غزة – أطلق الجيش الإسرائيلي فجر الخميس ثاني أيام عيد الفطر  عملية عسكرية “مباغتة” وسط قطاع غزة، وذلك بعد أيام على انسحابه من مدينة خان يونس .

وشنت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية خلال الليل أحزمة نارية كثيفة استهدفت بنايات سكنية ومنازل وأراض زراعية وطرقات في مناطق متفرقة بمخيم النصيرات ومناطق شمال غرب المخيم، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى ودمار هائل.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له: “بدأت الفرقة 162 الليلة الماضية حملة عسكرية مباغتة وسط قطاع غزة”.

وذكر أن العملية ينفذها “مجموعة القتال التابعة للواء 401، ومجموعة القتال التابعة للواء الناحال، والوحدات الأخرى تحت قيادة الفرقة 162”.

وزعم الجيش أنه “قبل دخول القوات إلى المنطقة أغارت طائرات حربية وقطع جوية تابعة لسلاح الجو من خلال عدة طلعات جوية هجومية على عشرات البنى التحتية المعادية فوق الأرض وتحتها وسط القطاع”.

وأضاف: “تم تنفيذ النشاط المشترك للقوات المناوِرة وسلاح الجو بناءً على توجيه استخباراتي دقيق”.

وأوضح أنه “وفي إطار النشاط، نفذت قوات سلاح البحرية عدة هجمات على المنطقة الساحلية وسط القطاع، دعما للجنود الذين ينشطون في المنطقة”.

وتأتي العملية بعد أيام من إعلان الجيش في 7 أبريل/ نيسان انسحابه من خان يونس بعد 4 أشهر على إطلاق عملية برية فيها كانت تهدف إلى استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة الفصائل، إلا أنه خرج من المدينة دون تحقيق أهدافه.

وقالت إذاعة الجيش آنذاك، إنه لم يتبق في غزة سوى لواء واحد فقط، هو لواء “ناحال”، الذي يتولى مهمة تأمين ممر “نتساريم” (أقامه الجيش لقطع شمال قطاع غزة عن جنوبه)، لمنع النازحين من العودة إلى الشمال.

وفي اليوم الرابع بعد الانسحاب من خان يونس، شن الجيش سلسلة غارات كثيفة وأحزمة نارية على وسط القطاع قبل توغل قواته شمال غرب مخيم النصيرات، حسب شهود عيان.

وذكر الشهود عيان أن الطائرات الإسرائيلية قصفت مسجدي “ذو النورين” في أرض أبو غولة غرب النصيرات، و”معاذ بن جبل” شمال المخيم.

وأشاروا إلى أن المروحيات الإسرائيلية أطلقت نيران الأسلحة الرشاشة بشكل كثيف على مدار ساعات متواصلة شمال وغرب النصيرات.

كما دمرت الطائرات الحربية بنايات سكنية في مدينة الزهراء، وبرج الصالحي شمال النصيرات، ما أسفر عن سقوط 5 قتلى وعدد من الجرحى، وفق مصادر طبية للأناضول.

وفجر الخميس، اندلعت معارك ضارية (متواصلة حتى الساعة 10:05 ت.غ) بين المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية في مناطق المغراقة والزهراء وشمال جسر وادي غزة (وسط).

واستخدم الجيش الإسرائيلي المدفعية والرشاشات الثقيلة من الطائرات المروحية إضافة لعدد كبير من القذائف الدخانية، وفق الشهود.

وهذه المرة الأولى التي تصل فيها القوات الإسرائيلية إلى المناطق الشمالية الغربية من مخيم النصيرات منذ بداية الحرب على القطاع المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

والمنطقة التي ينفذ فيها الجيش الإسرائيلي هجماته مكتظة بآلاف النازحين الفلسطينيين الذين يقطنون في خيام بالأراض الزراعية والساحلية هناك، ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية جديدة في وسع الجيش من عملياته في المنطقة، وفق مصادر محلية فلسطينية.

وحلّ عيد الفطر على غزة هذا العام، بينما تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على القطاع، خلفت أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.

 

وكالات

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

هجمات بالمسيّرات وتحركات ميدانية كثيفة.. معارك ضارية بين الجيش السوداني و«الدعم» في كردفان

البلاد – الخرطوم
تشهد ولايات كردفان الثلاث (شمال، جنوب وغرب كردفان) تصعيدًا خطيرًا في المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تزايد الهجمات بالطائرات المسيّرة وتحركات ميدانية لافتة قد تعيد رسم خريطة السيطرة في الإقليم المضطرب.
ومع الساعات الأولى من صباح أمس (الإثنين)، شنّت قوات الدعم السريع هجومًا جديدًا باستخدام طائرات مسيّرة على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان. ويُعد هذا الهجوم الثاني خلال أربعة أيام، بعد هجوم سابق استهدف المدينة في أول أيام عيد الأضحى، حيث تعرضت مرافق مدنية لأضرار، دون صدور بيانات رسمية عن حجم الخسائر حتى الآن.
هذا التصعيد يتزامن مع تحركات عسكرية واسعة للجيش السوداني بعد سيطرته الكاملة على العاصمة الخرطوم. حيث اتجهت العمليات نحو ولايات كردفان الثلاث، ما أدى إلى تحول هذه الولايات إلى ساحة جديدة للصراع، تتداخل فيها الأهداف العسكرية مع الأبعاد الجيوسياسية.
يكتسب طريق الإنقاذ الغربي أهمية استراتيجية كبرى، إذ يربط الخرطوم بولايات كردفان ثم إلى إقليم دارفور. ويمثّل هذا الطريق نقطة تنافس حاد بين الجانبين؛ فالجيش يسعى لاستخدامه كممر للتقدم نحو دارفور، فيما تعتبره قوات الدعم السريع خط الدفاع الأول عن الإقليم، بل ونقطة ارتكاز أساسية لطموحاتها في استعادة التوغل نحو العاصمة.
في ولاية غرب كردفان، اشتعلت المعارك في مناطق استراتيجية وحساسة، خصوصًا في ظل وجود معظم حقول النفط السودانية داخلها. تبادل الطرفان السيطرة في مدينتي الخوي والنهود، ضمن معارك كر وفر، انتهت مؤخرًا بسيطرة “الدعم السريع” عليهما. وفي المقابل، تمكّن الجيش السوداني من صد هجوم واسع استهدف مدينة بابنوسة، والتي تضم مقر الفرقة 22 مشاة.
تُعد ولاية شمال كردفان إحدى أهم جبهات المواجهة حاليًا، حيث تسعى قوات الدعم السريع للتقدم نحو مدينة الأبيض، عبر مناطق سيطرتها شمالًا، وخصوصًا مدينة بارا.
الجيش السوداني يُعزز من وجوده في مناطق الجنوب والشمال بهدف إنهاء وجود “الدعم السريع” في الولاية، وبالتالي تسهيل فك الحصار المفروض على ولاية جنوب كردفان المجاورة.
في جنوب كردفان، تواجه القوات المسلحة السودانية جبهتين في آنٍ واحد: قوات الدعم السريع، وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، المتحالفة مع الدعم السريع في هذه المرحلة.
وقد شهدت هذه الولاية معارك عنيفة مؤخرًا، حيث تمكن الجيش من السيطرة على منطقتي الدبيبات والحمادي بهدف كسر الحصار عن الدلنج وكادقلي، إلا أن قوات الدعم السريع عادت واستعادت هاتين المنطقتين.
كما استطاع الجيش تحقيق تقدم شرقي الولاية، واستعاد السيطرة على منطقة أم دحيليب، مما يجعله على مقربة من كاودا، المعقل الأساسي للحركة الشعبية.
الصراع في ولايات كردفان لم يعد مجرّد امتداد للحرب في العاصمة، بل تحوّل إلى جبهة مستقلة ذات حسابات خاصة، فمن جهة، تعني السيطرة على هذه الولايات القدرة على التحكم في طريق الإمداد الرئيسي ونقاط الثروة (النفط والطرق)، ومن جهة أخرى، فإن التوازنات القبلية والسياسية في كردفان تجعل أي تحرك عسكري فيها محفوفًا بتعقيدات كبيرة.
كما أن دخول الحركة الشعبية على خط المعارك، يضاعف تعقيد الصراع ويحوّله إلى نزاع متعدد الأطراف، يُرجح أن تكون له تبعات كبيرة على مستقبل العملية السياسية ومسارات التفاوض، خاصة في ظل الانقسام الجغرافي والسياسي المتزايد داخل البلاد.
المعارك المتصاعدة في كردفان تنذر بتحوّلات كبيرة في مشهد الحرب السودانية، وقد تكون نقطة تحول ميدانية تؤثر على موازين القوى بين الجيش والدعم السريع، وربما على مستقبل السودان بأكمله.

مقالات مشابهة

  • مقتل العشرات قرب مركز للمساعدات.. وإسرائيل تخلي شمال غزة
  • الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء عدة أحياء في شمال غزة
  • الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة لعدة أحياء في شمال قطاع غزة
  • هجمات بالمسيّرات وتحركات ميدانية كثيفة.. معارك ضارية بين الجيش السوداني و«الدعم» في كردفان
  • الجيش الإسرائيلي ينذر بإخلاء 10 أحياء شمال غزة «فوراً»
  • نحو 450 شهيداً وجريحاً بمجازر جديدة للنازية الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة خلال 24 ساعة
  • تصعيد عسكري إسرائيلي شمال غزة.. قصف مكثف وأنباء عن توغل بري
  • “عجول”.. توزع أضاحي على متحركات الجيش السوداني شمال كردفان
  • الجيش الإسرائيلي ينذر بإخلاء 10 أحياء شمال غزة تمهيدا لقصفها
  • عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية: مسلحون على دراجات نارية أطلقوا النار باتجاه موقع عسكري إسرائيلي في سوريا