أكد الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، ورئيس مجلس إدارة جريدة الوطن، أنّ التطور التكنولوجي في مجال الاتصال الرقمي أصبح يفوق توقعات أي شخص، والتحدي الأكبر يكمن في الذكاء الاصطناعي، المتوقع أن يشهد استخدامًا واسعًا في مجال الإعلام بحلول عام 2026.

وأضاف مسلم، خلال كلمته في فعاليات المؤتمر العلمي الثاني لكلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تحت رعاية الدكتور خالد الطوخي، رئيس مجلس أمناء الجامعة، والدكتور نهاد المحجوب، رئيس الجامعة، والدكتورة هويدا مصطفى عميد الكلية، أنّ سرعة التطور تجعل من استشراف مستقبل الاتصال الرقمي حتى عام 2030 أمرًا صعبًا، نظرًا للتطورات المتسارعة التي لم يكن من الممكن توقعها قبل ذلك.

الاتصال الرقمي أداة للتغيير والتطوير

وأكد أنّ الاتصال الرقمي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأداة فعالة للتغيير والتطوير في مختلف المجتمعات والمجالات خاصة صناعة الإعلام، مؤكدا ضرورة دراسة الاتصال الرقمي بشكل معمق لتعزيز سهولة التواصل في مختلف مجالات الحياة، والبحث عن سبل الاستفادة منه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

تحديات الاتصال الرقمي

وأوضح رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، أنّ منصات التواصل الاجتماعي أصبحت منافسًا شرسًا لوسائل الإعلام التقليدية، حيث تحولت من أدوات للتواصل إلى منصات لصناعة المحتوى مثل واتساب الذي زاد عدد مستخدميه من مليارين في فبراير 2022، إلى مليارين و700 مليون في 2023، وتطبيق تليجرام الذي وصل عدد مستخدميه لأكثر من مليار العام الجاري.

وحذّر مسلم من انتشار الأخبار المزيفة عبر التطبيقات، ما يتطلب من العاملين في مجال الإعلام التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها، لافتا إلى حصول أكثر من ملياري مستخدم حول العالم على أخبارهم من مواقع التواصل الاجتماعي، ما يزيد خطورة انتشار المعلومات المضللة.

ولفت إلى سيطرة الشركات الكبرى على المحتوى، حيث تتحكم في نسبة قليلة من الأخبار على المنصات مثل فيسبوك، بينما تعطي الأولوية للمؤثرين في إنتاج محتوى الأخبار.

وأكد مسلم أنّ تحديات الإعلانات باتت مؤثرة على صناعة الإعلام، حيث تلجأ الشركات إلى الإعلان عبر منصات التواصل الاجتماعي بأسعار أرخص من المؤسسات الإعلامية، ما يُشكل صعوبة كبيرة للصحف والقنوات التلفزيونية.

وشدد مسلم على ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية من قبل المؤسسات الإعلامية لمواجهة التحديات، واكتساب المعرفة والتكنولوجيا اللازمة، وتعزيز قدراتها التقنية، مؤكدا أهمية مواكبة التغييرات المتسارعة في مجال الاتصال الرقمي بشكل دائم.

أشار إلى ظهور نماذج أعمال جديدة للمحتوى عبر منصات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتي تُعد من أهم التحديات حاليًا، حيث من المتوقع أن تصل استثماراتها إلى أكثر من تريليون و800 مليار دولار عام 2030، كما حذّر من المخاطر الأخلاقية للذكاء الاصطناعي وعدم استشراف مستقبله، ما يتطلب المراقبة والتنظيم من قبل الجهات المعنية.

حضر المؤتمر، الدكتورة درية شرف الدين رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس النواب، والكاتب الصحفي وجدي زين الدين، رئيس تحرير الوفد، والدكتور حسين زين، رئيس مركز كمال أدهم في الجامعة الأمريكية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإعلام الإعلام الرقمي جامعة مصر جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا المنصات الاتصال الرقمی فی مجال

إقرأ أيضاً:

برقاوي: الإعلام التقليدي مسؤولية ووجبته صحية.. والسوشال ميديا «فاست فود»

دبي: «الخليج»

أكّد رائد برقاوي، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة «الخليج»، في فعاليات قمة الإعلام العربي، أن الفارق بين الإعلام التقليدي والمهني من جهة، والسوشال ميديا والإعلام الرقمي من جهة أخرى، هو كالفارق بين الوجبة السريعة «فاست فود»، وبين الوجبة الصحية التي تغني العقل.

وأشار برقاوي خلال مشاركته في فعاليات قمة الإعلام العربي المنعقدة في دبي، إلى أن الصحافة مهنة مقدّسة وعليها مسؤولية، ولها دور كبير في حياة البشر، والتحولات الرقمية عززت هذا الدور، خاصة بالنسبة للصحفيين، والأدوات الجديدة التي بين أيديهم. وقال برقاوي، إن الصحفي حينما يتحول من أن يكون مهنياً إلى أن يكون مجرد موظف، يسقط ويفشل، وعليه أن يتحمل مسؤولية الكلمة، لأننا أمام جيل جديد من القراء، يريدون الـ«فاست فود» وكل شيء سريع، وهنا دور الصحفي أن يقدم المحتوى القيّم حتى لا نصل إلى أجيال من السطحيين، فكل ما نقدّمه هو غذاء للعقل.

تطور الصحافة

وأكد رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة «الخليج»، أن الإعلام المهني التقليدي نجح إلى حد كبير في مواكبة التحولات، والوجود في العالم الافتراضي، بما فيه منصات التواصل الاجتماعي، ولا يزال هو المصدر الموثوق للخبر، مذكراً بنتائج مؤشر الثقة من «أدلمان» الذي أكد أن الثقة بالإعلام التقليدي في الإمارات، لا تزال قوية وبنسبة 59%.
وعن الوصول إلى القارئ، أشار برقاوي إلى أن الإعلام اليوم يمكنه الوصول إلى ملايين المتابعين، في أي مكان في العالم، مؤكداً في الوقت نفسه أن مقياس نجاح أي صحيفة ليس في غزارة بث الأخبار، بقدر ما هو تنوع المحتوى وتوجيهه، مشدداً على أن المتابعين لأي إعلام مهني في منصات التواصل هم متابعون حقيقيون، فالإعلام المهني لا يقوم بشراء المتابعين، أو الإعجابات والمشاهدات كما يحصل مع بعض «المؤثرين».

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للإعلام.. والتمكين الذاتي حاجة ملحّة
  • رعى الحفل الختامي لمعسكر الذكاء الاصطناعي لأيتام "إخاء".. نائب أمير المنطقة الشرقية: تزويد الأيتام بالمهارات التقنية خطوة مهمة للمشاركة في التحول الرقمي
  • مؤتمر بالدوحة يناقش حدود الصحفي الأخلاقية في ظل تطور الذكاء الاصطناعي
  • 700 مليون يستخدمون تطبيق «ميتا» للذكاء الاصطناعي
  • خالد بن محمد بن زايد يشهد حفل تخريج دفعة عام 2025 من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي
  • «الذكاء الاصطناعي» أداة مهمة في صناعة الأفلام
  • علي جابر: منصات «التواصل» تبث أخباراً زائفة
  • طحنون بن زايد يبحث مع رئيس «ستاروود كابيتال» فرص التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي
  • وزير الاتصال يستقبل وفدًا من الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات
  • برقاوي: الإعلام التقليدي مسؤولية ووجبته صحية.. والسوشال ميديا «فاست فود»