التكلفة الإنسانية المدمرة للحرب
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
الحرب، كلمة تستحضر صور المعارك والقوة العسكرية. ولكن غالبًا ما يكون وراءها تكلفة لا تُحتمل، ومأساة تتكشف عبر الأجيال، وهي التكلفة الإنسانية التي تشكل عبئًا مدمرًا يتحمله المدنيون الأبرياء، وتترك ندوبًا عميقة قد تستغرق سنوات بل وحتى عقودا للشفاء أو التعافي.
التأثير المباشر للحرب هو بالطبع فقدان الأرواح.
والتأثير النفسي للحرب مدمر بالقدر نفسه أيضًا؛ فمشاهد العنف والنزوح وفقدان الأحباء تسبب صدمة بالفعل، مما يؤدي إلى مستويات عالية من القلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة. والأطفال معرضون للخطر بشكل خاص، ويمكن أن تؤثر الندوب النفسية في نموهم العقلي والنفسي وتعليمهم، وتعوق آفاقهم المستقبلية.
كما تتسبب الحرب في النزوح، حيث يُضطر الملايين إلى الفرار من منازلهم، ليصبحوا نازحين داخليًّا أو لاجئين في الخارج، وغالبًا ما تفتقر المخيمات أو أماكن اللجوء المكتظة إلى المرافق الصحية الأساسية والأمن، ما يعرض الناس للمرض والعنف. رحلة النزوح نفسها محفوفة بالمخاطر، خاصة بالنسبة للنساء والأطفال.
التعليم هو ضحية أخرى للحرب، وكثيرًا ما تُدمّر المدارس، وأحيانًا عمدًا، أو تُوظّف للاستخدام العسكري، ما يؤدي إلى حرمان الأطفال من التعليم، والذي لا يحد من فرصهم المستقبلية فحسب، بل يعوق أيضًا جهود التنمية وتطوير المجتمعات ونهوضها.
إضافة إلى ذلك، تمزق الحرب النسيج الاجتماعي للمجتمعات. ومن الممكن أن تتصاعد التوترات المجتمعية وأحيانًا العرقية في المجتمعات المتعددة، ما يؤدي إلى تفتيت المجتمعات التي كانت تعيش معًا من قبل في سلام واطمئنان، والأمثلة على ذلك كثيرة وماثلة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى دورات من العنف ويجعل من الصعب تحقيق السلام الدائم والحقيقي.
التأثير الاقتصادي للحرب أيضًا كارثي، إذ تُدمّر البنية التحتية، وتغلق أو تدمر الشركات والمؤسسات والمصانع، وتُفقد سبل العيش. كما تزيد تكلفة رعاية الجرحى والنازحين من الضغوط على اقتصادات الدول التي تعاني الصراع.
ولا يقتصر تأثير الحرب على هذه الجوانب فقط؛ فهناك تأثير مضاعف ينتشر عبر الحدود، ويزعزع استقرار المناطق المحيطة ويخلق صراعات جديدة. فتدفقات اللاجئين تؤدي إلى مشاكل عدة من بينها إجهاد البلدان المجاورة، بينما يمكن أن يؤدي الصراع على الموارد إلى دوامة من العنف.
لهذا كله، يجب على المجتمع الدولي أن يؤدي دوره ليس في العمل الحقيقي على أنهاء الحروب والصراعات فقط، وإنما في استخدام الأدوات التي يملكها بفعالية لفرض إنهاء الحرب، وعليه كذلك واجب معالجة تكلفتها الإنسانية، وهي تكلفة دائمًا ما يحتملها للأسف الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: یؤدی إلى
إقرأ أيضاً:
الخارجية الأمريكية: المساعدات الإنسانية في قطاع غزة غير كافية ونعمل على زيادتها
أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة «غير كافية»، مشيرة إلى أن بلادها تعمل على زيادتها، ووقف الحرب في القطاع.
وأضافت «بروس»، خلال مؤتمر صحفي نقلته قناة «القاهرة الإخبارية»، أن حركة حماس ترفض الإفراج عن المحتجزين في غزة، مشددة على أن هناك حاجة لفعل المزيد من أجل إنقاذ سكان القطاع.
وأشارت إلى أن «مؤسسة غزة الإنسانية» تهدف إلى إبقاء المساعدات بعيدا عن حماس، مؤكدة أن العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جيدة، «لكن الموقف الآن متغير كثيرا».
وأكدت أن تركيز ترامب ينصب حاليا على إنهاء الحرب في غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية للقطاع.
اقرأ أيضاًارتفاع حصيلة شهداء الاستهداف الإسرائيلي من طالبي المُساعدات في غزة إلى 16 شهيدًا
سائق يحمل دعمًا لـ غزة: نقل الغذاء لإخواننا في القطاع فرحة لا توصف | فيديو
«أونروا»: ربع سكان غزة يعانون الجوع.. وإسرائيل تعرقل دخول المساعدات