أرجأ مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي حتى اليوم الأربعاء ثالث اجتماعاته المتعلقة باتخاذ قرار بشأن سبل الرد على الهجوم الإيراني، وفي حين أكدت الولايات المتحدة أنها تعمل لتفادي حرب شاملة بالشرق الأوسط، اعتبرت بريطانيا أن التصعيد ليس في مصلحة أحد.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه على عكس التوقعات، لم يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا لمجلس الحرب أمس الثلاثاء.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن توجيه ضربة انتقائية كبيرة لإيران يتضاءل مع مرور الوقت.

ونقلت الهيئة عن مصدر مطلع أن نتنياهو التقى كبار القادة في المؤسسة الأمنية في مقر وزارة الدفاع. وكشف المصدر أن عددا من الوزراء طالبوا نتنياهو بالتمهل في الرد على إيران، في حين طالب البعض الآخر باستهداف منشآت إيرانية حساسة، وهذا الأمر رفضه نتنياهو بشكل قاطع.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إيران فشلت في هجومها على إسرائيل ولن تتمكن من تطبيق معادلة ردع مختلفة. وأضاف غالانت خلال زيارة للقوات الإسرائيلية على الحدود الشمالية، أن أجواء الشرق الأوسط مفتوحة أمام المقاتلات الإسرائيلية.

ونقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مسؤول أمني كبير أنّ الرد الإسرائيلي المحتمل على إيران قد يشمل استهداف البنية التحتية العسكرية ومستودعات الأسلحة، فضلا عن عمليات اغتيال مسؤولين.

ونقل الموقع عن مسؤول أمني إسرائيلي أن التقديرات تفيد بأن الإيرانيين لم يقولوا كلمتهم الأخيرة، وأن الجيش الإسرائيلي يستعد لمزيد من التحركات؛ كما أشار إلى أن المصالح الإيرانية متناثرة في الشرق الأوسط، مما يوفر لإسرائيل طرقا عديدة للعمل.

ولفت المسؤول الإسرائيلي، في الوقت نفسه، إلى أنه ينبغي عدم تخيل هجمات واسعة النطاق على المصالح الإيرانية، فالساحة الرئيسية للقتال هي قطاع غزة لممارسة الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

أحد الصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل (رويترز)

وفي سياق متصل، نشر الجيش الإسرائيلي صورا لما قال إنه صاروخ باليستي إيراني سقط في قاعدة "نيفاتيم" الجوية العسكرية بالنقب.

وقد تحدث الجيش الإسرائيلي عن أضرار طفيفة لحقت بالقاعدة، مؤكدا أنها تواصل عملها كالمعتاد. وكان رئيس الأركان العامة للقوات الإيرانية قد صرح بأن الطائرات التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق انطلقت من قاعدة "نيفاتيم" الجوية، ولذلك تم استهدافها.

كيربي: الرد على إيران من عدمه هو قرار إسرائيلي (رويترز) الموقف الأميركي

وفي واشنطن، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الرد على إيران من عدمه هو قرار إسرائيلي.

وأضاف كيربي أن الرئيس جو بايدن لا يريد اتساع نطاق الصراع أو تعميقه، موضحا أن وجهة النظر الأميركية هي أن إسرائيل وشركاءها نجحوا نجاحا مذهلا، وأن هذا وحده يشكل الكثير من الضغط على إيران، حسب تعبيره.

من جهته، قال رئيس أركان القوات الجوية الأميركية الجنرال ديفيد ألفين إنه يعتز بما وصفه بالأداء المثالي الذي قدمه الطيارون الأميركيون في إطار الجهود المشتركة للتصدي للهجوم الجوي الضخم الذي شنته إيران على إسرائيل.

وأضاف ألفين أن احترافية الطيارين الأميركيين ومهاراتهم حوّلت ما كان يمكن أن يكون هجوما كارثيا على إسرائيل إلى هزيمة إستراتيجية لإيران ووكلائها، وفق تعبيره.

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية باتريك رايدر قد قال في وقت سابق إن الوضع في المنطقة يعتمد على ما تقرره إسرائيل وكيف يمكن لإيران أن ترد، مشددا على أن الولايات المتحدة تعمل بجد لتفادي حرب شاملة في الشرق الأوسط.

وقد أكد مسؤول أميركي للجزيرة أن إسرائيل لم تبلغ بعد واشنطن حتى الآن بموقف حاسم بشأن كيفية ردها على هجوم إيران، مضيفا أن الولايات المتحدة تحث الإسرائيليين على التفكير في التداعيات الإستراتيجية لتعاملهم مع الهجوم الإيراني.

وأوضح المسؤول الأميركي للجزيرة أن بلاده لا تفرض على إسرائيل كيفية التعامل مع هجوم طهران، وأن القرار يعود لها، مشيرا إلى تواصل المشاورات مع الإسرائيليين وتقديم وجهة النظر الأميركية بشأن خيارات الرد على إيران من عدمه.

واعتبر المسؤول الأميركي أن توجيه إسرائيل ضربة محدودة لإيران لن يرقى إلى ما تحقق بإحباط هجومها الأخير.

وفي سياق متصل، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أميركي بارز قوله إن واشنطن تأمل أن تخطرها إسرائيل بخططها للرد على هجوم إيران بهدف التجهيز لحماية العسكريين والدبلوماسيين الأميركيين في المنطقة.

وأضاف المسؤول الأميركي أن أي تطور جديد بين إسرائيل وإيران سيطرح احتمالات كثيرة، بعضها مخيف للغاية.

أما في حال امتناع إسرائيل عن الرد فسيكون هناك خفض للتصعيد، وسيعود الوضع إلى ما كان عليه، وفق تعبيره.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطلع الأسبوع أن الولايات المتحدة، التي ساعدت إسرائيل في صد هجوم طهران، لن تشارك في أي هجوم إسرائيلي مضاد على إيران.

سوناك أبلغ نتنياهو أن التصعيد في الشرق الأوسط ليس في مصلحة أحد (غيتي) دعوة بريطانية لتجنب التصعيد

وفي لندن دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التحلي بالهدوء، وقال إن التصعيد في الشرق الأوسط ليس في مصلحة أحد، وذلك خلال اتصال هاتفي بعد مساعدة بريطانيا إسرائيل في صد هجوم جوي إيراني السبت الماضي.

وذكر مكتب سوناك في بيان عن الاتصال أمس الثلاثاء أن سوناك شدد على أن "التصعيد الكبير ليس في مصلحة أحد وأنه سيفاقم فحسب انعدام الأمن في الشرق الأوسط. هذه لحظة يجب أن يسود فيها الهدوء"، وأشار إلى أن إيران أخطأت في حساباتها بشدة، وتزداد عزلتها على الصعيد العالمي.

وقال سوناك أمام البرلمان أول أمس الاثنين إن دول مجموعة السبع تعمل على حزمة من الإجراءات المنسقة ضد إيران في أعقاب هجومها بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل ردا على قصف إسرائيلي على سفارة إيرانية في دمشق.

وأول أمس الاثنين، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إسرائيل إلى عدم الرد على الهجوم الإيراني لتجنب التصعيد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الولایات المتحدة لیس فی مصلحة أحد فی الشرق الأوسط الرد على إیران على إسرائیل عن مسؤول

إقرأ أيضاً:

طهران تؤكد الرد على أي هجوم جديد.. خامنئي: «الملف النووي» ذريعة لضرب إيران

البلاد (طهران)
اتهم المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، الدول الغربية باستغلال ملف البرنامج النووي وحقوق الإنسان كذرائع لمهاجمة الجمهورية الإسلامية، مؤكداً أن ما يستهدفه الغرب في النهاية هو”دين وعلم” إيران، على حد تعبيره.
جاء ذلك في خطاب ألقاه أمس (الثلاثاء)، بعد يوم واحد من تهديدات وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بضرب المنشآت النووية الإيرانية مجدداً إذا أعادت طهران تشغيلها.
وقال خامنئي:” إن البرنامج النووي والتخصيب وحقوق الإنسان كلها ذرائع.. ما يسعون إليه هو دينكم وعلمكم”، معتبراً أن الضغوط الغربية لا تنفصل عن مشروع أوسع لتقويض هوية إيران الثقافية والدينية.
وكان الرئيس الأمريكي قد قال خلال زيارته إلى اسكتلندا:” لقد دمّرنا قدراتهم النووية. يمكنهم البدء من جديد، لكن إذا فعلوا ذلك، سندمرها بلمح البصر”. وسبق للولايات المتحدة، في 22 يونيو الماضي، أن شنت ضربات على منشآت نووية إيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز، في خضم حرب قصيرة استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، وأسفرت أيضاً عن اغتيالات طالت علماء نوويين إيرانيين بارزين.
ورغم الغارات، أكدت طهران تمسكها بحقها في تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، وفقاً لما أعلنه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي شدد على استعداد بلاده للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دون التنازل عن الحقوق السيادية. وأضاف:” لا نسعى للحرب، بل للحوار، لكننا سنرد بحزم إذا تكرر العدوان”، موجهاً اتهامات للدول الغربية بإفشال مسار الانفتاح الداخلي والتفاهم الدولي عبر “حملات دعائية واتهامات باطلة”.
يُذكر أن إيران تخصب حالياً اليورانيوم بنسبة 60%، وهو مستوى مرتفع يتجاوز بكثير الحد الأقصى المحدد في اتفاق 2015 النووي (3.67%)، والذي انسحبت منه واشنطن بشكل أحادي عام 2018 خلال ولاية ترامب الأولى. وتعتبر الدول الغربية وإسرائيل أن هذه النسبة تُقرب طهران من القدرة على إنتاج سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران باستمرار.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن بلاده “سترد بحزم أكبر” في حال تعرضت لهجمات أمريكية أو إسرائيلية جديدة. وكتب على منصة “إكس”: “الخيار العسكري أثبت فشله، والحل التفاوضي هو الطريق الوحيد الممكن”. وأضاف أنه إذا استمرت المخاوف الغربية من الطموحات النووية الإيرانية، فعلى المجتمع الدولي أن يستثمر في المسار الدبلوماسي بدلاً من التصعيد العسكري.
في المقابل، جدد السفير الفرنسي لدى طهران، بيير كوشار، تأكيد التزام بلاده بالحلول السلمية، قائلاً:” إن فرنسا تؤمن بأن الملف النووي الإيراني لا بد أن يُحل بالحوار ومنح الوقت للمسار الدبلوماسي”. وأعرب عن رغبة باريس في توسيع التعاون الثنائي رغم الظروف الأمنية، مشيراً إلى أن السفارة الفرنسية ظلت مفتوحة حتى خلال الحرب الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • دولة فلسطين مفتاح الشرق الأوسط الجديد
  • ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة
  • فورين أفيرز: كيف يفسد نتنياهو فرصة ترامب للسلام؟
  • الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟
  • ترامب يُمهل بوتين 12 يومًا لإنهاء الحرب .. فهل ترد روسيا العظمى بقصف واشنطن؟ مدفيديف: لسنا (إسرائيل أو إيران)
  • الخارجية الصينية: القضية الفلسطينية جوهر قضايا الشرق الأوسط وندعو لوقف الحرب بغزة
  • طهران تؤكد الرد على أي هجوم جديد.. خامنئي: «الملف النووي» ذريعة لضرب إيران
  • اوساط عسكرية اسرائيلية: سلوك نتنياهو يعكس بوضوح عدم وجود نية لإنهاء الحرب
  • الأسباب مجهولة .. إلغاء اجتماع “الرباعية الدولية” بشأن السودان
  • ميدفيديف يرد على”مهلة ترامب”: لسنا إيران أو إسرائيل