د.حماد عبدالله يكتب: وجوه أخرى للمرأة !!!
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
إستكمالًا لمقال الأمس عن الغيرة والشك ومحاكم التفتيش أكتب اليوم عن المرأة، فهى ليست ذلك الوجه الجميل " الممكيج" المتناسق، البديع "بدر البدور" أو التى تجلس بجانبك فى "الكوشة" فى ليلة العمر..
المرأة ليست هى القطة التى تحنو وتتمسح بين يديك، وتسعى لحنانيك !!.
ليس هذا هو وجه المرأة الوحيد.. يا ولدى !!! المرأة لها وجوه عدة، فالمرأة هى الأم والأخت، والزوجة، والأبنة، والعمة، والخالة،والجدة.
وكما للمرأة وجوه متعددة، فلها أيضًا أدوار متعددة فى الحياة، وتختلف المرأة حسب دورها، وحسب تأثيرها على هذا الدور، وتلعب هذه الأدوار فى الحياة،وتؤثر على مجريات حياة الرجل والأسرة والأمة كلها !!!
وهناك من وضع دساتير، وفلسفات، بأن المرأة هى المدرسة الأولى، وهى المحررة الأولى لمشاعر الرجل وهى... وهى...
ولعل الله العلى القدير فى القرأن الكريم، كرمها فى أياته، ووضع الجنة "تحت أقدام الأمهات " بقول المولى عزل وجل فى كتابه الكريم "ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا "صدق الله العظيم" وهنا جمعت الأية الكريمة بين المرأة الأم والأب، ولكن فى الأحاديث النبوية، كانت المرأة الأم هى الأولى بالرعاية "أمك ثم أمك ثم أمك،ثم أبوك " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هكذا كانت وستكون المرأة إلى يوم القيامة، فلا أمل لدى الرجل إلا أن يعايشها ويكيف نفسه حسب "قدره " وحسبما تيسر له من حظ فى المرأة التى ستلعب دورًا معه من أحد الأدوار المذكورة فى بداية المقال !!
فالمرأة يا ولدى ليست هى الجميلة "المأطأطة" التى قادك حظك للعثور عليها، وهذا تعبير مجازى، فإنت لم تعثر عليها !!، بل هى التى عَثْرت عليك، وهى التى جاءت بك طالبًا قيامها بالدور، والمرأة الوحيدة التى لم تأتى أنت بها مجازًا "هى أمك"، فإنت مولودها وأنت قدرها، وهى قدرك!!
والمرأة يا ولدى هى التى تعتقد حينما أحببتها أنك خدعتها !!، وحينما تزوجتك تأكد بأنها خدعتك !!
العاشق يا ولدى هو إنسان نائم فإذا تزوج أفيق(صحا)!!.
وصدقنى حينما تسمع زوجة أن صبرها على زوجها بلا حدود !!فإعلم أنها قد تجاوزت الحدود !!
وأكبر دليل على أن النصائح لا قيمة لها أن الناس ما زالوا يتزوجون !!!
المرأة هى "القدر " وهى الحياة حلوها ومرها، غناها وفقرها، صحتها ومرضها..
المرأة فى كل الأدوار التى تقوم بها لا غنى عنها، وأسال فى ذلك أناس لم يتزوجوا !! بالقطع هم نصف أحياء.. وأسأل ناس "غليظى القلب" لا يسألون عن أمهاتهم، فهم فى جهنم وبأس المصير!! وهم فى الحياة قليلوا البخت، وغير محبوبين، فدعاء الأم شيىء لا يمكن أستيعاضه بشيىء !!وحينما تفقد "أمك" فأنت تفقد من يدعوا لك ليل نهار (دون حساب).
رحم الله أمى رحمة واسعة...
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (يوم في حياة كاتب)
والعنوان مأخوذ من رواية سولزنستين “يوم في حياة إيفان دينيسوفيتش”، وإيفان مسجون في سيبيريا أيام الشيوعية… وبعد مضي العام الأول وهو في السجن، إيفان يرقد في فراشه وهو يقول لنفسه:
هانت يا إيفان… لم يبقَ لك هنا إلا خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وستون يوماً فقط.
وقالوا إن جاره يسمعه ويتمتم بشيء كأنه يتنهد. وإيفان يسأله:
• كم يوماً لك هنا؟
قال: ألف ويومان.
قال: وكم بقى لك؟
قال: ثلاثة آلاف وأربعة عشر.
قال إيفان: إذن فأنت مثلي… منتبه للرقم.
قال الرجل ساخراً:
• بالطبع، فأنا من عشر سنوات أقول لنفسي إنه لم يبقَ لها إلا ثلاثة آلاف وأربعة عشر…
الإجابة هي اليأس المطلق وتعني أنه يعلم أنه لن يخرج أبداً…
………
ونحن نمشي في الطريق ننظر إلى تراب الطريق السياسي. ونستعيد قصة صغيرة قال كاتبها المسكين:
كنت أمشي في الطريق ووجدت جنيهاً ذهبياً،
ومن يومها وأنا أمشي وعيناي على تراب الطريق،
حتى الآن ما حصلت عليه هو:
أربع قطع عملة… خمس دبابيس شعر… ثلاثة أقلام… قطع فلين… وظهر منحني ونظر قصير… وحياة بائسة جافة…
ونحن نمشي في طريق السياسة والإعلام، وبعد أربعين سنة ما نحصل عليه أقل قليلاً مما وجده صاحب الحكاية في الطريق…
ونمر بدار للإسلاميين ونستعيد إنشاد ونشيج حافظ إبراهيم وهو يودع محمد عبده:
سلام على الإسلام بعد محمد
سلام على أيامه النضرات
سلام على الدين والدنيا…
على العلم والحِجى… على الخطرات
لقد كنت أخشى عادي الموت قبله
والآن أخشى أن تطول حياتي
اللهم إن سوداناً من أهله فلان وفلان هو سودان لا نريده.
ونسمع شاعرة تتحدث عن العرب،
وسوداني لعله يحمل في صدره ما نحمل يجاري الشاعرة – التي تبكي من الذل العربي – يقول عن المتعاونين مع الجنجا:
أبيع خائن على السكين
أبيعو.. أبيع ولو بالدين
أبيع اتنين… جنيه واحد
وأيدك لو تدور اتنين
أبيع خاين.. تجره يمين.. تجره شمال
يبيع أمه عشان المال
………
لنجد – ونحن نمشي في درب الإعلام – من يقول:
الجوع، هل هو الغريزة الأعظم؟… لا
الجنس… الخوف… الطمع… الـ… الـ؟ لا
قال:
من يبيع أمه عشان المال هو شخص ما يفعل شيئاً مقابل شيء… بينما المتعاون له غريزة هي الذل دون مقابل…
نحن، بعض من السودانيين، يبلغون الكشف عن غريزة لا تخطر بالبال.
ومن يقرأ السطور هذه يقول لنا:
ابنة عمدة في جبال النوبة أيام الإنجليز تقود عصابة وتصعد الجبل تقاتل الإنجليز بعد أن شنقوا والدها… وحتى بعد أن استشهد جميع من معها ظلت تقاتل.
وفي التاريخ، في العالم من يفخرون يصرخون بـ (جيش من رجل واحد)،
بينما نحن في السودان نصرخ بـ (جيش من امرأة واحدة… وضد الجيش الإنجليزي).
في السطور الأولى للحديث هذا نتجه إلى أن نقول إننا سئمنا الحياة في بلد فيه من يبيع أمه ودينه، ونشتهي الموت.
ثم يأتينا من أخبار عمليات كردفان الآن ما يملأ الصدر… من دعاش العزة
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتساب