كشف تقرير أمني إيطالي، إن البلاد استقبلت 157 ألفا و551 مهاجرا غير شرعي عبر طرق هجرة عدة مارة بالبحر المتوسط، خلال العام الماضي، منهم 51 ألفا و986 مهاجرا قادمين من ليبيا.

وبحسب التقرير الذي نشرته وكالة “آكي”، ارتفع عدد المهاجرين إلى إيطاليا بنحو 50% مقارنة بالعام 2022، وسجلت الذروة القصوى لأعداد الوافدين في العام 2023 في أغسطس مع وصول 25 ألفا و673 مهاجرا.

وحل المسار التونسي للهجرة في المرتبة الأولى بواقع 97 ألفا و667 مهاجرا، ثم المسار الليبي، يليه تركيا بـ7153 مهاجرا، والجزائر 620 مهاجرا، ولبنان 214 مهاجرا، ومهاجر واحد من قبرص.

وأوضح التقرير أن المناطق الأكثر عرضة لاستقبال التدفقات، كانت صقلية مع 132 ألفا و988 مهاجرا، يليها كالابريا بـ13 ألفا و202 مهاجر، بينما كانت إميليا رومانيا الوجهة الأقل إذ لم تستقبل سوى 285 مهاجرا.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الهجرة غير الشرعية ليبيا وكالة آكي

إقرأ أيضاً:

أهذه بداية تحول المسار الغربي الرسمي من إسرائيل؟

بداية تحول الموقف الأوروبي الأسبوع الماضي من إسرائيل هو بطبيعة الحال نتاج جهود الاحتجاج الغربية المشرفة ليس في هذه الحرب فحسب بل طوال عقود؛ فالموقف الإنساني العام في العالم بأجمعه لم يعد يتحمل ما يراه ويسمعه ويشاهده من فجور آلة القتل الإسرائيلية في فلسطين درب الآلام المعاصر للفلسطينيين، طريق الشوك هذا، وطريق الشهداء الأبرياء الذين يتساقطون تساقط الأوراق من شجر زيتون فلسطين.

ليس الحصار والتجويع إلا السبب الظاهري؛ فقد خرقت إسرائيل منذ أمد بعيد كل المبادئ والاتفاقات العالمية، وأبادت كل ما تطاله يدها داخل فلسطين وخارجها، ولم توفر أسلوبًا للدمار والقتل والموت إلا وسلكته في إبادة الفلسطينيين وجيرانها؛ بحجة أهداف لم تحققها، وفشلت في تحقيقها. وفي هذه الحرب المستمرة على أهل غزة لا هي حررت الأسرى، ولا قضت على حماس، بل بالعكس أصبحت حماس هي حبل النجاة الوحيد في الجحيم الذي تريد إسرائيل فرضه على الفلسطينيين عمومًا وعلى أهل غزة بالتحديد، مع كل التهديدات المعلنة بالتهجير والتشريد، والاستيلاء على الأرض، في عملية ممنهجة لإعلان نصر لم يتحقق شيء منه. فلم تنجح إسرائيل سوى في الإبادة والتدمير والتحطيم، واتسع الخرق على الراقع بمعايير الحكومات الغربية هذه المرة، أما بالمعيار الإنساني فالأمر مفضوح منذ البداية.

مع ذلك هذه لحظة مناسبة ومواتية جدًا لزيادة الاحتجاج والضغط السلمي ضد إسرائيل وما تمثله وتمارسه، داخل وخارج أوروبا، وفي كل مكان من العالم الذي أصبح يرى الحقيقة بأم عينيه، ولم تعد تعميه الدعاية الكاذبة التي ظل الإعلام الغربي يمارسها؛ لأن جبل الحقيقة بدأ يتضح للعيان، بغض النظر عن الدين والعرق والثقافة.

أصبح الوجود الفلسطيني اليوم هو ما يفضح كنه إسرائيل وتكوينها الإرهابي والعنصري؛ ذلك أن إسرائيل بعقيدتها الصهيونية تنتمي لعالم قديم، مهما ملكت من تكنولوجيا متطورة؛ فهي داخل تكوينها متخلفة. لقد انهارت الدول القائمة على التمييز العنصري حين توقف الدعم الأوروبي الغربي عنها، ولا يمكن لإسرائيل بعنصريتها المعلنة أن تستمر دون ذلك الدعم نفسه. وإسرائيل بحصارها للفلسطينيين اليوم وفي الماضي غير البعيد كذلك حين كانت تحاصر الضفة أيام ياسر عرفات - فإنها لا تفعل شيئًا آخر غير حصار نفسها تدريجيًا؛ فها هي الصورة الغربية القديمة عن إسرائيل قد انقشعت تدريجيًا عن الشعوب الغربية، وبدأت تلحقها حكوماتها وإن ببطء شديد، لكنها بدأت، وهذا هو المهم.

لا شك أن إسرائيل مشكلة أوروبية مرمية في العمق العربي الشرقي، لا دخل للعرب فيها لا في نشوئها، ولا تكوينها، ولا تمويلها ودعمها وتسليحها. واليوم بدأت أوروبا الأم ترى مشكلتها، بل تكاد إسرائيل بمنهجها الأرعن تفعل كل ما كانت التيارات العنصرية الأوروبية تدعي أنها تراه في اليهود واليهودية، وأعتقد لو أن أوروبا جاهرت إسرائيل بحقيقتها وصورتها فإن إسرائيل ستشن الحرب حتى على أمها التي ولدتها وربتها دون أدنى تردد.

لكن ما حدث الأسبوع الماضي لحظة فاصلة، وكأن المسار وصل نقطة حرجة، وبدأ ينزل بعد صعوده أو يصعد بعد نزوله بالأحرى. وما يعزز ذلك وقوع حادثة مقتل موظفي السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة؛ لذلك أظن أن على كل التيارات والأفراد الذين يحلمون بعالم أكثر إنسانية أن يواصلوا جهود احتجاجهم بأشكالها حسبما يتاح منها ويستطاع ضد إسرائيل وما تمثله؛ من أجل عالم لا يمكن أن تتواصل وتتكرر فيه مشاهد الإبادة العلنية، والموت المعلن إذا استعرنا غابرييل غارسيا ماركيز.

اليوم ومنذ أكثر من عام ونصف العام نتابع في العالم كله هذا الشعب الفلسطيني بأكمله في موت معلن، موت موثق توثيقًا حيًا مباشرًا ويبث للعالم بأكمله، فأي قيمة للإنسانية ومبادئها بينما الفلسطيني الأعزل حتى من جدار يستره يحاول أن يحمي أهله وأسرته الصغيرة من الموت، من منطقة إلى منطقة، في شتات داخلي، متشبثًا بما تبقى من الحياة بعد أن دمر كل شيء، وبعد أن حصدت آلة الإبادة ما يقارب ستين ألفًا معظمهم من النساء والأطفال وفق أرقام الأمم المتحدة، وأغلبهم تحت الركام، في جنون عبثي إسرائيلي لا يجد معنى يستر به عوراته، ولا حجة يقدمها للعالم غير حركة حماس، وهي حجة أوهى من أن تعلن تعريض حياة ما يقارب ٦٠٠ ألف نسمة للإبادة الممنهجة على مدار عام ونصف العام حتى الآن، وللحصار منذ عام ٢٠٠٧م على مدار أكثر من عقد ونصف العقد؟

لذلك على كل القوى والهيئات الدولية والدول المناصرة للقضية الفلسطينية أن تواصل الضغط على القوى الغربية الحامية والداعمة لإسرائيل؛ كي توقف هذه العبثية المدفوعة بأفكار القرون الوسطى، والتي لا يعلن حدوثها في عالمنا المعاصر غير انهيار كل القيم الإنسانية المعاصرة.

كان القدر المؤسف للقضية الفلسطينية في عالمنا العربي أنها كانت مطية من لا مطية له، ولا أدل على ذلك من صواريخ الرئيس العراقي صدام حسين التي أطلقها على إسرائيل؛ فقد ظلت فلسطين وظل الفلسطينيون في عالمنا العربي المعاصر، بل حتى الدولي في أحيان كثيرة، قضية يتبناها ذوو المصلحة الضيقة، لاسيما إسرائيل نفسها التي اعتاشت على القضية الفلسطينية واسترزقت منها في مفارقة غرائبية، فإذا أجزنا للفصائل الفلسطينية ذلك بوصفها على الأقل فلسطينية فكيف يمكننا أن نجيز ذلك لإسرائيل وهي المتسبب الأكبر في هذه المشكلة- وهي التي لا تريد أن تحل هذه المشكلة رغم عدد وأشكال وأنواع عروض السلام التي قدمت لها -؟ وكأن إسرائيل تشعر داخلها أنه لا يمكنها الاستمرار دون وجود عدو. فلو لم توجد حماس لربما اخترعتها اسرائيل اختراعًا لا لشيء إلا لتواصل تدميرها وخرابها على الأرض التي تدعي أنها «الأرض الموعودة»!

رغم ذلك ها هي الآلة التدميرية للجيش الإسرائيلي - بكل الإمكانيات التكنولوجية المتقدمة رغم الخرق الكبير الذي شكلته أحداث السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣م وهي الأسباب المعلنة للحرب الحالية، وبعد كل الدمار المستمر والحصار والقتل والإبادة - فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة، ولم تخلف غير واقع إنساني مزر بكل معاني الكلمة.

على الدول الغربية اليوم أن تستشعر مسؤوليتها المباشرة وإسهامها الفعلي في حدوث هذه الكارثة الإنسانية المستمرة، ليس فقط لأنها كارثة ولدت من رحم الغرب، ونشأت في أحضان سياساته الاستعمارية القديمة والحديثة، بل لأنها كارثة تحدث بأسلحة الغرب، وأمواله، وتحت حمايته، ودعايته الإعلامية، وموقفه الدولي؛ فهذا الإرهاب الإسرائيلي إنما يقع تحت غطاء أوروبي غربي يحظى بكل أشكال الدعم حتى أصبحت إسرائيل بسياساتها التدميرية - كما بدأ العالم يدرك اليوم - خطرًا لا يهدد الفلسطينيين وحدهم بل يهدد الإنسانية ومستقبلها بأسره.

إبراهيم سعيد شاعر وكاتب عُماني

مقالات مشابهة

  • أهذه بداية تحول المسار الغربي الرسمي من إسرائيل؟
  • 53 ألفا و901 حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة منذ بدء العدوان
  • نحو 54 ألف حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية
  • تقرير جديد عن الإخوان المسلمين يضيف الوقود إلى نار معاداة الإسلام بفرنسا
  • تعاون مشترك بين ليبيا والنيجر لمكافحة تهريب المخدرات 
  • ترامب: المحادثات النووية مع إيران تسير على المسار الصحيح
  • تقرير يحذّر من خطة طرد أهالي غزة.. الاحتلال يشرعن الإبادة بالتجويع والتهجير
  • فيلم إيطالي عن النساء.. بطلتا «Fuori» في حديث لـ«صدى البلد» من مهرجان كان
  • تقرير حقوقي يرصد أكثر من 2200 انتهاك في إب خلال 2024
  • المنظمة الدولية للهجرة: ارتفاع عدد المهاجرين في ليبيا إلى أكثر من 850 ألفا وتفاقم التحديات الإنسانية