التواصل الاجتماعى إلى أن يتحدث أحد بعين الحقيقة ويوضح حقيقة ما حدث، خاصة أن هذا التصرف خرج بشكل عفوى وتلقائى ليس أكثر.


وحسنا ما فعله النجم الأسطورى عمرو دياب فقد قام بتحرير محضر ضد هذا الشخص، وقد حرر محاميه محضراً فى قسم شرطة التجمع الأول، ضد شخص لقيامه بقرصه ومضايقته، فى حفل زفاف ابنة المنتج محمد السعدى، خصوصا أن الشاب صاحب الواقعة لم تتم دعوته من جانب أىٍ من أهل العروسين، فضلا عن أنه لا يعمل بالفندق الذى أقيم فيه الحفل، وأيضا هذا الشاب التقط نحو 5 فيديوهات وصور "سليفى" مع الفنان عمرو دياب، بدون أى مشكلات أو اعتراضات، بل قوبل بترحيب كبير من الهضبة الذى التقط عدد كبير من المعجبين العديد من الصور معه.


وإحقاقا للحق فأنا أكتب مدافعاً عن عمرو دياب، لأنه نجم كبير بحق، هو الذى تصدى بمفرده للحملات الممنهجة التى كانت تستهدف فى المقام الأول تهميش الأغنية المصرية وسرقة ريادتنا فى هذا المجال، فيكفى أن الهضبة استطاع وعن جدارة أن يكون حائط الصد المنيع لتهميش الأغنية، وبفضل موهبته وذكائه الفطرى استطاع أن يرسخ أقدامه أكثر وأكثر وأن يظل فى الصدارة، وعمرو دياب ومنذ بداياته الأولى اعتمد فى مشواره على عدة أمور، منها أنه لا يخضع لقالب معين، قبل كل ألبوم غنائى يقوم بإعداده يعتزل الناس من أجل دراسة ما يحدث فى العالم الخارجى من تطور الموسيقى خاصة فى التوزيع الموسيقى وما يترتب عليه من استخدام آلات موسيقية تواكب هذا التطور لكى يتفاعل مع الأحداث، لذلك فهو لا يعتمد على ملحن أو مؤلف معين مهما كانت شهرته، بل إنه قد يعتمد على مجموعة من الشباب الهاوى طالما أنهم لديهم الجديد، وما ساعد عمرو على ذلك هو انفتاحه الخارجى ونشأته فى بورسعيد تلك المدينة المفتوحة على العالم بحكم أنها أحد أكبر الموانى المصرية لذلك فهى تتعامل مع ثقافات مختلفة، فمن يستمع إلى عمرو دياب لا يستطيع أن يتمالك نفسه ويتحكم فى مشاعره دون أن يذوب عشقاً مع نغماته وأن يستعيد ذكريات غالية مرت به أو أن يعيش حالة خاصة من الحب والمشاعر والأحاسيس، بما يؤكد للجميع أنه فنان موهوب بمعنى الكلمة كما أنه يمتلك بالفعل مقومات العالمية التى استطاع أن يترك فيها بصمة واضحة وضوح الشمس ضارباً بذلك القدوة والمثل للفنان الملتزم المخلص لفنه، هذا من ناحية ومؤكداً من ناحية أخرى أنه فنان كبير يستحق كل التقدير،  فهو صاحب الأغانى الراقية التى كانت ولاتزال وستظل تمثل خط الدفاع الأول فى مواجهة هذه الموجة الشاذة من الإسفاف والانحطاط الفنى الذى أفسد الذوق العام وألقى بساحة الغناء خلال السنوات الأخيرة فى الوحل، وهى الموجة الغنائية المعروفة إعلاميا بأغانى المهرجانات التى تمثل خطراً حقيقياً على الغناء والطرب الأصيل.


وسيظل عمرو دياب دائماً فى "القمة" وسيظل دائما وأبداً فناناً كبيراً صاحب تاريخ طويل ومشوار جدير بالاحترام مع الأغنية وهو ما يجعله فى تقديرى يستحق وعن جدارة أن يصبح أيقونة وأسطورة الغناء وأن يظل أيضاً النجم الأوحد الجدير بالتقدير والحب والاحترام، فعمرو دياب من المطربين القلائل الذين يحترمون أذواق جمهورهم المتفاوتة بل يسعى جاهداً لإرضاء هذا الجمهور الذى هو فى حقيقة الأمر يمثل مختلف الأجيال وهو ما دفعه إلى الحرص على تقديم ألوان وأشكال مختلفة من الأغنيات فحقق شهرة كبيرة ليس فى مصر فقط بل فى العالم أيضاً.فأصبح وعن جدارة يمثل حالة خاصة جداً نسجها لنفسه بنفسه فحينما قدم منذ عدة سنوات أغنيته الشهيرة «أنا مهما كبرت صغير» كأنه كان يعبر من خلالها عن شخصيته الحقيقية وعن حرصه على أن يظل كبيراً فى ساحة الغناء ولكن بروح شبابية فتلك الأغنية تتناسب بالفعل مع شخصيته وملامح وجهه فحينما تراه وجها لوجه وتتحدث إليه فإنه يبدو كأنه ما زال شابًا صغيرًا فى قمة تألقه وحيويته بابتسامته الصافية النقية وأعتقد أن لياقته البدنية كانت أحد أهم أسباب هذا التألق ، فهو منذ بداياته ظل حريصًا -كل الحرص- على التغيير المستمر فى الأغنيات التى يقدمها لجمهوره مع التركيز على إضافة كل ما هو جديد إلى الموسيقى والأغانى والكليبات التى يقدمها مما كان له عظيم الأثر فى أن تسهم هذه الصفات وبشكل كبير فى تأهيله للحصول على جوائز عالمية من قبل منها على سبيل المثال «ميوزيك أوورد» المصنفة فى مقدمة الجوائز العالمية التى لا يحصل عليها إلا المطرب المجدد أو صاحب البصمة المتميزة فى مجال الموسيقى والغناء.

مقالات مشابهة

  • «فريضة الحج» مصدر إلهام المبدعين على مستوى العالم
  • تحية لوزير النقل
  • مسلسل الوصفة السحرية يدخل ضمن قائمة المسلسلات الأعلى نسبة مشاهدة على منصة watch it
  • تفاصيل شخصيات مسلسل "وتر حساس"
  • الاستقرار أساسالتنمية
  • محمد فودة يكتب: عمرو دياب.. ستظل فى الصورة "حدوتة أسطورة"
  • خالد حنفي يستعرض تاريخ «الجماعة الفاشية».. خبرة الرئاسة التي يفتقدها هشام البسطويسي
  • البرزخ ولصوص التاريخ «الأخيرة»
  • رئيس مياه دمياط يؤكد تقديم أفضل الخدمات لـ 23 ألف مواطن برأس البر
  • بعد غياب 3 سنوات.. هنا الزاهد تعود إلى الدراما