بحث جديد يسلط الضوء على دور مصر اليونانية الرومانية في تطور علم الفلك
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
في دراسة ثقافية حديثة أعدها الباحث إيهاب سالم، كُشف النقاب عن التأثير العميق للعصر اليوناني الروماني في مصر على تطور العلوم، مع تركيز خاص على علم الفلك، وذلك في سياق التفاعل الحضاري بين الشرق والغرب الذي ميّز تلك الحقبة التاريخية.
وأكد البحث أن مصر، وخاصة مدينة الإسكندرية، شكّلت مركزًا عالميًا للعلم والمعرفة منذ تأسيسها على يد الإسكندر الأكبر عام 331 ق.
وأوضح الباحث أن علم الفلك اليوناني في مصر لم يكن منفصلًا عن الجذور المصرية القديمة، بل قام على ميراث ثري من الملاحظات الفلكية والطقوس الدينية، مثل تقسيم اليوم إلى 24 ساعة وتحديد الفصول من خلال مواقع النجوم، وهي مفاهيم طورها الكهنة المصريون منذ آلاف السنين.
وسلّط البحث الضوء على المعابد المصرية في العصرين البطلمي والروماني، مثل معبد دندرة، والتي تظهر بوضوح العلاقة الوثيقة بين الفلك والدين، حيث استخدمت الخرائط السماوية المنقوشة على جدرانها لتحديد مواعيد الاحتفالات الزراعية والدينية.
كما تناول البحث التأثير المصري على التقويم الزمني الغربي، مشيرًا إلى أن الإصلاح الذي أدخله بطليموس الثالث على التقويم المصري، بإضافة يوم كل أربع سنوات، كان الأساس للتقويم اليولياني الذي تبنته الإمبراطورية الرومانية، ولاحقًا التقويم الميلادي الحديث.
واختُتم البحث بالتأكيد على أن التلاقي الحضاري بين الفكر المصري القديم والعقلية اليونانية والرومانية لم يسهم فقط في تطوير علم الفلك، بل مهّد الطريق أمام ظهور منهج علمي منظم لدراسة الكون، جعل من الإسكندرية منارة علمية للعالم القديم.
يُذكر أن هذا البحث يأتي ضمن سلسلة دراسات ثقافية تهدف إلى إعادة تسليط الضوء على إسهامات الحضارات الشرقية في بناء المعرفة الإنسانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تطور العلوم التفاعل الحضاري الحقبة التاريخية الإسكندرية علم الفلک
إقرأ أيضاً:
آداب القاهرة تحتفل بمرور 100 عام من الدراسات اليونانية واللاتينية في مصر
نظم قسم الدراسات اليونانية واللاتينية برئاسة الدكتور سامح فاروق رئيس مجلس القسم، احتفالًا كبيرًا بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس القسم، تحت عنوان «100 عام من الدراسات اليونانية واللاتينية في مصر.. إرث عميق ومعين لا ينضب»، وذلك تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، وبإشراف الدكتورة نجلاء رأفت سالم عميدة كلية الآداب، والدكتورة دينا فتحي عبد الهادي وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
أُقيمت الاحتفالية وسط حضور واسع من الأساتذة والباحثين والأكاديميين، وعدد من الشخصيات الثقافية والدبلوماسية، تقدمهم السيد نيكولاؤس بابا غيورغيو سفير دولة اليونان بالقاهرة، الذي أعرب في كلمته عن تقديره العميق للدور الكبير الذي يقوم به هذا القسم العريق في توطيد جسور التواصل بين الحضارات ونشر الثقافة الكلاسيكية في مصر والعالم العربي على مدار قرن كامل.
من جانبها أكدت الدكتورة نجلاء رأفت عميدة الكلية، أن هذا الاحتفال يأتي تتويجًا لمسيرة حافلة بالعطاء العلمي والثقافي، مشيرة إلى عمق العلاقات التاريخية والثقافية التي تجمع بين مصر وكلٍّ من اليونان وإيطاليا، وإلى الدور الريادي الذي يضطلع به قسم الدراسات اليونانية واللاتينية في حفظ هذا الإرث العلمي والحضاري الثري وتعزيزه في الأوساط الأكاديمية.
وأوضحت الدكتورة دينا فتحي عبد الهادي أن تنظيم هذه الاحتفالية يأتي في إطار الأنشطة المتنوعة التي تنظمها كلية الآداب بمناسبة مئويتها، مؤكدة أن الكلية تسعى من خلال هذه الفعاليات إلى إبراز دورها الرائد في دعم الحوار الثقافي، وخدمة قضايا الفكر واللغة والحضارة، وربط الماضي العريق بالحاضر والمستقبل.
ويُعد قسم الدراسات اليونانية واللاتينية أحد أقدم الأقسام الأكاديمية في الجامعات المصرية والعربية، إذ أسهم منذ تأسيسه عام 1925 في تخريج أجيال من الباحثين والمترجمين والأكاديميين الذين أثروا الحياة الثقافية والعلمية في مصر والعالم العربي، ليظل القسم شاهدًا على عراقة كلية الآداب وريادتها في دعم الدراسات الإنسانية والحضارية.
اقرأ أيضاً«وطن العزة والكرامة».. جامعة القاهرة تحتفل بالذكرى 52 لانتصارات أكتوبر
رئيس جامعة القاهرة يتلقى تقريرًا عن القضايا التي فصلت فيها مجالس التأديب 2024-2025