الاتحاد الأوروبي يسعى لتوحيد أسواقه المالية لمنافسة الصين والولايات المتحدة
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
بروكسل - "أ.ف.ب": أعاد قادة دول الاتحاد الأوروبي الذين عقدوا اجتماع قمة في بروكسل أمس الخميس، إحياء مشروع صعب لتوحيد أسواقهم المالية، في إجراء مطلوب لمنافسة الولايات المتحدة والصين في مجال التقنيات الخضراء والرقمية.
وإن كانت السوق الموحدة التي نشأت قبل أكثر من ثلاثين عاما ساهمت في ظهور عمالقة أوروبيين في الكيمياء وصناعة الطائرات والسيارات، إلا أن قطاعات أساسية مثل المالية والاتصالات والطاقة والدفاع تعاني من التجزئة نتيجة تنظيمات وطنية متضاربة، ما يحدّ من القدرة التنافسيّة.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمامويل ماكرون إجراء "نقاش طويل للغاية لأنّ المواقف في البداية كانت متباعدة"، متحدثًا عن تكامل أسواق رأس المال. واعتبر أن "اتحاد الادخار والاستثمار هو المفتاح للتمكن من تعبئة التمويل الخاص وفقاً لأولوياتنا. حدّدنا اليوم طريقة، مبادئ، جدولا زمنيا، وسنعود إلى المسألة في يونيو".
وتستخدم غالبية الدول الأوروبية عملة موحدة، إلا أن شركاتها الناشئة غير قادرة على جذب التمويلات الضخمة المتوفرة لمنافساتها الأمريكية. في المقابل، تستقطب المراكز المالية الأمريكية كذلك المدّخرات الأوروبية.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي السابق إنريكو ليتا الذي وضع تقريرا حول مستقبل السوق الداخلية ليناقشه رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي: إنّ "أكثر من 300 مليار يورو تخرج من أوروبا سنويا للاستثمار في الولايات المتحدة لأن السوق الأوروبية مفككة ولا تتمتع بجاذبية كافية".
ويتحتّم على أوروبا توظيف أكثر من 620 مليار يورو من الاستثمارات الإضافية سنويا بحسب المفوضية الأوروبية، لمجرد تحقيق تحولها الرقمي والبيئيّ.
ويضاف إلى هذا المبلغ زيادة الإنفاق العسكري لدعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، ما يحتّم مجهودًا إضافيًا قدّره البنك المركزي الأوروبي بـ75 مليار يورو في السنة.
من جهته، رأى المستشار الألماني أولاف شولتس أنّ على "الشركات الأوروبية أن تتمكن من الاستفادة من وفورات الحجم التي توفرها سوق داخلية أوروبية على هذا القدر من الاتساع، في حال أردنا التقدم في مجال النمو والتنافسية، وتحقيق المشاريع الكبيرة للتحول الأخضر والرقمي".
ويُتوقع لاتحاد أسواق الرساميل أن يساعد القارة على تجاوز "الجدار" الاستثماري من خلال تعبئة الادخار الخاص لصالح الاقتصاد الفعلي. وتشير الأرقام إلى أن نحو ثلث المدخرات الأوروبية البالغة 35 ألف مليار يورو "تنام" في حسابات مصرفية، في مقابل أقل من 15 بالمائة في الولايات المتحدة.
وترفض الدول الصغيرة الخضوع لمراقبة مالية أوروبية ولا سيما من قبل فرنسا التي تستضيف في باريس الهيئة المالية للأسواق المالية. كما أنّ تنسيق الأنظمة الضريبية أو قانون الإفلاس بين مختلف الدول يطرح معضلة مستحيلة حتى الآن.
وقال رئيس وزراء لوكسمبورغ لوك فريدن: "علينا تفادي الإسراف في البيروقراطية والإسراف في وضع تنظيمات والإسراف في المركزية، كما توصي به بعض الدول".
ورأى الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي في كلمة ألقاها الثلاثاء الماضي في بلجيكا: إنّ "ما نحتاج إليه هو تغيير جذري"، مشيرا إلى "مناطق أخرى لم تعد تلتزم قواعد اللعبة". وقال: إنّ "منافسينا الرئيسيين يستغلون كونهم يملكون اقتصادًا بحجم قارة. لدينا ميزة الحجم ذاتها في أوروبا، لكنّ تجزئة السوق تكبحنا".
ومن المتوقع أن يسلّم رئيس الوزراء الإيطالي السابق المطروح لخلافة أورسولا فون دير لايين على رأس المفوضية الأوروبية، تقريرًا حول موضوع التنافسية خلال الصيف. وتعتزم الدول الـ27 تحديد التوجهات الاستراتيجية لولاية المفوضية المقبلة من خمس سنوات التي ستلي الانتخابات المقررة في يونيو القادم.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي السابق إنريكو ليتا: "ليس لدينا وقت نهدره لأنّ الهوة تتزايد بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".
ويتراجع الاتحاد الأوروبي في السباق العالمي للابتكار في شتى المجالات، من البطاريات إلى الذكاء الاصطناعي مرورا بالألواح الشمسية والرقائق الإلكترونية. وتخسر الصناعة الأوروبية أسواقا على وقع ارتفاع أسعار الطاقة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وتعاني منافسة دول تستفيد من دعم حكومي مكثف وتنظيمات متساهلة.
ويسجّل الاتحاد الأوروبي ركودا منذ أكثر من عام ونصف عام وبلغت أعلى نسبة نمو خلال العام 2023 0,4 %، مقارنة بـ2,5 % في الولايات المتحدة و5,2 % في الصين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی ملیار یورو أکثر من
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي للصحفيين يطالب بحماية الصحفيين في قطاع غزة
وجهت رئيسة الاتحاد الأوروبي للصحفيين مايا سيفر، رسالة للممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس، طالبت خلالها بإجراءات من قبل الاتحاد الأوروبي لحماية الصحفيين الفلسطينيين في غزة ، وضمان منح الصحفيين من خارج غزة إمكانية الوصول الفوري والمستقل إلى القطاع.
وأكدت سيفر أن ضمان وجود الصحفيين الدوليين أمر ضروري للشفافية والمساءلة وحق الجمهور في المعرفة، داعية إلى وصول وسائل الإعلام الدولية فورًا وبشكل مستقل وغير مقيد إلى غزة وإلى الحماية الكاملة للصحفيين الفلسطينيين الذين يواصلون تقديم التقارير تحت الحصار.
وتابعت: "نيابة عن 300 ألف صحفي يمثلهم الاتحاد الأوروبي للصحفيين في أوروبا، نطلب منكم استخدام جميع التدابير الدبلوماسية والقانونية والاقتصادية المتاحة لوقف الفظائع المستمرة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة على الفور وبشكل مستدام ودون عوائق، وضمان منح الصحفيين من خارج غزة إمكانية الوصول الفوري والمستقل إلى القطاع".
وقالت سيفر: "خلال الاجتماع العام الأخير للاتحاد الأوروبي للصحفيين (EFJ) في بودابست في 3 يونيو، قدم قادة 56 نقابة وجمعية صحفية من 37 دولة أوروبية مشروع قرار مشترك وصوتوا بالإجماع لصالحه يدعو إلى وقف إطلاق النار لوضع حد لمذبحة السكان المدنيين، بمن فيهم الصحفيون، في غزة، ووضع حد للإفلات من العقاب لمرتكبي هذه الجرائم و فتح قطاع غزة على الفور أمام الصحافة الدولية.. لقد قُتل ما يقرب من 200 صحفي وإعلامي في العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في غزة. هذه مذبحة غير مسبوقة في تاريخ مهنتنا".
وَأضافت: "منذ عشرين شهرًا، رفضت السلطات الإسرائيلية منح الصحفيين من خارج غزة حرية الوصول إلى الأراضي الفلسطينية. هذا الوضع غير مسبوق في الحروب الحديثة، يسعى الجيش الإسرائيلي إلى فرض تعتيم إعلامي على غزة، لإسكات شهود جرائم الحرب التي ارتكبتها قواته، في وقتٍ تتزايد فيه المنظمات غير الحكومية الدولية وهيئات الأمم المتحدة التي تصفها بأعمال إبادة جماعية".
ونوهت سيفر إلى أن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء يتحملون مسؤولية قانونية وأخلاقية لمنع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. وطالبت بضمان محاسبة إسرائيل على أي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والوقف الفوري لبيع ونقل الأسلحة وقطع الغيار والمساعدات ذات الصلة التي قد تُسهم في انتهاكات جسيمة للقانون الدولي.
وأكدت أن "على الاتحاد الأوروبي بذل المزيد من الجهود للوقوف في صف الحق. في عالمٍ يشهد إجماعًا متزايدًا على أن الجيش الإسرائيلي يرتكب إبادة جماعية في غزة، مستخدمًا القصف المتواصل والتجويع، لم يعد بإمكان الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء الوقوف مكتوفي الأيدي".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين كتائب القسام تعلن قتل وجرح 6 جنود إسرائيليين جنوب قطاع غزة الصليب الأحمر : لا نتعامل مع أي جماعة مسلحة في غزة فرنسا تفتح تحقيقا ضد إسرائيليين من أصل فرنسي حرضوا على غزة الأكثر قراءة سعر صرف الدولار مقابل الشيكل اليوم الأحد 1 يونيو بالفيديو والصور: 42 شهيداً في غزة بينهم 30 جراء قصف إسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدات المفتي العام يعلن موعد صلاة عيد الأضحى في فلسطين الهدنة ... مرة أخرى درس الموازين ...! عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025