محاولات لكسر هيمنة إنفيديا في صناعة الشرائح الذكية
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
أعلن عملاق مواقع التواصل الاجتماعي ميتا (MITA) عن شريحته الذكية من الجيل الثاني محليّة الصنع، والتي من المقرر أن تكون جاهزة للاستخدام مع نهاية هذا العام.
وينتمي مشروع ميتا لخطة أكبر وأوسع تتضمن بناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي لتضمن الشركة استخدامها ضمن خدماتها التي تقدمها في فيسبوك وإنستغرام وواتساب.
وقد قدّمت الشركة النموذج الأوّل من شريحتها في مايو/أيار 2023، على أن تبدأ عملية التصنيع العام المقبل. وكانت الشركة قد سبق أن توجهت إلى شرائح "إنفيديا إتش-100" (H100) لإدارة عمليات أجهزتها، وهي رقائق خاصة لتسريع عمليات التدريب والاستدلال في الذكاء الاصطناعي.
ووفقا لرويترز، فإنّ الشركة تنوي الاستحواذ على 350 ألفا من هذه الشرائح لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، ليكون مجموع ما تمتلكه الشركة يعادل 600 ألف شريحة.
ويسعى مؤسس الشركة مارك زوكربيرغ إلى تقليص الاعتماد على منتجات إنفيديا من خلال التحوّل إلى المنتجات المصنّعة محليا، كما يطمح إلى كسر احتكار سوق شرائح الذكاء الاصطناعي التي تستحوذ عليه شركة إنفيديا.
شرائح ميتا الجيل الثانيوتستخدم شرائح ميتا من الجيل الثاني تقنية تسمى بنية 5 نانومتر، وتتكون من شبكة تضم 8 صفوف و8 أعمدة من عناصر المعالجة، وبالمقارنة مع الإصدار السابق، فهي أفضل بـ3.5 مرّات.
كما زادت مساحة ذاكرة الوصول العشوائي الساكنة (SRAM) الموجودة على الشريحة إلى 256 ميغابايتا، مع زيادة عرض النطاق الترددي بمقدار 3.5 مرّات، وهو النطاق المسؤول عن إرسال واستقبال كمية البيانات بين مختلف أجزاء النظام.
وتعمل ميتا أيضا على دعم البنية التحتية للرقائق بتطوير "رفوف" بإمكانها استيعاب 72 مسرّعا في ذات الحين ضمن "السيرفر". ويمكن للمسرعات الحديثة أن تعمل بتردد 1.35 غيغا هرتز، مقارنة بـ800 ميغا هرتز في القديمة.
ويهدف التصميم الحديث إلى توفير المزيد من قوة الحوسبة وعرض النطاق الترددي وسعة الذاكرة للرقائق، وعلى هذا النحو فإنّ عمليات تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي سترتفع وتيرتها إلى مستويات عالية غير مسبوقة.
ولا تتطلّع فقط شركة ميتا إلى كسر هيمنة إنفيديا في تصميم وبناء شرائح الذكاء الاصطناعي، بل حتى إنّ شركة إنتل الشهيرة بتصنيع الرقائق التقليدية القديمة، التي تخلّفت عن السباق في صناعة المتطلبات الأساسية لرقائق الذكاء الاصطناعي، تهدف إلى العودة بقوّة بعد الإعلان عن شرائح "غاودي" (Gaudi) الجديدة في بيان صحفي صدر مطلع الأسبوع الحالي.
وتدّعي شركة إنتل أنّ شريحة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها يمكنها تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل أسرع بـ3 مرّات من معالجات إنفيديا إتش-100 الشهيرة. وتستخدم شرائح غاودي بنية 5 نانومتر كذلك، وتتكوّن من معالجين رئيسين مدمجين.
في حين تعد وحدات معالجة تنسر التابعة لعملاق التكنولوجيا غوغل هي المنافس الوحيد لشركة إنفيديا، على الرغم من أنّ غوغل لا تستهدف بيع شرائحها الذكية وإنما تعرضها للمطورين من خلال منصّة غوغل السحابية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
أبل تُواصِل انتهاج خطوات حذرة في مجال الذكاء الاصطناعي رغم تأخرها عن منافسيها
كاليفورنيا – ( أ ف ب): واصلت شركة "أبل" السير بوتيرة حذرة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم تأخرها الملحوظ عن منافسيها، ما أثار دهشة أوساط المحللين والمستثمرين.
وخلال كلمته في افتتاح مؤتمر "أبل" السنوي للمطورين في كوبرتينو، قال الرئيس التنفيذي تيم كوك: "نحتاج إلى مزيد من الوقت لاستكمال عملنا المتعلق بتطوير المساعد الصوتي (سيري) ليكون أكثر شخصية ويلبي معايير الجودة التي نحرص عليها".
ويُعد تطوير "سيري" إلى أداة ذكاء اصطناعي متقدمة من أبرز ملامح استراتيجية "أبل" في هذا المجال، والتي تم الإعلان عنها في مؤتمر العام الماضي ضمن مشروع "أبل إنتلجنس"، الذي يجمع مجموعة من الوظائف الذكية القائمة على الذكاء الاصطناعي، وكان من المفترض أن يتيح هذا النظام للمستخدمين أداء المهام عبر الأوامر الصوتية، مستفيدًا من المعلومات المتوافرة في البريد الإلكتروني والصور وغيرها من التطبيقات.
إلا أن الشركة اضطرت إلى تأجيل أو تعليق بعض الميزات المرتبطة بالمشروع، وفي مقدمتها تحديث "سيري"، ما انعكس سلبًا على نظرة السوق، إذ تراجع سهم "أبل" بنسبة 1.21% مع بدء فعاليات المؤتمر، في وقت تواصل فيه شركات مثل "أوبن إيه آي"، و"جوجل"، و"ميتا" إطلاق تحديثات متقدمة لأنظمتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ركّزت "أبل" خلال مؤتمرها على الكشف عن تحديثات في أنظمة التشغيل وتصميمات الواجهات.
تحفظ يثير القلق
رأى المحلل "إيماركتر"، غادجو سيفيلا، أن التأجيلات المتكررة قد تعكس "تراجعًا في وتيرة الابتكار داخل الشركة، أو غياب للرؤية الواضحة بشأن الذكاء الاصطناعي"، وحذر من أن هذا التردد قد "يُضعف حماسة المستثمرين"، خصوصًا في ظل التحركات السريعة لشركات مثل "سامسونج" و"جوجل" نحو دمج الذكاء الاصطناعي بعمق في أجهزتها القادمة.
ورغم الانتقادات، قدّمت "أبل" ميزة جديدة لاقت ترحيبًا، تتمثل في إمكانية الترجمة الفورية للرسائل النصية والمكالمات الصوتية والمرئية، وهي خاصية موجودة مسبقًا في بعض الهواتف المنافسة، واعتبرت نبيلة بوبال مديرة الأبحاث في "آي دي سي"، أن هذه الميزة تمثل "تقدمًا مهمًا ضمن حزمة أبل إنتلجنس"، مشيرة إلى أن عدم تحديث "سيري" بشكل كامل لا يُلغي أهمية الترجمة الفورية كواحدة من أكثر التطبيقات شعبية، مؤكدةً أن التأخر في الذكاء الاصطناعي لم ينعكس حتى الآن على مبيعات الشركة، موضحة أن "أبل تدرك أن هذا المجال ليس سباقًا قصيرًا بل ماراثون طويل".
انفتاح على المطورين
في خطوة لافتة، أعلنت "أبل" إتاحة قدرات "أبل إنتلجنس" للمطورين، ليتمكنوا من تصميم تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي وتعمل حتى في وضعية عدم الاتصال بالإنترنت، واعتبر سيفيلا هذه الخطوة "تنازلاً مناسبًا"، يأخذ في الاعتبار اعتبارات الخصوصية والأمان، ويمنح "أبل" فرصة لإعادة تقييم استراتيجيتها، في وقت يُطوّر فيه المطورون تجارب ذكية متكاملة داخل نظام "أبل".
وتأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه العلاقة بين "أبل" والمطورين توتّرًا منذ سنوات، على خلفية السياسات الصارمة التي تفرضها الشركة والعمولات التي تتقاضاها من التطبيقات، وكانت شركة "إبيك غيمز"، مطوّرة لعبة "فورتنايت"، قد كسبت دعوى قضائية أجبرت "أبل" على السماح باستخدام أنظمة دفع بديلة في الولايات المتحدة، وهو إجراء أصبح معمولًا به في أوروبا أيضًا.
تحديات داخلية وخارجية
ويضاف إلى التحديات التي تواجهها الشركة، انضمام المصمم الشهير جوني آيف، مهندس تصميم جهاز "آيفون"، إلى شركة "أوبن إيه آي"، حيث يعمل على تطوير أجهزة ذكية متصلة تتماشى مع عصر الذكاء الاصطناعي، ورغم هذه التحديات، أعرب المحلل في "ويدبوش"، دان آيفز، عن ثقته في قدرة "أبل" على تجاوز هذه المرحلة، قائلاً: "أبل تعتمد الحذر، بعد عام مليء بالتقلبات، استراتيجيتها واضحة، لكن الوقت يضغط"، ولم يستبعد احتمال لجوء الشركة إلى عمليات استحواذ كبرى لتسريع وتيرة تحولها الذكي.