جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-07@19:31:51 GMT

كيان صهيوني بدل فاقد

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

كيان صهيوني بدل فاقد

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

لا شك أن "طوفان الأقصى" شكّل زلزالًا استراتيجيًا كبيرًا للكيان الصهيوني ورعاته.. صحيحٌ أن الطوفان ليس المرة الأولى التي يشعر فيها الكيان الصهيوني بزواله، فقد عاش هذه المشاعر في تفاصيل ويوميات حرب أكتوبر 1973، لكن الفارق بين الطوفان وحرب أكتوبر، أن الطوفان وقع داخل جغرافية فلسطين، وحرب أكتوبر كانت خارج جغرافية فلسطين، كما إن حرب أكتوبر كانت حربا مرسومة ومتفقا على تفاصيلها وحجمها ومراحلها بين الرئيس أنور السادات وهنري كيسنجر، وأنها الحرب الضرورية لجني نصرٍ بلا حرب لاحقًا؛ حيث أفضت إلى اتفاقية "كامب ديفيد" وخروج مصر من معادلة القوة في الصراع العربي الصهيوني، بينما الطوفان حربٌ مباغتة، خططتها وفجرتها فصائل المقاومة بغزة، ولن تسمح بتسويق نتائجها إلى كامب ديفيد أخرى أو وعد بلفور جديد.

لأول مرة يشعر الأمريكي والغربي من خلفه بأن استثمارهم الاستراتيجي المتمثل في الكيان الصهيوني في خطرٍ وجودي كبير، ولأول مرة يفكرون في كيفية الاستعداد لتأهيل بدل فاقد لهذا الكيان ويقوم بوظيفته أو شيء منها.

"وحدة الساحات" وضراوة معارك الحرب والتصعيد التدريجي لها، مع وجود قيادة صهيونية رعناء تُقامر بكل شيء في سبيل الحفاظ على عرشها ومجدها الشخصي، يجعل الأمريكي والغربي من خلفه يفكرون بصوت عالٍ، فحواه وجوب التضحية بشيء من الكيان للحفاظ على المُمكِن منه.

إيران طلَّقت الصبر الإستراتيجي طلاقًا بائنًا وإلى غير رجعة، وهذا موقف آخر يُضاف إلى مخاوف الغرب حول مصير كيانهم، وتعدد جغرافيات المقاومة واتساعها تدريجيًا مع تفشّي ثقافة المقاومة بعقيدة دينية جهادية لتصبح عابرة للأجيال والحدود، وهذه حالة تقض مضاجع العدو ورعاته بشكل غير مسبوق.

الكيان الصهيوني ورعاته يبذلون كل جهدهم ومساعيهم لترميم نظرية "الخوف مقابل الكثرة"، والتي تستَّر خلفها 75 عامًا في صراعه مع العرب، وتسلل من خلالها لتمرير التطبيع القهري على النظام الرسمي العربي، والتي سقطت وهوت بفعل طوفان الأقصى بلا عودة.

سيبذل الكيان الصهيوني ورعاته في الغرب وأتباعه في المنطقة جهودًا لتسويق ضربة إيران للكيان الصهيوني على أنها تعبيرٌ عن مدى خطر إيران على السلام والوئام والتعايش بين شعوب المنطقة، وأن أجندة إيران ليست "احتلال" لعدد من العواصم العربية فحسب؛ بل بسط نفوذها الشيعي على الكيان والمكون السُني كذلك، وهذا ما يوجب حتمية قيام تحالف "إسرائيلي- سُني" لمواجهة "الأطماع والمخططات" الإيرانية للمنطقة وشعوبها!

طيف في الإدارة الأمريكية يعتقد أن قادة الكيان الصهيوني اليوم برئاسة بنيامين نتنياهو قد تجاوزهم الزمن، وبارت مساعيهم وخططهم لتسويق ما سُمي بـ"السلام الإبراهيمي"؛ بفعل ما أوغلوا بأيديهم في غزة من جرائم حرب موصوفة ومتكاملة الأركان؛ الأمر الذي سيوقع الرعاة لهم- وعلى رأسهم الراعي الأمريكي، وكذلك مسوقي التطبيع من عرب اليوم- في حرج وتناقض كبيريْن، بفعل الفجوة الفجّة بين سردية التطبيع وأفعال الكيان على الأرض. وبطبيعة الحال لا بُد للأمريكي اليوم- وتوابعه في الاتحاد الأوروبي- من تأهيل كيانٍ آخر جديد، كيان خالٍ من رموز الهزيمة والجريمة، وتزويده بسردية جديدة ألحن من التطبيع و"الإبراهيمية"، وعنوانها "الخطر الإيراني القادم"، والذي لن يستثني أحدًا.

ما لم ينتهي الكيان الصهيوني الحالي بفعل هزيمة عسكرية في الميدان، فسينتهي بلا شك بفعل التداعي الاستراتيجي لنتائج "طوفان الأقصى" والذي تسبب في تصدُّع بُنية الوعي لدى الكيان بصورة كبيرة، لن يستوعبها الجيل الحالي منهم؛ بل سيتجنبها الجيل القادم، ويحاول الانفكاك منها بشكل سلبي، ضريبته انهيار الكيان وتآكله من الداخل بالتدريج.

قبل اللقاء.. واقع حالنا وخيارنا يقول: "من لم يمت بالمقاومة، مات بالتطبيع".

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جمعية الهيئات القضائية: وفاة المريمي لم تكن بفعل إجرامي، والفيديوهات أزالت الشكوك

قالت الجمعية الليبية لأعضاء الهيئات القضائية إن مقاطع الفيديو التي نشرها مكتب النائب العام أظهرت الحقيقة الكاملة للواقعة وأنهت كافة الشكوك والتأويلات حول وفاة المواطن عبدالمنعم المريمي، بحسب بيانها.

وأوضحت الجمعية أنها كانت بصدد مطالبة النائب العام بنشر الفيديوهات نظرا لكون القضية قضية رأي عام، إلا أن مكتب النائب العام بادر بنشرها، مشيرة إلى أن المشاهد المصورة أظهرت أن المريمي “ألقى بنفسه من درج الطابق الثاني دون أن يكون هناك أي تدخل أو فعل إجرامي صدر من أعضاء الأمن” المرافقين له.

وشدّدت الجمعية على أن حرية الرأي والتعبير هي حقوق دستورية، مطالبة السلطة القضائية بإنصاف كل مظلوم ومحاسبة كل ظالم، وعدم التنصل من المسؤولية.

وكان مكتب النائب العام قد نشر فيديو يوثق لحظة حادثة إصابة عبدالمنعم المريمي والتي أدت إلى وفاته لاحقا، مشيرا أثناء عرض الفيديو، إلى أن جهاز الأمن الداخلي كان قد أحال أوراق استدلال بحق المريمي يوم الخميس 3 يوليو، حيث تم استدعاؤه لجلسة استجواب أمام النيابة العامة في يوم الحادثة.

المصدر: الجمعية الليبية لأعضاء الهيئات القضائية.

جمعية الهيئات القضائيةرئيسيعبدالمنعم المريمي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • الكيان الصهيوني يُصدر ويجدد أوامر “الاعتقال الإداري” بحق 66 فلسطينياً
  • تقدم إلى محكمة جهران الابتدائية الأخ مبارك منصور أحمد بطلب بدل فاقد لبصيرته
  • جمعية الهيئات القضائية: وفاة المريمي لم تكن بفعل إجرامي، والفيديوهات أزالت الشكوك
  • سكرتير نقابة الصحفيين: النقابة تحظر كل أشكال التعاون مع الكيان الصهيوني منذ الثمانينيات
  • دراسة: إسرائيل تخسر في ميدان العولمة وتربح في التطبيع
  • سماحة المفتي يعلق على محاولات التطبيع مع "العدو الصهيوني"
  • مفتي عمان يحذر من الهرولة نحو التطبيع.. صفقة خاسرة مع كيان زائل
  • تقدم إلى محكمة جهران الابتدائية الاخ/ مبارك منصور أحمد بطلب بدل فاقد لبصيرته
  • تظاهرة في هولندا تضامناً مع غزة وتنديداً بدعم الكيان الصهيوني
  • مفتي سلطنة عُمان: التطبيع مع العدو الصهيوني صفقة خاسرة وخيانة للعقيدة والدم