يعد مشروع سد باتوكا للطاقة الكهرومائية -الذي يقع على نهر الزمبيزي بين زامبيا وزيمبابوي– لإنتاج 2.4 غيغاوات منارة مستقبلية. وتتولى سلطة نهر الزمبيزي -المملوكة بالتساوي لحكومتي البلدين- مسؤولية تنفيذ وتشغيل وصيانة المنشأة.

وتم توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين في فبراير/شباط 2012، وبدأت أعمال البناء بالمشروع بتكلفة تقدر بنحو 4 مليارات جنيه إسترليني (5.

2 مليارات دولار)، مع توقعات بإتمام البناء عام 2030.

ومن المنتظر أن تنتج المنشأة -بمجرد الانتهاء منها- أكثر من 10 آلاف غيغاوات ساعة سنويا من الكهرباء، تُقسم بين البلدين، مما سيعزز تعاون زامبيا وزيمبابوي في مجال الطاقة المستدامة.

تفاصيل المشروع

ويتم إنشاء السد بتصميم قوسي من الخرسانة المدموكة، ويبلغ ارتفاعه نحو 181 مترا وطوله 720 مترا، ويتضمن بناء محطتي طاقة، كل منها مزودة بـ6 توربينات هيدروكهربائية تبلغ قدرة الواحدة 200 ميغاوات.

وتعتبر المحطات مثالا للتكنولوجيا المتقدمة في مجال الطاقة الكهرومائية، مع سد فائض يضم 12 بوابة شعاعية للتحكم في تدفق المياه. وتم تصميم السد لتحمل ضغط تصريف يصل إلى 20 ألف متر مكعب في الثانية، مما يؤكد قدرته العالية على التحكم في الموارد المائية، وفق مراقبين.

وتعتمد المنشأة على نظام تجميع المياه بمساحة 508 آلاف كيلومتر مربع. وتُنقل هذه المياه عبر أنفاق بطول 4.2 كيلومترات إلى المحطات لتوليد الطاقة.

نساء يجمعن المياه من خزان قدمته الحكومة لتوفير المياه الصالحة للشرب في لوساكا في زامبيا (غيتي) فوائد اقتصادية كبيرة

وفي عام 2019، فاز تحالف يضم شركة بناء الطاقة الصينية وشركة جنرال إلكتريك الأميركية بعقد لتنفيذ مشروع محطة الطاقة الكهرومائية باتوكا جورج، بطاقة 2400 ميغاوات، وفق نموذج التمويل بناء وتشغيلا ونقلا، وذلك قبل إعادة التفاوض على المشروع لوجود عدة عقبات، منها تداعيات جائحة كورونا (كوفيد-19) والصعوبات المالية التي واجهتها، على أن يتم تقاسم الطاقة المولدة بالتساوي بين زيمبابوي وزامبيا.

وفي هذا السياق أفاد زيمو سودا، رئيس مجلس وزراء سلطة نهر الزمبيزي ووزير الطاقة في زيمبابوي، بعد المؤتمر الافتراضي الـ38 لمجلس الوزراء لصحف محلية، بأن المشروع سيوفر أكثر من 4 آلاف فرصة عمل مباشرة و6 آلاف أخرى غير مباشرة، ومن المتوقع أن يولد إيرادات تزيد على 750 مليون دولار سنويا.

وستتولى سلطة نهر الزمبيزي، المؤسسة المشتركة بين حكومتي زامبيا وزيمبابوي، مسؤولية إدارة وصيانة السد الكاريبا وتنمية البنية التحتية على طول نهر الزمبيزي. وهي السلطة التي تشرف على تنفيذ مشروع السد، بقيادة مجموعة بنك التنمية الأفريقي لترتيب التمويل.

ويُتوقع أن يسهم المشروع بشكل كبير في تلبية احتياجات الطاقة للبلدين، وأن يوجه الفائض من الكهرباء إلى شبكة الطاقة الجنوب أفريقية، مما يعزز التكامل الإقليمي في مجال الطاقة لمنطقة جنوب القارة كلها.

المشروع الذي يعتبر جزءا من مبادرة مشتركة بين زامبيا وزيمبابوي لتعزيز الاستقلال الطاقي وتعزيز البنية التحتية الإقليمية، يتضمن بناء مرافق إضافية كنفق تحويل، وساحات تحويل، وخطوط نقل، ومساكن للعاملين ومكاتب لسلطة نهر الزمبيزي، مما يوفر بيئة عمل متكاملة لتشغيل وصيانة المنشأة الكهرومائية.

جسر كازونجولا بالقرب من حدود بوتسوانا وناميبيا وزامبيا وزيمبابوي على نهر زامبيزي له أهمية اقتصادية (الأناضول) التحديات والعوائق

وقال نيمبي تشابيشامانو، المختص بالأعمال والمُهتم بتطورات الطاقة والبنية التحتية في أفريقيا، إن سد باتوكا جورج للطاقة الكهرومائية، الذي يُخطط لإنشائه على نهر الزمبيزي واجه تحديات بيئية واقتصادية ملحوظة. وسلط تشابيشامانو في حديث للجزيرة نت الضوء على هذه التحديات بشكل خاص خلال كورونا (كوفيد-19) في عام 2020، حيث أُعيد طرح مناقصة المشروع عبر الإنترنت. وخلال هذه الفترة، أثيرت شكوك حول القابلية الاقتصادية للمشروع من قبل خبراء التغير المناخي وفقا له.

وعليه تم إعداد تقرير تقييم الأثر البيئي والاجتماعي وتحديث الدراسات الهندسية التي بدأت عام 1993. وعرض التقرير للجمهور في مارس/آذار 2020 جزءا من الاستشارة العامة التي اختتمت في 25 يناير/كانون الثاني 2021، وفقا للمعايير البيئية للدول المعنية. ثم أجرى لاحقا ستوديو بيترانجيلي الإيطالي الدراسات الفنية للمشروع، في حين قامت شركة إدارة الموارد البيئية "إي آر إم" (ERM) البريطانية بتقييم التأثير البيئي.

ونتيجة للمراجعة المستفيضة وضرورة استيفاء الشروط القانونية والبيئية، لم تأت الموافقة النهائية على بناء المشروع من الأمم المتحدة إلا في الربع الأخير من عام 2023.

آفاق مستقبلية

وفي تصريح لوكالة بلومبيرغ، أوضح منيارادزي منوداوافا، الرئيس التنفيذي لسلطة نهر الزمبيزي، أن المنطقة الأفريقية الجنوبية تعاني حاليا من جفاف شديد بسبب نمط الطقس النينو، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء وتأثيره السلبي على العائلات ذات الدخل المنخفض.

ومن هنا قد يكون مشروع باتوكا للطاقة الكهرومائية بمثابة استجابة لهذه الأزمة، حيث سيسهم في توليد طاقة إضافية خلال فترات الذروة وتخزين المياه في سد كاريبا للاستخدام خلال الموسم الجاف، مما يعزز القدرة الإنتاجية للطاقة لزامبيا وزيمبابوي، ويخفف من المشاكل الهيدرولوجية المحتملة.

أما تشابيشامانو، فقد خَلُصَ فيه ختام حديثه مع الجزيرة نت، إلى أن محطة باتوكا جورج للطاقة الكهرومائية تمثل نقطة تحول في تاريخ التنمية الاقتصادية والطاقية في زامبيا وزيمبابوي وفي منطقة جنوب أفريقيا ككل. وبقدرتها الإنتاجية الكبيرة وتقنياتها المتطورة، تُوفر المحطة حلا مستداما لتحديات الطاقة في المنطقة، معززة بذلك النمو الاقتصادي وتحسين الاستقرار الاجتماعي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات للطاقة الکهرومائیة

إقرأ أيضاً:

«أيميا باور الإماراتية» تشارك في توسعة محطة تحلية المياه في المغرب

أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت شركة «أيميا باور» الإماراتية، إحدى أسرع شركات الطاقة المتجددة نمواً في المنطقة، عن مشاركتها في تنفيذ مشروع توسعة محطة تحلية المياه في مدينة أغادير بالمملكة المغربية الذي تنفذه مجموعة المرافق الإسبانية «كوكس» المتخصصة في مرافق المياه والطاقة.

أخبار ذات صلة "الشارقة الإسلامي" يعزز ثقافة الادخار لدى الأجيال الناشئة «نزالات قوية» بين «المحترفين» في «أبوظبي العالمية للجرابلينج»

ويصل حجم استثمار المشروع إلى 250 مليون يورر ما يعادل 288 مليون دولار، وسيضيف مشروع التوسعة الذي سيتم الانتهاء منه في عام 2027 نحو 125 ألف متر مكعب من المياه يومياً إلى الطاقة الانتاجية الحالية للمشروع لترتفع إلى 400 ألف متر مكعب من المياه يومياً، ما يعني توفير مياه الشرب لمليوني شخص، وري 13.6 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، في واحدة من أكثر المناطق تضرراً من شح المياه.
وسيتم إمداد محطة تحلية المياه بالطاقة اللازمة لتشغيلها من محطة توليد الطاقة بالرياح في منطقة العيون التي تنفذه وستقوم بتشغيله «أيميا باور» بطاقة انتاجية تبلغ 150 ميغاوات حيث من المتوقع بدء الانتاج لهذه المحطة في عام 2027.
وبمجرد تشغيل محطة أغادير لتحلية المياه، ستصبح أول محطة تحلية مياه للشركة في شمال أفريقيا، وواحدة من أكبر محطات تحلية المياه في أفريقيا.
وقال حسين جاسم النويس رئيس مجلس إدارة «أيميا باور»، إن الشركة تواصل تحقيق النجاحات والمشاريع التي تدعم التنمية المستدامة في مختلف دول العالم وبالذات تلك الدول التي تسعى إلى زيادة اعتمادها على مصادر الطاقة المتجددة ورفع كفاءة قطاع المياه، مؤكداً أن المشاركة في تنفيذ مشروع توسعة المحطة عبر منصة تحالف كفاءة المياه «Water Alliance Ventures» يعكس طموح الشركة في الإسهام بمعالجة تحديات المياه والطاقة من خلال حلول متكاملة، ويؤشر على ما يمكن إنجازه من خلال الشراكات طويلة الأمد من أجل التنمية المستدامة في جميع أنحاء المنطقة.
يذكر أن «أيميا باور» قد استحوذت على حصة في الشركة الإسبانية المتخصصة في حلول المياه والطاقة خلال طرح أولي للأسهم الأخيرة في أسواق المال الإسبانية بلغت 3.76% وذلك في إطار خطة إستراتيجية لإيميا باور تتضمن الدخول في مجال تحلية مياه البحر وإنتاج الهيدروجين الأخضر في الشرق الأوسط وأفريقيا لمواجهة الشح الكبير في المياه.

مقالات مشابهة

  • وفد يزور أول محطة مخصصة للتعبئة العلوية للديزل والوقود الحيوي بالدقم
  • الأشغال” تُنجز المرحلة الأولى من مشروع طريق معان
  • في خطوة تاريخية.. بدء ضخ الغاز من تركيا إلى سوريا لأول مرة بدعم أذربيجاني وقطري
  • سليم سحاب: مشروع اكتشاف المواهب في قصور الثقافة ينشط الحياة الفنية
  • «أيميا باور الإماراتية» تشارك في توسعة محطة تحلية المياه في المغرب
  • أكاديمية البحث العلمي تعلن فتح باب التقديم في مسابقة أفضل مشروع تخرج لـ طلاب الجامعات
  • حلم دام 15 عامًا: ترامب يبدأ بناء قاعة احتفالات فاخرة في البيت الأبيض
  • تدشين إعادة تأهيل مشروع بئر الغول في الراهدة
  • اجتماع موسع بمصيرة لمتابعة مشروع ميناء متعدد الأغراض
  • إنجاز 65% من مشروع شبكات توزيع المياه في عبري وبهلا