اشتباكات دامية في باكستان وسويسرا.. ما علاقة فلسطين؟
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
شهدت مدينة لاهور، شرقي باكستان، اليوم الاثنين، اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين خلال مسيرة مؤيدة لفلسطين، أسفرت عن مقتل شرطي وإصابة العشرات من عناصر الشرطة، بحسب ما أعلنته السلطات الباكستانية.
وقال عثمان أنور، قائد شرطة إقليم بنجاب، في تصريح لوكالة “أسوشيتد برس” (A.P)، إن الاشتباكات اندلعت عندما أطلق متظاهرون النار على قوات الأمن، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف الشرطة، بينهم شرطي قُتل وعدد آخر أصيب بجروح متفاوتة.
الاحتجاج نظمه حزب “حركة لبيك باكستان”، وهو حزب ديني معروف بمواقفه المتشددة، في إطار ما وصفه بـ”المسيرة الطويلة” دعمًا لفلسطين، والتي انطلقت الجمعة الماضية من شرق باكستان، وكان المشاركون فيها ينوون السير من لاهور إلى العاصمة إسلام آباد.
في المقابل، أصدر الحزب بيانًا أشار فيه إلى وقوع قتلى وجرحى بين صفوف المتظاهرين، لكنه لم يُقدَّم تأكيد رسمي حول هذه المزاعم من قبل السلطات. كما بث الحزب عبر حساباته مقاطع فيديو تُظهر احتراق مركبات، من بينها شاحنة قال إنها كانت تقل مسؤولين حزبيين أثناء المواجهات.
حتى الآن، لم تصدر الحكومة الباكستانية بيانًا رسميًا شاملاً حول الاشتباكات، كما لم تُعرف بعد الإجراءات التي ستتخذها السلطات لاحتواء التصعيد، خصوصًا مع إعلان الحزب عزمه مواصلة المسيرة نحو إسلام آباد.
اشتباكات عنيفة في برن خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين تُصيب الشرطة والمتظاهرين
شهدت العاصمة السويسرية برن اشتباكات عنيفة خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين ورافضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أسفرت عن إصابة 18 شرطياً وعدد من المتظاهرين، وفق ما أعلنت الشرطة اليوم الأحد.
وأوضحت الشرطة أن نحو خمسة آلاف شخص شاركوا في التظاهرة التي لم تحصل على تصريح مسبق، واندلعت المواجهات عندما حاولت قوات الأمن تقييد حركة المحتجين الذين رشقوا عناصر الشرطة بالحجارة والمقذوفات.
وردّت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين، وتم توقيف شخص واحد على الأقل.
وأشار نائب قائد شرطة كانتون برن، مايكل بيتشن، إلى أن “سلوك بعض المتظاهرين أجبر الشرطة على استخدام إجراءات قسرية”، مضيفًا أن أكثر من 50 مبنى تعرضت لتحطيم نوافذ وكتابة شعارات مؤيدة لفلسطين، ما قدّرته هيئة الإذاعة السويسرية بملايين الفرنكات.
وجاءت هذه الاشتباكات في ظل صمود وقف إطلاق النار في غزة لليوم الثالث على التوالي، مع استعدادات لعملية تبادل الأسرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قبيل خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقب أمام الكنيست الإسرائيلي.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أحداث غزة احتجاجات الجيش الباكستاني باكستان باكستان وغزة مظاهرات مؤیدة لفلسطین
إقرأ أيضاً:
ما الخطوة التالية بعد الاشتباكات العنيفة بين باكستان وأفغانستان؟
نشر الكاتبان بموقع الجزيرة الإنجليزية ياشراج شارما وعبيد حسين تقريرا مطولا عن الاشتباكات التي جرت بين باكستان وأفغانستان وسبب اشتعالها وآخر مستجداتها وعلاقة الدول الخارجية بها، خاصة دول المنطقة والدول المعنية، وما يُتوقع لهذا النزاع بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
وأشار التقرير إلى تبادل قوات البلدين إطلاق النار المميت في عدة مواقع على طول الحدود بينهما، وزعم كل منهما الاستيلاء على نقاط حدودية وتدمير أخرى، وقتل عشرات الأشخاص من الطرف الآخر، في واحدة من أسوأ المواجهات الحدودية منذ سنوات.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من عميل إلى موظف في الجيش.. قصة غريبة لجاسوس اخترق الموسادlist 2 of 2طالبة من غزة تحرم من السفر إلى بريطانيا لسبب غريبend of listسبب اشتعالهايوم الخميس الماضي (9 أكتوبر/تشرين الأول)، وفقا للتقرير، هزّت العاصمة الأفغانية كابل أصوات انفجارين، بينما وقع انفجار ثالث في سوق مدني بولاية باكتيكا الحدودية، وفقا لما أعلنته وزارة الدفاع التابعة لحكومة طالبان يوم الجمعة.
وأشار الكاتبان إلى أن كابل اتهمت إسلام آباد بانتهاك "سيادة الأراضي الأفغانية"، بينما لم تنفِ باكستان بشكل مباشر مسؤوليتها عن التفجيرات، لكنها طالبت أفغانستان بكبح نشاط مقاتلي "تحريك طالبان باكستان".
ونقل الكاتبان عن مسؤول أمني باكستاني قوله لوكالة "رويترز" إن ضربات جوية نُفذت بالفعل، وكان الهدف منها اغتيال زعيم حركة طالبان باكستان الذي كان يسافر في مركبة داخل كابل.
ولم تتمكن شبكة الجزيرة من التحقق بشكل مستقل مما إذا كان الزعيم المستهدف، نور ولي محسود، قد نجا من الهجوم أم لا.
ولفت التقرير الانتباه إلى أن باكستان وطالبان كانتا في الماضي حليفتين تجمعهما مصالح أمنية مشتركة، لكن العلاقة بينهما أصبحت عدائية بشكل متزايد بعد أن اتهمت إسلام آباد حكومة طالبان بإيواء مقاتلي طالبان الباكستانية المتهمين بتنفيذ هجمات داخل الأراضي الباكستانية على مدى سنوات.
إعلانونقل ياشراج وعبيد عن مركز البحوث والدراسات الأمنية، ومقرّه إسلام آباد، أن عدد الوفيات المسجلة خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، بلغ ما لا يقل عن 2414 حالة، وأنه إذا استمر هذا الاتجاه، فإن عام 2025 قد يكون من أكثر الأعوام دموية في باكستان. ففي العام الماضي، قُتل ما لا يقل عن 2546 شخصا في هجمات.
واستمر التقرير في سرده قائلا إن وتيرة الهجمات كانت قد تصاعدت بعد الإطاحة برئيس الوزراء السابق عمران خان في أبريل/نيسان 2022، لافتا إلى أن حكومة خان كانت قد شاركت حركة طالبان الأفغانية في جهود لإقناع طالبان الباكستانية بوقف إطلاق النار، لكن هذا الاتفاق انهار لاحقا خلال فترة حكم خان، وإن كانت وتيرة الهجمات حينها أقل حدة.
ومع مرور الوقت، يقول التقرير إن العلاقات تدهورت أكثر، إذ كثّفت إسلام آباد استخدام الضربات الجوية داخل الأراضي الأفغانية لاستهداف مخابئ تقول إنها تُستخدم من قبل مقاتلي طالبان الباكستانية.
محمود جان بابر: حكومة كابل تتردد في اتخاذ أي إجراء ضد طالبان باكستان، لأنها تخشى من احتمال اندلاع تمرد كبير داخل صفوفها السبب المباشرونسب الكاتبان إلى محللين قولهم إن الارتفاع الأخير في هجمات طالبان الباكستانية ضد الجنود الباكستانيين كان السبب المباشر للاشتباكات الدامية.
ونقَلا عن محمود جان بابر، المحلل السياسي والأمني المقيم في بيشاور قوله إن هجمات طالبان الباكستانية، بما في ذلك التفجيرات الانتحارية، أجبرت باكستان على الرد عسكريا داخل أفغانستان.
وأضاف بابر، أن حكومة كابل تتردد في اتخاذ أي إجراء ضد طالبان باكستان، لأنها تخشى من احتمال اندلاع تمرد كبير داخل صفوفها، إذ قد ينضم مقاتلوها، وعناصر من طالبان الأفغانية، إلى بعضهم، أو ما هو أسوأ من ذلك، قد ينضمون إلى ما يُسمّى تنظيم الدولة الإسلامية -ولاية خراسان.
مواقف الدول ذات العلاقةثم دلف التقرير إلى تأثير هذه التوترات على دول المنطقة، مشيرا إلى أنها أثارت القلق، إذ تأتي في وقت تشهد فيه جنوب آسيا تغيرات سريعة في الديناميات الأمنية والعلاقات السياسية.
وأورد أن كلا من إيران ودولة قطر والمملكة العربية السعودية دعت الطرفين إلى التحلي بضبط النفس وإعطاء الأولوية للحوار والدبلوماسية، والعمل على احتواء الخلافات بطريقة تساعد على خفض التوتر وتجنب التصعيد، وتسهم في إحلال السلام والاستقرار الإقليمي.
أما الهند، التي استضافت خلال الأيام الماضية وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي في أول زيارة له إليها، وفقا للكاتبين، فلم تعلق بعد على هذه الاشتباكات، مما دفع إسلام آباد للارتياب في انخراط نيودلهي مع طالبان.
ونسب التقرير إلى إبراهيم بحيس، المحلل البارز المقيم في كابل لدى مجموعة الأزمات الدولية، قوله إن الترحيب الحار الذي حظي به متقي في الهند "ربما كان أحد العوامل التي دفعت الجيش الباكستاني في نهاية المطاف إلى التصعيد الكبير الذي شهدناه".
هل تتصاعد هذه الاشتباكات؟وأشار محللون أمنيون ودبلوماسيون سابقون، بحسب التقرير، إلى أن كلا الجانبين يفضلان تجنب تصعيد الموقف، إذ استبعد عاصف دوراني، السفير الباكستاني السابق والممثل الخاص لدى أفغانستان، احتمال تطور هذا الاشتباك إلى أمر أكبر وأكثر خطورة.
وأضاف دوراني، في حديثه للجزيرة، أن أفغانستان لا تمتلك أي قدرة عسكرية تقليدية بالمقارنة مع باكستان، موضحا أن حرب العصابات ليست كالحرب النظامية، فالأخيرة نوع مختلف تماما من القتال، وتتفوق باكستان فيه تفوقا كبيرا على أفغانستان.
إعلانوقال إبراهيم بحيس إنه يعتقد أن الأولوية لكل من إسلام آباد وكابل هي تخفيف التوتر. وأضاف أن كلا الجانبين لا يريد تصعيدا كبيرا على حدوده، إذ إنهما يواجهان بالفعل عدة مشاكل داخلية.
ويرى بابر أن على الجانبين الانخراط في المسار الدبلوماسي، قائلا إنها الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها إيجاد سبيل لحل الخلافات، مشيرا إلى أن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار التقى نظيره الأفغاني عدة مرات هذا العام، وتعهد الطرفان بعدم القتال.
وأضاف بابر أن كل طرف في هذا النزاع لديه مجموعة أصدقاء مشتركة مع الطرف الآخر، لا سيما الصين ودول أخرى إسلامية، كما أن الصين وروسيا أيضا لا ترغبان في تصعيد الوضع على هذه الحدود، وستدعوان الطرفين للعودة إلى طاولة المفاوضات، لذلك لا يعتقد بابر أن هناك تصعيدا إضافيا سيحدث.
لكن دوراني قال إن حركة طالبان الباكستانية تبقى العقبة الجوهرية في العلاقات المتوترة بين البلدين، إلا أن الحكومة الأفغانية ترفض الاعتراف بوجودهم داخل أراضيها، مشيرا إلى أن الأوضاع ستظل متوترة طالما بقي هذا العامل المزعج قائما.