يمانيون/ تقارير لا تزال تداعيات الرد الإيراني على الكيان الصهيوني قائمة، واحتمالات التصعيد إلى مستوى أكبر واردة، لا سيما إذا غامر الكيان في استهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وبحسب المحللين فإن الرد الإيراني كان بشكل واضح، وأمام مرأى ومسمع العالم، وهو رد غير مسبوق، وتاريخي، بامتياز، وتجاوز كل الفرضيات والحسابات المعقدة.

سقوط استراتيجي

وفي هذا الصدد يقول الخبير العسكري زين العابدين عثمان إن  الرد الإيراني له تأثير كبير على المواجهة الصهيونية مع فلسطين ومحور المقاومة، حيث أصبح كيان العدو ومعه الأمريكي والبريطاني في واقع صدمة استراتيجية، و لم يستطيعوا إلى الآن ابتلاعها، مشيراً إلى أنه قد لوحظ حالة الارتباك والرعب الذي تعيشيه القيادات الصهيونية حالياً من القدرة العالية التي شكلتها صواريخ إيران النقطوية في تجاوز جميع تقنيات الدرع الصاروخي متعدد الطبقات وضربها للأهداف بتلك الفاعلية والدقة، حيث شكلت هذه واحدة من المصائب الكارثية التي دمرت الحسابات والتوقعات التي راهن عليها كيان العدو بشكل حرفي.

ويؤكد أن تأثير الرد الإيراني كان استراتيجياً، وقد كسر كل قواعد الاشتباك، رغم أن إيران لم تستخدم سوى جزءاً بسيطاً من قوتها الهجومية للرد، أما كيان العدو، فقد وصل إلى ذروة استخدامه لقدراته الدفاعية، ومعه قدرات أمريكية وبريطانية، موضحاً أن التشكيل الدفاعي الذي تم تجهيزه كان بمستوى عالٍ ومعقد، فقد تم استنفار جميع أنظمة الدفاع لاسيما الأنظمة الحديثة التي يملكها الكيان، منها “منظومات الجيل الخامس – نظام ارو3- ومنظومات ثاد وباتريوت باك3 -والقبة الحديدية”، بالإضافة إلى “منظومات الدرع الصاروخي” التي تخص القوات الأمريكية المنتشرة في الأردن والبحرين وقطر وأيضاً أسراب المقاتلات التي كانت مهمتها تشكيل حزام جوي لاعتراض الصواريخ والمسيرات .

ويواصل: “ولهذا فان الرد الإيراني أسس لمعادلة ردع صارمة لا يمكن تجاوزها، فيما وضع العدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني في أسوأ فشل، وسقوط استراتيجي لترسانتهم الدفاعية وخسارة المبادرة في أي مواجهة مفتوحة ضد إيران، وفوق ذلك الخسائر المادية التي تعرض لها الكيان باستهداف أهم قواعده الجوية وكلفة الدفاع التي وصلت إلى مليار وربع المليار دولار، وفق عثمان.

وبحسب الخبير العسكري عثمان فإن الوضع ما بعد الرد الإيراني يختلف تماماً ،كما أن موازين القوة أصبحت ترجح كفة إيران في كل الاتجاهات، فاذا ما حاول العدو الصهيوني ارتكاب المزيد من الحماقات، أو قام بالرد فحتماً سيلاقي عملاً هجومياً واسع النطاق من قوات حرس الثورة الذي سيكون هذه المرة رداً فورياً وساحقاً، وبآلاف المسيرات والصواريخ.

معادلة جديدة

من جهته يقول الأكاديمي والسياسي الدكتور خالد العماد إن الرد الإيراني يعتبر رسالة ردع لإسرائيل، وتأكيد على وجود إيران كقوة إقليمية قادرة على تهديد إسرائيل والوصول لعمقها رغم كل الحشد من حلفائها، والذي لولاه لكانت إسرائيل في مأزق كبير، مشيراً إلى أن عدد الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران في ضربة واحدة هي الأكبر في التاريخ العسكري، والتي قدرها البعض بأكثر من 250 صاروخاً ومسيرة، لتؤكد وبشكل قوي عن مدى القدرة وكم المخزون العسكري لدى الجمهورية الإسلامية.

ويضيف العماد، أن  الرد الإيراني على الصهاينة كان مزلزلاً وقوياً ومؤثراً، وحقق أهدافه بدقه، وظهرت إسرائيل ضعيفة وهزيلة أمام إيران، فقد تلاشت قوة إسرائيل، وهزمت من أول ضربة، علماً بأن إيران، وبعد أن استهدفت إسرائيل القنصلية الإيرانية في سوريا أبلغت مجلس الأمن والمجتمع الدولي لكن لم يحركوا ساكناً أمام إسرائيل، فكانت الضربة الإيرانية ضربة تأديبية لإسرائيل وحق مشروع قانونياً، فإسرائيل عبارة عن عصابة إجرامية تستحق القضاء عليها، فهي لا دين ولا أخلاق ولا أعراف لها غير الاجرام.

ووفق العماد فان الرد الإيراني جاء بعد سلسلة من العمليات الاستفزازية التي قام بها جهاز الموساد والجيش الإسرائيلي ضد المصالح الإيرانية في الشرق الأوسط منذ عقود خلت، منها استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال قيادات رفيعة في الحرس الثوري الإيراني.

ولهذا فان الرد يحمل أهدافاً كثيرة، منها كسر قواعد الاشتباك التقليدية بين إسرائيل ومحيطها الإقليمي، وفرض معادلة ردع جديدة على المستوى الإقليمي، في ظل وضع جيوسياسي، يطبعه التعقيد، وتداخل المصالح بين كبار اللاعبين في منطقة الشرق الأوسط، التي ربما تقبل على حرب إقليمية كبرى قد تهدد الأمن الدولي، خصوصاً أن المنطقة تشكل أهمية جيوسياسية واقتصادية لمختلف القوى الفاعلة في السياسة الدولية.

وعن تأثير الرد الإيراني، يؤكد خبراء عسكريون، أن له تأثير كبير، في المجال العسكري والاقتصادي، وله مردود فعلي في أوساط الجيش الإسرائيلي، معتبرين ذلك توجيه صفعة للكيان الصهيوني، وإيصال رسالة بالنار للعدو الصهيوني، وحلفائه الإقليميين والغربيين، خصوصاً أن تلك الصواريخ والمسيرات تحدت جميع الأنظمة الدفاعية لدى إسرائيل والولايات المتحدة وحلف الناتو والدول الأوروبية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا.

 وبحسب الخبراء فان خيار الانتقام الحقيقي يمر عبر فرض قواعد اشتباك جديدة بدأتها العملية الأخيرة، وأي رد إسرائيلي محتمل قد يبرر لطهران تنفيذ عملياتها الانتقامية والسريعة.

#إيران#الرد الإيراني#عملية الوعد الصادقً#كيان العدو الصهيوني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الرد الإیرانی کیان العدو

إقرأ أيضاً:

حماس: العدو الصهيوني حوّل الغذاء إلى سلاح قتل بطيء

وأكدت "حماس"، في تصريح صحفي أنّ قطاع غزة يواجه مجاعة كارثية بفعل حصار شامل مستمر، في أخطر مراحل الإبادة الجماعية، منذ أكثر من خمسة أشهر.

وقالت إن أخطر مراحل الإبادة الجماعية، تشمل إغلاق المعابر، ومنع حليب الأطفال، والغذاء والدواء عن أكثر من مليوني إنسان، بينهم 40 ألف رضيع مهدّدون بالموت الفوري، بالإضافة إلى 60 ألف سيدة حامل.

وأشارت إلى أن العدو الصهيوني حوّل الغذاء إلى سلاح قتل بطيء، والمساعدات إلى أداة فوضى ونهب، بإشراف مباشر من جيشه وطائراته.

ولفتت "حماس" إلى أن غالبية شاحنات الإغاثة التي تدخل غزة تتعرض للنهب والاعتداء، في إطار سياسة ممنهجة يتبعها العدو الصهيوني، تقوم على “هندسة الفوضى والتجويع” بهدف حرمان المدنيين من المساعدات القليلة، وإفشال توزيعها بشكل آمن ومنظّم.

وأضافت: "وفي حين يحتاج القطاع إلى أكثر من 600 شاحنة مساعدات ووقود يوميًا لتلبية الحد الأدنى من احتياجاته، فإن ما يُسمح بدخوله فعليًا لا يمثل سوى نسبة ضئيلة”.

وتابعت: "لقد بلغت الكارثة حدًا أن أمهات غزة أُجبرن على إرضاع أطفالهن الماء بدل الحليب، وسُجّل حتى الآن استشهاد 154 فلسطينيًا بسبب الجوع، بينهم 89 طفلًا، مع مئات الإصابات اليومية بسوء التغذية، وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية”.

ولفتت "حماس" إلى أنه ورغم تصاعد الإدانات الدولية، يروّج العدو الصهيوني لمسرحيات إنزال مساعدات جوية وبرية محدودة، بينما تسقط معظمها في مناطق خطرة سبق أن أمر العدو بإخلائها، ما يجعلها عديمة الجدوى وتهدد حياة المدنيين.

وذكرت أنه وفي سلوك إجرامي متكرر، يستهدف العدو الصهيوني فرق تأمين المساعدات، ويفتح الممرات لعصابات النهب تحت حمايته، ضمن خطة ممنهجة لإدامة المجاعة كأداة حرب.

ودعت حركة "حماس”، المؤسسات الدولية إلى فضح سلوك العدو القائم على “هندسة التجويع” وتعريته قانونيًا وأخلاقيًا، باعتباره جريمة حرب مركبة ومتعمدة، لا تقل خطورة عن القصف والتدمير المباشر.

وأكدت أن كسر الحصار وفتح المعابر فورًا ودون شروط هو الحل الوحيد لإنهاء الكارثة في غزة، وأن أي تأخير في ذلك يعني المضي نحو مرحلة إبادة جماعية، خصوصًا بحق الفئات الهشة من أطفال ومرضى وكبار سن.

كما دعت، الشعوب الحرة والمنظمات الحقوقية والإنسانية حول العالم إلى تصعيد تحركاتها، والعمل على فرض آلية أممية مستقلة وآمنة لإدخال وتوزيع المساعدات، بعيدًا عن تحكّم الاحتلال وسياساته الإجرامية.

مقالات مشابهة

  • الضربة قبل وصول الشحنة.. استخبارات المقاومة الوطنية ترسم معادلة جديدة في اليمن
  • اليمن يرسخ معادلة جديدة بعد قلب الموازين في المنطقة
  • استشهاد 51 من منتظري المساعدات بنيران العدو الصهيوني في غزة
  • عقوبات أميركية جديدة تستهدف شبكة الشحن الإيرانية
  • تقرير بريطاني: اليمن غيّر قواعد الاشتباك في البحر الأحمر
  • حماس: العدو الصهيوني حوّل الغذاء إلى سلاح قتل بطيء
  • وضع الدراسة بـ تشات جي بي تي.. ميزة جديدة تغيّر قواعد التعلم الذكي
  • طهران تؤكد الرد على أي هجوم جديد.. خامنئي: «الملف النووي» ذريعة لضرب إيران
  • بالتزامن مع الزيارة الأربعينية.. قواعد جديدة صارمة لجزر الذبائح في كربلاء
  • أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي