د. نزار قبيلات يكتب: فلسفة القيم
تاريخ النشر: 29th, July 2025 GMT
في كتابه «فلسفة القيم» يشير الفيلسوف الفرنسي «جان بول رزفبر» إلى مفهوم القيمة وتصورات الفلاسفة اليونانيين حوله، وبعد مطارحته لهذا المفهوم -القيمة- وجد أن القيمة تشير إلى ما هو ثمين وجدير بالثقة، وهي في اللغة العربية مشتقة من القيام والعزم والثبات، وهي عند «نيتشه» نزعة إنسانية؛ لأنها ترتبط بالسياقات البشرية كافة الاجتماعية والصناعية والثقافية، حتى بات الإنسان، أي إنسان، يُعرّف نفسه تبعاً لقيمة وجوده وتأثيره الخَيّر بمن حوله، فقيمة الإنسان بوجوده الحسن في محيطه وبتأثيره فيه، وهو ما نجده حين يضع أحدنا سيرته الذاتية، فيقدمها لجهات العمل أو حين التعريف بنفسه للآخرين، فهي وَسمه وصفته وهُويته، أما علاقة القيم بالأخلاق فتنبع من كون القيم على تعددها تحتاج إلى فعل أخلاقي حَسن ينهض بها ويبرزها، فهي ساكنة لا تتأتى إلا عملياً حين يصدر عن حاملها سلوك ما، فالقيم محاطة بمفهوم الأخلاق وبممارسته، لتواكب قيماً أخرى كالقيم الجمالية في الحُسن والجمال والأناقة، وتواكب كذلك قيماً أخرى منطقية تلتزم بالصواب والخطأ والمحتمل، وكذلك قيم تتعلق بالسياقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
فالقيمة، كما يذكر صاحب الكتاب أعلاه، تبقى اختيار الإنسان وقراره الذي يتحمل تبعاته، فهو وحده من سيبرزها، ذلك لأنها لن تُفرض عليه، حيث هي كامنة في مدار تحرك البشر بدءاً من الطبيعة، وحتى دواخل النفس العميقة، ومنها يُصدّر الإنسان الفضائل كلها والمتعلقة بقيم إنسانية وجودية مشتركة هي على التوالي: الخير، الحق، الجمال، فوجود هذه القيم ينفي الشّر والفظيع والعنف بشكل تلقائي، فهذه القيم الإنسانية الإيجابية ستجلب السعادة، التي هي محط بحث الإنسان وغايته في كل ما يسعى إليه، فيذكر الفيلسوف «كانت» أن العلاقة بالسعادة تحليلية، وربما قصد بها أنها نتيجة عمل الأخلاق بصفتها المُنفّذ، والقيم بصفتها مكونات للوجود، ووفقاً لطرح «سبينوزا» تجلب الفضائل السعادة حكماً، إذ الإنسان الفاضل سعيد بالضرورة؛ لأنه يتمتع بمستوى جمالي رفيع، حتى حين يقدم هذه الفضائل بقيم حسيّة كما في التخاطب والموسيقى والعمل الخيري.. فالمنطق يشير للقيم؛ لأن حضورها يعني مشاركة البشرية جمعاء دون إقصاء أو تخلٍ.
الكتاب يشير أيضاً إلى إشارات أو علامات تبرز قيماً عرّفتها المجتمعات الإنسانية نتيجة تنوع أدواتها ومرجعياتها الثقافية، فهناك من وسم القيمة بالمنجل بدلالة الخير، وبصورة الأب بدلالة الفخر والانتماء وبالشمس والشجر والميزان. كل ذلك كان بغية إرساء القيم، وإبرازها كعلامات حق وخير وجمال سوف تستلهمها الأجيال القادمة.
الكتاب غني ومكتنز بالأفكار والمعلومات، أجاد فيه المترجم نقل جهود الفيلسوف «رزفبر» في معالجة مفهوم القيم وفلسفتها.
* أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفلسفة اللغة العربية الثقافة نزار قبيلات
إقرأ أيضاً:
"العز الإسلامي" يتعاون مع "فتية للصغار" لتثقيف الأطفال عن القيم العُمانية
مسقط- الرؤية
أقام بنك العز الإسلامي شراكة مع برنامج "فتية للصغار" لتمكين الأطفال من تعلم القيم والتقاليد والسمت العُمانية والإسلامية، إذ نظم البنك جلسة خاصة مع ٥٠ طفلًا من أطفال موظفي البنك. ويهدف البرنامج إلى تعزيز القيم العمانية الأصيلة، وتنمية المهارات الحياتية الأساسية، وترسيخ الآداب والسلوك الإيجابي لدى الأطفال، وذلك من خلال برنامج تفاعلي.
ويأتي هذا البرنامج في إطار التزام بنك العز الإسلامي بإثراء جيل الشباب وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة. ويؤمن البنك بأهمية تعزيز القيم العُمانية الأصيلة بين الأطفال من خلال محتوى هادف يعزز الانتماء والهوية الوطنية، بما يتماشى مع رؤية السلطنة.
كما يواصل بنك العز الإسلامي جهوده في رفع مستوى الوعي والثقافة المالية من خلال مبادرات متنوعة، وذلك إيماناً من البنك بضرورة أن يمتلك أطفال وشباب اليوم فهمًا راسخًا للمفاهيم والمهارات المالية الأساسية ليتمكنوا من بناء مستقبل ناجح ومستدام.
وأطلق بنك العز الإسلامي سابقًا برنامج "العز جونيور"؛ وهو برنامج شامل يستهدف الأطفال تحت سن الخامسة عشرة، ويقدم مجموعة واسعة من المزايا والخدمات الجذابة المصممة لتلبية احتياجات أطفال اليوم الفريدة، مع تعزيز ثقافة الادخار والتركيز على ضمان مستقبل أفضل للأطفال، يمكن لأولياء الأمور زيارة أي فرع من فروع بنك العز الإسلامي للاستفادة من مزايا البرنامج.