برؤية بدور القاسمي.. نجاحات متميّزة لـ «الناشرين الإماراتيين»
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
الشارقة (الاتحاد)
تسير عجلة ازدهار صناعة النشر سريعاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، مبشِّرةً بمستقبل أكثر استدامةً لهذا القطاع الثقافي المهم. ازدهارٌ كان المحرك الأساسي لصنعه الجهود الدؤوبة لـ «جمعية الناشرين الإماراتيين» التي احتفلت مؤخراً بالذكرى الـ 15 لتأسيسها في إمارة الشارقة، مكلِّلةً مسيرتها بإنجازات ونجاحات متميّزة رسّخت مكانتها في مشهد الثقافة والنشر.
تأسست «جمعية الناشرين الإماراتيين» في عام 2009 برؤية استراتيجية طموحة رسمت أهدافها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسِّسة والرئيسة الفخرية للجمعية. وانطلقت في رحلتها لدعم وتطوير قطاع النشر في دولة الإمارات ورعاية الناشر الإماراتي، وتذليل المعوّقات التي يواجهها، والارتقاء بنشر الكتاب الإماراتي على المستويين المحلي والدولي.
اتّسمت رحلة الجمعية منذ بدايتها بخطى متسارعة وإنجازات ريّادية، إذ نالت عضوية اتحاد الناشرين العرب وعضوية الاتحاد الدولي للناشرين خلال العام الأول من انطلاقها، في إنجاز غير مسبوق لاتحاد وطني. وعلى إثر الجهود المتفانية التي سخّرتها الشيخة بدور لتطوير صناعة النشر في دولة الإمارات والعالم العربي، وبقيادتها، تمكّنت الجمعية من الحصول على العضوية الدائمة في الاتحاد الدولي للناشرين في عام 2012، ما أتاح لأعضائها ميزة العضوية في هاتين المنظمتين المرموقتين، وسهّل من مهمة توسيع أعمالها ومشاريعها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وعلى مدار الأعوام، نجحت الجمعية في دعم استدامة قطاع النشر الإماراتي وتعزيز حضور الثقافة الإماراتية، محلياً وعالمياً بفضل العديد من المبادرات النوعية، وأحدثها «صندوق الشارقة لاستدامة النشر.. انشر» بقيمة 10 ملايين درهم، الذي أطلقته الشيخة بدور القاسمي في الاحتفالية الخاصة التي أقامتها الجمعية بمناسبة مرور 15 عاماً على تأسيسها. ويمثّل الصندوق استراتيجية شاملة تم تطويرها بالشراكة بين الجمعية وهيئة الشارقة للكتاب وبالتعاون مع مدينة الشارقة للنشر، وذلك بهدف مساعدة قطاع النشر على التوسع والازدهار عبر منظومة متكاملة من رأس المال والخبرات، ومنصات تسريع الأعمال والابتكار.
من المحلية إلى العالمية
كانت الجمعية قد بدأت مشوارها بعشرة ناشرين، ليصل عدد أعضائها اليوم إلى أكثر من 330 ناشراً، ما يؤكّد أنها تسير على الطريق الصحيح، وأنها تقوم بدور فاعل في ترجمة أهدافها على أرض الواقع، عبر تمكين أعضائها من خلال تنسيق جهودهم وتوحيد رؤاهم وحماية حقوقهم وتسهيل أعمالهم، وتوفير البرامج التطويرية لهم، وتمثيلهم في جميع المحافل الثقافية على الساحتين الإقليمية والعالمية.
ركّزت الجمعية على ترسيخ المناخ الداعم لنهوض صناعة النشر الإماراتية وتعزيز تنافسيتها على الصعيد العالمي، فحرصت على المشاركة في معارض الكتاب المحلية والإقليمية، كما دأبت على المشاركة في معارض الكتب الدولية المرموقة في شتّى أنحاء العالم، بوصفها منصّات مهمة لنقل تجربة النشر الناجحة في الدولة إلى العالم، وتسهيل دخول الناشر الإماراتي إلى أسواق جديدة وتوسيع حركة شراء وبيع حقوق النشر والترجمة، فضلاً عن إتاحة الفرصة أمام صنّاع الكتاب الإماراتيين للاطلاع على التجارب العالمية وأحدث التطورات في قطاع النشر، وتعزيز فرصهم للعب دور مؤثّر في رسم الاستراتيجيات والتشريعات الخاصة بصناعة النشر، محلياً وإقليمياً ودولياً.
بيئة حاضنة
واستمراراً لدعم مسيرة النشر في الدولة وخدمة إنتاج الكتب ذات المضامين الرصينة والجودة العالية، نجحت الجمعية في إطلاق وتنفيذ العديد من المبادرات التي أسهمت في ترسيخ أفضل الممارسات المتعلقة بالنشر المحلي والعربي، وجعل الشارقة والإمارات بيئة حاضنة للنشر العربي، من أبرزها «برنامج تدريب الناشرين»، الأول من نوعه في المنطقة العربية، ويُعنى بتقديم حزمة متكاملة من ورش العمل التدريبية للناشرين محلياً وعربياً، بالتعاون مع نخبة من الخبراء، وذلك في حقول الكتابة والنشر والتوزيع والتحرير والطباعة والتسويق.
وشملت جهود الجمعية أيضاً تنظيم ورش عمل وندوات على المستويين الإقليمي والعالمي بالتعاون مع مؤسسات عالمية، مثل جمعية الناشرين البريطانيين، والاتحاد الدولي للناشرين، فضلاً عن مشاركتها في المؤتمرات الدولية الخاصة بمستقبل النشر واستدامته، ما أسهم في وضع اسم دولة الإمارات على خريطة النشر العالمية كشريك في الجهود العالمية الرامية إلى رسم ملامح مستقبل مستدام لقطاع النشر.
استدامة القطاع
وفي إطار دورها المساند للناشرين في مواجهة التحديات ورفدهم بآليات متطورة لتحقيق مستويات أعلى من النجاح، وضعت الجمعية العديد من المبادرات، أبرزها «صندوق الأزمات للناشرين الإماراتيين» الذي أطلقته الشيخة بدور بميزانية قدرها مليون درهم إماراتي، لدعم المتضررين جرّاء جائحة كورونا، وضمان استدامة مشاريعهم الإبداعية والثقافية.
وبالشراكة مع «Nielsen BookData»، أطلقت الجمعية دراسة ببلوغرافية الكتب، بهدف إعداد قوائم رقمية بعناوين الكتب المطبوعة في الإمارات، وتوفير بيانات ببلوغرافية دقيقة ومتطورة مواكبة للمعايير الدولية في التصنيف، ونجحت في زيادة العناوين المفهرسة بتصنيف «ثيما» إلى 9277 عنواناً، ما أسهم في ضمان أعلى نسبة ممكنة من الوصول العالمي لتلك البيانات، وزيادة فرص المبيعات أمام الناشرين الإماراتيين.
ولدفع ازدهار حركة النشر في الإمارات قُدماً، وقّعت الجمعية على مدار الأعوام الخمسة عشر الماضية اتفاقيات تعاون مع عدد من المؤسسات المؤثِّرة في قطاع النشر، من بينها اتحاد الناشرين العرب، جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات، المجلس الوطني للإعلام، وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات. أثمرت تلك الجهود التعاونية في إطلاق العديد من المشاريع والبرامج التطويرية التي خدمت أعضاء الجمعية ووسعت آفاق أعمالهم، وعزّزت الدور الرائد للإمارات على مستوى المنطقة في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية.
رؤى مستقبلية
وبفضل توجيهات ودعم الشيخة بدور القاسمي، نجحت «جمعية الناشرين الإماراتيين»، خلال عقد ونصف العقد من الزمن، في اتخاذ خطوات رائدة وضعت من خلالها بصمتها المميزة في النهوض بصناعة النشر المحلية. وستمضي الجمعية في مهمتها برؤى مستقبلية تركّز على تبنّي الحلول المبتكرة واستحداث الخدمات والمشاريع النوعية وتطوير السياسات والتشريعات التي من شأنها ضمان مستقبل أكثر استدامةً وازدهاراً لقطاع النشر الإماراتي والعربي، وتحقيق الريادة العالمية للدولة في مجال النشر.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الناشرين الإماراتيين بدور القاسمي
إقرأ أيضاً:
محمية نيوم تحقق نجاحات نوعية في إعادة توطين 6 أنواع من الحيوانات في بيئاتها الأصلية
بعد غياب استمر لعشرات السنين، تشهد نيوم عودة أنواع متعددة من الحيوانات المحلية إلى مواطنها الأصلية، ففي إطار استراتيجيتها الطموحة لإعادة تأهيل الحياة البرية، نجحت نيوم في إعادة توطين أكثر من 1,100 حيوان تنتمي إلى 6 أنواع مختلفة ضمن محميتها الطبيعية الواسعة.
ويُعدُّ هذا الإنجاز خطوة بارزة نحو استعادة التوازن البيئي في المنطقة، حيث خصصت نيوم 95% من أراضيها للحفاظ على الطبيعة، مؤسِسَة بذلك منظومة بيئية مستدامة، تقوم على إعادة تأهيل الموائل الطبيعية، واستعادة التنوع الحيوي، وتوظيف أحدث تقنيات الرصد البيئي لحماية هذا التراث الطبيعي الثمين.
وأوضحت نيوم أنه عندما أُعيد توطين المها العربي لأول مرة بالمحمية في ديسمبر 2022، شكّل ذلك محطة تاريخية، إذ كانت المرة الأولى التي تطأ فيها هذه الحيوانات رمال شمال غربي المملكة منذ ما يقرب من 100 عام، وقد انقرض المها العربي من البرية خلال سبعينيات القرن الماضي بسبب الصيد الجائر، إلا أن جهود الحماية في المنطقة أسهمت في زيادة أعداده بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، حيث يعيش اليوم أكثر من 208 من المها العربي في نيوم.
وأكدت أن هذا النوع من الحيوانات متكيف تمامًا مع البيئة الصحراوية، إذ يعكس معطفه الأبيض أشعة الشمس، بينما يساعده نظامه التنفسي المعقد في تبريد الهواء الداخل إلى جسمه، والحفاظ على المياه من خلال إعادة تدوير الرطوبة عند الزفير.
وأبانت أن المحمية تحتضن كذلك أكثر من 530 من غزلان الرمال العربية، حيث يُعدُّ غزال الرمال العربي حيوانًا صغير الحجم ورشيقًا، يعيش عادة في الكثبان الرملية والمناطق الساحلية المنبسطة في شبه الجزيرة العربية، ويتميّز بسرعته الفائقة، إذ يمكنه الوصول إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة على فترات قصيرة، ولكونه من الحيوانات العاشبة، فإنه يستفيد من الغطاء النباتي الطبيعي الذي عاد إلى المنطقة بعد الحد من الرعي الجائر، واستمرار مبادرة نيوم لإعادة التشجير، التي تم خلالها زراعة 4.7 ملايين شجرة وشجيرة وعشبة حتى الآن، كما تحتضن المحمية أيضًا 223 من غزلان الجبال العربية، وهي أغمق لونًا من غزلان الرمال العربية، ويصعب رصدها؛ لكونها تفضل العيش في سفوح الجبال والمناطق الوعرة.
وأشارت نيوم إلى أنها نجحت في إعادة توطين المها النوبي في المحمية، لينضم إلى أعداد المها البرية التي عادت طبيعيًا إلى المنطقة، والتي كثيرًا ما تُرصد عبر كاميرات برنامج المراقبة الخاص بنيوم، كما تعيش المها النوبي في التضاريس الجبلية والصخرية في نيوم، وتُعرف بشكل خاص بقرونها المقوسة المميزة، حيث يتميز الذكور بقرون مقوسة إلى الخلف قد تصل إلى متر واحد، بينما تمتلك الإناث قرونًا أقصر ولونًا أفتح، وتُعدُّ المها النوبي بارعة جدًا في التسلق، لما تمتلكه من حوافر ذات نعل مطاطي يعمل ككؤوس شفط تساعدها على التنقل على المنحدرات الحادة وتجنب الحيوانات المفترسة مثل الذئاب.
وحول إعادة توطين النعام ذو الرقبة الحمراء، بيّنت نيوم بأن هذا النوع يُعدُّ أكبر وأسرع طائر حي على وجه الأرض، ويصل طول رقبته إلى 2.7 متر، ويزن أكثر من 150 كيلوغرامًا، ويعد البيض الذي تضعه إناثه الأكبر بين جميع الحيوانات الحية، حيث يصل طوله إلى 15 سنتيمترًا ووزنه إلى 1.4 كيلوغرام، وسُمي هذا النعام بذو الرقبة الحمراء لأن الذكور تتميز بلون أحمر على رقابها، خصوصًا في موسم التكاثر، حيث تُقدم عروضًا مُتقنة لجذب الإناث.
وحاليًا تتكيف 27 من فراخ النعام ذو الرقبة الحمراء جيدًا مع مناخ المنطقة، حيث تتم تربيتها بنجاح في محمية نيوم الطبيعية، وتتغذى على البذور والعشب والأوراق وأحيانًا الحشرات أو الحيوانات الصغيرة، وتسمح لها أرجلها القوية بالركض بسرعة تصل إلى 70 كيلومترًا في الساعة، وعلى الرغم من حجمها الكبير، إلا أنها لا تستطيع الطيران.
وإلى جانب ذلك أكدت نيوم أنها نجحت في إعادة توطين "الصقر الوكري"، الذي شوهد آخر مرة في صحراء المملكة قبل أكثر من أربعة عقود، وقد شكل إعادة توطينه في المحمية مناسبة مهمة، إذ يشتهر الوكري بسرعته ومهارته العالية، وتمكنه من الانقضاض على فريسته بسرعة تزيد عن 320 كيلومترًا في الساعة، ويتميز بمظهر ملفت، مع علامات داكنة على صدره وبطنه، وعلامة شارب سوداء مميزة على وجهه الأبيض.
وتأتي عملية إعادة توطين الصقور الوكرية في منطقة بَجّدَة ضمن محمية نيوم في إطار شراكة بين نيوم، ونادي الصقور السعودي؛ وتهدف إلى دعم استعادة أنواع الصقور الأصلية داخل المملكة.