كيف يكون السير إلى الله بالقلوب؟.. علي جمعة يكشف أسراره وكيفيته
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، في بيان فضل السير إلى الله بالقلوب، إن الله هو مقصود الكل حالًا ومآلًا، فأريد أن أسعى إلى الله، أن أسير في طريق الله ، أن أصل إلى الله تعالى ، والمقصود بالوصول إلى الله ؛ أن يكون الله حاضرًا في حياتي، هذا معنى الوصول، أن أربط كل سلوكي بالإقدام والإحجام، بالفعل وبالترك، أربطه بالله سبحانه وتعالى، هذا معنى الوصول إلى الله، وهذا يستلزم أن أذكر الله في كل وقت وحين، في كل نفس خارج ونفس داخل.
وتابع علي جمعة من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” في بيانه السير إلى الله بالقلوب: إذن هذا يحتاج مني إلى عدم الغفلة، وإلى يقظة قد لا يجدها كثير منا في نفسه، أن يكون هكذا مع الله، ويذكر الله في كل لحظة، وفي كل نفس داخل وخارج منه، وفي كل حال من الأحوال، فهذا هو معنى الوصول إلى الله سبحانه وتعالى، أن نصل إلى هذه الحالة وهو أن يكون الله سبحانه وتعالى أمامنا نعبده كأننا نراه، وكأننا في حضرته سبحانه وتعالى.
كما قال علي جمعة إن الذكر هو عبادة القلب الذي يصلح بها ويطمئن بها، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.
وتابع علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: فإذا اطمئن القلب صلح، وصلح بصلاحه سائر الجسد، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ألا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ»، لافتًا إلى أن الذكر عماد القلب، والقلب عماد الجسد، فقلب المؤمن يحيا بذكر الله تعالى، وبحياة القلب يحيا سائرُ البدن، فعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَال: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم : «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ، وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ».
وأضاف: يتضح ذلك المعنى عندما نعلم أن الصلاة التي هي عماد الدين وركنه الركين إنما شرعت لأجل ذكر الله تعالى قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾. بل عندما يشرع المسلم في صلاته، بقوله (بسم الله الرحمن الرحيم)؛ يباهي الله به ملائكته ويقول لهم: "ذكرني عبدي".
كذلك الذكر هو الإطار العام والبيئة الطيبة التي لا بد منها حتى تترعرع فيها بقية العبادات ومن ذلك نلحظ أن الإحرام بالصلاة يبدأ بالتكبير وختامها بالتسليم، وكلاهما ذكر لاسم من أسماء الله تعالى قال تعالى : ﴿وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾، فعلاقة الذكر ببقية العبادات كعلاقة الشجر بالأرض؛ فلا يمكن أن تزرع شجرة دون أن تمتلك أرضا تزرعها فيها.
وأكد أن الأمر بالذكر هو أمر المحب لمن يحب، وإنما يَمْتَثِل له من صدق في الحب يقول تعالى ﴿فاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ﴾، ويقول تعالى في حديث قدسي فيما يرويه صلى الله عليه وآله وسلم : «وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ».
واختتم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر قائلا: "إذا أحب المرء منا حبيبا طلب منه أن يذكره -ولله المثل الأعلى-، فالذكر أمارة الحب، فما من محب وهو لاه عن محبوبه".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء الوصول إلى الله عبادة الله في الليل السیر إلى الله سبحانه وتعالى الله تعالى علی جمعة
إقرأ أيضاً:
إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية
إلى فضل الله بُرمة ناصر أنصاري الطريقة المهدية، إلى محمد حمدان دقلو حوار الطريقة التيجانية، وإلى ابراهيم الميرغني تلميذ الطريقة الختمية وعبر هذه الطرق الموسومة بالاسلام فقد وجدتم بها طريقا إلى قلوب العامة، وكراسي الخواص، وأموال الفقراء التابعين.
وبما أنكم بصمتم بالعشرة في دستوركم العقيم تلك العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة وتستبعد الشريعة وتقصي تعاليم التوحيد وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإني أدعوكم أن تراسلوا هيئة علماء الطريقة التيجانية بالمغرب وغرب افريقيا وأن تراسلوا الأزهر الشريف وهيئة علماء المسلمين، وعلماء النجف الشريف، وعلماء المملكة العربية السعودية الرابضين بالكعبة والمرابطين بالمدينة المنورة، وهيئة علماء السودان وهيئة علماء الشام والقدس الشريف، وهيئة علماء الهند وباكستان، وهيئة علماء تركيا، والصادقين من علماء الجاليات الاسلامية في كل القارات. فإن شهدت لكم أي هيئة من هذه أو عالم أو مجتهد أو فقيه بأن العلمانية أفضل من الدين وأقدس من الإسلام وأطهر من الشريعة، فإننا ندعو أهل السودان قاطبة أن يؤيدوا حكومة نيالا الحبيسة التي يفتي في أمرها نصر الدين مريسة، وعلاء الدين كديسة وفارس كنيسة.
وإن أنكرت عليكم كل هذه الهيئات والعلماء من الظاهرين والأتقياء الأخفياء فإننا ندعوكم أن تغتسلوا سبع مرات وثامنها بالتراب، وإلا فإن حد الردة يطاردكم، إلا اذا أعلنتم الكفر البواح أو وجد لكم نبي الرسالة الثالثة النور حمد فتوى تقيكم مذبلة الخيانة وهزيمة الدنيا وجحيم جهنم والعياذ بالله.
قال تعالى (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
وقال تعالى (ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
وقال تعالى ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) صدق الله العظيم
حسين خوجلي
إنضم لقناة النيلين على واتساب