يستعد عشاق الفلك ومراقبو السماء في جميع أنحاء العالم لعرض سماوي مميز يحدث بداية في منتصف أبريل ويستمر إلى أواخر الشهر.

وعلى الرغم من أن زخات الشهب المعروفة باسم "القيثاريات" (Lyrid) تنطلق في 14 أبريل وتتواصل إلى غاية 30 من الشهر ذاته، إلا أنها ستبلغ ذروتها في وقت متأخر من مساء يوم 21 حتى فجر 22 أبريل.

وفي هذا التاريخ، سيكون نحو 18 نيزكا في الساعة مرئيا بالعين المجردة، ويتحرك بسرعة نحو 47 كيلومترا (29 ميلا) في الثانية.

وتعرف "القيثاريات" بأنها حدث سماوي يتميز بالنيازك السريعة الحركة دون مسارات ثابتة والنيازك الساطعة العرضية التي تُعرف باسم "الكرات النارية".

وتنطلق زخات الشهب السنوية من كوكبة القيثارة (Lyra)، ومنها حملت الزخات اسم "القيثاريات" (Lyrids). ويمكن رصدها بشكل أوضح في السماء الشمالية الشرقية، على الرغم من أن الشهب يمكن رؤيتها وهي تتدفق عبر أي جزء من سماء الليل.

وكل عام، في الفترة ما بين 14 و30 أبريل، تمر الأرض عبر الحطام الذي خلفه المذنب تاتشر (C / 1861 G1).  ويميل الحطام إلى الاحتراق في الغلاف الجوي للأرض، وينبعث منه الشهب المشرقة. وفي ذروتها، تنتج الزخات عادة ما بين 10 إلى 20 نيزكا في الساعة.

وتعد "القيثاريات" واحدة من أقدم زخات الشهب المعروفة، حيث تم تسجيلها لأول مرة منذ أكثر من 2700 عام من قبل علماء الفلك الصينيين.

وإحدى الطرق السهلة لاكتشاف وابل شهب "القيثاريات" هي البحث عن نجم "النسر الواقع" (Vega)، خامس ألمع النجوم في السماء كلها، وثاني ألمع نجم في سماء نصف الكرة الشمالي، ومن الممكن العثور عليه حتى في المناطق شديدة التلوث الضوئي.

عن روسيا اليوم

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

خطاب الكراهية: هل هو قميص عامر حرب أبريل

 

خطاب الكراهية: هل هو قميص عامر حرب أبريل

عبدالله ديدان

مضي أكثر من اثني عشر شهرا منذ اندلاع حرب الموت والتشرد والاغتصاب وفقدان الممتلكات وضياع الإنسانية ولا زالت نيرانها مشتعلة، تزداد تمددا واشتعلا، ربما لا ينجو منها أحد، فهي تحرق الوطن كل يوم وتقضي على آمال العودة إلى ما قبلها من حقبة كانت بائسة، لكنها ممكنة الإصلاح بلا سلاح وطائرات وقذائف مدافع، خلفت ولازالت تفعل، هذه الحرب اللئيمة، الكثير من التحديات على مستوى إنسانيتنا حتى بتنا حديث العالم، الذي لم يشهد نزوحا ولجوءا لما يفوق الخمسة عشر مليونا من البشر طوال تاريخه الحديث، فضلا عن عشرات الألوف من الموتى والمصابين وأشد مضاضة من كل ذلك انكسار الإسنان السوداني وذهاب قيمته التي تجعل منه كائنا له وطن وتراب يحبه ويقدر على العيش فيه، وهو مشحون بكل الأزمات ومسيرة الفشل الطويل التي لازمت حلمه ببناء دولة التنوع ومجد الاستقرار والتطور، لينعم بالرفاه واستثمار موارده المتعددة فى توفير أسباب الراحة ولخير البشرية.

أنتجت هذه الحرب واقعا اجتماعيا وثقافيا جديدا وبسرعة شديدة وفي عام واحد فقط، استطاعت أن تفجر براكينا من التداعى المكبوت، بكل محمولات التاريخ وفشل النخب السياسية والثقافية والأكاديمية، منذ خروج المستعمر وآيلولة الشأن الوطني لبني الوطن وعدم قدرتهم على بناء أمة سودانية وفقط مشروع وطني سوداني مؤسس على إدارة التنوع العرقي، الثقافي، الاجتماعي والاقتصادي الحاد، الذين يتشكل منه مجموع الشعب السوداني بلا روابط حقيقية وصلبة، تجعل هناك عرى متينة لوحدة الشعور بالانتماء الوطني  والمصير المشترك، فبتنا شعبا سودانيا يحمل ذات الجنسية ولكنه ينتمي إلى فضاءات أخرى، ليس من بينها، إننا نرى أنفسنا جميعا سودانيين حتى ولو أدرنا خلافاتنا بالسلاح، نظل ننظر إلى أنفسنا كسودانيين نتقاتل بالسلاح، ومرد ذلك يعود إلى سوء تربيتنا السياسية والثقافية والاجتماعية والوطنية وغياب الرؤية للبناء الوطني وعدم الاعتراف بالتنوع الذي هو أس تكويننا كشعب لهذا البلد. برز مع هذه الحرب، خطاب سياسي، ثقافي، اجتماعي وحربي عدائي وازدرائي، مشحون برفض الآخر حتى أن تأثيره، وصل إلى مرحلة القتل على أساس العرق واللون والشكل بين كل الطراف المتقاتلة والإخفاء القسري والطرد من مكان إلى مكان آخر، إنه خطاب الكراهية الذي يمكن تعريفه مفاهيميا بأنه أي نوع من التواصل الشفهي أو الكتابي أو السلوكي، الذي يهاجم أو يستخدم لغة ازدرائية أو تمييزية بالإشارة إلى شخص لأو مجموعة على أساس الهوية، وبعبارة أخرى على أساس الدين أو الانتماء الاثني أو الجنسية أو العرق أو اللون أو الاصل أو نوع الجنس أو احد العوامل الاخرى المحددة للهوية. وهو خطاب دائما ما يستمد جذوره من مشاعر التعصب والكراهية التي يغذيها فى الوقت نفسه، ويمكن أن يؤدي إلى الاذلال ويقود إلى الانقسامات، وهنا تكمن خطورة خطاب الكراهية لأنه يمكن أن يصل إلى مرحلة الدعوة وإلى العمل على سحق الآخر ورفض وجوده مطلقا، وهذا ما يحدث عندنا حاليا كواحد من تداعيات هذه الحرب الليعنة، فخطاب الكراهية ظل موجودا في مجتمعنا قبل هذه الحرب ويتجلى بكيفيات وأوجه مختلفة، سواء كان على المستوى النخبوي وأوساط المتعلمين والمشتغلين بالقضايا العامية والمثقفين، أو على المستوى الشعبي البسيط، بسبب تداعيات التاريخ وضعف إدراكنا للتنوع ورفض البعض من للآخر، نسبة للشعور بالأفضلية العرقية والتفوق الثقافي المبني على الاساس العرقي أو الدين، إلا انه وفى ظل حرب ابريل اللعينة هذه، طفت على سطح تداعيات الحرب اقوال وافعال وممارسات قائمة على خطاب كراهية مفرط، ومما يؤسف له أن ثلة من المتعلمين والمثقفين والاعلاميين والسياسيين ورجال الدولة وبعض قادة الحرب من الطرفين، اصبحوا يمارسون خطابا مشحونا بالكراهية على اساس العرق والجهة واللغة والثقافة والملامح والتاريخ، الشيء الذي أدى إلى حالة انقسام على هذه الاسس بين السودانيين، وساهم فى تأجيج الصراع وصب المزيد من الزيت على نار الحرب المشتعلة، مما قد يؤدي إلى تحولها إلى حرب اهلية واسعة النطاق وشديدة الفتك ترتكب فيها كل انواع الجرائم اكثر مما يحدث الآن ولربما تؤدي إلى تقسيم الوطن بلا رجعة، هنالك قوى مجتمعية وثقافية وسياسية ودينية تتبنى هذا الخطاب شديد الخطورة، لأن الحرب أولها كلام واخطر انواع الكلام خطاب الكراهية، الذي امتلأت به وسائط الاعلام الاكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي والخطابات العامة الموجهة للجمهور بغرض الاستقطاب أو الرفض على اساس العرق والجهة، حتى بات بعض كبار القادة من طرفي الحرب، يجردون بعضهم البعض من صفة المواطنة سوءا بالكلام أو الممارسة، كما ان طرفا الحرب باتا يستجيبان لدعاة خطاب الكراهية حتى بات واقع الحرب الآن، ترتكب فيه المجازر والابادة العرقية فى معظم الاقاليم التي تشتعمل فيها الحرب، وبصورة اشد حدة في اقليم دافور وولاية الجزيرة، انتشار هذه الممارسات بمستويات مختلفة في كل السودان حاليا.

مسؤوولية قادة الرأي العام ومنظمات المجتمع المدني وكيانات المثقفين والاعلام والقوى السياسية، باتت كبيرة ومطلوبة بصورة عاجلة للتصدي لخطاب الكراهية الحاد والمسيطر على فضاء الحرب الآن، وذلك بمقابلته بخطاب مضاد مبني على اسس ان الحرب هي في اصلها سياسية وصراع مصالح بين قوتين مسلحتين معاديتين لحق الشعب السوداني في الاستقرار والديمقراطية والحكم المدني وسيادة حكم القانون ومحاربة الفساد، كما لابد من فضح الذين يتبنون خطاب الكراهية لتغذية الحرب ورفض الآخر والدعوة إلى اجتثاثه على اساس انه آخر مختلف، لأن هذا الخطاب يخرج الحرب من السياق الذي يمكن احتوائه الى سياق آخر يقود الى الحرب الشاملة والفوضوية حتى ان طرفيها الحاليين لن يكونا موجودين حينها، لانهما سيذوبان فى حرب الكراهية الشاملة وهي حرب الكل ضد الكل. هنالك ضرورة ملحة فى ظل هذا الواقع المعقد لانتاج خطاب واسع موجه للشعب السوداني بعدم الانسياق وراء دعاة الكراهية بكل اوجهها وخطابها المشحون بروح تأجيج الحرب وتوسيع دائرتها على اسس عرقية وثقافية واستدعاءات تاريخية مضرة، على ان يتم تبني هذا الخطاب بواسطة حملة دولية واعلامية واسعة عبر مختلف المنصات بالتعاون بين منظمات المجتمع المدني الاقليمية والدولية والمحلية والفاعلين الاجتماعيين والمثقفين فى قواعد المجتمع السوداني.

 

 

الوسومحرب السودان مناهضة خطاب الكراهية نحن واحد

مقالات مشابهة

  • الشمالية ترسل نحو 600 بالون نفايات إلى كوريا الجنوبية
  • الإمارات ترسل سفينة مساعدات جديدة الى غزة
  • فلكية جدة: اليوم بداية موسم الأعاصير 2024
  • خطاب الكراهية: هل هو قميص عامر حرب أبريل
  • ارتفاع الطلب على السفر الجوي 11% في أبريل
  • أجواء صيفية حارة بداية الأسبوع المقبل
  • ارتفاع درجات الحرارة ورفع الرايات الخضراء على شواطئ الإسكندرية
  • الأرصاد الجوية: طقس نهاية الأسبوع شديد الحرارة نهارا ومائل للحرارة ليلا
  • الطقس في الأردن.. درجات الحرارة تلامس 40 مئوية في عمان الأسبوع القادم
  • بعد أيام من فشلها في إطلاق قمر صناعي للتجسس.. كوريا الشمالية تطلق وابلاً من الصواريخ