دبي (الاتحاد)
أعلن مركز محمد بن راشد لإعداد القادة عن انطلاق ورش العمل التدريبية لمنتسبي برنامج قيادات دبي الاقتصادية، الذي دشنه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، بهدف تأهيل جيل جديد من الكوادر الوطنية لقيادة قطاعات دبي الحيوية، وتزويدهم بأحدث التوجهات والخبرات الاقتصادية والقيادية العالمية.


تستهدف ورش العمل التدريبية، التي يتم تنظيمها بالتعاون مع شركاء محليين وعالميين من القطاعين الحكومي والخاص، إكساب المنتسبين لبرنامج قيادات دبي الاقتصادية البالغ عددهم 28 منتسباً، مهارات حيوية تؤهلهم لقيادة قطاعات اقتصادية مستقبلية، وبما يدعم مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D 33 في مضاعفة النمو الاقتصادي لإمارة دبي خلال العقد المقبل، وترسيخ موقعها ضمن أفضل 3 مدن اقتصادية حول العالم.
وتركز ورش العمل، التي تستمر لمدة 5 أيام ويشرف عليها نخبة من المسؤولين وقادة القطاعات والخبراء العالميين، على تعزيز المهارات القيادية للمنتسبين إلى البرنامج، بما يسهم في تنفيذ الخطط الطموحة لإمارة دبي، إضافة إلى إطلاع المشاركين في البرنامج على التوجهات الاقتصادية المستقبلية وأفضل الممارسات في تنمية واستدامة تطوير المجالات الاقتصادية.
عناصر مترابطة
شهد اليومان الأول والثاني من ورش العمل التدريبية تنظيم عدد من الجلسات حول السياسات والحوكمة الاقتصادية وإدارة الأزمات الاقتصادية وفن التفاوض لتعريف المشاركين في برنامج قيادات دبي الاقتصادية على مجموعة من الأدوات التي تساعد في الإدارة الناجحة للمفاوضات.
تجربة شركة «كريم»
استعرض أشيش جاين، المدير التنفيذي للشؤون المالية في شركة «كريم»، خلال الجلسة، تجربة «كريم» الناجحة، وأكد أنها مرتبطة بشكل وثيق بالازدهار الذي تشهده مدينة دبي من خلال توفيرها بيئة استثمارية مثالية للشركات الناشئة، لافتاً إلى أن فكرة تطبيق «كريم» انبثقت من رغبة المؤسسين في تبسيط وتحسين الحياة اليومية من خلال التكنولوجيا، حيث تم تطوير خدمة النقل في عام 2012، استجابة لحاجة لمسها المؤسسون في الأسواق المحلية.
ومنذ عام 2012، قامت شركة «كريم» ببناء منصة رائدة للخدمات المتعددة في الشرق الأوسط من خلال توفير باقة مميزة من خدمات النقل وتوصيل الطعام والبقالة وتحويل الأموال وغير ذلك عبر تطبيق موحّد. وقامت بتوفير أكثر من 2.5 مليون فرصة عمل لكباتنها، وتبسيط حياة 50 مليون عميل. كما ساهمت في نمو وازدهار أفضل المواهب في المنطقة، ودعم العديد من الشركات الناشئة في توسيع نطاق أعمالهم. وتوجد شركة «كريم» حالياً في أكثر من 70 مدينة في 10 دول من المغرب إلى باكستان.
وسلط جاين الضوء، خلال مشاركته، على مشاريع الشركة الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلى استحواذ شركة «أوبر» عليها في عام 2019، حيث تناول الجوانب المهمة والدروس المستفادة من صفقات الدمج والاستحواذ، ومنها صفقة أوبر-كريم التي شارك فيها، حيث تطرق إلى السياق الذي أدى إلى عقد الصفقة وأهم التحديات التي واجهتها وأسباب نجاحها.
وناقش، خلال الجلسة، أبرز توجهات عمليات الدمج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط، والتي تشهد تزايداً مؤخراً. كما تطرق إلى فنون عقد الصفقات، مركزاً على أهمية تطوير رؤية واضحة لأهداف الشركة قبل التوجه إلى طاولة المفاوضات، والسعي لتوازن مصالح المتفاوضين معاً لتحقيق أفضل النتائج، والتحلي بالمرونة لتفادي التحديات.
وتحدث المدير التنفيذي للشؤون المالية في شركة «كريم» عن وجهات النظر المتعددة التي قد تحدث في عملية التفاوض لصفقات الدمج والاستحواذ من منطقة إلى أخرى، متناولاً بالشرح أهم المبادئ التي تؤدي إلى عقد صفقات تجارية ناجحة، مختتماً بالحديث عما يمكن للحكومات أن تتبناه لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال من خلال الحوكمة الاقتصادية.
الحوكمة الاقتصادية
وتحدث الدكتور نيفيل بولت، مفكر رائد في مجال السياسات والحوكمة الاقتصادية، عن مفهوم السياسات والحوكمة الاقتصادية في سياق المفاوضات. وقال: «يمكن تعريف السياسات والحوكمة الاقتصادية بأنها عملية تشكيل وتغيير الخطابات الأبرز في المجتمعات على المدى الطويل»، مؤكداً إمكانية خضوع السياسات والحوكمة الاقتصادية لقياس التأثير. وركز بولت، خلال الورشة، على 3 عناصر مترابطة تشكل جوهر السياسات والحوكمة الاقتصادية وتعمل معاً في دورة مستمرة تؤثر عناصرها في بعضها بعضاً وهي: تشكيل الذاكرة، وسرد القصة، وتطوير الهوية.
مهارات التفاوض
وتطرق جوناثان باول، الدبلوماسي البريطاني الذي عمل كبيراً لموظفي رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، في جلسته إلى المراحل الأساسية للتفاوض التي تشمل مرحلة الاستعداد الذي يؤدي إلى بدء المفاوضات، ومرحلة التعامل معها، وأخيراً مرحلة الاتفاق وإنهاء المفاوضات، مشيراً إلى أن امتلاك القادة لمهارات فن التفاوض يعد أداة قوية تحقق النجاح في القيادة والنتائج المرجوة ويساهم في بناء علاقات قوية مع فريق العمل.
وناقش باول أبرز الأمور التي ينبغي التركيز عليها أو تجنبها أثناء الاستعداد لبدء المفاوضات، وأهمية تحديد النقاط الأساسية التي لا يشملها فن التفاوض لتجنب التحديات، وضرورة وضع خطة لمسار المفاوضات ومراجعتها باستمرار، كما ركز على الأهمية البالغة لبناء الثقة بين أطراف المفاوضات وأثرها في تغيير مسار المفاوضات، بالإضافة إلى دور الوسطاء.
واختتم باول الجلسة بتعريف المشاركين في البرنامج على مجموعة من الأدوات التي تساعد في تخطي تحديات التفاوض، ومنها ما يعرف بالغموض البنّاء، الذي يتيح تجنب طرح بنود محددة قد يتسبب التركيز عليها في خلق التحديات، ومن الأدوات التي ذكرها أيضاً الاتفاق على إجراءات تساهم في حل بعض القضايا التي تعجز المفاوضات عن تقديم حل نهائي لها، بالإضافة إلى توسيع دائرة الخيارات المطروحة لتسهيل تقديم التنازلات من قبل أطراف المفاوضات بدلاً من التركيز على مطالب محددة لا يمكن تحقيقها.
كيفية بناء الثقة
واستضافت ورش العمل التدريبية رولف ماير، وزير سابق في جنوب أفريقيا، حيث استعرض تجربته الشخصية وذكر 3 عوامل رئيسية لنجاح المفاوضات وهي الشمولية وعدم ترك أي أطراف على الهامش، وتعلم كيفية بناء الثقة بين أطراف المفاوضات، وتحمل مسؤولية عملية المفاوضات والمبادرة لإنجاحها.
وأشار ماير إلى أن دبي ودولة الإمارات حظيتا بقيادات ملهمة ساهمت في ترسيخ ريادتهما الاقتصادية عالمياً، مثلما ساهم مانديلا في تحول جنوب أفريقيا، مؤكداً أن سمات العطاء والكرم التي عُرف بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والفكر الريادي الذي يتحلى به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هي من أهم سمات القائد الناجح.
وأشاد ماير بالرؤية المستقبلية التي تنتهجها قيادة دولة الإمارات وساهمت في تقدمها، داعياً المشاركين في البرنامج إلى الاستفادة من الفرص والمزايا التي تتيحها دولة الإمارات.
تدريبات عملية
في جلسة تفاعلية قدمها سامح بدير، أستاذ علوم القيادة وفن التفاوض في المعهد الدولي للتطوير الإداري (IMD)، خضع المشاركون لتدريبات عملية حول إدارة الأزمات الاقتصادية.
وقال بدير إن إدارة الأزمات الاقتصادية وقيادة الفريق وفن التفاوض تقوم على الحوار، وبناء العلاقات، مركزاً من خلال حديثه على أهمية تحقيق التوازن بين أسلوب القيادة الجريء (الذي يجمع بين الذكاء والثقة) وأسلوب القيادة الهادئ (الذي يجمع بين التعاطف والتواضع)، مشيراً إلى أن دبي وقيادتها تشكل مثالاً حياً على الإدارة الناجحة للأزمات الاقتصادية في المنطقة والعالم خلال العقود الماضية.
وتعرف المشاركون، خلال الجلسة، على أهمية إرسال الإشارات المناسبة للطرف الثاني في المفاوضات، مثل دقة المواعيد والثقة في تقديم العروض وغيرها، بالإضافة إلى أهمية تفعيل وساطة أطراف خارجية تساهم في تعزيز مصداقية المفاوضات.
كما ركز سامح بدير، على استراتيجيات خلق القيمة في سياق عقد الصفقات، حيث سلط الضوء على عدد من النقاط التي ينبغي تجنبها خلال مفاوضات عقد الصفقات، ومنها عدم الخلط بين المشاعر ومنطق الأعمال، أو الخضوع لقبول العروض قبل أوانها.
وسلطت جلسته الضوء على أهمية بناء العلاقات وتطويرها كعامل أساسي لنجاح المفاوضات، واستكشف المشاركون أساسيات تطوير رأس المال الاجتماعي، الذي اعتبره بدير سمة أساسية يتمتع بها المفاوض المتميز.
وخضع المشاركون، خلال الجلسة، لسلسلة من التدريبات التفاعلية حول كيفية اختيار أساليب المفاوضات التكتيكية بناء على عوامل محددة منها ما يعرف باسم (BATNA) أو أفضل بديل للاتفاقية التي يتم التفاوض بشأنها، وعروض تعزيز القيمة، وتوظيف سلطة الجهة المسؤولة عن اتخاذ القرار، كما تعرف المشاركون على كيفية إدارة التنازلات التي قد يتطلب الأمر تقديمها خلال المفاوضات.
ونفذ المشاركون في البرنامج تدريباً عملياً لإجراء المفاوضات التجارية تبعه نقاش موسع لأبرز نقاط القوة والضعف.
كما تشهد ورش العمل التدريبية تنظيم عدد من الجلسات يتحدث خلالها عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي، وجويل نزالي، عضو مجلس إدارة عدد من الشركات العالمية، وماثيو أغاروالا، مدير مشروع اقتصاد الثروات الذي ينفذه معهد بينيت للسياسة العامة في جامعة كامبريدج، وجورج غلينوس، أحد أبرز الاقتصاديين في أفريقيا والمدير المؤسس لشركة إيكونومتريكس، ودارون أسيموغلو، أستاذ في معهد ماساسوشيتس للتكنولوجيا وثالث خبراء الاقتصاد الأكثر ذكراً في العالم، حول مهارات التفاوض على إعادة هيكلة الديون، وتحليل التكاليف والفوائد، ونمو الإنتاجية.
يشارك في ورش العمل التدريبية منتسبو «برنامج قيادات دبي الاقتصادية» وهم: علي بن زايد الفلاسي، حسن محمد النهدي، فاطمة عبدالله الشيبة، محمد سليمان السويدي، راشد عتيق المري، أسماء هادي التاجر، محمد فهد لوتاه، بسمة سيف الشامسي، ماجد سعيد عبد الغفار، عبدالله راشد دعفوس المهيري، راشد محمد علي عبد الرحمن، أحمد وليد الصوالحي، هدى سبيل عبدالله، عالية السيد محمد الهاشمي، علي محمد القاسم، د.عبدالله محمد الغافري، أسماء عبدالله الحوسني، محمد حسين بالشالات، محمد خالد القاسم، سهيل نور الله حسن، مبارك راشد الدوسري، ميرة علي الشامسي، سالم سيف الشامسي، صنعاء علي محمد، عمار علي جبر، محمد أحمد الهاشمي، عمر عبد العزيز محمد، راشد سلطان الفجير.
أفضل الخبرات
يستهدف «برنامج قيادات دبي الاقتصادية»، الذي يشرف عليه «مركز محمد بن راشد لإعداد القادة»، إعداد كوادر وطنية من القطاعين العام والخاص، مؤهلة بأفضل الخبرات الاقتصادية والقيادية العالمية والمعارف مع التركيز على مهارات قطاعات اقتصادية مستقبلية.
يستمر البرنامج لمدة 9 أشهر، حيث يخضع منتسبو البرنامج لتدريبات عملية تستهدف صناعة قادة يمتلكون فكراً ريادياً ومهارات إدارية لابتكار حلول رائدة تستطيع ترجمة الخطط الاستراتيجية إلى مشاريع قائمة على أرض الواقع. كما يتضمّن البرنامج لقاءات وخلوات تجمع بين منتسبي البرنامج وشخصيات اقتصادية عالمية، حيث يوفر البرنامج منصة للحوار تتيح للقيادات الشابة الاستفادة من خبرات وتجارب ودروس نجاح هذه النماذج.
تعمل منظومة برنامج قيادات دبي الاقتصادية على تطوير 8 كفاءات اقتصادية و8 كفاءات قيادية من خلال تقديم منهجية علمية وعملية مدروسة لكفاءات وقدرات القيادات المطلوبة للمرحلة القادمة من مسيرة نمو وازدهار إمارة دبي اقتصادياً ومواكبة المتغيرات العالمية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مركز محمد بن راشد لإعداد القادة ورشة برنامج قیادات دبی الاقتصادیة بالإضافة إلى المشارکین فی محمد بن راشد فی البرنامج خلال الجلسة على أهمیة من خلال عدد من إلى أن

إقرأ أيضاً:

أكبر عملية تجنيد.. ما الذي تخطط له روسيا؟

تسعى روسيا إلى تجنيد 300 ألف جندي بحلول نهاية هذا العام، في أكبر حملة من نوعها منذ عام 2016، وسط اتهامات من خصومها الغربيين بأنها تستعد لشن حروب أخرى في شرق أوروبا.

ويستهدف الجزء الثاني من الحملة الذي يمتد حتى ديسمبر/كانون الأول تجنيد 135 ألف مواطن روسي تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا ممن ليسوا ضمن قوات الاحتياط، بعد أن قامت موسكو بتجنيد نحو 160 ألفا في بداية العام.

وفقًا لوكالة تاس الإخبارية الروسية أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوامره للمؤسسات الحكومية والوكالات الفدرالية للقيام بحملة تجنيد كبرى تشمل الموظفين الفدراليين والعاملين في المؤسسات الحكومية، وذلك من بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ونقل مراسل صحيفة نيويورك بوست في شرق أوروبا روني رييس عن رئيس إدارة التعبئة في هيئة الأركان العامة الروسية فلاديمير تسيمليانسكي تأكيده أن الجنود المكتتبين لن يُنشروا ضمن القوات الروسية بأوكرانيا.

لكن المراسل أوضح أن مسؤولين أوكرانيين زعموا مرارًا أن هناك مجندين جددا من بين القتلى والأسرى الروس الذين يسقطون على طول خطوط المواجهة.

بوتين (وسط) أصدر أوامره للمؤسسات الحكومية والوكالات الفدرالية للقيام بحملة تجنيد كبرى (غيتي)توسيع قوام الجيش

واعتادت روسيا خلال السنوات الأخيرة أن تُجري حملات تجنيد إجباري مرتين سنويًا، في الربيع وفي الخريف، وحسب تقرير لصحيفة نيويورك بوست فمنذ بدء الحرب على أوكرانيا عام 2022 بلغ متوسط ​​تجنيد الجيش الروسي نحو 127 ألف مجند كل خريف.

وتأتي عمليات التجنيد الإجباري هذه في إطار قرار بوتين العمل على توسيع قوام الجيش الروسي ليبلغ 1.5 مليون فرد نشط بحلول عام 2026، ارتفاعًا من نحو مليون فرد.

وحسب الصحيفة فإن روسيا تعتزم تكثيف عمليات التجنيد خلال الفترة المقبلة لتحقيق هذا الهدف، ولذلك فقد أقرت الأسبوع الماضي مشروع قانون يهدف إلى إلغاء أوامر التجنيد الإجباري نصف السنوية واستبدالها بتجنيد إجباري على مدار العام لتعزيز الجيش الروسي.

إعلان

وأكد تقرير لصحيفة تلغراف البريطانية أنه منذ بداية الحرب في أوكرانيا بلغت نسبة الزيادة في عمليات التجنيد في روسيا بلغت 5% كل عام، مما سيجعل الجيش الروسي واحدًا من أكبر الجيوش في العالم.

وفي تشجيع للمواطنين الروس على الالتحاق بالخدمة العسكرية أوردت دراسة أعدها باحثون في معهد دراسات الحروب الأميركي بعنوان: "توليد القوة الروسية والتكيفات التكنولوجية" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أطلق برنامجا سماه "زمن الأبطال" يهدف إلى تكوين نخبة جديدة من المحاربين القدامى المخلصين وتعيينهم في مناصب قيادية على المستويات الفدرالية والإقليمية والبلدية.

ويرى المعهد أن بوتين يسعى من خلال هذا المشروع إلى تعزيز نفوذ المحاربين القدامى في المجتمع الروسي وتأسيس كادر من النخب العسكرية الموالية التي ستعزز مصالح الكرملين وتحميها.

روسيا تخطط لرفع عدد الجيش إلى نحو 1.5 مليون عسكري (غيتي)تعتيم على الخسائر

لكل حرب ثمنها الفادح الذي يرهق كاهل القوى المتصارعة، سواءً بالنسبة للروس، الذين يريدون مواصلة التقدم على خطوط المواجهة، أو بالنسبة للأوكرانيين الذين يحاولون مقاومتهم.

وفي حين تفرض روسيا تعتيما على خسائرها، يعتبر الجانب الأوكراني والجهات الغربية مصادر المعلومات المتوفرة عن هذه الخسائر التي غالبا ما تأتي منحازة أو مبالغا بها لضرورات حربية.

لكن في المقابل، تعكس حملات التجنيد الكبرى التي تقوم بها روسيا في إحدى دلالاتها نقصا في الكادر البشري تعانيه القوات الروسية سواء كان ذلك بفعل الخسائر الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، أو بفعل الحاجة لتغطية حملات عسكرية جديدة.

وتُظهر بيانات وزارة العمل الروسية أن الدولة دعمت توفير 152 ألفا و500 طرف اصطناعي للأشخاص ذوي الإعاقة عام 2024، ويمثل ذلك زيادة بنسبة 53% عن العام السابق، حيث تم توزيع 99 ألفا و200 ذراع وساق اصطناعية، وهو ما يمثل بدوره زيادة حادة عن 64 ألفا و800، في عام 2022.

وينقل التقرير عن وكالة "ميديازونا" الروسية المستقلة أنها حددت أسماء أكثر من 111 ألف جندي روسي قُتلوا، باستخدام السجلات الرسمية ونعي وسائل التواصل الاجتماعي وصور شواهد القبور، لكن الوكالة تعتقد أن العدد الحقيقي للقتلى أعلى بكثير.

ويوضح التقرير أن خسائر روسيا في حرب أوكرانيا أكبر بنحو 15 ضعفًا من تلك التي تكبدتها خلال حرب الاتحاد السوفياتي التي استمرت عقدًا من الزمان في أفغانستان، وأعلى بـ10 أضعاف من خسائرها في حرب روسيا التي استمرت 13 عامًا في الشيشان.

وللحفاظ على دعم العائلات المفجوعة، لجأ الكرملين أيضًا إلى تقديم تعويضات سخية لأقارب القتلى والجرحى، فحسب دراسة أجراها مركز أبحاث "ري روسيا"، خصصت الحكومة نحو 15.3 مليار دولار عام 2024 وحده لتعويض عائلات القتلى والجرحى.

وفي المقابل وحسب مراسل صحيفة الغارديان فإنه على الرغم من أن خسائر روسيا العسكرية منذ بداية حربها في أوكرانيا ظلت سرًا من أسرار الدولة، فإن من يدقق النظر ستتضح له علامات الدمار جلية من خلال ازدهار خدمات الجنازات وتزايد أعداد المحاربين العائدين إلى ديارهم بلا أذرع أو بلا أرجل.

مواصلة الحرب

يعتبر العديد من المحللين أن حملات التجنيد الكبرى التي تقوم بها روسيا دليل على نيتها مواصلة الحرب، بل وربما توسيع نطاقها.

إعلان

وتؤكد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس الماضي خلال الجلسة العامة لمنتدى فالداي الدولي مضي روسيا قدما في حربها مع الغرب.

فقد نقلت وكالة تاس عن بوتين قوله: "نحن في حالة حرب، وجميع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في حالة حرب مع روسيا، ولم تعد تُخفي ذلك.. هذا يُمثل تحديًا خطيرا، ومع ذلك فقد تكيف الجيش والدولة والصناعة الدفاعية الروسية بسرعة".

وفي السياق ذاته نقلت شبكة آر تي الروسية عن نائب المندوب الروسي لدى مجلس الأمن ديمتري بوليانسكي أن الأوروبيين يواصلون رسم روسيا على أنها عدو وهذا مسار خطير، مضيفا أن روسيا هي الدولة الأولى التي تحدت الهيمنة الغربية التي أصبحت في مهب الريح، لكن الدول الغربية لا تريد أن تدرك ذلك.

قوة بحرية

وبدورها، نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية مقالا بعنوان "مِرجل البلطيق يصل إلى درجة غليان خطيرة" اعتبرت فيه أن المواجهة العسكرية المتنامية بين روسيا وحلف شمال الأطلسي في منطقة البلطيق تُنذر بتصعيد حالة عدم الاستقرار العسكري، وانتقال المنطقة إلى صراع عسكري مفتوح.

ورأت الصحيفة أنه بعد انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، أصبح بحر البلطيق فعليًا "بحيرة تابعة للناتو"، تتمتع 9 دول من الحلف بإمكانية الوصول المباشر إلى البلطيق، بالإضافة إلى النرويج والمملكة المتحدة عبر بحر الشمال، في حين تصل إليه روسيا عبر خليج فنلندا الضيق وساحل منطقة كالينينغراد.

وأضافت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أنه في يونيو/حزيران الفائت، دخلت بحر البلطيق المدمرة الصاروخية الأميركية "يو إس إس بول إغناتيوس"، ويمكن لصواريخ توماهوك من على متنها الوصول إلى جبال الأورال، ومن هنا تأتي الأهمية الجيواستراتيجية والجيوسياسية لبحر البلطيق.

ورأت الصحيفة أن روسيا تبذل جهودا لمواجهة هذا التطور الخطير وتسعى لتكوين قوة بحرية متكاملة في بحار لا تتجمد، وفي هذا الصدد تسعى روسيا لإنشاء منطقة بحرية عميقة في خليج دفينا على البحر الأبيض.

هجوم وشيك

وفي إطار التصعيد، وتحت عنوان "يحرّضون روسيا على ضربهم بصواريخ "أوريشنيك" نشرت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" الروسية مقالا للرد فيه على توقعات بعض المحللين الأوروبيين بهجوم أوكراني وشيك وواسع النطاق على القوات الروسية.

وجاء في المقال أن المحلل العسكري البريطاني البروفيسور مايكل كلارك من قناة سكاي نيوز توقع هجوما جريئا من القوات المسلحة الأوكرانية على شبه جزيرة القرم خلال الأسابيع المقبلة، "قبل حلول فصل الشتاء".

وأضافت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" أن المحلل البريطاني يزعم أن هذه المغامرة تهدف إلى تغيير النظرة الغربية إلى القوات المسلحة الأوكرانية، مشيرًا إلى أن مسلحي نظام كييف ما زالوا يمتلكون بعض القوة النارية.

وتتابع الصحيفة أن توقعات البروفيسور البريطاني بهجمات على شبه جزيرة القرم تأتي على خلفية تصريحٍ لوزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس، دعا فيه إلى جعل شبه الجزيرة "غير صالحة للسكن"، وأكّد أن الغرب مُلزم ببساطة بتزويد كييف بأنظمة صواريخ بعيدة المدى تضمن "سحق" شبه جزيرة القرم وتدمير جسر كيرتش.

ونقلت عن مستشار الأكاديمية الروسية لعلوم الصواريخ والمدفعية المقدم أوليغ إيفانيكوف قوله: "هذه المعلومات مؤكدة موضوعيًا من خلال المعلومات الاستخباراتية المتاحة لروسيا"، مضيفا أن المصادر تشير بوضوح إلى أن النظام الأوكراني قرر اختبار صلابة القوات المسلحة الروسية. لذلك، ومن المتوقع أن يستخدم كل إمكانياته لمهاجمة شبه جزيرة القرم".

وخلص الخبير العسكري الروسي إلى أن النظام الأوكراني بهذا التصرف يُجبر روسيا على استعراض قدرات نظام صواريخ أوريشنيك للعالم مجددًا، حسب صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" الروسية.

حرب عالمية

وما فتئت روسيا تحذر الغرب من إشعال حرب عالمية، وقد وصف بوتين في المناسبة ذاتها مواقف الغرب تجاه روسيا بالعدوانية وهو ما يتجلى حسب وصفه في الملف الأوكراني وتصعيد الناتو على حدود روسيا الغربية، مضيفا أن العدوانية الغربية نجحت إلى حدِّ بعيد في دفعِ مبادراتِ ترامب لحلِّ الأزمة نحو الموتِ السريري، وإعادةِ واشنطن إلى سكة التصعيد.

إعلان

وقد تصاعدت التحذيرات مؤخرا في الأوساط الغربية بشأن غزو روسي محتمل لمناطق أخرى من أوروبا، لا سيما بعد اعتراض طائرات الناتو لطائرات مقاتلة روسية دخلت إستونيا، وبعد اختراق مسيرات ـاتهمت روسيا بإطلاقهاـ لأجواء عدد من الدول الأوروبية كان آخرها ألمانيا وبلجيكا.

وقد خلقت هذه الاختراقات حالة من الاستنفار جعلت الاتحاد الأوروبي يخصص قمته الأخيرة في كوبنهاغن للإعلان عن عملية جدار المسيرات للتصدي للتهديدات الروسية.

ونقلت صحيفة الغارديان عن خبراء أوروبيين أن تعامل الناتو مع الاختراقات الروسية لم يكن حازما وهو ما دفع روسيا إلى تكرارها وربما يدفعها إلى التفكير فيما هو أبعد.

واعتبر الخبراء أنه كان ينبغي إسقاط كل المسيرات والطائرات التي اخترقت أجواء دول الناتو، فذلك الإجراء وحده هو الذي سيدفع روسيا إلى التراجع.

مقالات مشابهة

  • المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية : نثمن الدور الذي قامت به قطر لإقرار وقف الحرب في قطاع غزة
  • منصور بن محمد يفتتح الدورة العاشرة لمعرض «إكسباند نورث ستار»
  • «جيتكس جلوبال 2025» ينطلق في دبي اليوم بمشاركة 6800 عارض
  • محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم: «إكسباند نورث ستار» يجسد تطلعات دبي في تحفيز الابتكار وصناعة الفرص
  • مصر تعلن قائمة الدول المشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام والبرنامج المبدئي
  • قمة السيسي-ترامب تتصدر جدول أعمال قمة شرم الشيخ.. تعرف على البرنامج المبدئي
  • برنامج لإعداد القيادات التنفيذية بمحافظة مسقط
  • محمد بن راشد: شكراً مكتوم بن محمد.. معكم نطمئن على مستقبل اقتصادنا الوطني
  • أكبر عملية تجنيد.. ما الذي تخطط له روسيا؟
  • محمد بن راشد يشيد بصوت الطفل عبدالرحمن الحمادي