بحكم التاريخ وعمق الجغرافيا.. كانت مصر حاضرة منذ اللحظة الأولى في الأزمة التي شهدها السودان الجريح نتيجة الاشتباكات التي شهدتها البلاد بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع ... / أزمة / أنهت على الأخضر الذي لطالما عرفت به الخرطوم كسلة غذاء للعرب وأخرى أنهت على اليابس الذي كتب له الشعراء أبياتا في حب هذا البلد الطيب.

ومنذ اندلاع الأزمة السودانية منتصف إبريل عام ألفان وثلاثة وعشرون، تواصلت مصر مع طرفي الأزمة السودانية  لوضع رؤية لحل الأزمة تتضمن التوصل لوقف شامل ومستدام للإطلاق النار وعدم السماح بالتدخلات الخارجية في البلاد والحفاظ على مؤسسات الدولة والسماح لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية للمناطق المتضررة نتيجة الاشتباكات.

السودان

ولأن استقرار السودان يُعد أحد أهم مرتكزات الأمن القومى المصرى، اجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عدة مرات مع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني لبحث سبل إنهاء الأزمة، كما طالب الرئيس المصري في عدة مناسبات طرفي الأزمة بتغليب لغة الحوار والتوافق الوطني وإعلاء المصالح العليا للشعب السوداني والحيلولة دون الدخول فى نفق الحرب الأهلية المظلم. 

ولأن مصر هي قلب العروبة النابض، احتضنت القاهرة قمة دول جوار السودان في الثالث عشر من يوليو عام ألفان وثلاثة وعشرون، وذلك لبحث سُبل إنهاء الصراع وحقن دماء الشعب والحفاظ على مُقدرات الدولة السودانية، كما عقد فى سبتمبر عام ألفان وثلاثة وعشرون الاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول جوار السودان بمقر البعثة الدائمة لمصر لدى الأمم المتحدة بنيويورك لبحث سبل إنهاء الأزمة.

الجهود المصرية لحل الأزمة السودانية شملت أيضا استضافة القاهرة مؤتمر "القضايا الإنسانية في السودان" في نوفمبر عام ألفان وثلاثة وعشرون بحضور أكثر من أربعمائة مشارك ممثلين عن قطاع كبير من منظمات المجتمع السوداني لبحث الأزمة، وهو الاجتماع الذي عُقد بعد أيام فقط من اجتماعات ائتلاف "قوى الحرية والتغيير" في السودان التي أقيمت في القاهرة وجرى خلالها التوافق على الدعوة إلى "توسيع مظلة القوى الداعمة لإيقاف الحرب في السودان.

إنسانيا..  لم تتوان مصر لحظة واحدة على مساعدة السودان الجريح في أزمته الإنسانية التي شهدها نتيجة الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع، فمنذ اللحظة الأولى من الأزمة سيرت مصر قوافل برية وأقامت جسور جوية وبحرية لنقل آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب السوداني الذي يعاني من ويلات الاقتتال الداخلي منذ عام.

التحرك المصري لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب السوداني بدء منذ اليوم الأول من الأزمة، حيث أقامت مصر مركزاً للإغاثة الإنسانية على الحدود مع السودان عبر "منفذ أرقين البري" لتقديم كافة أوجه الدعم للشعب سواء عبر إدخال مساعدات إنسانية أو تقديم خدمات الإغاثة للفارين من الصراع، كما أرسلت مصر عدة سفن بحرية للسودان على متنها آلاف الأطنان من المساعدات، كما وصلت المساعدات المصرية للسودان عبر الجو أيضا وذلك عبر جسر جوي أمر به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

كما كانت مصر ضمن الدول التي كانت تعمل على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة للسودان عبر أراضي دول الجوار وذلك بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية، كما أن مصر كانت قبلة العالم والضمير الإنساني في إيصال مساعدتهم الإنسانية للشعب السوداني.

وعلى الصعيد الإنسانى أيضا لم تتخل مصر عن أشقاءها بل فتحت أبوابها للشعب السودانى الفار من جحيم الحرب وويلاته، حيث أعلنت مصر استقبالها مئات الآلاف من النازحين السودانيين منذ بدء الأزمة وحتى الآن، وبذلك تكون مصر في المرتبة الأولى في استقبال النازحين والفارين من ويلات الاشتباكات.

من الروابط التاريخية إلى الحدود الإنسانية .. تتحرك مصر لاحتواء الأزمة السودانية حتى لا تدخل في نفق مظلم كأغلب حال دول المنطقة .. تحرك نابع من سياسة مصر الثابتة الداعمة للسودان أرضا وشعبا ..  ولوقف حمام الدماء الذي يدفع ثمنه السودانيين نتيجة الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السودان الأزمة السودانية مصر المساعدات الانسانية السيسي المساعدات الإنسانیة الأزمة السودانیة نتیجة الاشتباکات للشعب السودانی

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تحذر من استمرار الحرب بالسودان وتأثيرها على الأجيال الحالية والقادمة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية  أحمد أبوالغيط، أن استمرار الحرب في السودان يعني استمرار تآكل قدرات الدولة السودانية على أداء مسؤولياتها، وإجبار الأجيال السودانية الحالية والقادمة على التشرد فراراً من أتون الصراع، مشددا على إن الوضع السوداني قد يحتمل كثير من التحليل حول جذور الأزمة وأسباب انحداره إلى هذا المستوى غير المسبوق.

جاء ذلك في خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع التشاوري حول تعزيز التنسيق فيما بين مبادرات وجهود السلام لصالح السودان، الذي استضافته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم ، برئاسة السيد عبد اللطيف الزياني وزير خارجية مملكة البحرين.

وقال أبوالغيط، أنه لا ينبغي أن نسمح بأي تأخير في معالجة الأزمة كون الوقت ليس في صالح الشعب السوداني والدولة السودانية.

وأضاف أبو الغيط، أن اجتماع اليوم يأتي في ظل حرب غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث والتي تدور أحداثها منذ أربعة عشر شهراً بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، راح ضحيتها في أقل تقدير حوالي خمسة عشر ألف شخصاً حتى الآن، وعشرة ملايين تشردوا بعيداً عن مساكنهم ومدنهم وقراهم.

وحذر أبو الغيط من خطورة الإستهداف المتعمد لمؤسسات الدولة وبخاصة في العاصمة الخرطوم، وعمليات التطهير العرقية البشعة التي عادت لتطل برأسها من جديد في دارفور وكردفان، بالإضافة إلى وجود انتهاكات بالجملة لحقوق الإنسان الأساسية التي وصلت إلى حد ارتكاب مجازر يندى لها الجبين كما حدث في ولاية الجزيرة الأسبوع الماضي، والمجاعة التي أوشكت أن تفتك بشعب هذا البلد الذي اشتهر بكونه سلة خبز أفريقيا والوطن العربي.

وقال أبوالغيط، إن إنهاء الأزمة هو أساساً مسؤولية النخب السودانية إلا أن المجتمع الدولي، بمنظماته الدولية والإقليمية، عليه أيضاً مسؤولية كبيرة تمليها قراراته ومواثيقه بضرورة بذل كل المساعي لاستعادة الاستقرار في هذا البلد والحفاظ على السلم والأمن الإقليمي، والحيلولة دون سقوط الدولة السودانية ومؤسساتها.

وأشار إلى انه ليس من الحكمة أن تظل جهودنا مبعثرة ، وليس من الصواب أن تمضي مساعينا دون تنسيق كافٍ يضمن تناغمها ويوحد الرسالة الدولية والإقليمية لإنهاء الأزمة السودانية ، وليس من المقبول أن نسمح بأن يكون قادم الأمور في السودان هو الأسوأ.  

ونوه بالقرارات العربية والأفريقية والدولية التي حثت بشكل واضح على ضرورة التنسيق والتعاون فيما بين المنظمات الإقليمية، لدعم جهود وقف إطلاق النار بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة فيما بينهما في جدة، وتسهيل إطلاق عملية سياسية شاملة بقيادة سودانية.

وأضاف: هدفنا واحد ونهجنا متقارب  وتناغم وسائلنا هو ما نحتاجه أكثر من أي وقت مضى كي تكون رسالتنا واحدة لا تقبل تأويلاً أو تأخيراً، معربا عنً أمله أن يكون اجتماع اليوم خطوةٌ جادة إلى الأمام لتحقيق موائمة فيما بين محادثات منبر جدة، ومبادرة دول الجوار، ومساعي لجنة الاتحاد الأفريقي عالية المستوى، والإيجاد، والتفويض الذي منحه مجلس الأمن للمبعوث الشخصي لسكرتير عام الأمم المتحدة، والمساعي الحميدة والاتصالات التي تقوم بها جامعة الدول العربية، وقراراتنا ذات الصلة.

مقالات مشابهة

  • مساعدات إنسانية للشعب السوداني..الولايات المتحدة توجه دعوة جديدة للجيش والدعم السريع
  • أكبر أزمة إنسانية على وجه الكوكب.. واشنطن توجه جهودها الإنسانية صوب السودان
  • «لجنة الإنقاذ الدولية » ترحب بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736 بشأن السودان
  • تلمسان.. عام حبس لفتاتين بتهمة تسريب موضوع مادتي التاريخ و الجغرافيا
  • تلمسان.. عام حبس لفتاتين بتهمة بتسريب موضوع مادتي التاريخ و الجغرافيا
  • مجلس السيادة: انتصار منتخب السودان على الجنوب هدية عظيمة للشعب
  • أزمة المياه تفجر احتجاجات في تيارت بالجزائر.. والسلطات تعد بالحل
  • الجامعة العربية تحذر من استمرار الحرب بالسودان وتأثيرها على الأجيال الحالية والقادمة
  • أستاذ العلوم السياسية: العالم أدرك صحة وجهة النظر المصرية بشأن أزمة غزة
  • السوداني يجدد الدعوة بفتح باب إدخال المساعدات للشعب الفلسطيني