عربي21:
2025-07-06@13:51:49 GMT

في سقوط أيديولوجية القوة الإيرانية

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

في الصراع السياسي والعسكري بين الدول، ثمة فارق مهم جدا بين من يُقدم على تغيير قواعد الاشتباك وبين من يُجبر عليها: في الحالة الأولى تمتلك الدولة القدرة العسكرية والسياسية التي تؤهلها للخروج من الستاتيكو السياسي والعسكري القائم، أو من قواعد الاشتباك السائدة والمتفق عليها ضمنيا بين طرفي الصراع، بينما لا تمتلك الدولة في الحالة الثانية هذه القدرات، واضطرارها إلى دخول المستوى الجديد من الصراع ليس إلا لخفض الأثمان الاستراتيجية إذا هي لم تقم بذلك.



ضمن هذه المقاربة يمكن النظر إلى الضربة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، ثم الرد العسكري الإيراني بمئات المُسيرات والصواريخ من الأراضي الإيرانية تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.

تغيير قواعد الاشتباك

بقصفها مبنى دبلوماسي رسمي لإيران في دمشق غيرت إسرائيل قواعد الاشتباك السائدة منذ سنوات بينها وبين إيران (معركة بين الحروب)، وهي إذ تفعل ذلك، فإنما فعلته بعد دراسة عميقة للمتغير الحالي في المنطقة والمتمثل بحرب غزة من جهة، والدعم الغربي غير المحدود لإسرائيل من جهة ثانية، وهما متغيران يدفعان صناع القرار في إيران ـ من وجهة نظر إسرائيلية ـ إلى التفكير مليا في توجيه ضربة عسكرية مباشرة لإسرائيل إن قامت الأخيرة بتغيير قواعد الاشتباك وضرب أهداف إيرانية رسمية بشكل مباشر.

الخيارات الإيرانية

كان أمام إيران خياران:

ـ المحافظة على قواعد الاشتباك مع ما يعنيه ذلك من خسائر كبيرة، ليس على المستوى المعنوي والشعبي فحسب، بل أيضا على المستوى الاستراتيجي، لأنه ينهي نهائيا مقولة الصبر الاستراتيجي الإيرانية، ولأنه سيدفع إسرائيل إلى المضي قدما في تغير قواعد الاشتباك.

ـ رد عسكري، ولكن الردود العسكرية تكون دائما على مستويين: الأول ضعيف يحمل رسائل سياسية وإن جاءت عبر السلاح، بينما يكون الثاني قويا يندرج ضمن معادلة الردع القاسي.

اختارت إيران الرد الضعيف لأربعة أسباب رئيسية:

الأول، تفاوت القدرة العسكرية بينها وبين إسرائيل، إذ أن رد عسكري إيراني قوي يؤذي إسرائيل سيُقابل بالضرورة برد عسكري، وسيؤدي إلى فتح باب حرب طويلة بين الجانبين، لن يكون بمقدور إيران تحملها في ظل دعم أميركي هائل لإسرائيل ودعم غربي تكشف بوضوح منذ أحداث السابع من أكتوبر العام الماضي في محيط غزة.

الثاني، لن يستطيع الاقتصاد الإيراني المأزوم وهو في مرحلة التعافي المبكر من تحمل حرب بهذا المستوى، الأمر الذي قد يؤدي إلى رفع مستوى الغضب الشعبي الموجود أصلا نتيجة التدهور الاقتصادي.

يمكن فهم أن إسرائيل لن ترد على الرد الإيراني مباشرة بقصفها مواقع داخل إيران، أو إعادة تكرار سيناريو القنصلية في دمشق، بل ستقوم بعمليات عسكرية مباشرة في سورية ضد الميليشيات التابعة لها، أو عمليات غير مباشرة داخل الأراضي الإيرانية دون أن تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنها (تفجيرات أصفهان المحدودة أمس)، فمثل هذه العملية داخل الأراضي الإيرانية تهدف إلى توجيه رسالة سياسية مفادها أن إسرائيل قادرة إن لزم الأمر في الوصول إلى العمق الإيراني.الثالث، ليس لدى إيران رغبة في أن تؤدي الحرب إلى نشوء تحالف إسرائيلي عربي ـ كان وما يزال مضمرا وبحدود معينة ـ واضح من شأنه أن يؤدي إلى إضعاف مكامن القوة الإيراني في البلدان العربية (العراق، سورية، لبنان، اليمن).

الرابع، عدم رغبة صناع القرار في طهران بحدوث قطيعة سياسية مع الولايات المتحدة، خصوصا بعد الانفراجات الجزئية التي حصلت بين الدولتين خلال الأعوام الماضية فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وتخفيف العقوبات الاقتصادية الأميركية والغربية على إيران.

في المجمل، كان الرد الإيراني ضعيف الأثر، انعكاسا لقدرة إيران المحدودة فيما يتعلق بإسرائيل، ويمكن القول إن التجارب الطويلة بين الجانبين خلال العقود الماضية من جهة، وقصف القنصلية الإيراني في دمشق والرد الإيراني، لا تخدم القضية الفلسطينية، بقدر ما تخدم المصالح الإيرانية في المنطقة، فإذا لم تستطع إيران ـ التي تحمل في شعاراتها محاربة إسرائيل بسبب احتلالها لفلسطين ـ من استثمار لحظة فارقة (ضرب القنصلية) لفرض واقع جديد، فإن كل استراتيجيتها سقطت أمام هذا الامتحان.

وما قول البعض بأن إيران ألزمت إسرائيل بالعودة إلى قواعد الاشتباك السابقة (المعركة بين الحروب)، وأن الصواريخ الإيرانية والمُسيرات كشفت منظومات الصواريخ الإسرائيلية الاستراتيجية، وقول آخرين من أن إسرائيل كانت ضعيفة لدرجة أنها لجأت إلى دول عربية وغربية للمشاركة معها في إسقاط الصواريخ الإيرانية، ما قول كل هذا إلا هراء بالمعنى الاستراتيجي، وإن كان ثمة حقيقة واضحة لا يبدو أن العرب قادرين على فهمها أو استغلالها، وهي أن عملية "طوفان الأقصى) والرد العسكري الإيراني كشفا حالة الخوف والهلع الإسرائيلية العالية جدا.

ولا يتعلق هذا الخوف بطبيعة الحال بسبب ضعف إسرائيل على المستوى العسكري، بل ناجم من الشخصية الإسرائيلية التي ترتعب جدا من أي محاولة عربية أو إسلامية للنهوض، أو أية محاولة لتوجيه ضربة لها.

من هنا، يمكن فهم أن إسرائيل لن ترد على الرد الإيراني مباشرة بقصفها مواقع داخل إيران، أو إعادة تكرار سيناريو القنصلية في دمشق، بل ستقوم بعمليات عسكرية مباشرة في سورية ضد الميليشيات التابعة لها، أو عمليات غير مباشرة داخل الأراضي الإيرانية دون أن تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنها (تفجيرات أصفهان المحدودة أمس)، فمثل هذه العملية داخل الأراضي الإيرانية تهدف إلى توجيه رسالة سياسية مفادها أن إسرائيل قادرة إن لزم الأمر في الوصول إلى العمق الإيراني.

كما أن إسرائيل غير قادرة على الدخول في أزمة مع الولايات المتحدة غير الراغبة إطلاقا بنشوء حرب واسعة في الشرق الأوسط، حفاظا على مصالحها التي أصبحت خلال السنوات السابقة متمثلة بثلاث مستويات:

الأول، استمرار تدفق النفط بسلاسة إلى العالم الغربي.

الثاني، استمرار طرق الملاحة البحرية في عملها دون تهديد.

الثالث، الإبقاء على الوضع الراهن السياسي في البلدان العربية عبر استقرار النظم الاستبدادية والحيلولة دون نشوء نظم ديمقراطية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلية الإيرانية إيران إسرائيل رأي مواجهة مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة داخل الأراضی الإیرانیة قواعد الاشتباک الرد الإیرانی أن إسرائیل فی دمشق

إقرأ أيضاً:

مصدر رسمي سوري: توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل سابق لأوانه ويجب الالتزام باتفاق فك الاشتباك أولاً

أكد مصدر رسمي سوري أن الأنباء المتداولة في وسائل الإعلام حول توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل “سابقة لأوانها”، داعياً تل أبيب إلى الالتزام باتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 والانسحاب الكامل من الأراضي السورية المحتلة، خاصة مرتفعات الجولان.

وقال المصدر لوكالة “الإخبارية” السورية: “لا يمكن التحدث عن التفاوض بشأن اتفاقيات جديدة قبل الالتزام الكامل باتفاقية فض الاشتباك والانسحاب من الجولان المحتل”.

وجاء هذا التصريح بعد أيام من تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الذي أكد مصلحة بلاده في توسيع دائرة السلام لتشمل دولاً مثل سوريا ولبنان، مشدداً على ضرورة اعتراف أي اتفاق تطبيع محتمل بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.

وتسيطر إسرائيل على المنطقة العازلة السورية منذ سنوات، مع إعلان انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين عام 1974، فيما تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي ببناء تسعة مواقع عسكرية في المنطقة لتعزيز وجودها العسكري طويل الأمد، حسب وسائل إعلام عربية.

ويأتي هذا التصريح في ظل تصاعد التكهنات حول احتمالات تطبيع العلاقات بين البلدين، لا سيما بعد تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي ألمح إلى إمكانية التطبيع بشرط بقاء الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية.

وكانت تقارير إسرائيلية قد تحدثت عن احتمال توقيع اتفاق سلام قبل نهاية العام الحالي، نقلاً عن مصدر سوري مطلع، فيما أبدى الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع استعداد بلاده للسلام والتفاوض حول التسوية السياسية، بما في ذلك ملف الجولان.

يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التقى أحمد الشرع في مايو الماضي بالرياض، معلناً رفع العقوبات عن سوريا، وشدّد على ضرورة اتخاذ خطوات من بينها تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

لكن الموقف السوري الرسمي يشدد حالياً على أن السلام لن يتحقق إلا بعد التزام كامل من الجانب الإسرائيلي، مما يضع سقفاً واضحاً لأي مفاوضات مستقبلية.

 الأمن الداخلي في اللاذقية يعتقل العميد رامي منير إسماعيل أحد كبار ضباط نظام الأسد أثناء محاولته الفرار

ألقت قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية السورية، اليوم الأربعاء، القبض على العميد رامي منير إسماعيل، أحد كبار ضباط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، خلال محاولته الفرار خارج البلاد.

وأوضحت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن العملية تأتي ضمن جهود ملاحقة كبار رموز نظام الأسد وتقديمهم للقضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

يُذكر أن رامي منير إسماعيل شغل منصب مدير إدارة المخابرات الجوية في محافظتي اللاذقية وطرطوس خلال فترة حكم الأسد، وهو مسؤول عن العديد من الانتهاكات بحق المدنيين.

وفي سياق متصل، أعلنت الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، التي تمكنت من السيطرة على مفاصل الدولة في ديسمبر 2024، عدة قرارات انتقالية أبرزها تولي الشرع رئاسة البلاد مؤقتاً، وتعليق العمل بالدستور وحل مجلس الشعب.

كما تمكنت السلطات من القبض على وسيم الأسد، ابن عم الرئيس السابق، في عملية أمنية محكمة بعد استدراجه قرب منطقة تلكلخ بريف حمص، حيث يُعتبر من أبرز تجار المخدرات والمتورطين في جرائم عدة خلال النظام السابق.

وقالت وزارة الداخلية السورية إن العملية نفذتها إدارة المهام الخاصة التابعة لها، مؤكدة استمرار التزامها بمكافحة الجريمة وتحقيق العدالة.

وينحدر وسيم الأسد من محافظة اللاذقية، ويمتلك عدة شركات في منطقة الساحل السوري.

“طيران الجزيرة” يستأنف رحلاته من الكويت إلى سوريا بعد 13 عاماً من الانقطاع

استأنفت شركة “طيران الجزيرة” الكويتية رحلاتها الجوية إلى سوريا، حيث هبطت أولى طائراتها في مطار دمشق الدولي بعد انقطاع دام 13 عاماً، على خلفية الأزمة التي شهدتها البلاد.

وأعلنت الشركة في بيان رسمي أن الرحلات ستنطلق بواقع رحلة يومية بين الكويت ودمشق، مع خطط لزيادة وتيرتها إلى رحلتين يومياً قبل نهاية موسم الصيف الحالي.

الخطوة تأتي ضمن تحركات إقليمية متزايدة لإعادة ربط سوريا بشبكات النقل الجوي، في ظل مؤشرات على انفتاح اقتصادي وسياحي تدريجي. وأفادت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن عودة “طيران الجزيرة” تعكس توجهاً لتوسيع الحضور الكويتي في السوق السورية.

من جهته، أكد مدير إدارة العلاقات العامة في هيئة الطيران المدني السورية، علاء صلال، أن الهيئة تعمل على تقديم كافة التسهيلات لشركات الطيران الراغبة باستئناف نشاطها، لافتاً إلى تفعيل جميع الخطوط الجوية باتجاه أوروبا وآسيا والدول العربية.

وكان مطار دمشق الدولي قد شهد الأسبوع الماضي هبوط أول رحلة مدنية قادمة من النمسا واليونان، في إطار إعادة ربط سوريا بعدد من العواصم الأوروبية.

مصر تؤكد دعمها لسوريا وتدعو لحل سياسي شامل بعد قرار ترامب رفع العقوبات

أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اتصالاً هاتفياً بنظيره السوري أسعد الشيباني، لبحث تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في سوريا، وذلك في أعقاب القرار الأمريكي برفع العقوبات المفروضة على دمشق.

وخلال الاتصال، استعرض الوزير السوري التقديرات الأولية للحكومة السورية بشأن التداعيات المرتقبة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنهاء برنامج العقوبات، مشيراً إلى ما قد يحمله القرار من تأثيرات إيجابية على الوضعين الإنساني والاقتصادي، وفتح أبواب إعادة الإعمار والتنمية التي طال انتظارها.

من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري دعم بلاده الثابت لوحدة وسيادة الأراضي السورية، مشدداً على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة مملوكة وطنياً، بعيداً عن أي تدخلات أو إملاءات خارجية.

وأعرب عبد العاطي عن موقف مصر الرافض للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة السورية، ودعا إلى مقاربة وطنية جامعة تشمل جميع الأطياف السياسية السورية.

كما تناول الاتصال بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب، حيث شدد الوزير المصري على أهمية أن تشكل سوريا ركيزة للاستقرار في المنطقة، مؤكداً ضرورة تكثيف التنسيق الإقليمي والدولي في مواجهة التهديدات الأمنية المشتركة.

ألمانيا تكشف عن اتصالات مع سوريا لترحيل مهاجرين مدانين بجرائم

أعلن وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت عن وجود اتصالات جارية بين برلين ودمشق تهدف إلى التوصل لاتفاق يسمح بإعادة مهاجرين سوريين مدانين بارتكاب جرائم إلى وطنهم، في خطوة قد تشكل تحولاً في سياسة الهجرة الألمانية تجاه سوريا.

وقال دوبرينت في تصريحات لمجلة “فوكس” الألمانية: “هناك اتصالات جارية مع سوريا بشأن اتفاق لإعادة المجرمين السوريين إلى وطنهم. النتائج لم تتضح بعد”، مشيراً إلى أن سوريا لا تزال تمثل تحدياً قائماً فيما يتعلق بعمليات إعادة اللاجئين.

وأشار الوزير إلى أن هذه المساعي تأتي استكمالاً لخطوات اتخذت في وقت سابق، حيث كانت وزيرة الداخلية السابقة نانسي فيزر قد بدأت قبيل مغادرتها منصبها اتصالات أولية مع الحكومة السورية الانتقالية لإعادة فتح ملف الترحيل.

وتحتل سوريا الصدارة في عدد طالبي اللجوء إلى ألمانيا، إذ تقدّم 9861 سورياً بطلبات حماية للمرة الأولى خلال الربع الأول من عام 2025، بحسب بيانات وكالة الأنباء الألمانية.

يأتي هذا التطور في وقت تتجه فيه دول أوروبية عدة إلى مراجعة سياساتها تجاه اللاجئين السوريين، خاصة بعد إعلان واشنطن إنهاء العقوبات المفروضة على سوريا، وعودة بعض الدول إلى التواصل الرسمي مع دمشق.

محافظ دمشق: سوريا ستشهد قفزات نوعية خلال 3 سنوات وتعزيز التعاون مع الأردن

أكد محافظ دمشق ماهر مروان أن سوريا ستشهد قفزات نوعية خلال السنوات الثلاث القادمة بالتعاون مع جميع الأطراف، مشيراً إلى أن السوريين في الأردن ليسوا بالمهجر بل بين أهلهم وإخوانهم، داعياً لتعزيز الروابط بين البلدين.

وجاء ذلك خلال لقاء مفتوح نظمته جمعية الأعمال السورية العالمية “سيبا الأردن” أمس الأربعاء، حيث تحدث مروان عن تعافي سوريا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، بعد سنوات من الحصار والألم، مشيراً إلى أن شمال سوريا كان يعاني قبل سقوط نظام الأسد، وقال: “كانت عيوننا على حلب فأعطانا الله سوريا كاملة”.

وأوضح محافظ دمشق أن هناك مسارات عمل متعددة جارٍ تنفيذها، منها مشاريع الرقمنة والبنية التحتية، مشدداً على أهمية الرقمنة في تسهيل حياة المواطنين.

وأكد على ضرورة الواقعية في الطرح، مطالباً بعدم تحميل الحكومة الحالية إرث الماضي الثقيل، معتبراً أن تصحيح هذا الإرث يحتاج إلى وقت وبناء تشريعي سليم.

وأشار مروان إلى أن أحياء دمشق بحاجة لإعادة بناء تدريجية، مشيراً إلى وجود شركات جاهزة للعمل على مشاريع الإعمار، لكن ذلك يتطلب مخططاً تنظيمياً جديداً يحافظ على البيئة وهوية المناطق. وشدد على أن الدولة لا يمكنها تقديم السكن لمنطقة دون أخرى.

كما تناول مروان التعاون الأردني السوري في مجال التصدير والاستيراد، مشيراً إلى أنه ستعلن قريباً إجراءات مشتركة بين البلدين لتعزيز هذا التعاون. ولفت إلى أن رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا ساهم في خلق فرص استثمارية متزايدة.

وأشار إلى مؤشرات إيجابية في القطاع السياحي، موضحاً أن فنادق دمشق تمتلئ عند إقامة الفعاليات، وأن سوريا تتجه نحو خصخصة بعض القطاعات بعد تلقي عروض جدية مؤخراً، مقارنة بما كان عليه الوضع سابقاً.

كما تحدث عن تعاون بين محافظة دمشق وأمانة عمان، بالإضافة إلى مشاريع تطوير في جبل قاسيون تهدف إلى تحسين تجربة الزوار.

من جهته، أكد محافظ ريف دمشق محمد الشيخ على خطط توفير مراكز خدمات للمستثمرين وبناء هوية بصرية جديدة للدولة، مع التركيز على سن القوانين التي تواكب التطور.

يذكر أن جمعية الأعمال السورية العالمية “سيبا الأردن” تسعى إلى تمكين المستثمرين السوريين وتعزيز مجتمع الأعمال في الأردن.

الأمم المتحدة تطلق نداء عاجلاً لزيادة الدعم لسوريا مع حاجة 16 مليون سوري ماسة للمساعدة الإنسانية

أكد مكتب الأمم المتحدة في سوريا أن أكثر من 16 مليون شخص في البلاد يواجهون ظروفاً إنسانية كارثية، داعياً المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم المالي واللوجستي لسوريا في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية، جاء ذلك في بيان رسمي عقب زيارة ميدانية أجراها وفد أممي رفيع المستوى إلى محافظتي إدلب وحلب، التقى خلالها مسؤولين ونازحين وعائدين من الداخل والخارج.

وطالبت الأمم المتحدة بتوجيه استثمارات مباشرة لتلبية الاحتياجات الأساسية وإعادة تأهيل الخدمات، خاصة في المناطق المتضررة من الحرب، محذرة من أن ضعف التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية يفاقم الأزمة ويترك ملايين السوريين في مواجهة مستقبل غامض.

وأشار الوفد إلى أن حجم المعاناة والاحتياجات يتطلب استجابة سريعة وفعالة، خاصة مع انهيار البنية التحتية المستمر وأزمة النزوح المتفاقمة، في ظل غياب حلول مستدامة.

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، إن ما شاهده على الأرض يعكس حجم التحديات التي تواجه السوريين، مشيداً بصمودهم وإصرارهم رغم الظروف الصعبة، مؤكداً أن “هذا الشعب يستحق أن نمد له يد العون ونقف إلى جانبه في رحلة التعافي”.

وجدد البيان التزام الأمم المتحدة بدعم الحكومة والشعب السوري، مؤكداً أن المنظمة لن تدخر جهداً لتوفير ظروف تضمن عودة آمنة وكريمة وطوعية للنازحين واللاجئين، وإعادة بناء حياة مستقرة لأكثر من نصف سكان سوريا المتأثرين بالأزمة.

سوريا تُوقف متورطين في ملف أطفال المعتقلين المفقودين خلال حكم الأسد

أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية بالتنسيق مع وزارة الداخلية توقيف عدد من الأشخاص المعنيين بملف أطفال المعتقلين والمعتقلات الذين فقدوا أثناء حكم بشار الأسد، ووضعهم قيد التحقيق.

وجاء في بيان الوزارة أن الخطوة تأتي بناءً على قرار وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل بتشكيل لجنة تحقيق مختصة بمتابعة مصير أبناء وبنات المعتقلين والمغيبين قسرًا خلال فترة النظام السابق.

وتهدف اللجنة إلى كشف الحقيقة وتحقيق العدالة، بعد جمع شهادات ومعطيات أولية تتعلق بحالات الأطفال الذين فقدوا في دور الرعاية الواقعة تحت سيطرة النظام السابق.

أكدت الوزارة أن جميع الإجراءات القانونية تتم وفق أعلى معايير العدالة، ودعت كافة الجهات الرسمية والمدنية والمواطنين الذين يملكون معلومات إلى التعاون مع اللجنة للمساهمة في كشف مصير هؤلاء الأطفال وضمان حقوقهم.

وشددت على أن حماية حقوق الأطفال هي مسؤولية وطنية وأخلاقية، والوزارة ملتزمة ببذل كل الجهود لمنع تكرار هذه الانتهاكات مستقبلاً.

نقابة الفنانين السوريين تتراجع عن شعارها الجديد بعد موجة سخرية وانتقادات لاذعة

قررت نقابة الفنانين السوريين تغيير شعارها الجديد، بعد تعرضه لموجة واسعة من السخرية والانتقادات من قبل فنانين وإعلاميين ومصممين على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين إياه “تصميماً بدائياً يفتقر إلى الذوق والإبداع”.

وأعلنت النقابة عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك” أنها قررت طرح مسابقة خاصة لتصميم شعار جديد، مؤكدة أن القرار جاء استجابة للآراء النقدية التي طالت التصميم، وحرصًا على احترام رأي الأعضاء وسعياً للوصول إلى تصميم أكثر احترافية يليق بتاريخ الفن السوري.

ووفقًا لما نقلته صحيفة “الوطن” السورية، فإن مجلس إدارة النقابة قرر رسميًا سحب الشعار، بعد أن أصبح “مادة دسمة للسخرية” على الإنترنت.

وكان الفنان السوري فراس إبراهيم من أوائل المنتقدين للتصميم، إذ كتب منشورًا لاذعًا عبر حسابه في “فيسبوك”، قال فيه: “كنت أعتقد أن أحداً يريد أن يسخر من نقابة الفنانين فقام برسم هذا التصميم البدائي، لكني فوجئت بأنه يُنشر على الصفحة الرسمية للنقابة، وهو أمر غير مقبول في بلد أنجبت عباقرة في الفن التشكيلي”.

يأتي هذا التراجع في وقت تسعى فيه النقابة لاستعادة ثقة الوسط الفني، لا سيما بعد تراجع كبير في دورها خلال السنوات الأخيرة، ما جعل هذه الحادثة محطة جديدة للنقاش حول المعايير المهنية والتمثيل المؤسسي للفنانين السوريين.

مقالات مشابهة

  • الصواريخ الإيرانية أصابت 5 قواعد عسكرية للاحتلال وتكتم على الأضرار
  • خبراء أمريكيون: الضربات الإيرانية أصابت عدة قواعد عسكرية إسرائيلية
  • بيانات تكشف ما "أخفته" تل أبيب: خمس قواعد إسرائيلية تحت القصف الإيراني
  • المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: الرأي العام الإيراني غاضب حاليا لدرجة أن لا أحد يجرؤ على الحديث عن المفاوضات والدبلوماسية
  • هدنة غزة .. توقع بدء محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس لحل نقاط الخلاف
  • سوريا تدعو للعودة إلى اتفاق فض الاشتباك مع إسرائيل لعام 1974
  • الخارجية الإيرانية: نرغب بالدبلوماسية وعلى واشنطن عدم استخدام القوة خلال التفاوض
  • دمشق مستعدة للتعاون مع واشنطن للعودة إلى اتفاق فضّ الاشتباك مع إسرائيل
  • الخارجية الإيرانية: لدينا اتصالات مع واشنطن وعليها إظهار التزامها بالدبلوماسية
  • مصدر رسمي سوري: توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل سابق لأوانه ويجب الالتزام باتفاق فك الاشتباك أولاً